7 علامات تدل على ضعف الذكاء العاطفي لديك

نحن لا نتعلم خلال نشأتنا كثيراً عن العواطف أو آلية عملها أو كيفية السيطرة عليها جيداً، ولهذا السبب نجد أنَّ الكثير من الناس لديهم مستويات طبيعية تماماً من الذكاء الأكاديمي أو الاجتماعي، في حين تكون مستويات الذكاء العاطفي لديهم متدنية. إليكم في هذه المقالة 7 علامات تدل على ضعف الذكاء العاطفي.



من الصعب أن تحظى بعلاقات صحية مع مَن يفتقرون إلى الذكاء العاطفي؛ لذا يجب عليك الانتباه إلى علامات تدنِّي الذكاء العاطفي عند الآخرين. سواءً أردتَ تأسيس شراكة عمل مع شخص ما، أم الزواج أم تعيين كوتش، فمن الهام اكتشاف علامات ضعف الذكاء العاطفي باكراً.

1. تحاشي الحديث عما نشعر به:

إذا كنتَ تريد حقاً معرفة مقدار الذكاء العاطفي لدى شخص ما، فراقِب كيف يصِف مشاعره.

يرفض بعض الأشخاص من ذوي الذكاء العاطفي المتدني جداً التحدث عن مشاعرهم؛ بل ومن الشائع ألا يعرفوا كيف يفعلون ذلك، ويستخدمون غالباً لغةً مبهمة أو مجازية لوصف شعورهم؛ فبدلاً من استخدامهم عبارات بسيطة وواضحة مثل: "أنا متوتر قليلاً" أو "أنا منزعج"، يعقِّدون أحياناً عواطفهم مستخدمين مصطلحات مجردة ومرتبطة بالأفكار لتجنُّب وصفِ ما يشعرون به حقاً مثل: "يغمرني شيء من الإحباط".

وفي المقابل لا يخشى الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي وصْفَ مشاعرهم بعبارات عاطفية مبسطة نحو: "أشعر بالحزن" أو "أنا غاضب" أو "أشعر بخيبة أمل وبعض الانزعاج الآن".

2. لومُ النفس على ما نشعر به:

نظراً لكون الألم هو ما يميز العديد من العواطف مثل: الخوف أو الحزن، ننجرُّ إلى الاعتقاد بأنَّ هذه العواطف مؤذية أو أنَّنا أشخاص سيئون لذلك نشعر بها، ويَحدث هذا غالباً للأشخاص الذين كانوا يُعاقَبون أو يُسخَر منهم عند التعبير عن عواطفهم في طفولتهم.

في جميع الأحوال، إنَّ انتقاد الناس لأنفسهم نتيجة عواطف مؤلمة علامة شائعة لتدني الذكاء العاطفي؛ فهم يعتقدون أنَّه من السيئ أو الخطأ الشعور بالخوف، ويعتقدون أنَّه من المعيب الشعور بالحزن، وأنَّ غضبهم دليل ضعفٍ.

لا يزيدك إطلاق الأحكام على نفسك بسبب ما تشعر به إلا ألماً على الأمد البعيد، ويدرك الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي أنَّ مجرد الشعور بالسوء لا يعني أنَّ الشعور سيئ؛ لذلك فهم يرأفون بأنفسهم ويدارونها عندما يشعرون بالسوء.

3. محاولة السيطرة على العواطف:

يرى الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المتدني في العواطف القاسية مشكلات تستوجب العلاج، وهذا يعني أنَّهم عندما يكونون بمزاج سيئ أو يختبرون عاطفةً مؤلمة، يحاولون التخلص منهما على الفور، ولكنَّهم لا يدركون أنَّ التعامل باستمرار مع عواطفهم كما لو أنَّها مشكلات سيعوِّد أذهانهم التفكير بهذا الشكل، وبالنتيجة يجعلهم يخافون أكثر من عواطفهم ويكوِّنون ردود فعلٍ لها في المستقبل.

يرى الأشخاص الأذكياء عاطفياً أنَّ العواطف وسائل وليست تهديدات، وإن أعجبك محتوى الرسالة أو لم يعجبك، فليس من المنطقي صب جام غضبك على الوسيلة، حيث يُعدُّ التحقق من صحة العواطف وتركها لتُحَلَّ من تلقاء نفسها بدلاً من محاولة السيطرة عليها أفضل طريقة لتحرير نفسك من العواطف المؤلمة.

4. ملاحظة عواطفهم القوية فقط:

يميل الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المتدني إلى ملاحظة أشد العواطف التي يشعرون بها وأكثرها فتكاً، في حين أنَّه من الشائع جداً اختبار أكثر من عاطفة واحدة في آنٍ واحد، على سبيل المثال: إن كانوا يقودون السيارة وتخطاهم أحد السائقين، فيصِفون شعورهم بالحنق الشديد، لكنَّهم لا يدركون أنَّهم يشعرون بالخوف أيضاً.

في حين يمتاز الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي بوعي ذاتي كافٍ لإدراك كافة عواطفهم حتى العواطف الكامنة المختبئة خلف عواطفهم الأساسية.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن للذكاء العاطفي أن يحسن أداءك في العمل؟

5. الانقياد وراء عواطفهم دون تفكير:

إنَّ الاستناد في حكمنا المنطقي إلى العواطف كلها التي نختبرها علامة أخرى واضحة على ضعفِ الذكاء العاطفي، وتتجلى غالباً فائدة العواطف في تمكيننا من الاستجابة المناسبة لمواقف معيَّنة؛ كالشعور بالخوف عند انطلاق إنذار الحريق مثلاً، لكنَّها من المحتمل أن تُضلِّلنا بالقدر نفسه؛ كالشعور بالغضب عندما يشير الشريك إلى خصلة سيئة فينا ويطلب منا التخلي عنها.

يعير الأذكياء عاطفياً الانتباه إلى جميع عواطفهم، لكنَّهم لا يثقون ثقةً عمياء في أيٍّ منها، فعواطفنا ليست غامضةً، وقد تكون المبالغة في تقديرها والاستخفاف بها على قدرِ الخطورة نفسه.

6. محاولة إقصاء عواطف الآخرين:

يمكِنك معرفة الكثير عن مستوى الذكاء العاطفي للشخص من خلال تعامله مع عواطف الآخرين المؤلمة وحالاتهم المزاجية.

يخشى الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المتدني من المشاعر المؤلمة التي يحس بها الآخرون، لذلك عادةً ما يحاولون إقصاءها عنهم، على سبيل المثال: يشرعون فوراً بسرد الأسباب التي توجِبُ عليك عدم الشعور على النحو الذي تشعر به أو محاولة تعديل حالتك المزاجية السيئة، لكنَّ هذه البوادر عديمة الجدوى؛ لأنَّها لا تنم عن درجة عالية من الذكاء العاطفي.

من ناحية أخرى، إذا كان الشخص جيداً في التحقق من عواطف الآخرين، وراغباً في أن يدعمهم دون إطلاق الأحكام أو إسداء النصائح، فهذا يكون عادةً علامة على ذكاء عاطفي عالٍ للغاية.

إقرأ أيضاً: 4 من خصائص الذكاء العاطفي تجعلك محبوباً في العمل

7. ادِّعاء السعادة على الدوام:

لا تثق في الأشخاص الذين يدَّعون السعادة طوال الوقت، ولا يعترفون أبداً أنَّهم يشعرون بالحزن، أو الخوف، أو الخجل، أو الانزعاج، ولا حتى يُظهرون هذه المشاعر، ويكون عادةً الإصرار على السعادة طوال الوقت علامةً على ضعف الذكاء العاطفي.

شاهد بالفيديو: 7 علامات تدل على ضعف الذكاء العاطفي

كيفية تطوير الذكاء العاطفي:

  1. هل تعاني من صعوبات في العمل؟
  2. هل تعاني من تردي العلاقة مع الأبناء والزوجة؟
  3. هل تعاني من صعوبات في العلاقات الاجتماعية؟

إن كان هناك معاناة في المجالات السابقة، فهذا يعني أنك في حاجة ماسة إلى اكتساب مهارات الذكاء العاطفي.

تساعد مهارات الذكاء العاطفي على تجاوز تلك الصعوبات المذكورة في الأسئلة أعلاه، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن مهارات الذكاء العاطفي تعد واحدة من أقوى مؤشرات النجاح على صعيد الأعمال، وعلى صعيد الحياة بمختلف نواحيها، وقد بينت دراسة قامت بها شركة جونسون أند جونسون والتي تم نشرها في موقع فوربس "إن الموظفين الذين لديهم أعلى أداء أظهروا معدلاً عالياً من الذكاء العاطفي"، وتوجد عدة طرائق يستطيع المرء من خلالها تطوير مهارات الذكاء العاطفي وهي كالآتي:

1. إدارة العواطف السلبية:

على المرء أن يجرب أن يسمح لنفسه بأن يدير مشاعره السلبية، بأن ينظر إلى الموقف بطرائق مختلفة ومن وجهات نظر متعددة، وذلك حتى يستطيع المرء اتخاذ أفضل القرارات.

2. الانتباه إلى الكلمات:

إنّ تطوير مهارات الذكاء العاطفي يعني أن ينتبه المرء إلى كلماته، وأن يفكر بها قبل أن يقولها، وعليه أيضاً أن يطور المفردات التي يستخدمها في التواصل مع الآخرين، ومراقبة النتائج التي يحصل عليها من جراء تواصله.

3. التعاطف مع الآخرين:

يرتبط تطوير مهارات الذكاء العاطفي بتطوير مهارات التعاطف مع الآخرين، وذلك من خلال وضع الشخص نفسه مكان الآخرين والشعور بما يشعر الآخرين، والنظر إلى المواضيع من زاوية نظر الآخرين، وكل هذا يساهم بشكل فعّال في تطوير مهارات الذكاء العاطفي وزيادتها.

4. اكتشاف التحديات:

إنّ تطوير مهارات الذكاء العاطفي يعني تحديد المعيقات التي تشكل ضغطاً على المرء في طريق تطوير مهاراته في الذكاء العاطفي، وعليه أن يواجه تلك التحديات ويتغلب عليها.

المصدر




مقالات مرتبطة