7 خطوات لكي تبدأ الآن بعيش الحياة التي تحلم بها

هل سبق وأن سمعت بهذا السؤال: ماذا كنتَ لتفعل إن لم يكن المال أحدَ أسبابِ السَّعادة؟ إنَّه واحدٌ من تلك الأسئلة التي غالباً ما يتجاهلها الناس، لأنَّ المال وبصراحة تامَّة، يُعتبر سبباً من أسبابِ السَّعادة.

سوف يسخر منك المتشكّكون وينعتوكَ بالسَّذاجةِ والحماقة، لكنَّك تعلم في قرارةِ نفسك بأنَّه من الممكن أن تبدأ عيشَ الحياة التي تحلمُ بها من دونِ أن يكونَ للمالِ تلك الأهميَّة القصوى. إذ أنَّك تعلم بأنَّ في هذه الحياة ما هو أكثرُ من مجرَّد العمل وتأمينِ قوتِ اليوم. يبدو الأمرُ كما لو أنَّ معظم الناس يحاولون بالكاد تدبُّر أمورهم، إذ تراهم يعملون لأنَّهم يحتاجون إلى كسبِ مدخولٍ يُعِيلُهم في حياتهم. لا يتعوَّد النَّاس على مكان العمل فحسب، بل أيضاً على علاقاتهم مع أصدقائهم وعائلاتهم. وهذا هو السَّبب في أنَّه ليس من السَّذاجة أو الحماقة أن تبدأ عيش حياة أحلامك، بل من الضروري أن تقومَ بذلك.



أن تعيشَ حياةَ أحلامك يتعدَّى أن تكون غنياً، بل هو ذلكَ الاعتقاد المتجذِّر فيك بأن تعيشَ حياةً تتلائم مع أهدافك. فإن كُنت مستعداً لتحرير نفسك من المخاوف التي تجعلك تعيش حياتك وفقاً لتوقعات ورغبات الآخرين، فاتَّبع هذه الخطوات السَّبع الموجودة أدناه، المأخوذة من كتاب "Champion of Change, the 7 Instrumental Laws of Change":

1. قُم بوضع خُطَّةِ عمل

حجرُ الزَّاوية فيما تقومُ به لتصنع لنفسك حياة أحلامك هو أن تأخذ الوقت الكافي لتتخيل كيف ستكون هذه الحياة بالنَّسبة إليك. يمثل هذا أكثر من لوحة رؤى اعتياديَة ربما تكونُ قد سمعتَ بها من قبل. هذا الشكل من التَّصوُّر يستدعي منك استخدامَ كُلَّ حواسك. يُعرف عن الرياضيِّين الأولمبيِّين أنَّهم يمارسون التَّصور وهم في خضَمِّ استعداداتهم لخوض المنافسات. سبب قيامهم بذلك هو أنَّ جميع منافسيهم موهوبون للغاية، وذلك لمجرد اجتيازهم التَّصفيات المؤهِّلَة إلى الألعاب الأولمبية. وللحصول على أفضليَّة، يتصوَّر الأولمبيون أنفسهم وهم يتنافسون في سباقٍ أو مباراةٍ فعليَّة. فقد نُقِلَ عن إميلي كوك، لاعبة فريق الولايات المتحدة الأمريكية للتزلج الحر، أنَّها قد أشركت جميع حواسها في تصورها ذاك. فقد كانت تحرّكُ جسدها كما لو أنَّها تتزلج على المنحدرات، وتشعرُ بالهواء يهبُّ على شعرها، وتسمعُ صوتَ هدير الجمهور لها وهي تعبرُ خطَّ النِّهاية.

يتصوَّرُ الأولمبيون هذه التَّفاصيل لأنَّهم يفهمون أنَّ لديهم فرصة واحدة فقط كل أربع سنوات للتنافس. وأفضل طريقة لكي يستطيعوا أن يكونوا جاهزين لهذه اللحظة، هي أن يتنافسوا في أذهانهم. إنَّ الدراسات تدعم مبدأ التَّدريب هذا لأنَّها تظهر أنَّه بإمكانك أن تبنيَ عضلاتك بشكل فعليٍّ عبرَ تصور نفسك وأنت تتمرن.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف الشخصية... خطّط لكي تعيش كما تريد

2. ركِّز انتباهك

إذا كنت ترغبُ أن تبدأ الآن في عيشِ حياةٍ تحلُمُ بها، فسيتوجب عليكَ أن تضبط الطريقة التي تنظر بها إلى العالم.

إنَّ معتقداتك تُكَوِّنُ وعيك، ووعيك يُكوِّن واقعك، ويتم المحافظة على واقعك من خلال طريقة تصفية عقلك للمعلومات. إذ تتلقى ملايين المدخلات الحسّيّة في اليوم الواحد، وعقلك يُصَفِّي معظمها لكي لا تُصابَ بالجنون. والمعتقدات التي يسمحُ لكَ عقلك بأن تتلقاها هي تلك التي يعتقد أنَّها تَهُمُّك، وذلكَ بناءً على تجاربكَ السَّابقة.

أكبرُ مثالٍ على ذلك هو عندما تشتري سيارةً جديدة. فبمجرد شرائك لتلك السيارة، تلاحظ فجأةً بأنَّ هذه السيارة موجودةٌ في كُلِّ مكان. طبعاً أنت تعلمُ أنَّ الجميع لم يشتروا هذا النَّوع من السَّيارة في نفس اليوم الذي قد اشتريتَه فيها، إذاً ماذا حدث؟ حسناً، بشرائكَ سيارتَكَ الجديدة، فأنت فعلياً قد أخبرتَ عقلك: "هذه السَّيارة تهمني". ونتيجةً لذلك، بدأ عقلك الآن يعرضُ لك السَّيارة، والتي دائماً ما كانت موجودةٌ أمامَ ناظريك. كما أنَّ عقلك يحجب معظم الأشياء التي تحدث أثناء قيادتكَ للسيَّارة، وذلك لكي يحافظَ على صحتك العقليَّة. فتخيَّل مثلاً لو كنتَ على درايةٍ واعية بكُلِّ مسارٍ وشجرة وسيارةٍ وغزال وسنجابٍ وإشارة مرور، أثناء قيادتك لها.

وبنفس الطريقة التي يمكن بها لعقلك ضبط مرشِّحاته تلك، بناءً على خطوةٍ تتمثل بشرائكَ سيَّارةً جديدة، يمكنك اتِّخاذُ الإجراءات اللازمة للوصول إلى حياة أحلامك. إذ وأثناء قيامك بالإجراءات اللازمة لذلك، سيُظهر لك عقلك فرصاً جديدة كانت موجودة دائماً (خارج الفلاتر الخاصَّة بالعقل).

3. ضع الأنظمةَ والعمليَّاتِ في مكانٍ مناسب

بمجرد ما إن تتوفر لديك العقلية المناسبة للبدء في عيش حياة أحلامك، حتى تكون مستعداً لتحويل كاملِ تركيزك إلى الحفاظ على انتصاراتك المبكّرة.

إنَّ الخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو أنَّهم يكونون متحمسون في بادئ الأمر، لكنَّهم يعملون بمعزلٍ عن الانضباط وقوة الإرادة. إذ إنَّ قوة الإرادة والانضباط، هي موارد قابلة للاستنفاذ سَتتلاشى مع مرور الوقت. هذا هو سَبب تخلي معظم النَّاس عن القرارات التي اتخذوها في بداية السنة الجديدة، وذلكَ بعد 30 يوماً من بدئهم لها. وهذا هو السَّبب أيضاً في أنَّ الأشخاص الذين يتبعونَ حميةً غذائيَّةً سيلتزمون بها على مدار اليوم، ويفشلون فشلاً ذريعاً في الليل.

في كلِّ مرَّةٍ تصمد فيها أمام إغراءَ تناول الحلويات، يقلُّ احتمال صمودكَ أمام إغراءِ تناولها مرةً أخرى. ولهذا من الأهمية بمكان أن تضع الأنظمة والعمليات في مكان يَحُدّ من الحاجة إلى استخدام الانضباط وقوة الإرادة. في حالة الحلوى تلك، سيكون من الأفضل لكَ التَّخلُّصَ من جميعِ الحلوى التي لم تعد ترغب في تناولها.

والسَّبَبُ بسيط: بغضِّ النظر عن الطعام الموجود في منزلك، فإنَّك ستأكل في وقت ما. والطَّريقة الوحيدة لضمان أنَّك لن تأكل الحلوى هي أن تتخلَّصَ منها. ويَصِحُّ ذلكَ أيضاً عندما يتعلّق الأمر بك وبالحياة التي تحلم بأن تحياها. فإذا كنت تريدُ أن تحرص على متابعة رؤيتك، فعليك أن تكون على استعداد لتقييد قدرتك على العودة إلى حياتك السابقة.

إقرأ أيضاً: كيف تنظّم حياتك بالشكل الصحيح بعيداً عن الفوضى

4. المساءلة أمرٌّ لابدَّ منه

عندما تكون مسؤولاً أمام شخص أو مجموعة، ستجد نفسك أكثر تحفّزاً للمتابعة؛ فكلّنا نرغبُ في أن يتقبلنا الآخرون. وعلى الرَّغم من أنَّ هذا يمكن أن يعمل ضدك في بعض الأحيان، إلا أنَّ هذه الحالة بالذَّات ليست واحدة منها.

فعندما تعلن عن هدفك للآخرين، فهذا يُحَسِّنُ من احتمالية متابعة تحقيقه. قد تُفاجَأ بمعرفة ذلك، لكنَّك تواجه المساءلة بشكل منتظم:

إذا طلب منك الرئيس التنفيذي تقديم تقرير، فسوف تقدم أفضل تقريرٍ في حياتك. فأنت تُدرِكُ القيمة والفرصة التي سوف يوفرها لك تركُ انطباع جيدٍ لدى للرئيس التنفيذي. الآن تخيّل لو طلب زميلك في العمل ذات التقرير، هل سيكون هناك اختلاف في الجودة؟

ماذا لو كنت ستحضرُ لمَّ الشملِ مع أصدقاء الدراسة؟ هل سيؤدي ذلك إلى زيادة التزامك بتحسين لياقتك؟ وحتى عندما تعلم أنَّك ستستقبل ضيوفاً في منزلك، فسوف تقوم بتنظيف أفضل مما لو كنت تعلم أنَّ أحداً لن يأت.

تنجح المساءلة لأنَّك ترغب في أن تكونَ على قدر كلمتك، وأن تتركَ انطباعاً جيداً عن نفسك أمام الآخرين.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح لترك انطباع أوليّ جيّد

5. الحافز الذي يدفع للتَّغيير

في هذه الحياة، يوجد أمورٌ بإمكانك التَّحكم بها وأمورٌ لا تملكُ التَّحكم بها. لذا لا تدع الخوف من الفشل أو الخوف من عدم اليقين يَحُولانِ بينك وبين أن تعيش حياة أحلامك، إذ لن يسير كلُّ شيء بسلاسة في رحلتك، بل ستواجه التَّحديات والنَّكسات.

سيسرُّكَ أن تعلمَ أنَّ الفشلَ هو جزءٌ لا يتجزأ من النَّجاح، وأنَّ كلاهما وجهانِ لعملةٍ واحدة. وما يحدث في العادة هو أنَّ النَّاس يقضون الكثير من الوقت في محاولةِ تجنُّب الفشل، حتى أنَّهم لا يدركون أبداً أنَّهم يُقَوِّضُون قدرتهم في العثورِ على النَّجاح. ومن خلال تفهُّمِكَ بأنَّ الفشلَ هو جزء من النَّجاح، فأنتَ تفهم أنَّ هدفك ليس أن تتجنَّب الفشل، بل أن تبنيَ عليه. إذ إنَّ حياةَ أحلامك لا تحتاج بالضرورة إلى حدث إيجابي لكي تبدأ. إذ إنَّه وفي كثير من الأحيان، تكونُ الأحداث السَّلبية (أو التي يُنظر إليها على أنَّها سلبية) والشعورَ باليأس هما ما يدفع النَّاس للوصول إلى أبعدَ ممَّا كانوا عليه من قبل.

قد يكون الحافز الذي يدفعكَ للتَّغيير هو ما تريده بالضبط، أو قد يكون أسوأ شيء يمكن أن تتصوَّرَ أنَّه قد يحدث لك. وفي كلتا الحالتين، يكونُ تركيزك مُنصَبَّاً على ما يتوجَّبُ عليكَ القيامُ به بعدَ ذلك. وسيكون من الأفضل لك أن تبنيَ على هذا الحدث، وذلكَ من خلال تجميع الأحداث الإيجابية فوقه. وتلك الأحداث الإيجابية هي أيُّ شيءٍ يُقرِّبُكَ من هدفك. وفي حالتك أنت، هيَ أيُّ شيءٍ يقربكَ من حياة أحلامك. فسواءً أَتركتَ عملك أم طردكَ ربُّ عملك، فإنَّ الأمرَ كُلَّهُ يتعلَّقُ بما ستفعلهُ بعد ذلك. اختر أن تستجيبَ لأيِّ موقف عن طريقِ أن تخطوَ خطوةً إضافيَّة نحو تلك الحياة.

6. للصِّفات الشَّخصيَّة أهميتها

في دراسةٍ تمَّت على مدرستين على طرفي نقيضٍ من الطَّيف الاقتصادي، أنشأَ خُبرَاءُ علم النَّفس الإيجابي قائمة من مواطن القوة في الشخصية، والتي يعتقدون أنَّها ضروريَّةٌ لتحقيقِ النَّجاح. وقد شملت قائمتهم العزيمة، وضبط النَّفس، والحماس، والذَّكاء الاجتماعي، والامتنان، والتفاؤل، حُب الاستطلاع. بعض تلك الخصال الشخصية كانت مُشتَرَكَة عبر الطريقة التي ينظر بها معظم النَّاس إلى النجاح؛ مثل العزيمة، و حُب الاستطلاع أو ضبط النَّفس. وعلى الرَّغم أنَّ الامتنان والحماس والتفاؤل والذَّكاء الاجتماعي (التَّعاطف) كانوا مدرجين في القائمة، إلا أنَّه غالباً ما يتم إغفالُ علاقتهم بالنَّجاح.

من المهم أن نتذكر أن التغيير يأتي من الداخل إلى الخارج. وقيمكَ الجوهريَّة هي المنظور الذي يمكنك من خلاله تحقيق أهدافك.

7. استجمع ما يكفي من شجاعة

بمجرد ما إن تنتهي من الخطوات السِّت الأولى، حتى يصبح بين يديك كل ما تحتاجه لبدء عيش حياة أحلامك. لا تسمح لنفسك بالمماطلة في تحولك هذا. فالخوف من التغيير قد يتنكر على هيئةِ خطَّةٍ مدروسةٍ هدفها الانتظار ريثما يتم الحصول على مزيد من المعلومات، أو ايجاد توقيت أفضل. ضع في اعتبارك أنَّك لا تبحث عن الوضع المثالي، فأنت تتطلع للبدء فقط. وعندما تبدأ، ستكون أفضلَ تجهيزاً لإجراء أية تغييرات.

كثيراً ما أقارن بدء ذلك بالمشي عبر الضباب. فإذا وقفت خارجَ الضباب تحاول رؤية الجانب الآخر، فستَجد صعوبة بالغة. ولكن ما إن تخطو أوَّل خطواتك، حتى تدرك أنَّه يمكنك رؤية بضع خطوات أخرى عبرَ الضباب. أمَّا إذا كنت على استعداد لمواصلة المشي، فسيمكنك أن ترى وبكُلِّ وضوح؛ أنَّ الضباب يصبح وراءَ ظهرك.

إقرأ أيضاً: 6 طرق للتخلص من الخوف والتحلي بالقوة والشجاعة

أصبح لديك الآن نوعٌ من التَّصور لما ستبدو عليه حياة أحلامك، ولديك فكرة عن الجهد الذي ستبذلهُ في سبيل الوصول إليها. ومع هذا، لن تعلم حقاً مدى ما تتسم به آمالك من واقعية، إلى أن تعيشها.

أفكار أخيرة

هناك الكثير من العمل الذي يتعلق بالحياة التي تحلم بأن تعيشها، ولكنَّك ستجد أنَّها تستحق أن تصرف وقتك عليها. يندم معظم الناس على أمورٍ لم يقوموا بها، أكثرَ بكثيرٍ من ندمهم على أيِّ شيء قاموا به. لذا، لا ترضَ بحياة أقلَّ من حياة أحلامك. و اسعَ بجهدٍ وعزم خلفَ الحياة التي تحلم بعيشها.

المصدر




مقالات مرتبطة