7 عادات سلبية يمارسها الأشخاص غير الأصحاء

يفشل كثير منا في السيطرة على صحتنا لأسباب عديدة؛ إذ يؤدي كل من ضيق الوقت ونقص المعلومات الجيدة والتحفيز دوراً في نجاحنا أو فشلنا، لكن توجد مجموعة أخرى من الأسباب التي لا يعرفها الناس كثيراً، والتي تؤثِّر سلباً في صحتك، ألا وهي الأفكار التي تدور في رأسك.



إليك فيما يأتي 7 عادات عقلية سلبية تؤثِّر في حياتك وكيفية إصلاحها.

7 عادات سلبية يمارسها الأشخاص غير الأصحاء:

1. الظن بأنَّ النجاح نصيب ثُلَّةٍ من الأشخاص:

يظن بعض الناس أنَّ الأشخاص الناجحين والأصحاء والسعداء، هم مجرد قلة محظوظة من الناس، فعندما تسألهم عن مبدعي العالم، يقولون إنَّهم وُلدوا مبدعين فحسب، والأمر يعود إلى جيناتهم.

لنفترض أنَّ هدفك هو إنقاص وزنك لتبدو كعارضي الأزياء، وعقلك يستمر في إخبارك بأنَّ "هؤلاء الناس فريدون؛ فهم من الـ 1% الذين يتمتعون بقوة الإرادة والانضباط أكثر من أي إنسان آخر"؛ لذا لا تفعل أي شيء لتحقيق هدفك"، لكن ماذا لو علمت أنَّ شخصاً عادياً حقق الهدف الذي تريد تحقيقه، فهو لم يولد مميزاً؛ بل وصل إلى مبتغاه عبر تعلم ما أراده، وقضاء ساعة إلى ساعتين كل يوم لمدة عامين في ممارسته، لتتسع آفاق عقلك وتتساءل فجأة: "إذا استطاع شخص عادي القيام بذلك، فأستطيع ذلك أيضاً".

تُكتسَب المواهب وتنمَّى كل يوم في الغالبية العظمى من الحالات، وليس بالضرورة أن نتمتع بها بالفطرة؛ إذ ينطبق هذا الأمر على جميع مبدعي العالم، ومن الهام أن تعرف أنَّ الأشخاص الذين ينجحون في تحسين صحتهم أو إنشاء عمل تجاري أو تحسين حياتهم الشخصية ليسوا مميزين؛ بل يلتزمون بعملهم فحسب.

2. الاعتقاد بأنَّ حياتك، ونجاحك خارجة عن سيطرتك:

إليك اقتباساً مُلهِماً من رواية "الخيميائي" (The Alchemist) للمؤلف "باولو كويلو" (Paulo Coelho): "أعظم كذبة في العالم هي الظن أنَّك في مرحلة ما، تدير حياتك عوامل خارجة عن إرادتك"، ويشبه الاقتباس هذا قولاً آخر: لا تستطيع التحكم بما يحدث لك في الحياة؛ لكنَّك تستطيع التحكم برد فعلك تجاهه.

يحدث هذا كثيراً اليوم؛ إذ يفقد الناس وظائفهم، فترى معظمهم يشتكي قائلاً: "لم يكن باستطاعتي فعل أي شيء"؛ لكنَّ ذلك ليس صحيحاً؛ فقد كان باستطاعتك المبادرة في مقابلة الناس أو تقديم أفكار جديدة في العمل أو تحمل مسؤوليات أكبر لتجعل نفسك أكثر أهمية.

ينطبق الأمر ذاته على صحتك؛ إذ يتصرف بعض الأشخاص كما لو أنَّهم عاجزون عن مقاومة شراهتهم، أو لا يستطيعون التغلب على العوامل الوراثية، فتراهم يبررون تناول الوجبات السريعة يومياً بفكرة أنَّ أمراض القلب والسرطان متوارثة في عائلتهم.

توجد طريقتان للنظر إلى صحتك: أولها الظن بأنَّ كل شيء يسبب السرطان هذه الأيام؛ لذا تأكل ما تريد، والثاني أن تَعُدَّ صحتك أولوية وتفعل كل ما يتطلبه الأمر لمعرفة كيفية التمتع بصحة جيدة.

تستطيع أن تقرأ قصصاً لأشخاص نجحوا في تغيير استعدادهم الوراثي للسمنة أو أمراض القلب أو السرطان؛ "جاك لالان" (Jack Lalanne) مثلاً، هو أيقونة الصحة في القرن الواحد والعشرين؛ إذ توفي والده شاباً بسبب نوبة قلبية؛ لكنَّ "لالان" عاش حتى بلغ من العمر 96 عاماً، فقد كان يبدو في السبعينيات من عمره عندما بلغ 90 عاماً، فكلما ظنَّنت بأنَّك غير قادر على التغيير، قَلَّ احتمال قيامك بالعمل اللازم لتحسين حياتك.

3. الالتزام بنظام غذائي هو مسألة قوة إرادة:

أصبحت مسألة الكسل والإرادة للأسف اعتقاداً سائداً في مجال الصحة؛ إذ يُنظر إلى الأشخاص غير الأصحاء أو الذين يعانون زيادة الوزن أنَّهم يفتقرون إلى "قوة الإرادة"، بينما يتمتع الأشخاص الأصحاء بها.

الكسل هو غالباً خرافة، فمسألة عدم القدرة على الالتزام بنظام غذائي هي ليست مسألة كسل؛ بل اتباع عادات سيئة؛ ذلك لأنَّ العادات تلقائية، وهذا يمنعنا من مقاومتها؛ لذا ما يهم هو تحويل التغييرات الصغيرة إلى عادات تلقائية.

نعلم أنَّ إرادتنا ضعيفة أمام الرغبة الشديدة في تناول الحلويات؛ فالأمر شبه مستحيل، وتوجد مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تُظهر أنَّ الرغبة الشديدة في تناول السكريات تشبه إلى حد كبير الإدمان على المخدرات؛ بل تؤثِّر حتى في المستقبلات ذاتها الموجودة في الدماغ؛ فهل يُعقل أن تطلب من مُدمن "محاولة" التحكم برغبته الشديدة في التعاطي؟ بالطبع لا؛ لذا يجب ألا تنظر إلى الحمية على أنَّها مسألة إرادة؛ لأنَّك ستخسر حتماً.

بدلاً من ذلك، تخيل اختيار عادة سيئة واحدة وقضاء 30 يوماً في الإقلاع عنها، فكيف ستبدو صحتك وحياتك إذا كررت هذا الأمر 12 مرة خلال عام فقط؟

شاهد بالفيديو: كيف تحدد الحمية الغذائية الأنسب لك؟ " Eran Segal" "إيران سيجال"

4. الثقة العمياء بنصائح بعض خبراء الصحة الجدد:

يخرج طبيب جديد كل عام ليقترح نظاماً غذائياً سحرياً سيساعد على إنقاذ البشرية؛ إذ توجد أنظمة غذائية جيدة وأخرى سيئة بالطبع، لكن قليلة هي الأنظمة التي تدوم؛ إذ فقَدَ أحد الأشخاص 22 كيلوغراماً من وزنه نتيجة اتباع حمية غذائية؛ لذا بدأ ينادي بفوائدها السحرية على الرَّغم من أنَّه كسب 27 كيلوغراماً بعد عام، ويبدو أنَّ الناس ينسون أنَّه يوجد نظام واحد ينجح مع الجميع: وهو التجريب.

لذا تجاهل أسماء الأطباء في معظم الكتب المختصة بالأنظمة الغذائية، وتجاهل المراجعات الإيجابية المبالغ فيها لها، وجميع الإعلانات التي تروج لها؛ فإذا أطلق الطبيب الفلاني برنامجاً جديداً من المفترض أن يساعد الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل، وكنت مصاباً بذلك، فجرِّبه وراقب تأثيراته على الأمد الطويل، وإذا قدَّم طبيب آخر برنامجاً سيُحدِث ثورة في القضاء على الرغبة الملحة في تناول السكريات، فجرِّبه قبل أن تنادي بفوائده، وإذا كان لدى آخر برنامجاً تُحقِّق منه علمياً لمكافحة الحساسية، جربه واكتشف ما إذا كان يناسبك، وإذا خرج غيره ببرنامج يضمن تعزيز صحتك، فأجرِ تحليل دم قبل تجربته وبعد لترى فاعليته.

قد تظن بوجود نظام غذائي موحد يناسب الجميع، إلا أنَّ الاستجابة للأطعمة أو الأنظمة الغذائية أو البرامج تختلف من شخص إلى آخر؛ لذا جرِّب دوماً ولا تضع ثقتك في أحدث الصيحات أو حتى بشخص، سواء أكان طبيباً أم غيره؛ بل ثق في النتائج فقط.

إقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي النباتي (الفيجيتيريان)؟

5. الظن بوجود حيلة ستغير كل حياتك:

تنبع العادة السيئة هذه من الطبيعة البشرية، وهو الظن بوجود كتاب أو دورة تدريب أو شخص ما لم نصدفه بعد، لديه أسلوب سري لإصلاح كل شيء في حياتنا، ولا نلتقي بشيء كهذا أبداً؛ لكنَّنا نأمل ذلك دائماً؛ لذا تظهر كل شهرين صيحة "ثورية" جديدة في أي مجال تعمل به.

جميعنا مهووسون بالحلول السحرية هذه، مع أنَّ معظمنا يعلم أنَّها غير موجودة، فترانا نأمل في سرنا بوجود طريقة أسرع لإنجاز الأمور؛ فلربما توجد طريقة لتناول الحلويات طوال اليوم وفقدان الوزن، أو ربما توجد طريقة لكسب الدخل دون عمل، أو النوم لمدة 5 ساعات فقط كل ليلة مع الحفاظ على إنتاجية عالية، لكن إذا قضيت 20 عاماً من عمرك لا تعتني بصحتك، فلا تستطيع تغيير ذلك في غضون أسبوعين.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على خوفك من التغيير وتغير حياتك؟

6. عدم تحمل المسؤولية عن حياتك:

نلوم دوماً شيئاً أو شخصاً آخر على ظروف حياتنا، فنلوم المدرب الشخصي لعدم إعطائنا معلومات جيدة، ونلوم عائلتنا لأنَّها تتناول طعاماً غير صحي؛ لذا من المستحيل بالنسبة إلينا أن نتناول طعاماً صحياً أيضاً، أو نلوم ساعات عملنا الطويلة لعدم قدرتنا على ممارسة الرياضة؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّك لا تمتلك سوى سيطرة محدودة جداً على كل هذه الأمور؛ لذا يجب التركيز فقط على ما تستطيع التحكم به، وهو أنت.

الأعذار المستمرة هي من الأسباب الرئيسة لفشل الناس في تحسين صحتهم، فدائماً ما لديهم حجة لعدم القدرة على الاعتناء بأنفسهم؛ لكنَّ الأمر يتعلق بصحتك، ووحدك المسؤول عن ذلك، وعندما تفقد صحتك، لن يتسنى لك فعل أي شيء آخر.

7. الظن بوجود وقت مثالي للبدء:

أدى الإنترنت إلى ظهور آفة مخيفة: وهي "الحاجة إلى مزيد من المعلومات دوماً"؛ فعندما نقرر البدء في تناول الطعام الصحي، نسارع في البحث في جوجل (Google) عن أنواع الأطعمة التي يجب تناولها لإنقاص الوزن، فنقرأ لساعة أو ساعتين، ونجمع بعض البيانات، وعندما يحين وقت البدء نقول: "ربما يجب أن نقرأ أكثر عن الموضوع".

لذا نقرأ لبضع ساعات أخرى، أو نشتري كتاباً عن الموضوع، ثم تنقضي الأيام والأسابيع ونحن ما زلنا نواصل القراءة وجمع المعلومات وإنشاء خطتنا "الملحمية"، فلا نحقق بذلك شيئاً، وتمضي أشهر ونحن نخطط ونقرأ.

لكن لا تقلق فهذه مشكلة من مشكلات الحياة التي تفشَّت في القرن الواحد والعشرين؛ إذ لدينا وصول إلى جميع المعلومات التي خرج بها البشر؛ فالأمر مخيف؛ لكنَّه مذهل أيضاً.

إقرأ أيضاً: 13 من مشكلات الحياة الشائعة، وكيفية حلها

في الختام:

تستطيع قضاء اليوم كله في البحث عن المعلومات وجمعها وقراءة "كتاب واحد فقط"، لكن في النهاية لن ترى النتائج إلا من خلال ما تفعله، وليس بما تقرأه، ويقول المثل: "أفضل وقت لزرع شجرة هو قبل 20 عاماً، وثاني أفضل وقت هو الآن".

لا بُدَّ أنَّك تعرف بالفعل ما يجب القيام به، لكن في أثناء رحلتك، تأكد من تجنب هذه العادات النفسية السبعة التي قد تقف عائقاً أمام نجاحك.




مقالات مرتبطة