7 حقائق مفاجِئة عن الأشخاص المدمنين على التكنولوجيا

إذا كان الإفراط في استخدام الكمبيوتر يؤثر في حياتك اليومية فقد تكون من المُدمنين على التكنولوجيا، حيث يُسبّب اضطراب الإدمان على الإنترنت مضاعفاتٍ عصبية واضطراباتٍ نفسية ومشاكلَ اجتماعية، ووفقاً لإحدى الدراسات يؤثر الإدمان على الإنترنت في كلٍّ من أمريكا وأوروبا في 8.2% من الناس.



ما يميز الإدمان على الإنترنت هو قضاء العديد من الساعات في القيام بأنشطة تكنولوجية ليس لها علاقة بالعمل، كالأنشطة التي تُمارس من خلال الكمبيوتر أو الإنترنت أو ألعاب الفيديو، ومن ضمن بعض أنواع الإدمان على الإنترنت الأكثر شيوعاً الإدمان على الألعاب، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والتدوين، والتسوق عبر الإنترنت، والاستخدام الإباحي للإنترنت.

كيف يتم تشخيص إدمان الإنترنت؟

لا يُعَدّ إدمان الإنترنت اضطراباً عقلياً كاملاً بعد، بيد أنَّه أُدرِج ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية بوصفه اضطراباً يحتاج إلى إجراء مزيدٍ من الأبحاث، ولكن ثمَّة طريقة واحدة لمعرفة إذا ما كان شخصٌ ما مدمناً على التكنولوجيا، إذ وفقاً لإحدى الدراسات ثمَّة خمسة معايير لتشخيص اضطراب الإدمان على الإنترنت والتعرُّف عليه لدى عامة الناس:

  • تفكير الشخص باستمرار في عمليات استخدام الإنترنت التي قام بها في الماضي أو التي سيقوم بها في المستقبل.
  • ازدياد حجم الوقت الذي يحتاج الشخص إلى استخدام الإنترنت خلاله للشعور بالرضا.
  • إخفاق الشخص في الجهود التي يبذلها لضبط استخدام الإنترنت، أو التقليل منه، أو إيقافه.
  • شعور الشخص بالأرق، وتقلّب المزاج، والاكتئاب، والعصبية حينما يحاول ضبط استخدام الإنترنت.
  • قضاء الشخص وقتاً أطول من الذي كان ينوي قضائه على الإنترنت.

وبعد أن تنطبق عليه المعايير المذكورة أعلاه يواجه الشخص واحداً على الأقل من الأمور الآتية:

  • يجازف الشخص أو يخاطر بفقدان إحدى علاقاته المهمة، أو فرصه في العمل، أو التعلّم، أو التطوّر المهني بسبب الإنترنت.
  • يكذب الشخص على أفراد عائلته، أو على أخصائيين العلاج، أو على الآخرين ليخفي استخدامه للإنترنت.
  • يستخدم الشخص الإنترنت للهروب من المشاكل وسوء الحالة المزاجية.


اقرأ أيضاً:
8 علامات تخبرك ما إذا كنت مدمناً على استخدام الانترنت

 

ماهو علاج إدمان الإنترنت؟

يذكُر بعض الأخصائيين أنَّ لدى الناس المدمنين على التكنولوجيا ظروفاً تقف وراء هذا الإدمان، حيث يمكن علاج الإدمان على الإنترنت من خلال علاج تلك الظروف أوَّلاً. ووفقاً لإحدى الدراسات يشترك كلٌّ من الإدمان على المخدرات والإدمان على الإنترنت بأنَّ لهما بيولوجيا الأعصاب نفسها، وفي هذه الحالة يمكن أن تكون علاجات السلوك الإدماني كالعلاج السلوكي المعرفي مفيدة، حيث يوجِّه هذا العلاج المرضى نحو الانتباه إلى العلاقة بين الأفكار، والعواطف، والسلوكات، ويحثُّ الشخص المدمن على التكنولوجيا على الاستعداد لتحديد الأمور التي تحرك الإدمان من خلال أفكاره وعواطفه.

ومن الطرائق الأخرى لعلاج الإدمان على الإنترنت العلاج النفسي الجماعي وإيواء المريض في دار للرعاية لإزالة الآثار الضارة الناجمة عن هذا الإدمان، حيث يُعَدُّ هذا شبيها بعلاجات السلوك الإدماني ولكنَّ الفرق أنَّ أفراد الأسرة يُشجَّعون هنا على المشاركة في المعالجة، ويمكن إجراء العلاج الجماعي كذلك مع مدمنين آخرين ليشجع أحدهم الآخر. وبسبب انتشار إدمان الإنترنت ظهرت مراكز لمكافحة الإدمان وبدأت بمساعدة مدمني الإنترنت.

وللخوض في تفاصيل أعمق حول الإدمان على التكنولوجيا إليك هذه الحقائق السبع التي ستثير دهشتك:

1- رُهاب فقدان الهاتف المحمول موجود بالفعل:

"النوموفوبيا" (Nomophobia) تعني الخوف من أن تكون بلا هاتفٍ ذكي، إذ وفقاً لإحدى الدراسات يعاني 58% من الرجال و48% من النساء من هذا الرُهاب، وقد أظهرت البيانات التي جُمِعَت خلال عمليات البحث أنَّ الـ "نوموفوبيا" هي من المشاكل التي ظهرت مؤخراً في العصر الحديث.


اقرأ أيضاً:
الهاتف النقّال... تكنولوجيا الموت وطرق الوقاية منها


2- لا يستطيع معظم الناس العيش دون هواتفهم الذكية:

ذكَرت الدراسة نفسها التي أشرنا إليها في الأعلى أنَّ 58% من الذين خضعوا إلى الدراسة لم يتمكنوا من العيش دون هواتفهم المحمولة مدة يومٍ واحد، وقد شعر 9% من الذين خضعوا إلى الدراسة بالتوتر حينما فقدوا هواتفهم المحمولة، أو نفدت بطارياتهم، أو نفد رصيدهم، أو لم يكن لديهم تغطية.

3- ثمَّة جيلٌ كاملٌ من الناس الذين يستخدمون الإنترنت في الحمَّام:

وجدت إحدى الدراسات أنَّ المكان الأكثر شعبية لاستخدام الإنترنت هو المنزل، وذكَرت أنَّ 8 من بين كل 10 أشخاص (79%) يستخدمون الإنترنت لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي.

وإضافةً إلى ذلك يُعَدُّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الحمام الآن أمراً اعتيادياً بالنسبة إلى 12% من الناس، وقد أظهرت الدراسة كذلك أنَّ النساء يستخدمن هواتفهن في الحمام بشكلٍ أكبر، بيد أنَّ الرجال كانوا أكثر تعلقاً بهواتفهم من النساء.

4- معظم الناس هم ضحايا "الاستجابة الشرطية" من خلال الإنترنت:

وفقاً لإحدى المقالات تشكل الاستجابة الشرطية والهواتف الذكية ثنائياً فعالاً، إذ يحرِّك صوت الهواتف المحمولة ردود فعلٍ آليةٍ انعكاسيةٍ لدينا، ولهذا السبب يميل الأشخاص المدمنون على التكنولوجيا إلى تفقُّد هواتفهم دون أي سبب، ولذلك يستمرون في تشغيل شاشات هواتفهم بسبب الملل أو لأنَّهم اعتادوا على ذلك.

5- المعاناة من الشعور الوهمي بالاهتزاز:

الشعور الوهمي بالاهتزاز هو ظاهرة يشعر فيها مستخدمو الهواتف بأنَّ هواتفهم تهتز بسبب تلقيها مكالمةً أو رسالة على الرغم من أنَّ الهاتف لم يهتز أبداً، وقد شعر 80% من الناس باهتزازات وهمية وسمع 30% رنيناً لم يكن موجوداً أبداً، بيد أنَّ أحد الأبحاث أظهر أنَّ معظم مستخدمي الهواتف لا يرون أنَّ الشعور الوهمي باهتزاز الهاتف مزعجٌ كثيراً، وكُلّما ازداد استعمال المستخدمين لهواتفهم زاد احتمال شعورهم بهذه الظاهرة.

6- انخفاض مهارات التفكير النقدي:

وفقاً لبحثٍ أجرته "باتريسيا جرينفيلد" (Patricia Greenfield) الأستاذة البارزة في مجال علم النفس، تنخفض مهارات التفكير النقدي والتحليل عند الإكثار من استخدام الهاتف، وقد أظهرت نتائج بحثها أنَّ ربط الصفوف الدراسية مع شبكة الإنترنت لا يُحسِّن التعلم، إذ حينما اختُبِر الطلاب بعد الدرس قدَّم أولئك الذين لم يكونوا متصلين بالإنترنت أداءً أفضل من أولئك الذين كانوا متّصلين بالإنترنت.

7- الإدمان على الإنترنت يُزعزع العلاقة بين الأطفال وأهلهم:

يسلك الأطفال سلوكاً سيئاً حينما ينشغل أهلهم بالهواتف الذكية، ووجدت الدراسة التي أجرتها كلٌّ من جامعة ميشيغان وجامعة ولاية إيلينوي أنَّ الأطفال يسيؤون الأدب حينما يستخدم الأهل هواتفهم الذكية في أثناء حديثهم مع الأطفال، ومن أشكال هذا الاستخدام تفقُّد رسائل الهاتف في أثناء تناول الطعام أو في أثناء اللعب مع الأطفال. في المقابل تتضمن أشكال إساءة الأدب التي يبديها الأطفال الحساسية المفرطة، وسوء المزاج، وفرط الحركة، والشكوى.


اقرأ أيضاً:
نصائح للآباء للحد من إدمان أطفالهم على أجهزة الموبايل


من غير المفاجئ أن نعلم أنَّ الإدمان على الإنترنت يزداد حول العالم، وبعض البلدان تَعُدُّه وضعاً مرضياً. ولأنَّه لم يُدرَج بعد ضمن قائمة الأمراض العقلية يجب طرح علاجات للوقاية منه، وإحدى طرائق القيام بذلك تعزيز ممارسة التمارين الجسدية والأنشطة الخارجية كالسفر. ولا داعي إلى الإشارة إلى أنَّ استخدام الإنترنت يجب أن يحدد بضوابط حتى لا يتحول إلى أمرٍ يسبب الضرر.

 

المصدر




مقالات مرتبطة