8 أسباب هامة لبدء العناية بأنفسنا على الفور

يحب معظمنا العطاء وتقديم الرعاية بطبيعتهم؛ إذ نرغب في الاعتناء بأُسرنا وأطفالنا وأصدقائنا، بل حتَّى بالغرباء، فنشعر بهم ونرغب في مساعدتهم بأيِّ طريقة ممكنة، لكنَّنا أحياناً نهمل أنفسنا بسبب انشغالنا بكل ذلك العطاء، والاهتمام بالآخرين؛ إذ يصرُّ معظمنا على عدم امتلاك الوقت للعناية بالنفس، بسبب انشغالنا الواضح بإنقاذ العالم، لكنَّنا ننسى أنَّه يجب أن تكون العناية بأنفسنا في المقام الأول.



يُصنَّف مستوى العناية الذي يقدمه بعضنا لأنفسهم على أنَّه دون المعايير المطلوبة؛ إذ يأكلون، ويمارسون التمارين الرياضية بين الحين والآخر، ويحاولون قضاء وقتٍ ممتع مع العائلة والأصدقاء، ويحاولون قضاء بعض الوقت بمفردهم؛ غير أنَّهم لسوء الحظ يفشلون فشلاً ذريعاً في إنجاز نصف الأمور السابقة؛ لذا إن خطر على بالك للحظةٍ أنَّ الناس من حولك بحاجة إليك، فعليك أن تتذكَّر أنَّك تحتاج إلى نفسك أيضاً، وتحتاج إلى تخصيص مزيدٍ من الوقت للعناية بها.

سنعرض فيما يأتي 8 أسباب تدفعك إلى البدء بالعناية بنفسك على الفور:

1. عدم تفهُّم ضعفك:

ينبغي لك أن تفهم ضعفك، وتدرك حقيقة أنَّك لست محصناً من القهر والانكسار، وأنَّك مثل جميع البشر عُرضة للانهيار؛ فإن لم نتمهَّل ونخفف الأعباء والضغوطات التي نحملها على أكتافنا، فإنَّنا سنتعرض للتحطم فعلاً، وسنواجه صعوبةً كبيرة بالنجاة من ذلك.

2. عدم إدراك أهمية نفسك:

يتمتع كلٌّ منَّا بمكانة وأهمية في هذه الحياة، ويجدر بنا إيلاء أهمية وعناية فائقة بصحتنا النفسية وطاقتنا وشعورنا بالحب تجاه أنفسنا، كي نحافظ على صحتنا وعافيتنا، فلذلك تأثيره في قدرتنا على تقديم الرعاية للآخرين؛ إذ لا يمكن تقديم الحب للآخرين من قبل شخصٍ لا يعرف معناه ولا يشعر به.

إقرأ أيضاً: كيف ترفع معنوياتك وتحسن مزاجك؟

3. عدم المحافظة على مشاعر الحب تجاه الآخرين:

يشعر معظم الأشخاص المعطائين والذين يقدِّمون الرعاية والاهتمام المفرط لغيرهم، بالاستياء والكراهية تجاه الأشخاص الذين يعتنون بهم بنهاية المطاف، ممَّا يفقدهم المتعة بما يفعلونه، فيشعرون أنَّه واجبٌ عليهم تأديته؛ لذلك ينبغي استثمار مزيد من الوقت في العناية بالنفس والاهتمام بها، بدلاً من قضاء وقتك كاملاً بالاعتناء بالآخرين؛ وذلك كي تحمي نفسك من مشاعر الكره تجاههم، وتحافظ على محبتهم في قلبك.

4. عدم المحافظة على احترام الآخرين لك:

لتتذكَّر جيداً أنَّ الاحترام أمرٌ ينبغي العمل على اكتسابه لتستحقَّه، وأنَّ الأشخاص من حولك كثيراً ما يستغلون طيبتك ولطفك لمصلحتهم الشخصية، وربَّما يقللون من احترامك في أثناء ذلك؛ إذ إنَّك رغم جهدك الكبير لاكتساب احترام وتقدير مَن حولك، ستجد أشخاصاً يقللون من قيمتك واحترامك، ويستخفون بما تقدمه لهم، يقيناً منهم بتسامحك معهم؛ غير أنَّ ذلك ليس مقبولاً على الإطلاق؛ لذا يجب عليك إعادة رسم حدودك وفرض احترامك على الآخرين وإظهار قيمتك لهم، كي لا تكون محط استغلالٍ من قبلهم.

5. عدم التعرف إلى شخصيتك وذاتك الحقيقية:

إن كنت من محبِّي الاهتمام بالآخرين ورعايتهم، فذلك أمرٌ عظيمٌ للغاية، لكن عليك أيضاً ألَّا تغفل عن ضرورة وجود هوايات واهتمامات أخرى في حياتك، وممارسة أشياء مرحة وممتعة في سبيل إيجاد ذاتك الحقيقية وبناء شخصية متوازنة.

6. عدم إعادة شحن طاقتك:

كن متأكداً أنَّك ستصبح خائر القوى بنهاية المطاف، إن لم تولِ الاهتمام الكافي لنفسك خلال عنايتك بالآخرين؛ إذ ستنهض من السرير مرغماً كي تعتني بهم أو كي تستطيع قضاء حاجاتك على الأقل؛ لذلك من الضروري تجديد طاقتك وقوَّتك بين الحين والآخر، وقد يكون ذلك من خلال ممارسة التأمُّل، أو الذهاب بنزهة ممتعة في الحديقة، أو أخذ بعض الوقت للاسترخاء والراحة والاستمتاع بسماع الأغاني المفضلة لديك.

7. عدم العناية بالصحة الجسدية والنفسية والعاطفية:

نعلم جميعنا الأهمية الفائقة لصحتنا الجسدية والنفسية في حياة كلٍّ منَّا، وربَّما نشعر اليوم بالروعة ونظنُّ أنَّنا في حالة ممتازة بدنياً، لكنَّ ذلك يمكن أن يتغيَّر بلمحة بصر من دون سابق إنذار؛ إذ يسهل للغاية تعرُّض الأشخاص الذين لا يعتنون بأنفسهم جيداً لعديدٍ من الأمراض كالسكتات الدماغية، والانهيارات العصبية، وارتفاع ضغط الدم، والتوتر والإجهاد.

8. عدم اكتشاف نفسك وشخصيتك الداخلية:

تُوجد ربَّما عدة أمور صغيرة عميقاً في داخلنا، والتي نتوق إلى اكتشافها وإطلاق العنان لها، لكنَّها محتجَزة وعالقة في الداخل بسبب عدم قضائنا الوقت الكافي في اكتشافها والسماح لها بالظهور؛ إذ تُعد النفس البشرية أكثر تعقيداً ممَّا نظن جميعنا، إضافة إلى أنَّها تشمل عديداً من المجالات التي ما زلنا نجهل معظمها؛ لذا علينا العمل جيداً على ذواتنا لاكتشاف مكنونات أنفسنا.

شاهد بالفديو: 8 طرق بسيطة لاكتساب تقدير الذات

في الختام:

لقد حان الوقت للتخلِّي عن العذر الشائع بأنَّنا لا نملك وقتاً لأنفسنا، والبدء بتخصيص مزيدٍ من الوقت للعناية بذواتنا؛ إذ لن نعيش إلا حياةً واحدةً، ولا نرغب بالتأكيد في أن نقضي رحلة الحياة من دون الاهتمام بأنفسنا لينتهي بنا الأمر حزينين، مع كمٍّ هائلٍ من الرغبات التي لم نستطع تحقيقها، والأشياء التي نشعر بالندم تجاهها، ومتمنِّين لو أنَّنا قدَّمنا وقتاً ورعايةً أكثر لأنفسنا، واختبرنا مزيداً من متع الحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة