7 عادات مشتركة للناس التعساء، وطرق التغلب على هذه العادات

يمكن للظروف بالتأكيد أن تجعل الحياة غير سعيدة؛ لكنَّ جزءاً -وغالباً ما يكون جزءاً كبيراً- من التعاسة يأتي من تفكيرنا وسلوكنا وعاداتنا. في هذا المقال، نشاركك سبعةً من أكثر العادات اليومية تدميراً، والتي يمكن أن تجلب التعاسة إلى حياتك وتملأ عالمك الصغير بالحزن؛ كما نشارك الأشياء التي عليك فعلها للتعامل مع هذه العادات اليومية بشكلٍ صحيح، وذلك كيلا تؤثِّر في حياتك بصورةٍ سلبيةٍ وتسبِّب لك التعاسة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب التحفيزي "هينريك إدبرغ" (Henrik Edberg)، والذي يحدِّثنا فيه عن تجربته في تغيير عاداته اليومية ليصبح أكثر سعادة.

1. السعي إلى تحقيق المثالية:

هل يجب أن تفضِّل المثالية على العيش سعيداً؟ هل يجب أن تتصرَّف بطريقةٍ مثاليةٍ وتحصل على نتائج مثاليةٍ لتكون سعيداً؟

إذاً، لن يكون من السهل إيجاد السعادة، فعادةً ما يؤدِّي تقييم مستوى أدائك بالاعتماد على مقياسٍ خارقٍ يتجاوز المقدرات الإنسانية، إلى تدنِّي احترام الذات والشعور بأنَّك لست جيداً بما فيه الكفاية، رغم أنَّك قد حصلت على الكثير من النتائج الجيدة أو الممتازة.

ستجد غالباً أنَّك لست جيداً كفايةً فيما تفعله، ونادراً ما تجد نفسك مثالياً في بعض المواقف.

كيف تتخلص من هذه العادة؟

ثلاثة أشياء ساعدتني في التخلُّص من عادة السعي نحو المثالية، فأصبحت بعدها أكثر هدوءاً، إليكَ هي:

1. 1. اسعَ لتكون جيداً بشكلٍ منطقي:

عادةً ما ينتهي السعي إلى تحقيق المثالية في مشروعٍ ما إلى عدم إنهاء هذا المشروع؛ لذا اعمل بشكلٍ جيدٍ كفاية، واهدف لتنجز عملاً ناجحاً عوضاً عن ذلك. وفي الوقت نفسه، عليك ألَّا تستخدم هذا كذريعةٍ لتكون كسولاً أو لتتراخى، بل عليك ببساطةٍ أن تدرك أنَّ هنالك شيئاً يسمَّى: "جيداً بما فيه الكفاية"؛ وعندما تكون جيداً، فإنَّك تنتهي لتنجز كلَّ ما تفعله.

1. 2. حدِّد موعداً نهائياً:

حدِّد مواعيد نهائيةً في كلِّ مرةٍ تبدأ فيها عملاً جديداً. منذ حوالي العام، وعندما كنت أعمل على كتابي الإلكتروني الثاني، أدركت أن العمل عليه لن ينتهي أبداً لإصداره، كما أنَّني كنت أجد دائماً شيئاً لإضافته إليه؛ لذا حددت موعداً نهائياً لإتمامه. أعطاني تحديد موعدٍ نهائي دافعاً، وهي طريقة جيدةٌ لمساعدتك في التخلِّي عن الحاجة إلى صقل الأشياء كثيراً.

1. 3. اعرف كم تكلِّفك أساطير المثالية:

كان هذا سبباً قوياً للغاية بالنسبة إليَّ لترك السعي نحو المثالية، وتهدئة روعي إن انبثقت أفكار المثالية من ذهني. من خلال مشاهدة الكثير من الأفلام، والاستماع إلى الكثير من الأغاني، والاستمتاع بما يقوله لك العالم؛ ستجد أنَّه من السهل جداً أن تغمرك أحلام المثالية، حيث تبدو جيدةً جداً ورائعة، وتشعر أنَّك تريدها بشدة.

ولكن في الحياة الواقعية، تصطدم بالواقع، فتتسبب في الكثير من المعاناة والتوتر لنفسك ولمن حولك. يمكن للسعي نحو تحقيق المثالية أن يؤذيك، أو يقودك إلى إنهاء العلاقات والوظائف والمشاريع وما إلى ذلك؛ لمجرد أنَّ توقعاتك خارج هذا العالم. بالنسبة إلي، أجد أنَّه من المفيد جداً أن أذكِّر نفسي بهذه الحقيقة البسيطة.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من السعي إلى المثالية!

2. العيش في بحرٍ من السلبية:

إنَّ لما نتواصل معه وما نقرؤه ونشاهده ونستمع إليه، تأثيرٌ كبيرٌ على ما نشعر به ونفكِّر فيه؛ لذا يصبح من الصعب كثيراً أن تكون أكثر سعادةً إذا تركت نفسك تنجذب إلى الأصوات السلبية في رأسك.

تلك الأصوات التي تخبرك أن الحياة ستكون في الغالب غير سعيدةٍ وخطيرةً ومليئةً بالخوف والقلق والحواجز، وتدفعك لتنظر إلى الحياة من منظورٍ سلبي.

كيف تتخلَّص من هذه العادة؟

إنَّ استبدال تلك الأصوات السلبية بأخرى إيجابية هو أمرٌ فعَّالٌ للغاية، ويمكن أن يكون مثل دخولك عالماً جديداً كامل الانفتاح.

لذا، اقضِ مزيداً من الوقت مع الأشخاص الإيجابيين، واستمع إلى الموسيقى، واقرأ الكتب، وشاهد الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تجعلك تضحك وتفكر في الحياة بطريقةٍ جديدة.

يمكنك البدء بشيءٍ بسيط، فمثلاً: جرِّب قراءة مدونةٍ أو كتاب، أو استمع إلى كتابٍ صوتيٍّ في أثناء تناول وجبة الإفطار صباحاً هذا الأسبوع، بدلاً من قراءة الجريدة أو مشاهدة أخبار الصباح على التلفزيون.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتحافظ على الإيجابية إذا كنت محاطاً بالأشخاص السلبيين

3. البقاء عالقاً في الماضي والمستقبل أكثر من اللازم:

يمكن لقضاء الكثير من وقتك في الماضي واستعادة الذكريات المؤلمة القديمة والصراعات والفرص الضائعة، وما إلى ذلك؛ أن يؤذيك كثيراً.

إنَّ قضاء الكثير من وقتك في المستقبل وتخيُّل كيف يمكن أن تسوء الأمور في العمل، وفي علاقاتك وصحتك؛ يمكن أن يخلق شكاً ذاتياً ويتحوَّل إلى سيناريوهاتٍ مرعبةٍ تدور مراراً وتكراراً في رأسك. وعدم التواجد في أحداث الحياة وقت حدوثها يمكن أن يؤدي إلى فقدان الكثير من التجارب الرائعة؛ وهذا ليس جيداً إذا كنت تريد أن تكون أكثر سعادة.

كيف تتخلَّص من هذه العادة؟

من المستحيل عدم التفكير في الماضي أو المستقبل، ومن الهامِّ بالطبع التخطيط للغد والعام المقبل ومحاولة التعلُّم من ماضيك؛ لكنَّ الحديث عن هذه الأشياء نادراً ما يساعد، لذا حاول قدر المستطاع أن تقضي بقية وقتك، أو الجزء الأكبر من وقتك كلّ يوم، في التفكير في الأحداث الحالية والتعايش معها.

مهما كنت تفعل، حاول أن تكون متواجداً بشكلٍ كامل، وحاول ألَّا تنجرف إلى المستقبل أو الماضي؛ وإن انحرفت عن مسارك، ركِّز فقط على تنفُّسك لبضع دقائق، أو اجلس ساكناً واستوعب كلَّ ما يدور حولك بكلِّ حواسك لفترةٍ قصيرة.

من خلال القيام بأيٍّ من هذه الأشياء يمكنك إعادة برمجة نفسك لتتكيَّف مع اللحظة الحالية مرةً أخرى.

إقرأ أيضاً: 11 نصيحة للتخلص من التفكير في إخفاقات الماضي والتفكير في المستقبل

4. مقارنة نفسك وحياتك مع الآخرين وحياتهم:

من العادات اليومية الشائعة والمدمِّرة جداً مقارنة حياتك ونفسك باستمرارٍ بالآخرين وحياتهم؛ إذ يمكن أن تقارن السيارات والمنازل والوظائف والأحذية والمال والعلاقات والشعبية الاجتماعية وما إلى ذلك. وفي نهاية اليوم، وبعد التفكير بكلِّ هذا، تنسف احترامك لذاتك وتخلق الكثير من المشاعر السلبية.

كيف تتخلَّص من هذه العادة؟

استبدل هذه العادة المدمرة بعادتين، هما:

4. 1. مقارنة نفسك مع نفسك:

أولاً، بدلاً من مقارنة نفسك بالآخرين، قارن نفسك مع نفسك، وانظر كم نَمَوْتَ، وما حققته، وما التقدُّم الذي أحرزته نحو أهدافك.

هذه العادة لها فائدة في خلق الامتنان والتقدير والعطف تجاه نفسك، فبينما تلاحظ مدى تقدمك والعقبات التي تغلبت عليها والأشياء الجيدة التي قمت بها؛ ستشعر بالرضا عن نفسك دون الحاجة إلى التفكير بأنَّك تنجز أقلَّ ممَّا ينجز الآخرون.

4. 2. أن تكون لطيفاً:

في تجربتي، يبدو أنَّ الطريقة التي تتصرَّف بها وتفكِّر بها تجاه الآخرين لها تأثيرٌ كبيرٌ جداً في كيفية تصرُّفك تجاه نفسك والتفكير في نفسك. أنت تحكم وتنتقد الناس أكثر عندما تميل إلى الحكم على نفسك وانتقادها أكثر، وغالباً ما يكون ذلك بشكلٍ تلقائي تقريباً. كن أكثر لطفاً مع الآخرين وساعدهم، بينما تميل إلى أن تكون أكثر لطفاً ومساعدةً لنفسك؛ وركِّز على الأشياء الإيجابية في نفسك وفي الأشخاص من حولك؛ وقدِّر ما هو إيجابيٌّ في نفسك وفي الآخرين.

بهذه الطريقة تصبح أكثر قبولاً لنفسك وللأشخاص في عالمك بدلاً من مقارنتهم مع نفسك وخلق اختلافات في عقلك، وتذكَّر: لن تنجح إذا واصلت المقارنة، فمجرَّد إدراك ذلك بوعيٍ يمكن أن يكون مفيداً.

بغض النظر عمَّا تفعله، يمكنك دائماً العثور على شخصٍ آخر في العالم لديه أكثر منك، أو أفضل منك في شيءٍ ما.

إقرأ أيضاً: المقارنة لص يسرق السعادة من حياتك

5. التركيز على السلبيات:

رؤية الجوانب السلبية لأيِّ موقف أنت فيه، والتركيز على هذه التفاصيل، طريقةٌ ممتازةٌ لجعل نفسك تعيساً، ولتعكير مزاج الجميع من حولك.

كيف تتخلَّص من هذه العادة؟

قد يكون التغلُّب على هذه العادة أمراً صعباً. بالنسبة إليّ، الشيء الوحيد الذي نجح معي هو التخلُّص من عادة السعي إلى تحقيق المثالية.

أنت تقبل أنَّ الأشياء والمواقف سيكون لها سلبياتها وإيجابياتها، بدلاً من التفكير في أنَّ جميع التفاصيل يجب أن تكون إيجابيةً وممتازة. عليك أن تقبل الأشياء كما هي، وبهذه الطريقة يمكنك التخلِّي عمَّا هو سلبيٌّ عاطفياً وعقلياً، بدلاً من العيش فيه وجعله يتراكم فوق رأسك.

كما قد يفيدك التركيز على أن تكون بنَّاءً، بدلاً من الشكوى من التفاصيل السلبية.

يمكنك القيام بذلك عن طريق طرح الأسئلة بشكلٍ أفضل. وهذه الأسئلة مثل:

  • كيف يمكنني تحويل هذا الشيء السلبي إلى شيءٍ مفيدٍ أو إيجابي؟
  • كيف يمكنني حلُّ هذه المشكلة؟

إذا واجهت ما أفكِّر فيه كمشكلة، فيمكنني استخدام حلٍّ ثالث، فقد أسأل نفسي: "ومن يهتم لذلك؟"، وغالباً ما أدرك أنَّ هذه ليست مشكلةً على المدى الطويل على الإطلاق.

6. أنت لا تعيش حياتك كما يجب؛ لأنَّك تعتقد أنَّ العالم يدور حولك:

إذا كنت تعتقد أنَّ العالم يدور حولك، وأنَّك تتراجع لأنَّك تخشى ما قد يعتقده الناس أو يقولونه إذا فعلت شيئاً مختلفاً أو جديداً؛ فأنت تكبِّل حياتك بالقيود. لكن كيف؟

حسناً، يمكن أن تصبح أقل انفتاحاً على تجربة الأشياء الجديدة والمضي قدماً، كما يمكن أن تعتقد أنَّ النقد والسلبية اللذين تواجههما يتعلَّقان بك، أو أنَّه خطؤك طوال الوقت. لقد وجدت أيضاً أنَّ خجلي كان يأتي بسبب اعتقادي أنَّ الناس يهتمُّون كثيراً بما كنت على وشك قوله أو فعله.

كيف تتخلَّص من هذه العادة؟

6. 1. اعلم أنَّ الأشخاص لا يهتمُّون كثيراً بما تفعل:

عليك أن تضع في الحسبان أنَّ الناس لديهم الكثير من الأشياء في حياتهم ليقلقوا بشأنها. نعم، هذا قد يجعلك تشعر بأنَّ ما تقوم به أقل أهميةً بالنسبة إلى الناس، ويحرِّرك أكثر إذا كنت ترغب بذلك.

6. 2. ركِّز على الخارج:

بدلاً من التفكير في نفسك وكيف قد ينظر إليك الناس طوال الوقت، ركِّز على الخارج من حولك.

أصغِ إلى الناس وساعدهم. سيساعدك ذلك في رفع تقديرك لذاتك، ويساعدك في تقليل التركيز على نقد الذات.

7. تعقيد الحياة:

يمكن أن تكون الحياة معقدةً للغاية، وهذا قد يخلق الإجهاد والتعاسة؛ لكنَّ الكثير من هذا يكون من بنات أفكارنا. نعم، قد يصبح العالم أكثر تعقيداً، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّه لا يمكننا اتباع عاداتٍ جديدةً تجعل حياتنا أكثر بساطة.

كيف تتخلَّص من هذه العادة؟

قد تتضمَّن الحياة المعقدة العديد من العادات، ولكنَّني أودُّ أن أقترح بعض العادات البديلة لما كان من بين أكثر عاداتي تعقيداً:

7. 1. التركيز والانتباه إلى كلِّ شيءٍ في حياتك اليومية:

لقد استبدلت هذه العادة المعقدة بمجرَّد القيام بشيءٍ واحدٍ في كلِّ مرةٍ خلال يومي، والحصول على قائمة مهامٍ صغيرةٍ تحتوي على 2-3 عناصر هامَّةٍ للغاية، وكتابة أهمِّ أهدافي على السبورة البيضاء التي أراها كلَّ يوم.

7. 2. امتلاك الكثير من الأشياء:

استبدلت هذه العادة بسؤال نفسي بانتظام: هل استخدمت هذا الشيء في العام الماضي؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف أعطي هذا الشيء لأحدٍ ما أو أرميه.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من أغراضك غير الضرورية دون أن تشعر بالندم

7. 3. التواصل مع الآخرين:

قراءة العقول صعبة؛ لذا، بدلاً من ذلك اطرح الأسئلة وتواصل مع الآخرين. سيساعدك هذا في تقليل النزاعات غير الضرورية وسوء الفهم والسلبية وإهدار الوقت والطاقة.

7. 4. تضييع وقتك في قراءة صندوق بريدك الوارد:

أنا أقضي وقتاً وطاقةً أقلَّ في تفقُّد صندوق بريدي الإلكتروني الوارد مرةً واحدةً يومياً وكتابة رسائل بريدٍ إلكترونيٍّ أقصر (ليس أكثر من 5 جمل إن أمكن).

ساعدني ذلك لأتمكَّن من قضاء مزيدٍ من الوقت في مساعدة المشتركين في النشرة الإخبارية الخاصة بي، وتحسين مدونتي، والأشياء الأخرى التي تحقِّق النجاح بالنسبة إلي.

7. 5. العيش في حالةٍ من الضغط والإرهاق:

عندما تشعر بالضغط أو الضياع في مشكلة، أو ما بين الماضي أو المستقبل في ذهنك، كما ذكرت سابقاً؛ تنفَّس لمدة دقيقتين، وركِّز فقط على الهواء الداخل والخارج إلى رئتيك.

سيؤدِّي ذلك إلى تهدئة جسدك، وإعادة عقلك إلى اللحظة الحالية مرةً أخرى؛ ثمَّ ستتمكَّن من البدء بالتركيز على القيام بالأشياء الأهمِّ بالنسبة إليك مرةً أخرى.

 

المصدر




مقالات مرتبطة