يقول الكاتب زياد ريس مؤلف كتاب "تجربتي لحياة أفضل": لقد كان الالتزام بالحَجْر الصِّحِّي إبَّان تفشِّي جائحة كورونا فرصةً للكثيرين لفَتْح حوارات ومناقشة كثيرٍ من الأفكار والطروحات، منها ما هو إبداعيٌّ جديد، وكثيرٌ منها يندرج في إطار المراجعات الهامَّة لكلِّ واحدٍ منَّا في طريقة حياته السَّابقة وأهميَّة التَّخطيط للمستقبل بطريقة أخرى، وتندرج هذه الطروحات في عدَّة أمور؛ منها مشاريع ثقافيَّة مجتمعيَّة، وأخرى مشاريع استثماريَّة، ومنها ما يعود للحياة الشَّخصيَّة الفرديَّة.
لكن ما أودُّ أنْ ألفت الانتباه إليه، وأخشى أن نقع فيه هو أن تبقى هذه الأفكار في مرحلة العَصْف الذِّهني والنِّقاش والمُراجَعة إلى أن تَضْمَحل رويداً رويداً، وتدخل مرحلة السُّبَات العميق أو في عالَم النِّسيان.
خطوات نجاح أي فكرة أو مشروع:
1. تحديد الفكرة والهدف والرِّسالة بوضوح وبشكلٍ مكتوب:
هنا أودُّ أن أذكُر لكم الدِّراسة التي أُجريت في جامعة هارفرد عام ١٩٧٩م لكي تعطي فكرةً عن أهمِّيَّة الكتابة؛ فقد سألوا كلَّ خِرِّيج من MBA: هل وضعت أهدافاً واضحةً ومكتوبةً لمستقبلك وخطَّة لتحقيقها؟
فقط ٣٪ من الطلبة كانت لديهم أهداف مكتوبة، و١٣٪ كانت لديهم أهداف غير مكتوبة، و٨٤٪ لم تكن لديهم أهداف أصلاً، وبعد عشر سنوات عام ١٩٨٩م وجدوا أنَّ الفئة الثَّانية (١٣٪ أهدافهم غير مكتوبة) دَخْلهم كان ضعف الفئة الثالثة من الذين لم يحددوا أهدافهم، ووجدوا أنَّ الفئة الأولى (٣٪ أهدافهم مكتوبة) كان دخلهم المادِّي عشرة أضعاف.
2. تحديد عناصر نجاح المشروع دون النَّظر أو التَّمسُّك بالكمال:
يحضرني قول أحد المُحَدِّثين: "كم أماتت رغبة الكمال إنجاز كثير من جليل الأعمال، كما أمات التراخي والتسويف كثيراً من فريد التأليف!".
3. تحديد فريق العمل على المشروع وتعيين مَن يقود الفريق.
شاهد بالفيديو: مقومات النجاح الأساسيّة في الحياة
4. عدم تَرْك العمل بالمشروع ليكون طوعيَّاً:
يكون بأجرٍ حتى لو كان العمل أو الأجر جزئيَّاً أو كلاهما.
5. تقدير ميزانيَّة وتخصيصها للمشروع:
إن كان تجاريَّاً استثماريَّاً أو مجتمعيَّاً خدميَّاً عامَّاً.
6. تحديد موعد المُباشَرة بالمشروع:
عم طريق تحديد تواريخ مُراجَعة تطوُّر العمل، ومقارنته بجدول الإنجاز المُخطَّط له.
7. الأخذ في الحسبان قواعد نجاح أيِّ عمل بالعموم:
والتي منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الالتزام.
- الصبر.
- المثابرة.
- روح التَّطوير والإبداع.
- المُبادَرَة.
- الالتزام بالقِيَم.
- واقعيَّة التَّفكير.
- قانونيَّة المشروع.
- مُعاصَرة التكنولوجيا.
- روح العمل الجماعي.
- الشَّغَف.
- الإيمان بالنَّجاح.
- استمراريَّة تصحيح المسار ضِمْن الهدف العام.
- الاستفادة من تجارب الآخرين، وما إلى ذلك.
في الختام:
مع الأخذ بكلِّ العوامل والاحتياطات اللَّازمة؛ علينا أنْ نعلم بأنَّه ليس بالضَّرورة أن تكون كلُّ محاولة مصيرها النَّجاح، ولكنْ من الهام أن نعلم أنَّ استمرار المحاولة ومرونة التَّعامُل مع المستجدَّات ستكون عامل النَّجاح الحقيقي إلى أن نَصِل إلى تحقيق الهدف المرجو والغاية التي نتطلع إليها.
والله المُوفِّق.
أضف تعليقاً