8 أمور يجد فيها الناس السعداء السلام

بين الحب في قلبك، والأفكار في عقلك، ثمَّة مكان ينعم بالسعادة والسلام، ستجده حالاً عندما تبحث في الأمور الآتية:



1. التقبُّل:

الحياة سلسلةٌ متواصلةٌ من الأحداث الطبيعية والتغيُّرات، فلا تقاومها، فرفضها لا يساهم سوى بإثارة مشاعر التوتر التي لا ضرورة لها؛ لذا أفسِح المجال لواقع هذه الأحداث والتغيرات، ودعها تحدث فحسب، أو كما سبق وقال الشاعر الأمريكي "هنري وادزورث" (Henry Wadsworth): "لأنَّه وبعد كل شيء، فأفضل ما يمكن أن يفعله المرء عندما تمطر السماء، هو أن يدعها تمطر".

التقبُّل يعني التخلِّي والسَّماح للأشياء أن تكون على طبيعتها الحقيقية؛ فإنَّه لا يعني ألا تهتم بتحسين واقع الحياة؛ بل أن تُدرك فقط أنَّ الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكُّم به هو نفسك، هذا الفهم البسيط هو أساس التقبُّل، وبوجود التقبُّل فقط يمكن أن يحدث سلام وتطوُّر.

2. فضاء داخلي صادق:

أنت لديك طريقتك الخاصة في العيش، وبالنسبة إليك، فإنَّ هذه الطريقة صحيحةٌ بالمطلق، فقدِّرها، وواحد من أكثر مصادر السلام تأثيراً، هو ببساطة أن تكون مرتاحاً مع من أنت حقاً، وألَّا تبدِّل واقعك من أجل تأدية دورٍ ما، وألَّا تقايض حقيقتك بفعلٍ ما، وألَّا تتنازل عن حريتك في التفكير، وألَّا ترتدي قناعاً.

لا يمكن أن يحدث السلام في حياتك الخارجية قبل أن تحقِّق سلامك مع نفسك، وتكون على طبيعتك، ليس ذلك بالأمر السهل دائماً، ولكن مهما كانت كلفته، فلا شيء أغلى وأكثر قيمةً من امتياز امتلاك روحٍ داخليةٍ.

3. عقلية التسامح:

عندما يؤذيكَ أحدهم، فمن الصعب أن تكون مسالماً، لكنَّك تفعل ذلك بجميع الأحوال؛ لأنَّك تعلم أنَّ السلام هو المعركة الوحيدة التي تستحق أن تخوضها، فالسلام جميلٌ؛ إذ إنَّه تجسيد لشعورك بالحب، وهو أفضل حل للوصول إلى مستقبل أكثر إشراقاً.

يصعب أحياناً أن تكون مسالماً، أكثر من أن تكون غاضباً أو حاقداً، فالمسالمة تتطلَّب منك أن تظلَّ هادئاً، وتتخلَّى عن الألم، وتتطلَّب منك أن تسامح وتمضي قدماً، فأنت لا تفعل هذه الأشياء فقط من أجل الشخص الذي جرحك، ولكن من أجل سعادتك وراحة بالك.

شاهد بالفيديو: 9 نصائح تساعدك في الوصول إلى السلام الداخلي

4. التقدير:

إن كنت تظن أنَّك ستكون سعيداً أخيراً بامتلاكك ضعف كمية ما تملكه الآن، سواء في الوقت، أم في المال، أم في الأصدقاء، أم في السيارات، أم في الأحذية الأنيقة وما إلى ذلك، فأنت مخطئٌ للأسف؛ لأنَّك إن لم تكن سعيداً بما لديك بالفعل، فلن تكون أسعد بأي شكل من الأشكال عندما تتضاعف كميته.

يقول الفيلسوف اليوناني "سقراط" (Socrates): "القناعة ثروة طبيعية، والترف فقر مُفتعل"؛ لذا لا تضع كل سعادتك بالتغاضي عن كل ما لديك لصالح كل ما تتمنَّاه، فإن فعلت هذا فلن تمتلك يوماً ما يكفي، وعوضاً عن ذلك، قدِّر النعم التي تملكها بالفعل، وستجد حالاً مزيداً من الأسباب التي تدعوك للابتسام.

5. لحظات من الخلوة الهادفة:

يجب عليك أن تتوقف على الأقل مرةً في اليوم، وأن تمضي بضع لحظاتٍ وأنت تتنفَّس بصمت، استثمر هذه اللحظات لتفكِّر، وتفصُل بوعي الماضي عن الحاضر والمستقبل، فيمكن للمسؤوليات والالتزامات والأعمال غير المنتهية والعائلة والأصدقاء أن ينتظروا قليلاً، في حين تخصِّص هذه اللحظات لنفسك.

أنت تستحق هذا الوقت بوصفه استراحةً، وتستحق أن تفكِّر بسلام، بعيداً عن الضغوطات الخارجية، وألَّا يكون لديك مشكلات لحلها، أو أناس لإسعادهم، فأحياناً يجب أن تخصِّص وقتاً لنفسك، بعيداً عن العالم المضطرب الذي تعيش فيه، والذي لا يخصص لك وقتاً.

إقرأ أيضاً: لماذا عليك تخصيص وقت خاص لنفسك؟

6. علاقة حب متبادَل:

عندما تحب أحداً ما فإنَّك تفهمه، ليس بالضرورة أن تفهم ما الذي يفكِّر فيه تحديداً، لكنَّك تفهم السبب الذي يدعوه لهذا التفكير، وهو بدوره يفهم هذا الشيء عنك، فهذا الفهم المتبادل ثمين جداً؛ لأنَّ البشر يشعرون بالراحة عندما يُفهمون.

يعزِّز الفهم الراحة العاطفية والانتماء، فعندما يشعر من تحبهم أنَّك تفهمهم، تغمرهم الحرية، ويُعبِّرون عن أنفسهم داخل الملجأ الذي توفِّره روحك وذاتك الداخلية؛ إذ يتم التواصل الحقيقي، ويتحقَّق السلام الحقيقي لكلٍّ منكما.

7. نشاطٌ يثير الشغف:

الشغف قوةٌ، فهو يستقرُّ في داخلك، ويحرِّك بالخفاء مشاعرك وخياراتك وطريقة تصرفك، فلا يمكن ولا يجب تجاهله.

سيصبح شغفك المصدر الأساسي لأعظم إنجازاتك، وأروع لحظاتك، مثل انفعالات الحب المحمومة، ومتعة العمل التي تحرِّكك، ووضوح هدفك، وروعة التخلِّي والتعامل مع اللحظة الحالية، هذا ما يفعله بك الشغف، ومن دونه لن تحصل على راحة البال؛ بل مجرد وجودٍ أجوف لأحلام لم تتحقَّق، وحياة لم تُعاش.

إقرأ أيضاً: كيف تحوّل شغفك إلى طاقة إيجابية؟

8. قوة العمل الإيجابي:

تحصلُ في الحياة على ما تقدِّمه، فكل لحظة من حياتك هي لحظة حيوية، تحصد منها ما تزرعه فيها، فعندما تضع فيها جهداً إيجابياً مثمراً، ستحصل على نتيجة مفيدة منه، هذه هي أعظم قوة لديك؛ القوة التي تمتلكها على اختياراتك وأفعالك؛ لذا عوضاً عن محاولة امتلاك السلطة على الآخرين أو الظروف الخارجية، مارِس القوة غير المحدودة التي تملكها بالفعل على نفسك.

في الختام:

انسَ الماضي، ولا تفكِّر في المستقبل، أو بالمكان الذي وصل إليه الآخرون في رحلتهم، كن مرتاح البال، وتحرَّر من القلق والشكوى، ركِّز على حياتك، وعلى تنفُّسك، وذاتك الحالية، فما الذي يمكنك فعله الآن لتُحدِث تغييراً؟ كن إيجابياً ومُنتجاً، واشغل نفسك باختبار إمكانات اللحظة الحالية.




مقالات مرتبطة