8 إشارات تدل على أنك شخص محبوب
1. إبداء التعاطف تجاه الآخرين
يعبِّر التعاطف عن قدرة الفرد على تفهُّم وجهات نظر الآخرين، وتقدير ظروفهم ومشاعرهم، وهو يقتضي تطبيق تقنيات الإصغاء الفعَّال، أي يجب عليك أن تصغي بانتباه لكلام الطرف المقابل وتسعى جاهداً لفهم وجهات نظره والمعنى الذي يرمي إليه بكلامه، كما ينبغي أن تبدي اهتمامك به ورغبتك بمعرفة مزيد من المعلومات عن تجاربه وظروفه دون أن يشعر أنَّك تتطفَّل على خصوصياته.
تساعدك هذه الخطوة على التقرب من الآخرين وتعزيز علاقتك معهم، فيشعر الفرد بالوحدة إذا لم يحظَ على انتباه الآخرين عندما يتحدث إليهم، وقد يظن أنَّهم لا يبالون بأمره ولا يقدِّرون مشاعره، ويتميَّز الإنسان المتعاطف بمقدرة بارزة على التفاعل مع مآسي الآخرين، وتقدير مشاعرهم، وإسداء النصائح، كما أنَّه يتأثر بشدة في الحوادث المفجعة، ويشعر بالإرهاق في بعض المناسبات والمواقف الاجتماعية.
تؤكِّد دراسات علم النفس أنَّ إبداء التعاطف يساعد على تكوين العلاقات مع الآخرين، وضبط الانفعالات، وتحسين السلوكات التي يبديها الأفراد تجاه بعضهم.
2. تفاعل الحيوانات معك
هل يلوِّح لك الأطفال الصغار ويبتسمون في وجهك عندما تكون في الخارج؟ هل تقترب منك الكلاب أو تحاول لفت انتباهك وهز ذيلها أمامك؟ هل تكون الحيوانات مطمئنة وهادئة بوجودك؟
تدل هذه الإشارات على أنَّك شخص محبوب، فقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أنَّ الحيوانات تميِّز شخصية الإنسان، وأثبتت إحدى الدراسات أنَّ الكلاب تدرك العواطف الإنسانية من خلال تجميع المعلومات الواردة إلى حواسها، ما يعني أنَّ استجابتها لا تتعلق بالسلوكات المكتسبة فقط، وكشفت نتائج الدراسة أنَّ الكلاب قادرة على تكوين "تمثيلات ذهنية مجردة عن الحالات العاطفية الإنسانية الإيجابية والسلبية".
يؤكد الباحث "كون جو" (Kun Guo) في دراسته أنَّ الكلاب تظهر قدرات معرفية تقتصر على البشر، ويشرح شريكه في الدراسة الأستاذ "دانييل ميلز" (Daniel Mills) أنَّ الكلاب تدرك مشاعر البشر والكلاب الأخرى، وأكَّد "ميلز" أنَّ الكلاب المشاركة في الدراسة لم تتلقَ تدريبات مسبقة، ما يعني أنَّ قدرتها على إدراك المشاعر يمكن أن تكون فطرية.
3. أنت إنسان متواضع
حصدت لاعبة كرة المضرب الشهيرة الأمريكية "سيرينا ويليامز" (Serena Williams) لقب "الأعظم في التاريخ" (GOAT) بعد أن حازت على 23 لقب في البطولات الكبرى لكرة المضرب، وهذه الإنجازات مدعاة للفخر، ولكن أبدت "سيرينا" تواضعاً لا يوصف وخاصة بعد إنجاب طفلها الأول في عام 2017، وتحدَّثت "سيرينا" عن تجربة الأمومة في عام 2018 في منشور على منصة "إنستغرام" (Instagram): "إنَّ تحقيق التوازن في الحياة وتخصيص الوقت اللازم للطفل هو فن خالص سواء كنتِ ربة منزل أم امرأة عاملة، فالأمهات بطلات خارقات".
ثمَّ أضافت: "أؤكِّد لَكُنَّ أنِّي أواجه أوقاتاً عصيبة مثلكنَّ تماماً، ولا بأس بذلك، فهذه هي تجربة الأمومة بحلوها ومرها"، ويدلُّ التواضع والقرب من الناس على أنَّك إنسان محبوب، في حين يؤدي التباهي بالإنجازات إلى نفور الناس منك، وتذكَّر أنَّه لا يوجد إنسان مثالي، ولا داعي لأن تتفاخر بنجاحاتك أمام الآخرين، وتتشابه التجارب الإنسانية في تحدياتها والتغيرات والتحولات التي تطرأ فيها، ومن هذا المنطلق، يُنصَح بالتحدث عن التجارب التي تحكي عن المعاناة المشتركة بين جميع الناس وتبرز أوجه التشابه معهم.
4. أنت تبدي اهتماماً صادقاً بالآخرين
يتطلب نجاح العلاقات الإنسانية وجود اهتمام صادق ومتبادل بين الطرفين، ويتم ذلك من خلال إبداء الفضول تجاه الطرف الآخر وطرح أسئلة تشجعه على مصارحتك بما يجول بباله، ويشعر الطرف المقابل بهذه الحالة أنَّك تقدِّر وجوده وتهتم لأمره وترغب في معرفة مزيد من المعلومات عنه، وهذا يعزِّز شعوره بالانتماء والطمأنينة والأمان في حضورك.
يساعد إبداء الاهتمام على بناء الثقة مع مرور الوقت خلال فترة التعارف والتقارب بين الطرفين، كما يساهم في تعزيز شعور التعاطف تجاه الآخرين، فالاهتمام ضروري لتكوين فكرة عن وجهات نظر الآخرين وتفهُّم أحوالهم، وهذا يساعدك على إدراك تأثير ظروفهم الحالية والأزمات التي يمرون بها في حياتهم وحالتهم النفسية.
يتميَّز الإنسان المحبوب بمقدرة بارزة على إبداء الاهتمام بالآخرين، وذلك من خلال التركيز على كلامهم، وتجنُّب استخدام الهاتف المحمول عند التحدث معهم، والحفاظ على مستوى جيِّد من التواصل البصري، وتذكُّر التفاصيل إضافة إلى طرح الأسئلة المفتوحة.
5. إبداء الاحترام تجاه الآخرين
لا يقتصر إبداء الاحترام في هذا السياق على آداب التعامل والحديث مثل فتح الباب لشخص يريد العبور، أو استعمال مفردات مهذبة مثل "من فضلك"، أو "شكراً لك"، أو "إذا سمحت".
يقتضي هذا الاحترام تقدير أفكار الطرف المقابل، ومشاعره، وقيمته الإنسانية، وهو يشكِّل أساس العلاقات السوية، ويقتضي الاحترام الإصغاء للطرف المقابل، وعدم تخطِّي حدوده الخاصة، ودعم طموحاته، وعدم اغتيابه أمام الآخرين، وتعزيز ثقته بنفسه.
تدلُّ هذه الممارسات على أنَّك إنسان محبوب في محيطك.
شاهد بالفيديو: 11 نصيحة تساعدك لتصبح صاحب شخصية محبوبة
6. أنت منفتح الذهن
يتميَّز الإنسان منفتح الذهن بمقدرة بارزة على تقبُّل وجهات النظر، والمعتقدات، والتصرفات، والسلوكات التي تصدر عن الآخرين دون أن يتشبَّث بآرائه أو يرفض تجديدها وتحديثها، ويتَّخذ الإنسان منفتح الذهن مواقف حيادية وموضوعية مبنية على الأدلة المتوفرة، وهو أقل عرضة للتلاعب والخداع من غيره.
الإنسان المنفتح قادر على تقبُّل معتقدات الآخرين وآرائهم حتى لو كان غير مقتنع بها، وهذا يساعده على تنمية قدرته على إبداء التعاطف والاحترام، ولا يعني الانفتاح أن توافق على اقتراحات الآخرين وتأخذ بها؛ بل أن تتقبَّلها وتبحث عن مصدرها، وتبدي فضولاً تجاه أفكارهم، وتصغي إلى حديثهم باهتمام.
7. أنت تتمتَّع بحسِّ الدعابة
يساعد الضحك على تقوية الأواصر، وبناء العلاقات، وتحسين الحالة النفسية والمزاجية، وتخفيف أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر، وبيَّنت نتائج الدراسات العلمية أنَّ قدرة الإنسان على فهم الفكاهة تتطور وفق نمط ثابت يرتبط بالمرحلة العمرية، وتساعد الفكاهة على تخفيف حدة التوتر في المواقف العصيبة، وهذا يسهم في تلطيف الأجواء وتعزيز المشاعر الإيجابية، والمساندة الاجتماعية، والقدرة على التعامل مع المواقف المزعجة، وتقوية الروابط، وبناء العلاقات الجديدة.
8. أنت قادر على ضبط انفعالاتك
ثمة مفهوم يُطلَق عليه مصطلح "الحضور الفعَّال" وهو يشير إلى التأثير الذي يُحدِثه الفرد في الأشخاص الموجودين حوله بصرف النظر عن مشاعره الخاصة، واكتشفَ الباحثان "نواه إيزنكرافت" (Noah Eisenkraft)، و"هيلاري آنغر إلفينباين" (Hillary Anger Elfenbein) أنَّ الحضور الفعَّال الإيجابي يسهم في نشر مشاعر الراحة والطمأنينة بين الناس، وأُجرِيت الدراسة على عيِّنة من طلاب كلية إدارة الأعمال، فقسِّم المشاركون إلى عدد من المجموعات، بحيث يحضر كافة الأعضاء الدروس نفسها ويعملون معاً لمدة فصل كامل.
طلب الباحثان من الطلاب في نهاية الفصل الدراسي تقييم تأثير كل واحد من زملائهم في شعورهم بالتوتر النفسي، والملل، والغضب، والحزن، والهدوء، والاسترخاء، والسعادة، والحماسة، واكتشفَ الباحثان أنَّ معظم مشاعر المشاركين نجمت عن ظاهرة الحضور الفعَّال لأقرانهم.
تؤكِّد "إلفينباين" أنَّ "الحالة الوجودية للإنسان تؤثر في عواطف الأشخاص المحيطين به"، ولا شكَّ أنَّ الشخص الذي ينشر مشاعر الراحة والطمأنينة في المكان الذي يحل فيه هو إنسان محبوب في وسطه الاجتماعي، ويسهم القائد الذي يتمتَّع بحضور فعَّال إيجابي في تحسين مستوى التواصل بين أعضاء الفريق، وتعزيز قدرتهم على الابتكار والنجاح في تحقيق الأهداف المطلوبة، ويتعلَّق الحضور الفعَّال بقدرة الفرد على ضبط الانفعالات التي تصدر عنه وعن الأشخاص الموجودين في محيطه.
في الختام
يمكنك أن تعمل على اكتساب الصفات والسلوكات الواردة في المقال، لكي تصبح شخصاً محبوباً في محيطك، وقد تحتاج إلى بذل كثيرٍ من الجهد والوقت في سبيل اكتساب هذه الصفات، ولا بأس بذلك فهي تسهم في تحسين كافة مناحي حياتك في نهاية المطاف.
أضف تعليقاً