7 طرق للتعامل مع الأشخاص السامين بذكاء

من الصعب التعامل مع تقلبات مزاج الناس وفَورات غضبهم، لكن على الرَّغم من ذلك، تذكَّر أنَّهم ربما يواجهون وقتاً عصيباً في حياتهم؛ فقد يعانون مرضاً ما، أو حالة مزمنة من القلق، أو ربما نقصاً في تلبية حاجتهم إلى الحب والدعم؛ إذ يحتاج هؤلاء إلى من ينصت لهم، ويدعمهم ويعتني بهم، لكن أيَّاً كان سبب تقلُّب مزاجهم وسلبيتهم، عليك دوماً حماية نفسك من تصرفاتهم المؤذية أحياناً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كرنوف (Marc Chernoff)، يعلِّمنا فيه 7 طرائق ذكية للتعامل مع الأشخاص السامين.

لكن يوجد نوعٌ آخر من السلبية وتقلُّب المزاج، والتي يكون صاحبها شخصاً متنمراً، ويستخدم تقلُّب مزاجه بوصفه حجَّة لترويع الآخرين، والتلاعب بهم، وهذا هو نوع المزاجية الذي يؤدي إلى أذية الناس، والتسبب في تعاستهم.

إن قمت بمراقبة هؤلاء الأشخاص عن كثب، ستجد أنَّ جميع تصرفاتهم تتمحور حول أنفسهم، ويرتبون أولويات علاقاتهم تبعاً لمن يستطيعون استغلاله أكثر في تلبية احتياجاتهم الأنانية، وسأناقش في هذا المقال السلوك السام تحديداً؛ فأنا مؤمن بأنَّ تقلبات المزاج السامة يجب ألا يقع ضحيتها أشخاص آخرون على الإطلاق بأيَّة وسيلة.

إليك 7 طرائق لتجنُّب الوقوع ضحية أفعال الآخرين المؤذية:

1. متابعة حياتك دونهم:

إن كنت على علاقة بشخص يصرُّ دوماً على استجداء عاطفة الآخرين، فاحذر، إنَّه شخص سام، إذا وجدت نفسك مُرهقَاً من سلوكه، ولا جدوى من تعاطفك وصبرك ونصحك ولطف معاملتك في مساعدته، ولا يبدي هو الآخر أيَّ اهتمام بتغيير سلوكه، فاسأل نفسك هل أنت حقاً بحاجة إلى شخص كهذا في حياتك؟

إخراج الأشخاص السامين من محيطك يساعدك على إيجاد الراحة من جديد، وإن أجبرتك الظروف على التخلِّي عن هؤلاء الأشخاص، قم بذلك، وتابع تقدمك، وتحلَّ بالشجاعة لإنهاء هذه العلاقات عندما يزيد الأمر عن حدِّه؛ فالابتعاد عن الأشخاص السامين ليس علامة كراهية تضمرها لهم، أو شر تتمنى أن يصيبهم؛ وإنَّما علامة على اهتمامك بما يصب في مصلحتك.

تقوم العلاقات الصحية على تبادل المشاعر؛ أي عملية أخذ وعطاء، ولا يعني ذلك أن تكون الطرف المعطاء دوماً لطرف آخر يأخذ دوماً دون أن يعطي، وإن وجدت نفسك مجبراً على التعامل مع شخص سام لأي سبب كان، فضع النقاط القادمة في الحسبان.

شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع الأشخاص السامين؟

2. التوقف عن محاولة تبرير سلوكهم:

عدم توخِّي الحذر يتيح للأشخاص السامين ممارسة الألاعيب لإعطاء أنفسهم الأفضلية على الآخرين؛ إذ إنَّ تسخيف إنجازات من حولهم أسهل بالنسبة إليهم من بذل الجهد في تحقيق إنجازاتهم الشخصية؛ لذا لا تنخدع بذلك، مجاراة هذه ألاعيب سيتسبب في أذيتك، ولن يغيِّر هؤلاء الأشخاص سلوكهم، إن استمررت في مجاراتهم.

عليك أخذ قرار حاسم بألا تسمح لهم بخداعك، وتوقف عن مراعاة شعورهم وتبرير سلوكهم العدواني، واعلم أنَّ لا جدوى من أن تبقى محاطاً بالأجواء المُرهقة والسلبية، إن لم يستطع شخص بالغ أن يكون عقلانياً، وقادراً على تحمل المسؤولية، فقد حان الوقت للتعبير لهم عن اعتراضك.

3. عدم التردد في التعبير عن رأيك:

دافع عن نفسك، يفعل بعض الناس أيَّ شيء لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الآخرين، مثل تجاوز غيرهم في طوابير الانتظار، أو الاستيلاء على أموالهم وأملاكهم، أو التنمر والاستهزاء بهم، أو إلقاء اللوم عليهم.

لا تصمت عن سلوك كهذا، فمعظم هؤلاء يعلمون أنَّهم على خطأ، وينسحبون تلقائياً عند مواجهتهم بأفعالهم؛ إذ يميل أغلبنا إلى الصمت عن هذه التصرفات في الأماكن العامة، إلى أن يتشجَّع أحد ويعترض عليها؛ فكن أنت المعترض.

يستخدم بعض الأشخاص السامين الغضب بوصفه وسيلة لإسكاتك، أو يتجاهلون محاولاتك للتوصل إلى حل ما، وفي بعض الأحيان المؤسفة يقاطعون حديثك، ويبدؤون باستغلال أمورك الخاصة في قول ما سيجرحك، وإن تجرَّأت على الرد عليهم بالمثل، فقد يُصدَمون ويفقدون صوابهم؛ لأنَّك تعديت على سلوكهم، لكن عليك ألا تتردد في التعبير عن رأيك مهما حصل.

السكوت عن السلوك السام لشخص ما، قد يصبح سبباً أساسياً في استدراجك إلى دوامة ألاعيبه، بينما التعقيب على سلوكه مسبقاً قد يوضح له الأثر السلبي لسلوكه، على سبيل المثال تستطيع أن تقول:

  • "أرى أنَّك غاضب، هل حدث شيء أزعجك؟".
  • "أعتقد أنَّك تشعر بالضجر، هل أنت غير مهتم بحديثي؟".
  • "سلوكك الآن يزعجني، هل تريد إزعاجي؟".

المواجهة المباشرة بعبارات كهذه تجرِّد الشخص من قدرته على استخدام مزاجيته بوصفها وسيلة للتلاعب بالآخرين وإن كان سلوكاً غير مقصود؛ وإنَّما يواجه وقتاً عصيباً، فذلك يتيح لك الفرصة لمساعدته.

حتَّى وإن أنكر ذلك، فإنَّك على الأقل جعلته يدرك أنَّ ألاعيبه مكشوفة ومزعجة لشخص ما حوله، عوضاً عن اعتقاده أنَّها أساليب خفية للتلاعب بالآخرين كيفما أراد، وإن أصر على الإنكار، فقد حان الوقت لوضع حد له.

4. وضع حدٍّ لسلوكهم:

قد يحاول بعض الأشخاص السامين إهانة كرامتك، أو التشكيك بها، أو تحطيمها، لكن لن يستطيع أحد تخطِّيها، إلا إن تخلَّيت عنها بنفسك، الأمر يتعلق بشجاعتك في حفظ الحدود بينك وبين الآخرين؛ لذا أثبت للجميع أنَّ إهانتك أو التقليل من شأنك أمر لا يُسكت عنه.

في الحقيقة، لم أوفَّق يوماً في إدانة الأشخاص السامين فعلاً (وهُم أسوأ الأشخاص)، وأفضل ما توصلتُ إليه عند محاولتهم إهانتي كان رداً موارباً بالقول: "أعتذر إن أخذت كلامي على محمل شخصي".

الرد الأنسب في موقفٍ كهذا، هو إنهاء الحديث بلطف مفتعل، أو فظاظة واضحة، وهذه رسالة واضحة للجميع أنَّك لن تتهاون مع التصرفات الخبيثة، ولن تُستدرَج لألاعيب كهذه.

يعبث الأشخاص السامون مع كل من حولهم، ومن ضمنهم أنت، إن سمحت بذلك؛ لذا يمكنك أن تحاول إقناعهم بالعدول عما يفعلونه، وإن لم ينصتوا لك فلا تتردد في إبعادهم وتجاهلهم حتى يفعلوا ذلك.

5. عدم أخذ السلوك السام على محمل شخصي:

اعلم أنَّهم هم على خطأ وليس أنت، فغالباً ما يحاول الأشخاص السامون التلميح إلى أنَّك ارتكبت خطأ بشكل أو بآخر، ولأنَّ معظمنا يميل للشعور بالذنب مباشرةً، تتزعزع ثقتنا بأنفسنا وتضطرب راحتنا بمجرد إشارة أحد ما إلى أنَّنا ارتكبنا خطأً ما؛ لذا لا تسمح لذلك بالحدوث معك، وتذكر أنَّك تعطي لنفسك حرية أكبر عندما تكف عن أخذ الأمور على محمل شخصي.

يتصرف الأشخاص السامون بسلبية مع الجميع، وليس معك فحسب، حتى إن بدا الأمر شخصياً، وشعرت بالإهانة، فالأرجح أنَّه أمر لا يتعلَّق بك؛ فأقوال هؤلاء وآراؤهم ليست إلا انعكاساً لما هم عليه من سوء.

إقرأ أيضاً: كيف تبتعد عن الأشخاص السامين عندما يكون من الصعب القيام بذلك؟

6. ممارسة التعاطف بعقلانية:

أحياناً من المنطقي التعاطف مع الشخص السلبي إن كان يواجه وقتاً عصيباً، أو يعاني مرضاً ما، فلا شك في أنَّ بعض الأشخاص السامين بائسون، أو مكتئبون، أو يعانون اضطراباً نفسياً أو جسدياً ما، وعلى الرَّغم من ذلك، عليك تجنُّب الربط بين مشكلاتهم الحقيقية، وطريقة معاملتهم لك، فإن صرفت النظر عن سلوك أحد ما تعاطفاً مع اضطرابه أو اكتئابه أو حالته الصحية، فإنَّك بذلك تتيح له استخدام ظروفه المؤسفة بوصفها وسيلة للتلاعب بك.

تطوَّعت منذ عدة سنوات في مستشفى أطفال للطب النفسي، وتابعت حالة طفل يدعى "دينيس" مُصاب باضطراب ثنائي القطب، وكان "دينيس" صعب المراس أحياناً، واعتاد أن يوجِّه الإهانات للآخرين، عندما تأتيه إحدى نوبات المرض، لم يتجرأ أحد على التصدي له، ولا أنا أيضاً؛ ففي النهاية إنَّه مُصاب باضطراب، ولا يستطيع السيطرة على نفسه أليس كذلك؟

اصطحبت "دينيس" في أحد الأيام إلى المنتزه، لنلعب لعبة المُطاردة، وبعد مرور ساعة على نزهتنا عانى "دينيس" نوبة جديدة وبدأ بتوجيه الإهانات لي، لكن بدلاً من تجاهل أفعاله، قلت له: "كف عن التنمر عليَّ وإهانتي أنت شخص طيب، ولديك ما هو أفضل من ذلك"، لقد صُعق لحديثي، وفي غضون ثوانٍ استجمع قواه، وقال: "أعتذر سيد مارك لقد كان ما قلته لئيماً".

العِبرة هي أنَّك لن تستطيع مساعدة أحد باختلاق أعذار لا ضرورة لها لمجرد كونه يعاني محنة ما، فمعظم الناس يقاسون أحلك الظروف دون التسبب بالأذى لمن حولهم، ولن نستطيع التعاطف بصدق دون رسم حدود واضحة للآخرين، والمبالغة في اختلاق الأعذار والتسامحات ليست بالأمر العقلاني أو الصحي في علاقتك مع أي أحد على الأمد الطويل.

إقرأ أيضاً: التعاطف: تعريفه وبعض المعلومات عنه

7. العثور على مساحةٍ للاسترخاء:

إن كنت مُجبَراً على التعامل مع شخص سام، اضمن لنفسك وقتاً للراحة والاسترخاء، التعافي، فمن المرهق التمسك بكونك شخصاً بالغاً وعاقلاً وواعياً عند التعامل مع شخص سام.

السلوك السام يمكن أن يكون مُعدياً إن لم تتوخَ الحذر، أكرر وأعيد، أعلم أنَّ الجميع حتى من يواجه محنة أو يعاني مرضاً قادرٌ على تفهُّم أنَّ لك حاجاتك أنت الآخر، ما يتيح لك أخذ وقت مستقطع متى شئت، فأنت تستحق هذا الوقت، وتستحق أن تفكر بهدوء وسلام بعيداً عن الضغوطات الخارجية والسلبية؛ فلا توجد مشكلات تحلُّها، ولا حدود تحافظ عليها، ولا أشخاص ترضيهم، وأحياناً عليك أن توجد وقتاً للراحة بنفسك بعيداً عن ضجيج عالمنا الذي لا يتيح لأحد أن يستريح.




مقالات مرتبطة