7 مهارات تدر الدخل ستحررك

سأل أحد قُرَّائي في الفترة الأخيرة: "تعجبني فكرة بناء مهنة قائمة على نقاط القوة والمهارات، فما هي المهارات الجيدة المدرة للدخل التي يجب اكتسابها؟".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ديريوس فورو "Darius Forou"، ويخبرنا فيه عن المهارات السبع التي تدر الدخل.

كان هذا السؤال أحد أفضل الأسئلة التي تلقيتها؛ فغالباً ما أكتب عن ظَنِّ المستشار الإداري الأمريكي بيتر دراكر "Peter Drucker" وعديد من مفكري الأعمال الآخرين بضرورة توليد مزيد من القيمة في السوق.

أفضل طريقة لتوليد القيمة هي اكتساب مهارات قيِّمة، ومن خلال تجربتي أظنُّ أنَّ ثمة مهارات عديدة مفيدة؛ لكن توجد 7 مهارات تنتج دخلاً فعلياً؛ لأنَّها تؤثر في الأرباح النهائية للمؤسسة على الفور، وأنا ألتزم فقط بالمهارات التي يجب على كلِّ محترف اكتسابها.

هذه المهارات هي:

1. الإقناع:

الإقناع هو المهارة الأولى من المهارات المدرة للدخل التي يمكنني التفكير فيها، وربَّما لا يكون ذلك مفاجأة بالنسبة إليك؛ فإذا كنت قد قرأت ما يكفي من المقالات عن النمو الشخصي أو استمعت لمقابلات كافية مع أشخاص ناجحين، فأنت تعلم أنَّ الإقناع هو كلُّ شيء.

أنت تُسوِّق لنفسك ولأفكارك طوال الوقت، وفي الحقيقة هذا ما أقوم به الآن؛ إذ ليس هناك ما هو سيِّئ في مهارة الإقناع، الناس ببساطة لا يريدون أن يُخدَعوا، وأنا لست مختلفاً عنهم.

لكنَّ البيع الحقيقي ليس أكثر من حلٍّ للمشكلات؛ فقد يفترض معظم الناس أنَّك تصبح أفضل في مهنة المبيعات من خلال البيع؛ لكنَّني تعلمت أنَّك تصبح أفضل إذا تعلمت المزيد عن علم النفس البشري وعن الأسباب التي تدفع الناس للشراء.

2. الكتابة:

لقد قلت هذا لسنوات: "الكتابة هي واحدة من أهمِّ المهارات في اقتصاد اليوم؛ وذلك لأنَّ القدرة على ترجمة أفكارك إلى كلمات بطريقة فعالة ستساعدك على التميز عن الآخرين، وقد بنيت مهنتي كلها على هذه المهارة"، والكتابة هي أيضاً مهارة مدرة للدخل لها مردود سريع، وسيؤدي التحسن الطفيف إلى نتيجةٍ كبيرة في حياتك المهنية.

إقرأ أيضاً: الدليل المفصل لاستخدام الكتابة الخفية طريقاً مختصراً لنشر الكتب

3. الخطابة العامة:

في كلِّ مرة تجيب فيها عن سؤال في جلسة جماعية، أو تتحدث إلى فريقك في العمل، أو تحاول جمع مجموعة من الأشخاص معاً فأنت تتحدث أمام الجمهور؛ إذ ليس عليك أن تكون متحدثاً في منصة تيد "TED" لتكتسب هذه المهارة.

من الصعب شرح الأفكار بوضوح، وغالباً ما نستخدم كلمات أكثر من اللازم، والغريب هو أنَّنا جميعاً نظنُّ أنَّنا نجيد التحدث، فنحن نتحدث طوال الوقت؛ لذا نظنُّ أنَّنا نستطيع الوقوف أمام حشدٍ كبير من الناس وإلقاء خطاب صغير؛ أتمنى لو أنَّ الأمر بتلك السهولة؛ فالحقيقة هي أنَّ التحدث أمام جمهور كبير يتطلب ممارسة، وإلَّا سيتَّسم حديثنا بالثرثرة ولن نقول شيئاً مفيداً على الإطلاق.

4. التواصل:

من واقع خبرتي إنَّ معظم العاملين في مجال الأعمال يفتقرون إلى مهارات التواصل، على الرغم من أنَّ إتقان هذه المهارة لا يحتاج إلى أكثر من مشاركة الأفكار والمشاعر بأسلوبٍ فعال، ونركز هنا على عبارة "فعال"؛ فإذا لم يفهمك الناس فأنت لا تجيد التواصل؛ ففي كثير من الأحيان لا يفهمنا الآخرون، وقد نظنُّ أنَّ المشكلة تتعلق بالشخص أو المجموعة التي نخاطبها؛ لكنَّ المشكلة ليست فيهم هم؛ بل فيك أنت، ولحسن الحظ، يمكنك حل هذه المشكلة من خلال سعيك إلى التواصل بطريقةٍ أفضل وأكثر فاعلية.

5. التركيز:

هذه واحدة من المهارات التي تُدِرُّ عليك دخلاً كبيراً؛ فمعظم الناس مدمنون على هواتفهم الذكية ولا يمكنهم التركيز لأكثر من 90 ثانية، فإذا قمت بتحسين قدرتك على التركيز على مهمةٍ صعبة لعدة ساعات متواصلة سوف تتفاجأ بالمقدار الذي يمكنك إنجازه، وكلَّما زادت إنتاجيتك زادت نسبة حصولك على مكافآتٍ أكثر.

إقرأ أيضاً: خطوات بسيطة لزيادة القدرة على التركيز في العمل (1)

6. القيادة:

كلما زادت القيمة التي يمكنك تقديمها زادت احتمالية ربحك أكثر، والآن إذا اكتسبت المهارات المدرة للدخل أعلاه يمكنك بالتأكيد تقديم المزيد من القيمة، وهذا أمر رائع، لكنْ هل تعلم أنَّ الأفضل من ذلك هو قيادة مجموعة من الناس وحثهم على فعل الشيء نفسه؟ عندما تركز دائماً على نفسك ستصل إلى حدٍّ معين، لكن إذا ركزت على تحقيق النتائج ضمن مجموعة، فيمكنك تحقيق قفزات نوعية.

مهارة القيادة معقدة؛ فبعد كل شيء أفضل القادة هم الذين يقومون بتوجيه الآخرين من خلال ضرب مثال يُحتذى به، لكن يوجد ما هو أكثر فاعلية من مجرد تقديم مثال جيد وهو مهارة القيادة، هذا هو السبب في أنَّ مندوبي المبيعات ذوي الأداء العالي ليسوا دائماً مديري مبيعات جيدين.

كما أنَّني لا أظنُّ أنَّه يمكن تعلُّم القيادة من الكتب، أنت ببساطة بحاجة إلى الرغبة في أن تكون قائداً، وإذا لمس القادة الحقيقيون في محيطك تلك الرغبة فسوف يمهدون لك الطريق.

شاهد بالفديو: 8 خطوات لتكوين مصادر دخل متعددة

7. التفكير المنطقي وصناعة القرار:

لا ينظر معظم الناس إلى اتِّخاذ القرار على أنَّه مهارة؛ لكنَّ أيَّ شيء يمكنك تعلمه يعدُّ مهارة في نظري، والسبب الذي يجعل معظم الناس يطنُّون أنَّ اتخاذ القرار ليس مهارة مدرة للدخل هو أنَّهم ينظرون فقط إلى النتائج؛ لكنَّك لا تستطيع أن تتحكم بالنتائج؛ فعلى سبيل المثال، يمكنني أن أقرر نشر ثلاث مقالات في الأسبوع؛ لكنَّ هذا لا يعني أنَّ المزيد من الناس سيقرؤون مقالاتي.

لهذا السبب أنا لا أنظر إلى النتائج، بدلاً من ذلك أنظر إلى عملية صنع القرار التي يمكنك تحسينها وتطويرها من خلال تبنِّي النماذج العقلية، وأظن أنَّ هذا يتطلب كثيراً من العمل؛ لذا بدلاً من ذلك أوصي بتحسين مهارات التفكير لديك، فصنع القرار هو في الأساس المنطق المطبق على قراراتك، وطريقتي المفضلة لأصبح أفضل في التفكير هي دراسة الفلسفة، لا يُهِمُّ أيَّ فلسفة؛ فكلُّ الفلسفة تقوم على المنطق.

في الختام:

في كثير من الأحيان يقول الناس شيئاً مثل: "حسناً، كان هذا مقالاً رائعاً؛ ولكنَّه لم يعلمني كيف أفعل ذلك الشيء" هؤلاء الناس ليسوا مهتمين بالتعلم الفعلي؛ إذ يظنُّون أنَّ بإمكانهم تعلم كيفية اكتساب 7 مهارات في مقالٍ واحد، وأنا أتمنَّى لو كان الأمر كذلك.

الحقيقة هي أنَّ الأمر يتطلب وقتاً وجهداً لتحسين هذه المهارات، وسيتعين عليك أخذ دروس، وقراءة الكتب، والتحدث إلى الخبراء، واتِّباع تدريبات معينة، وما إلى ذلك.

نشر المؤلف "سكوت يانغ _ Scott Young" في الفترة الأخيرة كتاباً بعنوان "التعلم الفائق _ Ultralearning" مع نصائح ممتازة عن إتقان المهارات الصعبة، أنا أوصي بقراءة ذلك الكتاب إذا كنت مهتماً فعلاً بالتعلم بشكل أسرع.

لكنَّ الدرس الرئيس هنا هو أنَّ اكتساب مهارات مدرة للدخل أمر صعب، وهذا هو بالضبط سبب تميزك عن الآخرين؛ فعندما تمتلك تلك المهارات التي تحدثنا عنها في هذا المقال فأنت لست مجرد شخص ماهر؛ بل أنت شخص يعرف كيف يتعلم؛ ومن يعرف كيف يتعلم يمكنه تعلُّم أيِّ شيء.

المصدر




مقالات مرتبطة