7 طرق لصَقلِ رؤيتكَ للنَّجاح

الشيء الوحيد الذي أعرفه على وجه اليقين، هو: أنَّني كاتب؛ لكن تكمن المشكلة في أنَّه لا يمكنني -كشخصٍ يحتاجُ إلى المال- أن أكتب وأرضيَ نفسي بالنومِ فقط، فأنا أحتاجُ إلى مصدرٍ للدخل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المُدوِّن مايكل بيترزاك (Michael Pietrzak)، والذي يُحدِّثنا فيه عن طريقتهِ في صقلِ رؤيةٍ للنجاح.

لقد أمضيتُ السنواتِ الخمسة عشر الماضية تقريباً بقراءةِ كتبِ تطوير الذات، والمدوَّنات، ومشاهدة تسجيلات الفيديو، ومتابعة دروس البرمجة اللغوية العصبية؛ لكن ومع ذلك، وبعد كلِّ ذلك الوقت الذي أمضيته في القراءة عن الوفرة والرخاء، مازلت لا أستطيع العثور على طريقةٍ لتسخير حبِّ الخدمة الذاتية الذي أمتلكه، وتحويله إلى عملٍ مُربِح.

لكنَّني أعتقُد أنَّني إذا تركتُ العمل في مجال هوايتي، سيخسرُ العالم موهبتي حديثةَ العهد في الكتابة -ما زال الوقت مبكراً لإطلاق اسم العبقريةِ المُحتملة عليها- لأنَّ رؤيتي لا زالت ضبابية.

هذا ما أردتُ أن تعرفهُ عني؛ لكن دعنا الآنَ نتكلَّمُ عنك، فأنتَ لن تتمكَّنَ من اكتشافِ إمكانياتك العظيمة إذا لم تمتلك رؤيةً شاملةً للحياة.

يمتلكُ مُعظمنا لمحاتٍ غير واضحةِ المعالم عن مُستقبلهم الذي يصبُونَ إليه؛ لكنَّ القلَّة فقط تبذُل جهداً لرؤية الصورة بوضوحٍ أكثر.

97000 قطعةً في لعبة تركيب القطع:

تتجلَّى رؤيتنا للعالم في بدايةِ حياتنا كلعبةِ تركيبِ قطعٍ صعبة الحل، فلن تعرفَ في البداية كيف تتناسبُ كلُّ قطعةٍ مع الأخرى، حتَّى إذا أعطاك أحدهم الصورة الكاملة كدليلٍ تستعينُ به؛ كما يمكن أن تستسلم في هذه المرحلة.

بالنسبةِ إلي، أستطيعُ أن أضعَ صورةً لهدفي على نحو: أن أمتلك منزلاً في البرازيل، لأنهض فيه من سريري وأمارس الركمجة، ثمَّ أكتب لعدة ساعات، وأبني عملاً تجارياً في فترةِ بعد الظهر، وأحتفل مع أصدقائي الجُدد غريبي الأطوار في المساء.

أعتقدُ أنَّ قطعَ هذه اللعبة هي حبِّي لمهنتي، وخيالي الجامح، ورهنٌ عقاري، وحفل زفافٍ وأطفال.

يجبُ علينا المضي قُدماً عن طريق التقاط قطعةٍ من اللعبةِ التركيبية ومحاولةِ تركيبها مع قطعةٍ أخرى بطريقةٍ مثالية، ثمَّ إضافة القطعة الثالثة.

يعني هذا البدءَ فوراً، والالتزام بالعملِ على تحقيقِ أحلامنا خُطوةً خطوة.

سبعة أفعالٍ توضِّحُ رؤيتك:

1. اسأل نفسك: ما الذي يريده قلبي؟

إنَّ الهدف مسألةٌ تتعلَّق بالقلب؛ فنحنُ نكتشفُ أهدافنا عن طريق شعورنا، وليسَ عن طريق تفكيرنا؛ وإذا سألت قلبك، فسيُجيبك بكلِّ تأكيد.

درس معهدُ (HeartMath) على مدارِ 25 عاماً، الرابط بين القلب والدماغ، وذلك من خلال مراجعة أكثر من 250 دراسة واستعراضِ الأقران. لقد اكتشفوا أنَّ القلب له "دماغه الصغير" خاصته، والذي يتكوَّن من 40.000 خليةٍ عصبيةٍ تُرسل إشاراتٍ عصبيةً إلى "الدماغ" أكثر ممَّا تتلقَّاها، حيث تؤثِّر هذه الإشارات في وظائفنا الإدراكية العُليا، وتساعدنا على التفكيرِ بوضوحٍ واتخاذ قراراتٍ فعَّالة.

كيف نسأل قلبنا إذاً عمَّا نُريدُه بشكلٍ فعَّال؟

عليكَ أولاً توجيهَ تركيزك إلى قلبك، وتخيُّل أنفاسكَ وهي تدخل وتخرج من خلاله، وستصلُ بعد دقيقةٍ إلى مرحلةٍ من الانسجام والسلامِ الداخلي، التي تُتيحُ لك أن تسأل: ماذا يريد قلبي؟

2. قيِّم مَواطن القوة لديك:

حانَ الوقت كي تُشرِك عقلك في الأمر؛ لذا أخرِج قلماً وورقة، وقيِّم بصدقٍ مهاراتكَ وتجاربك، ثمَّ اكتب:

  • ما الأمورُ التي أُجيدها؟ كُن واضحاً بشأن نقاطِ قوتك، فهي ستكونُ نقاطَاً علَّامةً نحو رؤيةٍ عظيمةٍ لحياتك.
  • ما هي مواطن الضعف؟ إذا لم تمتلِك مَلَكةً فنيةً، فلا تختَر طريقاً يتطلَّبُ إتقان تصميم الجرافيك مثلاً؛ إذ يجبُ أن تتجنَّب الطريق الذي تفتقد إلى مهارات اجتيازه.
  • كيف أُمضي وقتي؟ يفعل معظم الناس تلقائياً ما يستمتعون به، على الأقلِّ في أوقات فراغهم؛ لكن لو تطلَّبَ الوصولُ إلى هدفك تسلُّق الجبالِ في عطلةِ نهاية الأسبوع، يجبُ ألَّا تتضمَّن رؤيتك للأمورِ الجلوس في المنزل في هذه الأوقات. عليكَ أن تكون واقعياً.

لذا كُن حالماً يا صديقي، لكن أبقِ قدميك ثابتتين على الأرض.

إقرأ أيضاً: كيف تعرف نقاط القوّة والضعف في شخصيتك؟

3. أنشِئ خطةً لتنظيمِ أوقاتِ حياتك:

"إذا تحدثتَ عن أمرٍ ما، فهو حلم؛ وإذا تصوَّرتهُ، فإنَّه ممكن الحدوث؛ لكن إذا جدولته، فإنَّه سيُصبحُ حقيقياً" - توني روبنز (Tony Robbins).

"لقد ذهبتُ إلى النادي الرياضي مرةً واحدةً في السنة الماضية، وحصلتُ على عضلات بطنٍ مُقسَّمة، ثمَّ أنشأت عملاً بقيمة مليون دولارٍ في عطلة نهاية الأسبوع"؛ يبدو هذا الحديثُ مُجرَّدَ تُرَّهات؛ لأنَّه في الواقع كذلك.

لا ينجزُ أحدٌ أيَّ شيءٍ ذي قيمةٍ من مرةٍ واحدة، فهذه الحياةُ ليست ورقةَ يانصيب؛ وبناءً عليه، لن تعلمَ كيف ستبدو حياتك المثالية إذا راودكَ حلمُ يقظةٍ في أثناء الاستحمام.

إذا أردت اكتشاف هدف حياتك، فنظِّم الوقت للعمل على هذه الأُحجية، تماماً كما تفعلُ عندما تُخطِّطُ لعملكَ أو حفلِ زفافك؛ وإن لم تستطع إيجاد ثلاثين دقيقةً في اليوم للتخطيط لهدفك الأسمى، فعليكَ أن تتصالح مع حياتك المتواضعة، وألَّا تُحاولَ تغييرها للأفضل.

4. دوِّن أهدافَك، وراجِعها بانتظام:

 قرأتُ مقالةً لـ "ريتشارد لازازيرا" (Richard Lazzazzera) في أواخر عام 2014 حول أفضلِ طريقةٍ للتخطيطِ لعامٍ ناجح، وبصفتهِ خبيرَ تسويقٍ على موقع (Shopify)، ومالك متجرٍ للتسوق الإلكتروني، وصاحبَ مدوَّنةٍ مُختصةٍ بريادة الأعمال تحصدُ مئة ألف قارئٍ شهرياً؛ يعرفُ لازازيرا كيف يحلُّ الأُحجيات. لقد ساعدني على رؤية تحديدِ الأهدافِ على أنَّها عمليةٌ مُستمرة، وليسَ شيئاً تفعلهُ مرةً واحدةً ثمَّ تنسى أمره.

قُم بهذا التمرين في بدايةِ كلِّ عام، وفي بداية كُلِّ يومٍ من السنة:

  • اسأل نفسك: ماذا كانت أهدافي في العام الماضي؟ وما الشيء الذي أبليت فيه حسناً؟ وما الشيء الذي لم أفعلهُ بشكلٍ جيد؟
  • ضع قائمةً بإنجازاتك واحتفِ بها.
  • اسأل نفسك: ما الأمورُ التي يجبُ عليَّ تحسينها أو تعلُّمها؟
  • اسأل نفسكَ: ما أهدافي للعامِ القادم، أو الربع القادم من السنة؟ وما الخطوات الصغيرة التي سأتخذها لتحقيق هذه الأهداف؟

أنا أتعامل مع تحديد الأهداف على أنَّهُ عمليةٌ مُستمرة منذ عام 2014، وقد ساعدني ذلك في المُضيِّ قُدماً دون تلكؤ.

شاهد بالفيديو: 50 نصيحة مفيدة ستغيّر حياتك مع بداية العام الجديد

5. تصوَّر أهدافك:

يدَّعي قانونُ الجذب أنَّ أفكارنا تخلقُ موجاتٍ دماغيةً ساحرةً تنتشر في الكون وتجسِّد ما نفكِّر فيه، إلَّا أنَّني لم أجد أيَّ بحثٍ علمي يدعمُ ذلك؛ لكن يعتقدُ عددٌ كبيرٌ من الأشخاصِ الناجحين أنَّ ما تفكِّرُ فيه هو ما تحصلُ عليه.

تقولُ نظريتي حول هذا الأمر أنَّنا عندما نفكِّر في شيءٍ ما، ندربُ نظام التنشيط الشبكي RAS -جزءٌ من دماغنا يُقرِّرُ ما يجب أن نركِّز عليه- الذي سيُساعدنا في اقتناص الفرص للحصول على المكافآتِ الموعودة التي تشغل هواجسنا.

كُلَّما فكَّرتَ أكثر في أمرٍ ما، حاول العقل اللاواعي -المسؤول عن 90% من نشاط الدماغ- إيجاد طريقةٍ لخلق ذلك الأمرِ من العَدَم.

نستطيع أن نسخِّر هذا المبدأ عن طريقِ اقتناءِ صورةٍ للأشياء التي نرغب في الحصولِ عليها -مثلَ: منزلٍ على الشاطئ، أو شركةٍ كبيرة- ووضعها في مكانٍ يُمكننا رؤيتها فيه كلَّ يوم، حيث سيعمل ذلكَ كتذكيرٍ دائمٍ لنظام التنشيط الشبكي، ليعملَ على تجسيد هذه الرؤى على أرضِ الواقع.

 يُمكن ألَّا يكون ذلكَ مفهوماً جديداً بالنسبة إليك؛ لكن عليكَ أن تفعلَ ذلكَ على كُلِّ حال.

6. قُم بالخطوةِ الأولى:

يُمكنكَ أن تنظرَ إلى قطعِ التركيبِ متى رغبتَ في ذلك، لكنَّ هذه القطعَ لن تتجمَّعَ وحدها لتشكِّلِ الصورة الكاملة أبداً. إذاً، لقد حان الوقت لتمسك أول قطعةٍ وتبدأ تجميعِها.

إنَّ حكايةَ أرخميدس عندما اكتشفَ الجاذبية وقال: "لقد وجدتُها"، حكاية مُثيرةٌ؛ لكنَّها خيالٌ علميٌّ ليس إلَّا، فتلكَ الأحلام المُشرقةُ التي ترسمُ لكَ الطريق غيرُ موجودةٍ غالباً.

لا تتطلَّب منك رؤيتك سوى تجريب بعض الأشياء، مثل: التطوع في مجال العمل المشترك لشركات التكنولوجيا، أو الذهاب في رحلة لممارسة رياضة التجديف بالقارب مع أحدِ الزملاء، أو وضعَ تصاميم على الإنترنت لإيصالها إلى الآخرين.

يقولُ مارك مانسون (Mark Manso) أنَّ مُعظم الأشخاصِ يرون الدافِعَ كالآتي: العواطف، ثُمَّ الدوافع، ثُمَّ الأفعال المنشودة. لكن أستطيع أن أؤكِّد أنَّ الواقعَ ليسَ كذلك، بل على الشكلِ التالي: انهض واعمل؛ ثمَّ سيأتي الإلهام، ثمَّ الدافع، ثُمَّ العمل، ثُمَّ التكرار.

يبدو الأمر بسيطاً؛ لأنَّه كذلك في الواقع، فقط التقط أيَّ قطعةٍ من الأحجية، وستسيرُ الأمور على ما يُرام.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح تساعدك في تحقيق أحلامك

7. أَحِبَّ كُلَّ ما يُصيبكَ مهما كان:

لقد صقلت رؤيتكَ الآن، وهذا أمرٌ عظيم؛ لكن عليكَ تقبُّل أنَّ الواقعَ لن يكونَ مثل الرؤيةِ التي وضعتها، فلا تكن مُتشدداً وغيرَ مَرنٍ بينما تتقدَّمُ نحو تحويل حُلمكَ إلى حقيقة؛ كيلا تُضيِّع الفرصَ التي قد توصلكَ إلى أفضلَ من الهدفِ الذي وضعته لنفسك.

عندما أنشأتُ متجراً إلكترونياً، ربطتُ النجاح بمقدار المبيعات في البداية؛ ولكنَّ ما حقَّقته بدلاً من ذلك كان تطويرَ الأعمال الشخصية، وإيجاد فرصة للعمل مع الناس لمساعدتهم على التطور.

كُن على يقينٍ أنَّ الحياة لا تجري غالباً كما هو مخطط لها، فقد نجحَ العديد من الرجال والنساء في قيادة حيواتٍ استثنائيةٍ ملؤها بالازدهار والإنجازات على الرغم من الشكوك.

عليكَ أن تكونَ مرناً وصبوراً؛ لأنَّ اللعبة الطويلة تعني التأقلم على طول الطريق.

المصدر




مقالات مرتبطة