7 أمور يجب أن تفعلها عندما تفشل في تحقيق أهدافك - الجزء (1)

لطالما سمعنا عن أهمية تحديد الأهداف، ولكنَّنا لا نعرف ما الذي نفعله إذا فشلنا في تحقيق أهدافنا؛ لذا ستعرف في هذه المقالة الخطوات السبع التي يجب عليك فعلها عندما تفشل في تحقيق أهدافك.



عليك أولاً أن تفهم أنَّ الفشل في تحقيق أهدافك لا يعني أنَّك فاشل؛ بل يعني أنَّ هناك خطأ ما يلزمك بتغيير استراتيجياتك وأسلوبك والطريقة التي تتَّبعها في تنفيذ خططك، فالفشل أمر طبيعي للغاية، وكذلك عدم تحقيق أهدافك، وفي الواقع، هذا هو الفشل الذي يدفع معظم الناس إلى النجاح؛ فلو لم يُطرد "ستيف جوبز" (Steve Jobs)، لما اشترى شركة "بيكسار" (Pixar). وأحدث ثورة في "شركة آبل" (Apple) بعد عودته إليها، ولو لم يُطرد "والت ديزني"(Walt Disney) من الصحيفة التي كان يعمل بها بحجة افتقاره للخيال، لما أنشأ ميكي ماوس، ولما كانت وُجِدت شركة ديزني التي نراها اليوم، ولو لم ينهار مطعم "الكولونيل ساندرز" (Colonel Sanders) ، لما كان هناك دجاج كنتاكي؛ لذا الفشل مقبول ما دام جزءاً من الرحلة وخطوة تسبق النجاح.

الفشل هو بداية النجاح، وهو الذي يجعلنا نقدِّر النجاح أكثر؛ وذلك لأنَّ الشمس لا قيمة لها بدون مطر، وبدون خسارة لن تعرف قيمة المكسب، ولكنَّ الأهم من ذلك، أن يكون الفشل مؤقتاً، وأن تتمكَّن من التعامل معه.

قد تفشل عشر مرات في مشروعك التجاري، ولكن يمكنك اختيار النهوض والمحاولة مرة أخرى، فلا تكن كمَن لا يجرؤون على المحاولة ثانيةً أو الذين اختاروا أن تهزمهم النتائج السيئة.

"الهزيمة مجرَّد حالة ذهنية؛ فلا أحد يُهزم إلَّا إذا تقبَّل الهزيمة وعدَّها حقيقة" "بروس لي" (BRUCE LEE).

دعنا نكتشف ما يمكنك فعله عندما تفشل في تحقيق أهدافك، إليك سبع خطوات يمكنك اتِّباعها عندما تفشل في تحقيق أهدافك:

1. التعلُّم من التجربة:

"كل محنة، وفشل، وألم بذرةٌ تنبت منها مكاسب عظيمة" - "نابليون هيل" (Napoleon Hill).

لكي تتعلَّم من التجربة، يجب عليك تحليل أو مناقشة الحدث بعد وقت قصير من وقوعه، خاصةً من أجل تحديد سبب فشله؛ لذا عندما تفشل في تحقيق أهدافك، فهذه إشارة تخبرك بأنَّ هناك خطأ ما، تماماً كشعور جسمك بعدم الارتياح قبل أن تمرض، والذي يُعدُّ إشارة يرسلها إليك جسدك، وإذا تجاهلتها، سيأتيك المرض.

عندما يرفض العميل عرضك، فإنَّه يخبرك بشيء ما، وعندما تخبرك زوجتك بأنَّها غير راضية عن الطريقة تتعامل بها مع أطفالك، فإنَّها تُلمِّح إلى شيءٍ ما؛ هذه إشارات تحذيرٍ إذا تجاهلتها، فسوف تعاني جملةً من العواقب من ضمنها الفشل.

الفشل هو التغذية الراجعة التي تخبرك أنَّ هناك شيء يتطلَّب التغيير؛ لذا لا ينبغي عليك عدُّ هذا فشلاً؛ بل تغذية راجعة ستساعدك على التحسُّن؛ ومن ثم يجب أن تسأل نفسك: لماذا أفشل؟ ربما لا تعمل بما يكفي من الجد، أو تبالغ في تقدير قدراتك، أو تماطل ولا تتَّخذ الإجراءات الكافية، أو لا تمنح نفسك الوقت الكافي لتحقيق أهدافك.

هذا ما يحاول الفشل أن يخبرك به، والأمر الجيد هنا، هو أنَّه ليس عليك أن تختار الخضوع للفشل؛ بل عليك أن تفهم السبب، وبعد ذلك ستشعر بتحسُّن لأنَّك تقرُّ بالمشكلة، وعندما تعرف الخطأ الذي حدث، يمكنك تغييره، أو حله؛ ممَّا يمنحك مزيداً من الثقة والتفاؤل مرَّة أخرى.

إقرأ أيضاً: أقوال مُلهمة تساعدك على الانتقال من الفشل إلى درب النجاح

2. الابتعاد:

الشيء الثاني الذي يمكنك القيام به عندما تفشل في تحقيق أهدافك هو ببساطة الابتعاد، ففي بعض الأحيان عندما تفشل، لا تشعر بالرغبة في مواصلة القيام بالأشياء، ويظل عقلك يفكر في الفشل؛ ممَّا يزيد الأمور سوءاً؛ لذا ابتعد عندما يحدث هذا، وافعل شيئاً مختلفاً تماماً.

يقول "جاك ما" (Jack Ma) إنَّه يبتعد عن المشكلة عندما لا يجد أي حل، ويخصص بعض الوقت لاستعادة صفاء الذهن، كما قال إنَّه يتوصَّل إلى الحلول عادةً حينما يوجه التركيز بعيداً عن المشكلة.

عندما طُرد "ستيف جوبز" (Steve Jobs) من شركة آبل (Apple)، أخذ إجازة لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يبدأ العمل، واكتشف خلال هذه الفترة ما يريده حقاً في هذه الحياة، وذكر أنَّها كانت أفضل لحظاته؛ إذ قال:

"لقد كان الطرد من شركة "آبل" (Apple) أفضل ما حدث لي على الإطلاق؛ إذ استُبدِل ثقل النجاح بالحرية التي منحني إيَّاها كوني مبتدئاً مرَّة أخرى، وأقل ثقة في كل شيء، لقد حرَّرني هذا لدخول واحدة من أكثر الفترات إبداعاً في حياتي".

لذا لا تخشَ من الابتعاد عن المشكلة أو الفشل؛ وذلك لأنَّ عليك تصفية ذهنك حتى تتمكن من رؤية الصورة العامَّة، وإلَّا ستظل تدور في حلقة مفرغة لن ترى فيها فرصة للمضي قدماً؛ وبعبارةٍ أخرى، عندما تضيع في غابة، اذهب إلى أرضٍ مرتفعةٍ تستطيع أن ترى منها ما حولك بوضوح.

خُذ إجازة واذهب وتمشَّ على الشاطئ أو في الغابة، أو مارس الرياضة، أو افعل شيئاً يجعلك سعيداً، وعندما تنأى بعقلك عن المشكلات، ستظهر الحلول.

شاهد بالفديو: كيف تدفع نفسك للمضي قدماً وتحقيق النجاح؟

3. طرح أسئلة صادقة عن نفسك:

في بعض الأحيان، تكون أفضل طريقة للتعامل مع الفشل هي أن تسأل نفسك أسئلة صادقة من شأنها أن تساعدك على تحديد المشكلات؛ على سبيل المثال: عندما تفشل في الوصول إلى هدفك بحلول نهاية الشهر، اسأل نفسك هذا السؤال: "هل ما أفعله يكفي للحصول على النتائج التي أريدها؟"، فعندما تطرح هذا السؤال، ستبدأ في التفكير في أفعالك، وما إذا كانت كافية لتحقيق النتائج التي تريدها.

يبالغ معظم الناس في تقدير قدرتهم عندما يتعلق الأمر بالهدف قصير الأمد، فيريدون كسب مليون دولار في غضون عام أو يريدون خسارة 5 كيلوجرامات في أسبوع، وما إلى ذلك، ولكن من خلال طرح هذا السؤال الصادق، ستتمكن من معرفة ما إذا كان ما تفعله قادراً على تحقيق النتائج المنشودة.

إليك بعض الأسئلة المحفِّزة للتفكير التي يجب أن تطرحها على نفسك بانتظام:

  • إذا واصلت القيام بما أفعله، فهل سأحصل على النتائج التي أريدها؟ هل سأتمكن من تحقيق أهدافي؟
  • هل هذه هي الطريقة التي ينجح بها الأشخاص الاستثنائيون في مجال عملي؟
  • هل أفعالي كافية لتحقيق النتيجة التي أريدها والتي ستمكِّنني من تحقيق أهدافي؟

لا يمكنك السعي إلى كسب مليون دولار دون أن تفعل أي شيء أو إذا كانت أفعالك غير متوافقة مع أهدافك؛ لأنَّه إذا حدث ذلك، فمن المؤكد أنَّك ستفشل في تحقيق أهدافك.

ستعرف عادةً ما إذا كنت قادراً على الوصول إلى هدفك من خلال حدسك أو حاستك السادسة، وإذا لم تحرز تقدماً كبيراً بعد بضعة أيام أو أسابيع أو أشهر، ستعلم أنَّ هناك شيء خاطئ؛ لذا اطرح هذه الأسئلة على نفسك لمعرفة ما إذا كان ما تفعله سيجلب لك النتيجة المنشودة.

إقرأ أيضاً: ما هي قاعدة 80/20؟ وكيف تساعدك في تحقيق النجاح؟

وإذا لم يكُن كذلك، غيِّر استراتيجيتك أو افعل شيئاً مختلفاً، وحاول واستمر في المحاولة حتى تحصل على النتائج التي تريدها؛ وذلك لأنَّه من خلال طرح هذه الأسئلة باستمرار، ستتأكد من أنَّك على الطريق الصحيح وأنَّك تفعل الشيء الصحيح دائماً لتحقيق ما تريده في الحياة.

لقد كان هذا الجزء الأول من المقال، وسوف نستكمل بقيَّة الخطوات في الجزء الثاني والأخير.

 

المصدر




مقالات مرتبطة