7 دروس هامة في الحياة تحتاج إليها الآن

مهما كانت الحياة سهلةً لا بدَّ من مواجهة عقباتٍ بين الحين والآخر، ولكن حين يحدث ذلك أليس من الأفضل أن نتعلَّم من أخطاء الآخرين؟ لا سيَّما حين يخبرونك عنها بأنفسهم.



التعلُّم من أخطاء الآخرين أفضل من محاولة اكتشاف الأشياء بنفسك، وارتكاب دورة الأخطاء نفسها حتى تتعلَّم أخيراً الدروس نفسها لكن بالطريقة الصعبة، ولكن للأسف الأمر ليس بهذه السهولة، خصوصاً في جوانب الحياة الأكثر أهمية.

بالطبع ندخل جميعنا المدرسة لعدة سنوات، ونتعلَّم كثيراً من المعلومات المفيدة؛ لكنَّ ذلك لا يشمل تعلُّم كيفية عيش حياة سعيدة وناجحة، وستبدو الرياضيات والكيمياء سهلة للغاية مقارنةً بمعرفة كيف تجد طريقك الصحيح في الحياة.

هذه أشياء لا تتعلمها في المدرسة، وتبقى مسؤولية تعلُّم الدروس الصعبة والهامة حقاً على عاتقك أنت وحدك، وهذا لا يعني أنَّ القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم ليست أموراً هامة؛ لكنَّ العثور على الطريق الصحيح والسعادة في حياتك اليومية لا يقلُّ أهمية عنها، وإن لم يُدرج في منهج دراسي لا يعني أنَّك لا تحتاج إليه.

في الحقيقة نحن لا نتوقف أبداً عن التعلُّم؛ إذ إلى جانب الدراسة الأكاديمية نحن طلَّاب الحياة، وللوصول إلى حيث تريد في الوقت المناسب يجب أن تكون تلميذاً مجتهداً وتتعلم سريعاً.

دروس الحياة:

تُعَدُّ دروس الحياة أهمُّ ما ستتعلمه بعد الانتهاء من حياتك الأكاديمية، وسرعان ما ستغيِّر نظرتك وكيفية تعاملك مع المحيط من حولك إلى الأبد، وتساعد القدرة على الانتباه إلى دروس الحياة وتعلُّمها على المضي قدماً بفاعلية وإحراز تقدُّم بدلاً من البقاء عالقاً في المكان نفسه إلى الأبد، وفي النهاية نفضِّل جميعاً المضي قدماً والعثور على السعادة بدلاً من مراوحة المكان البائس نفسه.

لكن كيف يمكنك تعلُّم الأشياء التي لا تعلم أنَّك بحاجة إليها أو لا تعلم سابقاً أنَّها هامة؟ في حين لا يوجد أي منهجٍ يخبرك أو يعلمك ما تحتاج إليه عن دروس الحياة الهامة والصعبة، وينتهي بك الأمر بالتعثُّر بها وتعلُّمها في فترات متفرِّقة من حياتك، حتى أنَّ بعضاً منها يستغرق عقوداً لفهمها وتعلُّمها.

إذا كنت محظوظاً قد تسمع بعض الحكم من جدَّيك، ولكن غالباً ما يخبرانك بها وأنت ما زلت أصغر سناً من أن تفهمها؛ لذا لا تتعلم منها شيئاً، ومع حلول الوقت الذي تنضج فيه وتصبح قادراً على استيعابها تكون عالقاً بالفعل، وينتهي الأمر بمعظم الناس إلى تعلُّم دروس الحياة الهامة بالطريقة الصعبة؛ لذا لا يحاولون مساعدة الآخرين على تجنب ذلك، ولكن سيغير هذا المقال ذلك؛ فلا فائدة من معاناتك في التجارب نفسها التي عاناها الآخرون.

الاستعداد سابقاً لما هو آتٍ:

عندما تتعلم الدروس الهامة سابقاً تكون تجربتك ونتائجك مختلفة تماماً عن نتائج الآخرين؛ لأنَّك تخوض غمار الحياة وأنت تعلم سابقاً ما يستغرق الآخرين كثيراً من حياتهم لتعلُّمه، وستتمتع بالحكمة قبل خوض التجربة؛ إذ عادةً ما نستمد الحكمة من خوض كثير من التجارب.

الآن فكر فقط فيما ستكسبه من كونك على استعداد ودراية بما هو آتٍ، وحينها ستتجنَّب سلسلة الأخطاء والنكسات التي تحدث قبل أن تتعلم بالفعل، ناهيك عن الإحباط والمشكلات التي ترافقها، وستكون ذكياً، وستعلم بالضبط ما يجب القيام به وما يجب أن تأخذه من التجربة؛ ما يسهِّل عليك النجاح والتقدُّم في طريقك نحو السعادة؛ لذا إليك الدروس الهامة التي تحتاج إلى التزود بها سابقاً:

7 دروس هامة في الحياة تحتاج إليها الآن:

1. الغفران مرتبط بك وحدك:

قد يبدو التمسُّك بالضغينة تجاه شخص ما كأنَّك تعاقبه على إيذائك؛ لكنَّك في الحقيقة تؤذي نفسك أكثر ممَّا تؤذيه؛ فما دمتَ تواصل التركيز على هذه المشاعر السلبية لا يمكنك أن تكون سعيداً بحق، ومن جهة أخرى قد تبدو المسامحة كأنَّك تسمح له بالفرار بفعلته، ولكن ما دامت الضغينة تعوقك أكثر ممَّا تؤذيه؛ فهذا غير صحيح؛ بل حتى إنَّ الأمر لا يرتبط به من الأساس.

حين تقرر أن تسامح أحداً فأنت في الواقع تتخلى عن الماضي حتى تتمكن من التركيز على حاضرك ومستقبلك؛ لذا دع الأمر للقدر، فكل امرئ يحصد ما زرعت يداه.

2. المثابرة تؤدي إلى النجاح:

يمكنك إنجاز كثير من خلال المحاولة، وعادة ما يكون البدء ومحاولة القيام بشيء ما هو الجزء الأصعب، ولكن إن واصلت المضي قُدُماً ستذهلك النتائج، كما أنَّك لا يمكن أن تخسر ما لم تستسلم.

شاهد بالفيديو: لا تستسلم ولا تتخلَّ عن حلمك وحافزك "روبن شارما"" Robin Sharma"

3. أنت المسؤول عن سعادتك:

تصوِّر الأفلام كثيراً من القصص الرومانسية التي توضِّح كيف يمكن لشخص آخر أن يغير حياتك بالكامل؛ لكنَّ هذا ليس واقعياً؛ فلا يمكن للآخرين التركيز فقط على سعادتك؛ فهم لديهم أشياء أخرى يرغبون في تحقيقها أيضاً، وسعادتك هي مسؤوليتك وحدك، ولا يمكن لأي شخص آخر أن يحقق ذلك نيابة عنك، إضافة إلى أنَّك الشخص الوحيد الذي يعرف حقاً ما الذي يجعلك سعيداً بطبيعة الحال.

4. وقتك محدود:

من يقول إنَّ الوقت لم يفت بعد ربما لم يكن يعمل وفقاً لموعد نهائي؛ فوقتك محدود وغير قابل للسيطرة؛ لذا يمكن أن ينفد منك، فلا تضيِّع وقتك اليوم وتعقد أملك على الغد؛ فبذلك سوف تطيل بؤسك وحسب.

إن كان لديك ما تريد القيام به أو هدف تريد تحقيقه فابدأ الآن وتوقف عن تأجيل الأمور؛ فأنت لا تريد أن تستيقظ بعد 15-20 سنة من الآن لتدرك كيف أهدرت وقتك وسعادتك.

5. لا يمكنك النجاح دون أن تفشل:

يأخذ كثير من الناس الفشل دليلاً على ضرورة التوقف والاستسلام، ولكن في الحقيقة الفشل والانتكاسات هي مجرد جزء من الرحلة، ولا تعني بالضرورة أنَّك تسلك الطريق الخطأ، فبدلاً من الاستسلام حاول أن تتعلم شيئاً من خطئك، ثمَّ أعد المحاولة من جديد، وفكِّر في كل عثرة على أنَّها خطوة إلى الأمام في طريقك إلى النجاح.

6. القلق مضيعة للوقت:

القلق عاطفة غريبة تسبب حالة من الهلع والإحباط دون أيَّة فائدة تُذكَر؛ إذ يقض مضجعك ويشتت أفكارك، فإذا وجدت نفسك قلقاً بشأن شيء ما، فاعثر على طريقة لتجنُّب الموقف أو معاملته، وركِّز على إيجاد حلٍّ بدلاً من القلق وحسب، وإن لم يكن لديك ما يمكنك القيام به، فانقل تركيزك إلى شيء آخر؛ فلا فائدة من إبقاء نفسك في تلك الحالة الذهنية.

إقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن القلق حيال أخطائك؟

7. المعرفة محدودة:

يرى معظم الناس أنَّك يجب أن تكون خبيراً في شيء ما قبل أن تتمكن من القيام به؛ لكنَّهم مخطئون؛ لذا لا تنشغل بجمع أكبر قدرٍ من المعلومات؛ فذلك سوف يعرقل تقدُّمك، ومن المستحيل معرفة كل شيء؛ لذا لا يمكنك الانتظار حتى تصبح خبيراً قبل اتخاذ أي إجراء، هذا مجرد نمط آخر من أنماط المماطلة.

تقبَّل أنَّك يجب أن تتعلَّم بعض الأشياء في أثناء تقدمك وليس سابقاً، ولا بأس في ذلك.

إقرأ أيضاً: انتظار الكمال وهَدْر الأفكار

في الختام:

بعد سنوات عديدة من الدراسة ما زلتَ لا تعرف كلَّ شيء؛ لكنَّ هذا لا يعني أنَّك مضطرٌ إلى قضاء حياتك بأكملها محاولاً اكتشاف الأشياء، بالتأكيد سوف تتعلم بعض الأشياء خلال الطريق، ولكن من الأفضل معرفة الأشياء الهامة سابقاً.

ستكون معاملة تحديات الحياة أسهل بالنسبة إليك الآن؛ إذ بحوزتك الدروس الهامة وتحتاج فقط إلى تطبيق هذه المعرفة في حياتك، اليوم أنت أقرب بكثير إلى السعادة والنجاح؛ لأنَّك تعلمت الدروس الأكاديمية ودروس الحياة أيضاً.




مقالات مرتبطة