7 نصائح للتغلب على تحديات الحياة كالمحترفين

تتمحور الحياة حول بذل الجهد الدؤوب للتغلب على التحديات، حيث تواجهنا عقبات جديدة كل يوم، وعلينا دائماً أن نكون يقظين لتفادي هذه العقبات إذا كنَّا نرغب في عيش حياة سلسة وناجحة.



يمكن لأكثر الناس نجاحاً أن يفقدوا الدافع المطلوب للتغلب على صعوبات الحياة، كما يمكن أن يكون التعمق في داخلنا والبحث عن الشجاعة لمواجهة التحديات أمراً صعباً أحياناً؛ ولكن حالما نفعل ذلك، نكتسب قوة وتصميماً غير محدودين.

إذا كنت تشعر بأنَّك على وشك الاستسلام، فأنت في المكان الصحيح؛ حيث ستجد هنا 7 نصائح لمنحك دفعة الطاقة المناسبة لمواصلة اندفاعك للتغلب على صراعاتك اليومية:

1. غيِّر وجهة نظرك:

يؤثر كل موقف صعب في منظورك للأمور، فعلى سبيل المثال: لنفترض، أنَّك استيقظت صباحاً لتجد رسالة بريد إلكتروني من رئيسك تقول أنَّ عليك العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقد خططت للقاء أصدقائك بعد أشهر انقطاع في هذه العطلة.

قد يكون أول ما تشعر به هو الغضب والحزن، ثمَّ تتوجه بعد ذلك إلى الثلاجة لتحضر بعض البيض من أجل وجبة الفطور، ولكن تجد أنَّ البيض قد فسد، وأنَّ الحبوب قد نفذت أيضاً؛ وتضطر نتيجة لذلك إلى التسوق من البقالة، لكنَّ جميع ثيابك متسخة لأنَّك نسيت إصلاح الغسالة.

رغم أنَّ هذا الإزعاج بسيط للغاية، إلَّا أنه قد يكون القشة الأخيرة التي تقصم ظهر البعير، حيث يبدو أنَّ يومك بأكمله سار في الاتجاه الخاطئ؛ ومع ذلك، لا تكمن  المشكلة الحقيقية في أنَّ هذه التحديات الطفيفة تأتيك بشكل متتال، بل في وجهة نظرك.

أنت تتنبأ منذ اللحظة التي تقرأ فيها البريد الإلكتروني بتطورات سلبية لكل شيء، وتنظر إلى كل أمرٍ على أنَّه مشكلة أكبر ممَّا هو عليه في الواقع؛ فقد كنت تعرف مسبقاً أنَّ الحبوب قد نفدت، وربَّما كنت تعرف أيضاً أنَّ البيض سيفسد بحلول هذا اليوم؛ إلَّا أنَّ عقليتك السلبية جعلت رد فعلك مبالغاً فيه.

اعتد ألَّا تسمح للنظرة السلبية بالسيطرة عليك؛ ولا يعني هذا أنَّك يجب أن ترغم نفسك على أن تكون إيجابياً، ولكن حاول على الأقل أن تركز طاقتك السلبية على التحدي الحقيقي، وتجاهل المضايقات البسيطة كما تفعل في يوم جيد.

إذا تركت طاقتك تذهب سدىً على مثل هذه الأمور الصغيرة، ستستنزفها قبل أن تبدأ حتى في معرفة كيفية التغلب على تحدياتك.

إقرأ أيضاً: المواقع الإدراكية، رؤية وجهات النظر الأخرى

2. تعلَّم من شخص عاش التجربة نفسها:

إذا كان هذا يمنحك الراحة، فلتعلم أنَّك لست الوحيد الذي يمر بهذه التجارب؛ حيث يمر شخص ما في مكان ما بالظروف نفسها، وربَّما أسوأ.

وبالمثل، هناك شخص ما مر بتحدٍ مماثل، لكنَّه تمكَّن من الخروج منه سالماً؛ بل هناك الملايين من الناس الذين يمرون بظروف مماثلة، وقد تعرف على الأقل شخصاً واحداً مر بذلك.

قد تكون تجربة هذا الشخص مصدراً للتحفيز، فضلاً عن كونها دليلاً لتجاوز التحدي الذي يواجهك؛ إذ يمكن أن يكون التغلب على التحديات سهلاً بقدر مراقبة الأشخاص من حولك على الأمد الطويل.

إذا كنت لا تستطيع التفكير في أي شخص قد عالج المشكلة بالفعل، فلا بأس بذلك؛ لأنَّك ستعرف شخصاً يمكن أن يتجاوز موقفاً مشابهاً دون مشكلة، وربَّما لأنَّ هذا الشخص لديه ما يكفي من المال لشراء الحل، أو لديه القدرة الجسدية والعقلية لإيجاد مخرج.

حاول اتباع الخطوات نفسها مهما كان الأمر، وجِد بدائل تتناسب مع ظروفك؛ فطالما لديك مثال أمامك، سيكون لديك إرادة قوية للاستمرار في الاتجاه نفسه؛ فالمثال الواقعي هو أفضل دافع لمواصلة النضال ضد عقبات الحياة.

وبالمثل، تذكر تحدياً قد تغلبت عليه بالفعل، وسيكون مصدر إلهام للقيام بذلك مرة أخرى حالما تدرك أنَّك قد فعلتها من قبل.

3. لا تخجل من طلب المساعدة:

لقد أتيت إلى هذا العالم بمفردك، وستغادره بمفردك؛ ومع ذلك، يعتمد كل إنسان على الآخرين في فترة وجوده بين هاتين النقطتين، حتى أنَّ أقوى النظم الاقتصادية في العالم مترابطة ببعضها بعضاً؛ لذلك فمن الطبيعي أن تتوقع أن يطلب شخص متوتر عاطفياً أو جسدياً مثلك المساعدة أيضاً.

إذا لم تكن قادراً على إخراج نفسك من الموقف الصعب، فاطلب الدعم أو المساعدة؛ إذ من المحتمل أن يكون لطرف ثالث القدرة على تقديم وجهة نظر لم ترها أنت، وقد يكونون أيضاً قادرين على تقديم أمثلة عن التحديات التي تغلبت عليها بنفسك لتحفيزك على التغلب على كل ما تواجهه الآن.

إنَّ وجود شخص يدعمك خلال أوقاتك الصعبة أمر رائع، خصوصاً إذا كان لديه الخبرة لتخطي العقبات؛ وحتى إذا لم يكن الأمر كذلك، يكون الدعم العاطفي كافياً لمساعدتك في الأوقات العصيبة.

شاهد بالفيديو: 8 عادات يجب أن نتعلّمها من الناجحين

4. أوجد حلولاً:

هناك دوماً حل لكل مشكلة تواجهها في أثناء سعيك إلى تحقيق النجاح في الحياة؛ وبغض النظر عن حجم المشكلة التي تعتقد أنَّها قد تعترض طريقك، يمكنك التوصل إلى حل من خلال القيام بخطوات صغيرة كل يوم.

إذا كنت تفكر في طرائق للتغلب على التحديات، فأنت على المسار الصحيح فعلياً؛ إذ يمكنك التغلب على أي مشكلة إذا امتلكت عقلية مناسبة وأردت ذلك فعلياً؛ لذا ابدأ التفكير في كل الحلول الممكنة وغير الممكنة لمشكلتك.

على سبيل المثال: إذا كنت تواجه مشكلة مالية حالياً، ستشمل بعض الحلول التحول إلى وظيفة ذات أجر أفضل، أو العمل بأكثر من وظيفة، أو الحصول على قرض، أو الفوز باليانصيب، أو سرقة بنك، وغيرها.

ستنتهي نصف مشكلتك بمجرد الاعتراف بأنَّ هناك العديد من الحلول لها، وتتمثل الخطوة التالية بالطبع في العمل على حل واقعي؛ فبمجرد أن تكون قد حددت طريقك الأكثر جدوى، ستكون بحاجة إلى السير بخطوات صغيرة نحو ذلك الحل.

لنفترض أنَّك قررت تغيير وظيفتك؛ ستبدأ البحث عن الاختيارات المهنية التي لها علاقة بمهاراتك وخبراتك، وتدفع أجوراً جيدة أيضاً؛ ثمَّ بعد ذلك، ستتقدم بطلب إلى الأماكن التي فيها وظائف شاغرة، وهكذا.

عندما تركز على الهدف، فلن تفقد حس الاتجاه بينما تواجه كل العوائق؛ ولكن بالتأكيد، لا تسرق ذلك البنك.

إقرأ أيضاً: 7 أساليب فعّالة لحل المشاكل والتخلّص منها

5. جزِّئها:

هل تعرف ما الذي يدفع الناس إلى الشعور بالإحباط في الأوقات الصعبة؟ إنَّ هذا التحدي يلقي بظلاله على كل شيء، ويجعل التغلب على تحديات الحياة الدائمة أكثر صعوبة.

تنعكس مشكلة معينة في حياتك المهنية على سلوكك مع شريك حياتك، وتمنعك من قضاء الوقت مع أصدقائك، وتضعف الحافز الذي يدفعك للحفاظ على لياقتك، وتضر بشكل أساسي بكل جانب من جوانب حياتك؛ وكل ذلك لأنَّ هذا التحدي هو كل ما يدور في ذهنك؛ فأنت غير قادر على جعل عقلك يفكر في أي شيء آخر.

هذا السلوك لا يضرك وحدك فحسب، بل ومن هم حولك أيضاً؛ لذا اجعل تحديات حياتك محدودة؛ ذلك لأنَّك لن تكون قادراً على التغلب عليها في حال احتلت حيزاً كبيراً وتداخلت مع كل شيء آخر؛ فلحل مشكلة واحدة، وحتى لا تفقد قوتك، عليك الاستمرار في عيش أجزاء حياتك الأخرى بصورة طبيعية.

كيف تتغلب على التحديات؟

تعلم كيف تقسِّم المشكلة بحيث تدرب دماغك على إبقاء الأمور الجيدة بمنأى عن السلبية؛ وستقهر أيَّ تحد يواجهك بعقل منظم.

6. ركز على الصورة الأكبر:

هناك العديد من الاقتباسات حول التغلب على التحديات، ولكنَّ هذا الاقتباس رائع بشكل خاص: "يقابل كل باب مغلق أبواب مفتوحة".

قد تبدو إحدى العقبات وكأنَّها نقطة توقف حتمية، ولكنَّها قد تكون كل ما تحتاجه فعلياً للوصول إلى الهدف النهائي.

تخيل أجمل المناظر الطبيعية: أرض مليئة بالسلام والصفاء والجمال الطبيعي، وسماء مرصعة بالنجوم، وكل شيء جميل يمكن أن يخطر في بالك؛ فإذا علمت أنَّ وجهتك النهائية تستحق ذلك، لن تخشى عبور الممر الضيق الذي عليك السير فيه للوصول إليها.

وبالمثل، إذا كان بإمكانك تحويل تركيزك إلى الصورة الأكبر، فلن تشكل التحديات الصغرى مشكلة؛ بل ستحقق أقصى استفادة عن طريق التعلم من كل الأوقات المليئة بالتحديات؛ إذ يمكنك الاستفادة من الأوقات الصعبة إذا كان لديك منظور صحيح وواسع للأمور.

7. مُدَّ يد العون للآخرين:

كن على استعداد لتقديم المساعدة إلى الآخرين، إذ يمكنك بذلك أن تتعلم أشياء كثيرة من طريقتهم في معالجة القضايا الحياتية؛ بالإضافة إلى أنَّ تقديم المساعدة للأخرين يضمن لك وجود شخص يمكنك الاعتماد عليه في أوقاتك الصعبة.

الخلاصة:

يتطلب التغلب على التحديات في الحياة طريقة متوازنة للتعامل مع المشكلة دون السماح لها بالتأثير على الأجزاء الجيدة من حياتك؛ ولا يتطلب هذا مجهوداً بدنياً فحسب، ولكنَّه يتطلب أيضاً قوة ذهنية.

تشكل النصائح السبعة التي تعلمتها اليوم توازناً جيداً بين كليهما؛ فهي تبقيك قوياً ذهنياً بحيث يمكنك بذل أقصى ما لديك جسدياً؛ وبناء عليه، يمكنك خوض معركة قوية ضد أصعب التحديات، ولا يمكن لعقبة أن تمنعك من عيش حياتك على أكمل وجه.

كل ما عليك فعله الآن هو أن تحافظ على عزيمتك وتدفع نفسك إلى تنفيذ هذه النصائح في حياتك؛ ثمَّ راقب كيف ستنتظر التحديات الجديدة بدلاً من الخوف منها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة