7 نصائح تمنحك السعادة كل يوم

نجد أنفسنا أحياناً عند مفترق طرق في روتيننا اليومي المدفوع بالحافز والطموح، فهل ندفع بأنفسنا بقوة نحو الإنجاز، أم نتراجع خطوة إلى الوراء ونسعى بدلاً من ذلك إلى السعادة الهادئة؟ قد يزعم بعضنا بأنَّ السعادة تكمن في الإنجاز، لكنَّ الإنجاز سريع الزوال.



ما يهم أكثر هو الشعور الداخلي:

يكمن التحدي في إيجاد التوازن؛ أي إيجاد التوازن بين القوة والتواضع، والثراء المالي والثراء الاجتماعي (الشعبية)، والاجتهاد في العمل والابتكار مع الحفاظ على الانفتاح والامتنان، فنحن نتحدث كثيراً عن كل جانب من الجانبين في حد ذاته، لكنَّ الهدف الحقيقي هو إمكانية دمجهما.

في خضم سعيك إلى تحقيق أهدافك، من المهم أن تسأل نفسك باستمرار: "ما الذي يمنحني السعادة حقاً؟" لا تقلق إن لم يكن هدفك أو وظيفتك أو حتى جزء من روتينك اليومي غاياتك النهائية؛ فالمهم أنَّه بغضِّ النظر عما تفعله، سوف تجد طريقة لإيجاد الإيجابية وتعزيز سعادتك.

إقرأ أيضاً: ما هو المعنى الحقيقي للسَّعادة وكيف تعرف إن كنت سعيداً؟

اعلمْ أنَّ السعادة تنبع من داخلك:

السعادة ليست شيئاً عليك البحث عنه أو الوصول إليه أو تحقيقه؛ إنَّما هي متاحة دائماً وموجودة في كل مكان من حولك، السؤال هو: كيف يمكنك الاستفادة منها مراراً وتكراراً؟

إن أردت تعزيز سعادتك، تابع معنا قراءة المقال الذي نستعرض فيه سبع نصائح مفيدة لتحقيق غايتك:

1. مارس تمرينات التنفس:

قد تجد هذه النصيحة مبتذلة، وكثيراً ما تكون موضوعاً للنقاش أو يساء فهمها، وتُذكر بقوة في كل حديث يخص الوجود والوعي الذاتي؛ ومع ذلك لا تُمارَس ممارسة كافية.

حاول أن تأخذ شهيقاً عميقاً واحداً، يليه زفير عميق دون أن تسمح للأفكار في الاستحواذ على ذهنك ولمدة خمس ثوانٍ، وسوف تُدهَش من السرعة التي سيبدأ بها ذهنك في إقناعك أنَّ ما تفعله مضيعة للوقت، وأنَّه لديك الكثير لتفعله، أو هناك مكان عليك الوجود فيه؛ لذا كنقطة بداية، ابدأ بشهيق وزفير واحد، فالتنفس هو أصل كل السعادة للتخلص من التوتر والقلق، وقبول كل ما تصادفه في طريقك.

2. أصغِ:

يولِّد عدم الإصغاء التعاسة، فنحن نجد صعوبة في الإصغاء بكل جوارحنا؛ وذلك لأنَّنا أنانيون في تفكيرنا، ولا نفكر إلا فيما سيكون ردنا على الآخر، ولا يهمنا إلا رأي الشخص الآخر فينا وما تكشف عنه تعابير وجهنا، وما إلى ذلك.

يعني الإصغاء الحقيقي فتح الطريق للكلمات لكي تَعبُر من ذهنك إلى قلبك، وهو شكل من أشكال الحضور يوجِد مساحة بينك وبين الطرف الآخر لكي تسمع ما يقول، وهو فنٌّ يجب أن تتعلَّمه؛ وذلك لأنَّه يمنح السعادة إلى كلا الطرفين.

شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة لتطوير مهارة الإصغاء

3. أمعن النظر:

لا تصدق كل ما تراه عيناك، فنحن ننسى أنَّنا نرى العالم بعَين المنطق، ونشغل أذهاننا في التفكير لفهم ما يحيط بنا فهماً أفضل وبكفاءة أكبر.

يكشف لنا التمعن في النظر إلى شيء ما أو شخص عمقه، ويذكِّرك مرة أخرى في الفرح الذي يغمرك عندما تكون حاضراً، ونقصد هنا بالحضور؛ إتاحة المجال إلى الإحساس أكثر من التفكير، ونسيان الوقت، ويمكن التعرف على هذا الشعور بالحضور بسهولة خلال فترات العمل الطويلة، فنحن نفقد أنفسنا في عملنا وتمر الساعات الطوال دون ملاحظة ذلك، وهذا إلى حد ما شكل من أشكال الحضور، ويمكنك تطبيق هذا المثال على أيِّ أمر آخر؛ لذا راقب ما حولك، لكن لا تنظر إلى غاية في نفسك أو إلى إطلاق الأحكام أو إلى فهم ما تنظر إليه، إنَّما انظر إلى الأشياء بعيني رسام. 

4. اشعر:

يوجد في التأمل طريقة تسمى التركيز المزدوج؛ حيث تجمع فيها تمرينات التنفس المتعمدة مع تدليك إصبَعَي السبابة والإبهام صانعاً بذلك نقطة تركيز ثانوية، فإذا كنت قادراً على التركيز على كل من التنفس والإحساس بإصبَعَي السبابة والإبهام في الوقت نفسه، فلن يبقى في ذهنك مساحة للأفكار، وبدون أفكار، سوف تصل بسرعة أكبر إلى حالة من التأمل.

لإبعاد الأفكار عن ذهنك والعودة إلى سعادة اللحظة، استخدم حاسة اللمس، وذلك بتدليك إصبَعَي السبابة والإبهام معاً، والتركيز على الإحساس الذي يمنحك ذلك إياه، هذه الممارسة مفيدة، وخاصة في الوظائف والمهام التي تتطلب الكثير من الوقت أمام الحاسوب، فقد يصبح من السهل إغفال أهمية اللمس.

نحن البشر نحتاج إلى اللمس، ونحتاج أن نشعر ونتذكر أنَّنا أحياء، وعندما نفعل ذلك، نشعر بفرحة غامرة.

5. تذوَّق:

نحن لا نقدِّر متعة تناول الطعام، ففي حين هناك من يبذل الجهد لاتِّباع حمية صحية؛ ترى الغالبية العظمى أنَّ الطعام هو آلية للتكيف أكثر من كونه وقوداً للحياة، ومن المهم الجلوس والاستمتاع بوجبة صحية، وتذوق نكهات الأطعمة الطبيعية أو غير المحلاة صناعياً؛ حيث سيمنحك وعاء من الفاكهة الطازجة أو السلطة والرغبة في تناولها والتلذذ في أكلها ببطء الفرصة للتذوق والشعور والاهتمام بجسدك، فجزء كبير من سعادتنا متجذر في أجسادنا المادية.

6. تجوَّل في الطبيعة:

سوف تظل الطبيعة دائماً جزءاً حيوياً مما نحن عليه، ويحدث التوتر والقلق والتعاسة وما إلى ذلك نتيجة مشكلات أعمق تخفيها مشكلات سطحية، كأن تقول: "لم أحصل على العلاوة التي أردتها، ولا بد لي من العمل لساعات أطول، اعتقدت أنَّني كنت سوف أتقاعد في هذه السن".

يروي أحدهم قصة حدثت معه قائلاً: "عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري، قطعت مسافة 320 ميلاً عبر فلوريدا وصولاً إلى خليج المكسيك، وخيَّمنا طوال الطريق، ولم أرَ في أثناء الرحلة بيتاً واحداً ولم أستحم وكنت أقضي حاجتي في الغابة كل يوم لمدة 30 يوماً مع مجموعة من الشبان؛ حيث أخرجتني هذه التجربة تماماً عن صخب العالم الحديث وعشت فيها في أحضان الطبيعة لمدة شهر".

لقد غيرت تلك التجربة حياته، وإذا كان كل ما قضاه في الطبيعة هو 30 يوماً لتغيير إدراكه وسبب سعادته تغييراً جذرياً، فما بالك بمن يقضي عمره في ذلك؟

التخلص من السموم مهم؛ لذا اذهب في نزهة طويلة على درب ما، واجلس على ضفة نهر واستمتع بخرير الماء، واشترِ خيمة واستلقِ تحت النجوم، سوف تفعل هذه التجربة الكثير لك، وتذكِّرك أنَّ وجودك هنا على الأرض أروع بكثير من أيِّ شيء يمكن أن تحققه ومن مال الدنيا بأكمله.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح ذهبية لتحسين حالتك المزاجية

7. احلم يومياً:

إنَّ مفتاح الحفاظ على الإحساس الحقيقي بالسعادة العميقة هو الحُلم، ولا يدرك معظم الناس أنَّ سبب تعاستهم هو أنَّه لم يَعُد لديهم أية تطلعات، فهم يعيشون حياتهم كما أرادها آباؤهم أو مديروهم أو أقرانهم أو مجتمعهم.

توجد السعادة الحقيقية في جوهر ما تحب، وفي هذا العالم حيث يكون لكل شخص صوت مسموع، كثيراً ما تضيع أصواتنا في معمعة الأصوات، وللحفاظ على صوتك الفريد، عليك أن تتدرب، وتدرك أنَّه لن يكون في مقدورك العثور على السعادة العميقة بالجري وراء توقعات شخص آخر؛ تحدد لك ما يجب أن تكون عليه أو تفكر فيه أو تشعر به أو تقوله أو تفعله.

عليك أنت أن تحدد توقعاتك، وعندما تفعل ذلك وتعيش حلمك كل يوم، حتى لو كان ذلك لمدة 15 دقيقة فقط على مكتبك للرسم أو تشغيل الموسيقى أو الكتابة أو الحياكة أو الابتكار أو التصميم أو البناء، سوف تستفيد من أكثر جزء حقيقي من هويتك؛ الجزء الذي تريد القيام به كُرمى له، الجزء الذي يريد أن يلعب ويكتشف، والأهم من ذلك كله، أن يكون سعيداً.

المصدر




مقالات مرتبطة