7 أشياء عليك تذكرها عندما تشعر أنك مخدوع

نحن نشعر في بعض الأحيان أنَّنا مخدوعون بالآخرين من حولنا، أو مخدوعون بالظروف، وقد نشعر أيضاً بأنَّ الحياة نفسها قد خدعتنا؛ فنحن نواجه حقيقة أنَّ الأشياء ليست دائماً كما تبدو، ولا نحصل دائماً على ما نتوقعه، ثمَّ ندرك أنَّ توقعاتنا تشبه الفخار، كلما تمسَّكنا بها بشدة، زاد احتمال تحطمها.



إذاً ما الذي يجب علينا أن نفعله؟ كلُّ ما علينا فعله هو تقبُّل الواقع والاستفادة منه على أكمل وجه؛ فالحقيقة هي أنَّ المحن والمعاناة كانت مُتوقَّعةً، فقد كانت دائماً جزءاً من حياتنا، لقد كبرنا على مقولة: "ما لا يقتلنا يجعلنا أقوى"، وقبلنا ذلك؛ فالعلاقات والوظائف والمشاريع الفاشلة هي تجارب تساعدك على تحقيق النجاح أو تقربك منه في أقل تقدير.

في خضمِّ اللحظة عندما تحدث لك أشياء مخيبة للآمال، وليس للآخرين، وتحرز نتائج حقيقية وليست متخيلة، لا يكون تقبُّل الواقع وتحقيق الاستفادة القصوى منه بالأمر السهل، فتشعر بأنَّك خُدعت وأنَّك ضحية ومحطَّم.

الاهتمام بالتوقعات:

تخيَّل أنَّ لديك تفاحة ناضجة ونضرة موضوعة على طاولة أمامك، تلتقطها بلهفة، وتقضم منها قضمةً، وتبدأ في تذوقها، أنت تعرف مسبقاً كيف يجب أن يكون طعم التفاحة؛ لذا عندما تجد أنَّ طعمها لاذع أكثر قليلاً ممَّا كنت تتوقع، تشعر بالاشمئزاز وخيبة الأمل وتبتلعها، وتشعر بأنَّك مخدوع لأنَّها لم تكن تجربة جيدة بالنسبة إليك، أو ربما كان مذاق التفاح تماماً كما توقعت، ولا شيء مميَّز على الإطلاق؛ لذا فأنت تبتلعها دون توقف لتتمتع بنكهتها، وتواصل يومك.

في السيناريو الأول، خذلتك التفاحة لأنَّها لم تفِ بتوقعاتك، وفي الثاني، كان الأمر واضحاً جداً وغير مثير لأنَّه يلبي توقعاتك.

هل ترى المفارقة هنا؟

التفاحة ليست جيدة، أو ليست جيدة بما فيه الكفاية. بهذه الطريقة نعيش حياة تعيسة؛ حيث يشعر معظمنا بأنَّنا مخدوعون ومحطمون وضحايا.

الآن تخيَّل أنَّك جرَّبت هذا السيناريو: تخلَّص من توقعاتك عن كيف "ينبغي" أن يكون مذاق التفاح، أنت لا تعرف، ولا تتظاهر بالمعرفة؛ لأنَّك لم تجربها بعد، وبدلاً من ذلك، أنت فضولي وغير متحيِّز ومنفتح على مجموعة متنوعة من النكهات، ثمَّ تتذوقها، وتنتبه حقاً، وتلاحظ العصارة وملمس القشرة والنكهات الحلوة والرائعة التي يتذوقها لسانك وجميع الأحاسيس المعقَّدة الأخرى التي تنشأ في وعيك، وأنت تمضغ لم تكن تعرف مذاقها؛ لكنَّك الآن تُدرك أنَّها مختلفة عن البقية، وهي رائعة بطريقتها الخاصة، إنَّها تجربة جديدة تماماً - تجربة جديرة بالاهتمام - لأنَّك لم تتذوَّق هذه التفاحة من قبل.

يشير ممارسو اليقظة غالباً إلى هذا على أنَّه "عقل المبتدئين"؛ لكنَّه في الحقيقة مجرد نتيجة عقلية خالية من التوقعات غير الضرورية والمرهقة.

فيمكن استبدال التفاحة بأيِّ شيء في حياتك؛ أيِّ حدث، أيِّ ظرف، أيِّ علاقة، أيِّ شخص، أيِّ فكرة تخطر ببالك، في أيِّ وقت وفي أيِّ مكان، فإذا تعاملت مع أيٍّ من هؤلاء بوجود توقعات تحدِّد كيف ينبغي أن يكون الأمر، فمن المؤكَّد أنَّهم سيخيبون ظنك بطريقة ما، أو سيكونون واضحين جداً، ولن يتركوا أيَّة ذكرى.

ستنتقل فقط إلى خيبة الأمل التالية، أو التجربة غير المثيرة التالية، وما إلى ذلك وهلمَّ جراً، حتى تعيش حياتك بأكملها عالقاً في دائرة لا نهاية لها من الأشياء التي بالكاد تحبها أو بالكاد تشعر بوجودها، حتى تشعر وكأنَّ كلَّ شيءٍ وكلَّ شخص عرفته قد خدعك.

لكن، إذا تعاملت مع كلِّ حدث وظرف وعلاقة وما إلى ذلك دون توقعات، ورأيت هذا الحدث والظرف والعلاقة في ظاهرها كما هي، فإنَّك ستختبر هذه الأمور وتشعر بالفضول تجاهها، لأنَّك لم تختبرها من قبل، وستكون قادراً على الاستجابة بحذر لكلِّ ما يحدث بعد ذلك.

إقرأ أيضاً: لماذا يكون الندم مضيعة للوقت في معظم الأحيان؟

لكن (يوجد دائماً لكن..):

الآن بعد أن وضَّحنا الأمور، فلنكن واقعيين بشأن شيء آخر:

في مرحلة ما، حتى عندما تكون قد قمت بدورك في أن تكون حذراً من التوقعات، فإنَّ شخصاً تثق به أو تحترمه سيؤذيك عمداً، سوف يخدعك بطريقة ما عن طريق وضع أجندته التي تركِّز على ذاته قبل مشاعرك، وسوف يفعل ذلك بلا رحمة ودون اعتذار.

عندما تواجه هذا الواقع، وتكافح من أجل التأقلم معه، فعليك تذكُّر 7 أشياء عندما تشعر بأنَّك مخدوع:

1. من المحتمل أن يكون الشخص الذي خدعك محطَّماً أكثر ممَّا تظن:

عندما يغش الناس في أيِّ مجال، فإنَّهم يقلِّلون من شأنهم، ويهدِّدون بأسلوب مباشر احترامهم لذاتهم وعلاقاتهم مع الآخرين من خلال تقويض الثقة التي لديهم في قدرتهم على النجاح، وفي قدرتهم على أن يكونوا صادقين، ومن نواح كثيرة، هم محطَّمون بشدة، لكن مع ذلك، هذا لا يبرِّر سلوكهم.

شاهد بالفديو: 6 علامات تشير إلى أنك تتعامل مع شخص متلاعب

2. الحقيقة مؤلمة، لكنَّها أفضل بكثير من التمسُّك بالأكاذيب التي كنت تؤمن بها من قبل:

الشيء المخيف بشأن الأكاذيب غير المكتشفة هو أنَّ لديهم قدرة أكبر على التقليل من قيمتنا على الأمد الطويل من الأكاذيب المكشوفة؛ فالأكاذيب غير المكتشفة تقوض قوتنا واحترامنا لذاتنا، حتى نصل إلى النهاية المريرة؛ لذا ضع هذا في ذهنك، الحقيقة تشفي وإن كانت مؤلمة في البداية.

3. المجادلة مع شخص أساء إليك عمداً لا تؤدي إلا إلى تأجيج الألم:

غالباً ما تكون أكثر قوةً وتأثيراً في مناقشة الخيانة عندما تكون صامتاً؛ فالجاني لا يتوقع الصمت أبداً؛ بل يتوقع الصراخ والمآسي والدفاع والهجوم والكثير من الكر والفر، كما يتوقع هجومك، ويستعد للدفاع عن نفسه بملاحظات خبيثة مُعدَّة ومُجهَّزة؛ لكنَّ صمتك اليقظ يمكن أن ينزع سلاحه، ويمنحك المساحة التي تحتاج إليها للمضي قدماً، بطريقة أو بأخرى، معه أو من دونه.

4. من الأفضل دائماً أن تتمنَّى الخير للناس، وإن كانوا لا يستحقون ذلك:

كما قال السياسي الهندي الراحل "المهاتما غاندي" (Mahatma Gandhi): "ينتهي الأمر باتباع مبدأ العين بالعين إلى جعل العالم أعمى"، فإذا كنت تقضي وقتك وطاقتك على أمل أن يعاني شخص ما عواقب كسر قلبك، فأنت تسمح له بإيذائك مرة ثانية في عقلك.

5. يصبح الشفاء أسهل عندما تسامح الآخرين:

الغفران أمرٌ حاسم لشفائك، والسرُّ هو أن تكون متيقظاً وممتناً على الرَّغم ممَّا حدث، فلا يتطلَّب الأمر أكثر من التمهُّل وأخذ العِبرة من الدرس، فعندما تسامح شخصاً ما، فإنَّك تقرِّر عدم السماح للماضي الذي لا يمكن تغييره بالتأثير في حاضرك، ولا علاقة لذلك بتحرير الجاني من جريمته؛ لكنَّه يتعلَّق بتحرير نفسك من عبء أن تكون ضحية أبدية.

إقرأ أيضاً: أثر التسامح في النفس، و6 خطوات لنعلِّم أبناءنا التسامح

6. الشخص الذي يؤذيك لا يُمثلنا:

كلُّ واحد منَّا يعاني خيانة واحدة على الأقل في حياته، لكن هذا ما يوحِّدنا؛ فعندما يحدث لك ذلك، فإنَّ الحل هو ألا تدع الأفعال الدنيئة لشخص ما تدمِّر ثقتك في الآخرين، فلا تدعهم يسلبون ذلك منك.

7. قد لا تأتيك الأمور دائماً كما تتوقع:

عندما لا تحصل على ما تريد، يكون ذلك في بعض الأحيان تهيئة ضرورية لك، وفي أحيان أخرى حماية ضرورية لك، لكن هذا الوقت لم يذهب سدى، إنَّها خطوة في رحلتك، وفي يوم من الأيام، ستنظر إلى هذا الوقت في حياتك وسترى أنَّك كنت تتألَّم وقلبك منكسر؛ لكنَّ حياتك كانت تتغير لمصلحتك.




مقالات مرتبطة