وجدَت دراسةٌ أجرتها شركة "مونستر" (Monster) المختصة بفرص العمل أنَّ 82% من الشركات تخطِّط لفتح باب التوظيف بعد جائحة كورونا (COVID-19). تحمل هذه الأخبار الخير لحياتك المهنية والفرص التي ستتمكن من اقتناصها، لكنَّك ستحتاج أيضاً إلى مهارات مختلفة، فما ساعدك على تحقيق النجاح في مسألة ما، لن يفيدك في مسائل أخرى.
إليك المهارات الجديدة الضرورية للتعلم والنمو والاستمرارية بمرور الوقت:
1. التعامل مع الغموض:
قد يكون من الضروري التعامل مع الغموض وحتى تقبُّله. يحدث التغيير مع تسارع الأحداث، مما يعني أنَّ دوام الحال من المُحال، وتخيَّل الأمر كقيادة السيارة، إنَّ ضَعف الرؤية هو الظرف الأساسي الذي يجعل الناس يبطؤون سرعتهم أكثر من أيِّ شيء آخر.
عندما تتحرك الأشياء بصورة أسرع، لا يبقى لدينا وقت كافٍ للتوقف والتقييم والتحليل، حيث تكون رؤيتنا أكثر محدوديةً لما سيأتي لأنَّه ليس بإمكاننا التحقق منه. وفي الوقت نفسه، أثبتَ علم الدماغ أنَّ اليقين هو أحد أكثر الأشياء التي نرغب أن تكون لدينا، والغموض هو أكثر أمر نتجنبه. فإنَّ التغلب على فطرتك التي تنشد الوضوح والاطمئنان، وتقبُّل عدم معرفة المستقبل واتخاذ قرارات سليمة والمضي قُدماً بثقة حتى عند عدم وجود معلومات كافية، هي المهارات التي عليك صقلها.
2. الفضول:
لا شيء يرفع الستار عن الغموض إلا الفضول الشديد، وكلما فهمتَ مجموعةً متنوعةً من الموضوعات، ازدادت قدرتك على معرفة الأسباب، ويكون الفوز من نصيب من يقدر على إيجاد الرابط بينها أولاً، ويُعَدُّ الانفتاح والرغبة في التعلم أمراً جيداً، ولكنَّك ستحتاج إلى الرغبة في التعلم وفهم المزيد عن مختَلف الأشياء وجمع المعلومات عنها، ولن تكون هذه المهارة مجرد فضول عام حول مجال خبرة محدودة؛ بل ستكون اهتماماً واسعاً بمجموعة متنوعة من الموضوعات والقدرة على اكتشاف الأنماط والاتجاهات والأفكار من هذه المعرفة بأسرها.
3. التقبُّل:
على مدى العقد الماضي، توسعت الهوة بين الأمريكيين الذين لديهم آراء مختلفة حول شتى الموضوعات، وأظهرَت البيانات أنَّنا لا نثق كثيراً في الأشخاص الذين تختلف آراؤهم عن آرائنا، كما أنَّ اعتمادنا المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار والمعلومات، يُوجِد بيئة تجول فيها الأفكار نفسها دون السماح بحرية التعبير.
نحن نشترك في النشرات الإخبارية والتقارير الموجزة التي تتوافق مع وجهات نظرنا، وتعمل الخوارزميات جيداً لدرجة أنَّنا نادراً ما نرى معلومات لا تتوافق مع آرائنا الحالية، وتمثِّل هذه مشكلةً لأنَّها تحجب عنا وجهات النظر المختلفة وتحرمنا التعلم وتوسيع آفاقنا والنمو، وإن أردتَ معرفة المزيد عن هذا الموضوع، فشاهِد الفيلم الوثائقي "المعضلة الاجتماعية" (The Social Dilemma).
تشمل مجموعة المهارات الجديدة الضرورية البحث عن آراء مختلفة والتعلم من التجارب المتنوعة، كما سيتطلب المستقبل الانفتاح والقدرة على المشاركة في النقاش المجتمعي (civil discourse) وإيجاد حل وسط، فلن تكون قادراً على التقدم في حياتك المهنية أو الخاصة إن ظلَّت معتقداتك راسخةً أو بقيتَ منغلق التفكير، حيث النجاح العظيم هو ثمرة القدرة على الإصغاء والمشاركة والتعلم.
4. ريادة الأعمال والتعاطف:
تتمثل مجموعة المهارات الأساسية الأخرى للمستقبل بريادة الأعمال والتعاطف اللازم لها، ويشجع ضبط الاحتياجات المتغيرة للسوق والفهم العميق لحاجات المستخدِم والتعاطف معها على الابتكار، وتتضمن مجموعة المهارات فهماً شاملاً للظروف والتحديات التي تولدها، مما يسمح لك برؤية فرص جديدة. وبناءً عليه، يتطلب الأمر القيام بالمجازفة المناسبة وتقديم قيمة جديدة للسوق، وهذه هي أهم الأمور التي تمهد طريقك إلى المستقبل، حيث يمكِنك تطبيق هذه المهارة في بعض الأمور مثل: حل المشكلات في العمل أو إيجاد طرائق جديدة للقيام بمشروع رئيس أو الاستقالة من العمل وتأسيس مشروعات جديدة.
5. المرونة:
ترتبط المرونة ارتباطاً وثيقاً بريادة الأعمال. فالبشر قابلون للتكيف ببراعة، ولكن يتطلب التغيير والتقدم كفاءات جديدة، وتتطلب منك مهارة المرونة التحديث الدائم لمعلوماتك وتوظيفها وإعادة الاختراع والابتكار وحلَّ المشكلات، حيث إنَّ اعتماد نُهُج جديدة وتبنِّي رؤىً مختلفة أمور أساسية للنجاح.
6. التفاؤل وسِعة الخيال:
تُعَدُّ القدرة على الإيمان بمستقبل إيجابي والتركيز على الاحتمالات جزءاً لا يتجزأ من عملية التقدم، حيث إنَّ اكتشاف الخبراء ضعفاً في الاستجابة هو غالباً نتيجة لشح في الخيال، وتُعَدُّ مهارات القدرة على تصوُّر المستقبل وتوقُّعه أمراً بالغ الأهمية للإبقاء على الحافز والإلهام والدافع للبحث عن بدايات جديدة.
شاهد بالفديو: كيف تكون متفائلاً على الدوام؟
7. الانسجام والعلاقات:
لطالما ارتبط النجاح بشبكة علاقاتك، ولكن سيعتمد الإنجاز في المستقبل على متانة هذه العلاقات، وسيكون رصيدك من العلاقات الاجتماعية وعلاقاتك الأساسية والثانوية بمنزلة شبكات علاقة هامة لتزويدك بالمعلومات الجديدة ونيل فرص جديدة والدعم الاجتماعي.
ستكون المهارة الجديدة القدرة على بناء علاقة وتوطيدها بسرعة ومن مسافة بعيدة. ونظراً لأنَّ السمات المميَّزة للمستقبل ستشمل السرعة والغموض، فلن يكون بمقدورنا اختيار الطريق الأسهل لبناء علاقات ببطء خلال عشاءات عمل متعددة أو لقاءات رسمية. وعلى الأرجح، ستنشئ علاقاتٍ ضمن فترات قصيرة وفي بعض الأحيان افتراضياً (عن طريق الإنترنت)، وهنا ستميِّز مهارة بناء الثقة والصداقات والصلات مع الآخرين الناجحين عن الفاشلين.
8. اتخاذ الإجراءات المناسبة:
لن يكون للمتشككين الذين يجلسون مكتوفي الأيدي مستقبل واعد، حيث تتطلب القدرة على بناء المهارات المستقبلية الحنكة في العمل والقدرة على تحقيق الأشياء وحشد الدعم واستثمار الوقت وبذل الجهد. فلا تخشَ خوض المخاطر، فالأشخاص الذين يهبُّون إلى العمل ويتفاعلون هم محل تقدير الآخرين، إضافة إلى ذلك، ووفقاً لدراسة علمية، عندما نرى الآخرين يعملون بجد، فإنَّهم يلهموننا أيضاً لتقليدهم؛ لذا ستكون هذه مهارة أخرى من مهارات المستقبل، فاعمل على بنائها وتوظيفها لإنجاز الأمور.
الخلاصة:
تُعَدُّ كفاءات الأمس نقطة انطلاق، لكنَّ نجاح الغد سيتطلب مهارات كثيرة ومختلفة، ومن الواجب علينا جميعاً بناء المواهب الجديدة، مما يبقينا نشيطين ويملؤنا بالحيوية، كما أنَّه سيفصل بين الذين يحققون نجاحاً ساحقاً عن ذوي الأداء المتوسط، ولقد دخلنا في عصر جديد وبدأ الآن مستقبل العمل؛ لذا فلنتبنَّاه.
أضف تعليقاً