8 حالات تحتاج فيها إلى مراجعة طبيب العيون فوراً

يُعَدّ إجراء فحصٍ سنويٍّ للعينين فكرةً سديدةً دائماً، لكنَّك تحتاج في بعض الأحيان إلى رفع سماعة الهاتف وتحديد موعدٍ لإجراء زيارةٍ عاجلةٍ إلى طبيب العيون. قد تؤدي بعض أمراض العيون إلى مضاعفاتٍ خطيرة وإلى فقدان البصر وفي بعض الأحيان يطال تأثير أمراض البصر أعضاءً في الجسم غير العينين وتؤدي إلى أمراضٍ تصيب الجسم بشكلٍ عام.



علامات الإصابة بأمراض العيون:

يُعَدّ الألم دائماً من أبرز الأسباب التي تدفع الشخص إلى إجراء زيارةٍ عاجلةٍ إلى عيادة الطبيب، وهو أحد الإشارات الأساسية التي تدل على إصابة الشخص إمَّا بمرضٍ وإمَّا بالتهاب، وهما حالتان يجب أن تُعايَنا بأقصى سرعةٍ ممكنة لأنَّه كلما عُولجَت حالة الألم أو الالتهاب بسرعةٍ أكبر ازدادت فرص المريض في التعافي بشكلٍ جيد.

يُعَدّ الألم واحداً من الأسباب التي توجب عليك المسارعة -دون تباطؤٍ- إلى مراجعة طبيب العيون، لكن ثمَّة حالاتٌ طارئةٌ أخرى تصيب العينين يحتاج المريض فيها إلى تلقي رعايةٍ طبيةٍ فورية:

1- الإصابات والكدمات:

حينما يتعلّق الأمر بالعينين فإنَّ حالات الطوارئ يمكن أن تشمل مجموعةً واسعةً من الحوادث والأمراض، لكن سبب أكثر حالات الطوارئ انتشاراً يرجع إلى الحوادث.

يعني الحادث بشكلٍ عام دخول جسمٍ ما في العين، لكنَّ تأثُّر منطقة العين بإصابةٍ أو حرق يُعَدُّ حالةً تستحق أيضاً أن يُعاينها شخصٌ مختص بتقديم الرعاية للعينين. قد تسبب الإصابات الخطيرة الانتفاخ، أو الاحمرار، أو حساسيةً خفيفة، أو ازدواج الرؤية، أو الألم. يمكن أن تؤدي إصابات العين في حال لم يتلقى المصاب العلاج المناسب إلى فقدان البصر بشكلٍ جزئيٍّ أو دائمٍ حتى.

بعد أيَّة صدمة تتعرّض لها العين ضع على موضع الصدمة جسماً بارداً دون الضغط على العين من أجل تقليل الألم والانتفاخ. أمَّا حالات الألم الشديد أو انخفاض الرؤية فتحتاج إلى رعايةٍ مباشرةٍ من طبيب عيون.

إذا تعرضت عينك أو إذا تعرَّض جفنك لجرحٍ أو كدمةٍ لا تغسل عينيك ولا تحاول أبداً إزالة أيّ جسمٍ دخل إليها. غطِّ العين بجسمٍ صلب، استخدم مثلاً النصف السُفلي من كأسٍ من الورق المُقوَّى وراجع طبيب عيونٍ فوراً.

2- دخول جسم غريب إلى العين أو احتراقها بمادة كيميائية:

إذا دخلت مواد كيميائية إلى عينيك يُفضَّل أن تغسلهما بمحلولٍ ملحيّ أو بالماء مدة 15 دقيقة، وإذا كنت ترتدي عدساتٍ لاصقة حاول أن تزيلهما أوَّلاً. لا تحاول إزالة المادة الكيميائية باستعمال بعض المواد الكيميائية الأخرى ولا تضع فوقها قطعة قماش. اغسل عينيك جيِّداً ثمَّ راجع طبيباً مختصاً بالعناية بالعينين.

إذا دخل جسمٌ ما إلى عينك تجنَّب فركها وحاول إخراجه بالدموع أو اغسل عينك بمحلولٍ ملحيٍّ أو بدموعٍ صناعية. قد يُخرج ضخ المحلول الملحي من الزجاجة بشكلٍ قويٍّ ومنتظم باتجاه الجسم الغريب ذلك الجسم من السطح الخارجي للعين. إذا لم يخرج الجسم الغريب أغلق عينيك واعصبها برِفق وحاول الحصول على رعايةٍ طبية.

قد تؤدي بعض الأجسام، لا سيما المعدنية، إلى ظهور بُقَعٍ من الصدأ في العينين إذا بقيت فيها عدة أيام، فإذا لم تكن متأكداً من أنَّ الجسم خرج من العين لا تتأخر في طلب الرعاية الصحية.

إقرأ أيضاً: 7 مخاطر لإرتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم

3- التغيّرات الواضحة التي تصيب حاسة البصر:

يجب التعامل فوراً مع أيّ تغيرات مفاجئة أو واضحة تطرأ على حاسة البصر، إذ تشير هذه التغيرات في أغلب الأحيان إلى وجود خللٍ في شبكية العين أو قرنيتها يمكن أن يسبب فقدان البصر بشكلٍ دائم إذا تُرِك دون علاج. من حالات الخلل هذه انفصال الشبكية، فإذا كنت ترى وميضاً وبقعاً من الضوء و/أو بقعاً تطوف في الهواء ربما تكون الحالة التي تعاني منها هي انفصال الشبكية.

قد تكون التغيرات التي تصيب حاسة البصر أعراضاً لسكتةٍ دماغية، أو تلفٍ عصبي، أو أمراضٍ عصبيةٍ أخرى، وربما يشير الألم الذي يصيب جانبَي الرأس، والصداع، وألم الورك، وارتفاع درجة الحرارة الذي يترافق مع تشوُّش الرؤية إلى الإصابة بـ "التهاب الشريان الصدغي" (temporal arteritis) وهو مرضٌ خطيرٌ تتضخم فيه الشرايين الصدغية (temporal arteries) التي تنقل الدم إلى الرأس والدماغ أو تتعرض للتلف.

قد يسبب انتفاخ القرنية أو الأمراض التي تصيبها فقدان البصر بشكلٍ مفاجئٍ أيضاً. في جميع هذه الأمراض من المهم جدَّاً أن يخضع المريض إلى تشخيصٍ دقيق وأن يتَّبع خطة علاج.

4- احمرار العينين:

إذا احمرت عيناك ورافق ذلك الاحمرار إفرازات يجب على الطبيب أن يعاينك بأسرع وقتٍ ممكن، ومن الأفضل أن يفعل ذلك طبيب عيون. تطلب معظم مراكز الرعاية العاجلة أو الطوارئ من الأشخاص في هذه الحالة تناول المضادات الحيوية، ويقول الخبراء إنَّ هذا الإجراء يُعَدُّ ملائماً فعلاً إذا كان الشخص مصاباً بـ "التهاب الملتحمة" (Conjunctivitis) التي سببها عدوى فيروسية. يُعَدُّ التهاب الملتحمة شائعاً بين الأطفال الصغار وسببه فيروسيٌّ غالباً وينتقل عن طريق العدوى، وتُعَدُّ الفيروسات سبب 80% تقريباً من حالات "التهاب الملتحمة"، ومن المهمِّ جدَّاً أن يُعالَج المرض في مرحلةٍ مبكرة.

ثمَّة مرضٌ يُدعى (corneal infiltrates) (بقع شفافة تظهر في القرنية) قد يظهر بعد عدة أسابيع من الإصابة بـ "التهاب الملتحمة" ويجب عى المصابين به أن يتلقوا العلاج حتى يتجنَّبوا تضرر حاسة البصر.

قد يتم الخلط بين "التهاب الملتحمة" وأمراضٍ أشدَّ خطراً مثل "التهاب العنبية" (uveitis) أو "التهاب القرنية بفيروس الهربس البسيط" (ocular herpes) اللذين يمكن أن يشكلا خطراً يهدد حاسة البصر. عند احمرار العينين يجب على الحالة أن تُقوَّم قدر الإمكان من قِبَل أخصائي عناية بالبصر يستطيع التمييز بين أنواع التهاب الملتحمة ووصف الدواء المناسب لكلّ نوع.

5- تفاوُت الحدقتين:

إذا كان حجم حدقة إحدى عينيك مختلفاً عن حجم حدقة العين الأخرى ربما تعاني من "تفاوت الحدقتين" (anisocoria). قد يكون المُصاب بهذا المرض مصاباً به منذ الولادة (وفي هذه الحالة يكون مرضاً حميداً) أو قد يُصاب به الشخص خلال حياته نتيجة تعرض العين لصدمةٍ مباشرةٍ أو نتيجة حالةٍ مَرضيَّةٍ غير ظاهرة. قد يكون "تفاوت الحدقتين" عَرَضاً لعدة أمراض من بينها الصدمات التي تصيب الرأس أو غيرها من الأمراض الناجمة عن أسبابٍ عصبية مثل السكتات الدماغية أو الأورام التي تصيب المُخ، لذلك إذا رأيت اختلافاً ملحوظاً بين حجمي حدقَتَي عينيك، سواءً كان الاختلاف موجوداً بشكلٍ دائمٍ أم يظهر أحياناً ويختفي أحياناً أخرى، يجب على طبيب العيون أن يُعاين حالتك.

6- جحوظ العينين:

ثمَّة العديد من الأمراض التي تؤدي إلى جحوظ العينين بعضها أخطر من البعض الآخر. يمكن أن يؤدي تعرُّض "محجر العين" أو وجود خللٍ في الأوعية الدموية الموجودة خلف العين إلى جحوظ العينين، وقد يشير جحوظ العينين أيضاً إلى إصابة الغدة الدرقية بمرضٍ يُدعى "داء غريفز" (Graves' disease) أو إلى وجود مشاكل في "محجر العين" مثل الالتهابات، أو الأورام، أو الأمراض الجرثومية.

تُعَدُّ الأمراض الجرثومية التي تؤدي إلى جحوظ العينين حالاتٍ تستدعى التدخل العاجل. فمثلاً إذا لم يُعالج مرضٌ عَرَضه انتفاخٌ شديدٌ في جفن العين مثل "التهاب الهلل المحيط بالمحجر" (preceptal cellulitis) من المحتمل أن يؤدي هذا إلى انتقال المرض من محجر العين إلى الدماغ، مؤدِّياً إلى الإصابة بمرضٍ يُعرَف باسم "التهاب الهلل المحجري" (orbital cellulitis)، وهو مرضٌ يهدد بالإصابة بفقدان البصر.

7- الصُداع، أو المياه الزرقاء، أو الأمراض التي يعاني منها أفراد الأسرة:

يقول أحد الأطباء إنَّه عاين مؤخراً حالةً مثيرةً للقلق، حيث كان ثمَّة امرأة تشعر بالضغط وبصُداعٍ خفيفٍ مزمنٍ في جبهتها، وقد كانت تمتلك دائماً حاسة بصرٍ جيدة لكنَّها لم تُجرِ فحص عيونٍ عند أخصائيٍّ قَط. أظهر اختبار مجال الرؤية الذي أجرته المرأة معاناتها من ضررٍ كبيرٍ ناجمٍ عن المياه الزرقاء، وكان ذلك الضرر غير قابلٍ للإصلاح. أنكرت المرأة في البداية وجود أيّ أشخاص مصابين بالمياه الزرقاء بين أفراد العائلة لكن حينما تكلَّمَت مع أبويها علمَت أنَّ كليهما كانا يُعالَجان من المياه الزرقاء وأنَّهما لم يخبرا أولادهم بذلك أبداً.

العِبرة المُستفادة من هذه القصة هي التحذير من تجاهل الأعراض التي تظهَر على العينين، وهي تُعَدُّ درساً مهمَّاً يعلِّمنا أن نتحدث مع أفراد العائلة عن المشاكل الصحية التي يعانون منها. يجب على كلّ شخصٍ أن يعرف بشكلٍ مفصَّل الحالات المَرضية التي يعاني منها أفراد العائلة، وأن يتحدّث مع والديه عن ذلك بشكلٍ دائم، وأن يفحص عينيه بانتظام. حينما تُكتَشَف المياه الزرقاء مبكراً تكون الحالة قابلةً للعلاج ويَقِلُّ احتمال تضرر البصر.

إقرأ أيضاً: مرض الساد – أسبابه – أعراضه -علاجه

8- حينما تظهر عليك هذه الإشارات التحذيرية:

إضافةً إلى الحالات السبع المذكورة في الأعلى يوصي الخبراء الأشخاص بالبحث عن الرعاية الصحية إذا كانوا يعانون من:

  • الشعور بإحساسٍ حارق أو لاذعٍ في العينين.
  • عدم تحرك إحدى العينين مثل الأخرى.
  • انخفاض القدرة على الرؤية أو الرؤية المزدوجة.
  • التحسس من الضوء.
  • وجود كدمات و/ أو نزيف حول العينين.
  • وجود آثار دماء على بياض العينين.
  • خروج إفرازات من العينين.
  • الإحساس بحكّة شديدة في العينين.
  • الإحساس حديثاً بألمٍ في الرأس أو الصُداع الشديد.

تُعَدُّ العين من أكثر الأعضاء حساسيةً في الجسم، لذلك لا بُدَّ لك من أن تراجع الطبيب إذا ظهرَت عليك أيّاً من الأعراض المذكورة في الأعلى لأنَّها قد تكون إشاراتٍ تَدُلُّ على إصابتك بأمراضٍ خطيرةٍ في بعض الأحيان.

 

المصدر




مقالات مرتبطة