7 أشياء بسيطة يجب تذكرها دائماً

من المدهش كيف نغفل الحقيقة التي أمام أعيننا بسهولة، فتراني أتوتر بسبب أمرٍ سخيف على الرَّغم من أنَّني أدرك سخافته؛ لكنَّني أعلم أنَّني لست الوحيد الذي ينسى، فحياتنا مليئةٌ بالأحداث والفوضى والإلهاءات لدرجة أنَّنا غالباً ما ننسى الأشياء الهامة التي تعلمناها منذ فترة طويلة، إنَّ الأيام الحافلة والالتزامات المرهقة تجعل أدمغتنا تعمل بطريقةٍ تلقائية تعتمد على ردود الفعل السلبية وتُفقدنا وعينا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كِرنوف (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن 7 من أهم دروس الحياة التي يجب عدم نسيانها.

يجب مراجعة بعض أهم دروس الحياة حتى نتذكرها دائماً؛ لذلك إليك:

7 دروسٍ هامة جداً لكي تقرأها في أوقات النسيان والتوتر والإحباط:

1. مفتاح النجاح هو الجهود البسيطة والمتكررة التي تبذلها:

إن شعرت يوماً بأنَّك مهزومٌ تماماً، فقد حان الوقت لسرد قصة قصيرة عن الحياة:

ذات مرة تاهت امرأةٌ في الصحراء لثلاثة أيام كاملة دون ماء، وعندما كانت على وشك الانهيار، رأت ما يبدو أنَّه بحيرة على بعد بضع مئات من الأمتار أمامها، فهل كانت حقيقة أو مجرد سراب؟

مشت مترنحةً نحو البحيرة بآخر ما تبقى لها من قوة، وسرعان ما أدركت أنَّ صلاتها قد استُجيبت، فلم تكن سراباً؛ بل كانت حقاً بحيرةً كبيرة مليئة بالمياه العذبة التي تغذيها الينابيع، إنَّها كميةٌ من المياه العذبة أكبر مما تستطيع شربه طوال حياتها، لكن بينما كانت تموت من العطش، لم تستطع دفع نفسها إلى شرب الماء؛ بل وقفت بجانب حافة الماء وحدقت فيه.

مرَّ رجلٌ من بلدة صحراوية قريبة ممتطياً جملاً وشاهد سلوك المرأة الغريب، فنزل من جمله وسألها: "لماذا لا تشربين الماء يا سيدتي؟".

نظرت إلى الرجل نظرةً مرهقةً والدموع تنهمر من عينيها، وقالت: "إنَّني أموت من العطش، لكن يوجد ماء كثير هنا في هذه البحيرة، ومهما حاولت، لا يمكنني شربه كله".

عندها ابتسم الرجل وانحنى، ورفع بيديه بعض الماء إلى المرأة، وقال: "يا سيدتي، هذه فرصتك كي تفهمي للأبد أنَّك لا يجب أن تشربي البحيرة بأكملها لتروي عطشك؛ بل يمكنك أن تأخذي رشفةً واحدةً صغيرة، ثم رشفةً أخرى إذا رغبتي في ذلك، لكن ركزي على هذه الرشفة فقط، وسيختفي تدريجياً كل قلقك وخوفك بشأن الباقي".

تأمَّل ملياً في هذه القصة، ثم تحدَّ نفسك للتركيز على المهمة أو الخطوة التالية فقط؛ فالحياة مجرد خطواتٍ صغيرة وإيجابية تأخذها لحظةً بلحظة، ثم يوماً ما عندما تنظر إلى الوراء، ستجد أنَّك حققت شيئاً قيماً، وغالباً ما يكون مختلفاً تماماً عما تخيلته في البداية وأفضل منه بكثير.

2. الحياة بسيطةٌ جداً ولا حاجة إلى تعقيدها:

إنَّ الانشغال هو مرضٌ حقيقي، ويسبب فوضىً عارمة في حياتنا؛ لذا فكر في حياتك الخاصة وحياة المقربين منك؛ فيميل معظمنا إلى القيام بكل ما في وسعنا وملء كل دقيقة بالأحداث والمهام والالتزامات؛ إذ نعتقد أنَّ القيام بأشياء كثيرة سيجلب لنا مزيداً من الرضى والنجاح؛ لكنَّ الواقع غالباً ما يكون مختلفاً.

إنَّ تقليل انشغالنا قد يكون مرضياً أكثر على الأمد الطويل؛ لكنَّنا جاهلون تماماً ولا يمكننا رؤية هذه الحقيقة؛ إذ إنَّنا:

  • عندما نعمل، ننتقل من مهمةٍ إلى أخرى بسرعةٍ وباستمرار، أو نقوم بمهام متعددة ونتعامل مع أشياء كثيرة في وقت واحد، ومع ذلك نشعر بأنَّنا لم ننجز ما يكفي من المهام المناسبة.
  • عندما نقرر أخيراً ممارسة بعض التمرينات الرياضية، فإنَّنا نُجهِد أنفسنا قدر الإمكان حتى نشعر بالإرهاق والألم، فتقل رغبتنا في ممارسة الرياضة في اليوم التالي.
  • عندما نذهب إلى مطعم لطيف، نريد تجربة جميع المقبلات والمشروبات والمأكولات، والاستمتاع بأكبر قدر ممكن من اللذة، ثم نغادر بمعدةٍ ممتلئة، فنشعر بالانزعاج، ونكسب وزناً إضافياً.
  • عندما نسافر إلى مدينة جديدة، نريد أن نرى كل مَعْلَمٍ ونلتقط كلَّ صورة، فنُرهِق أجسادنا ونعود من رحلتنا منهكين تماماً.

لكي تتحكم بهذا الدافع لفعل الكثير، ما عليك سوى تقليل ما تفعله في كل خطوة على الطريق، وكن حريصاً على عدم الإفراط في انشغالك.

لقد استغرقت بعض الوقت حتى أتفهم الأمر؛ لكنَّني حققت بعض التقدم؛ إذ إنَّني:

  • عندما أعمل، أؤدي كل مهمةً على حدة بتركيز كامل، وعندما أجد نفسي أقوم بمهام متعددة أو أشعر بالإرهاق، ألغي كل شيء وأُعدُّ قائمة تتكون من مهمة واحدة إلى ثلاث مهام أساسية أحتاج إلى إكمالها في نهاية اليوم، وقد تحتوي هذه القائمة على مهمةٍ واحدة فقط؛ لأنَّها تساعدني على التركيز على الوظائف الهامة وتجنب الشعور بالإرهاق.
  • عندما ذهبت إلى صالة الألعاب الرياضية منذ يومين، كان لدي الرغبة في بذل أقصى جهد ممكن، لكن بدلاً من ذلك قررت التخلي عن هذه الرغبة، ولقد تمرنتُ بقوةٍ لمدة 45 دقيقة؛ لكنَّني وفرتُ بعضاً من طاقتي، وفي الأمس قضيت 45 دقيقةً أخرى بوتيرة مماثلة، وعلى الرَّغم من رغبتي في تكرار التمرين نفسه هذا الصباح؛ لكنَّني قررت أن أمارس الجري الخفيف بدلاً من ذلك، إنَّ نظام التدريبات هذا مستدام، ولهذا نادراً ما أُصيب نفسي أو أُفوِّت يوماً.
  • عندما أجلس في مطعم لطيف، لا أحاول تذوق أكبر قدر ممكن من الطعام وأكله، بدلاً من ذلك، أغادر عندما أشبع، لكن قبل أن أشعر بالتخمة؛ إنَّني أتناول طعاماً أقل مما اعتدت عليه، وما زلتُ أواجه صعوبةً في ذلك في بعض الأحيان؛ لأنَّه ليس بالأمر السهل ويتطلب ممارسة كبيرة؛ لكنَّ النتيجة هي أنَّني أشعر بتحسن ملحوظ وحافظتُ على وزني ضمن المعقول.
  • عندما أسافر إلى مدينة جديدة، لا أحاول القيام بكلِّ الأنشطة المتوفرة؛ وإنَّما أختار بعض الأنشطة فقط وآخذ وقتي كاملاً، ثم أغادر المدينة متيقناً من وجود أشياء رائعة وجميلة لأراها في زيارتي القادمة.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح تساعدك على فهم دروس الحياة جيداً

3. أفضل علاج للتوتر هو التفكير الإيجابي ورؤية الخير في كل شيء حولنا:

إنَّ رؤية الخير والجانب المشرق في كل شيء لا يعني تجاهل الجوانب السلبية؛ بل يعني التغلب عليها، ويوجد فرق كبير بين الاثنين، بالطبع، من السهل قول ذلك، لكن كيف يمكنك حقاً التحلي بعقليةٍ إيجابية عندما تهزمك الحياة؟

إليك استراتيجية بسيطة؛ في المرة القادمة التي تكون فيها متوتراً بسبب فكرةٍ ما، اسأل نفسك هذه الأسئلة الأربعة التي اقتبستها من البحث الفلسفي الذي أجراه الفيلسوفان آلان واتس (Alan Watts) وبايرون كاتي (Byron Katie):

  • هل هذه الفكرة صحيحة؟ قد يغير هذا السؤال حياتك. اسأل نفسك بهدوء ما إذا كانت الفكرة التي تُفكر بها صحيحة.
  • هل يمكنني التأكد تماماً من أنَّها صحيحة؟ هذه فرصةٌ أخرى لتفتح عقلك وتغوص في المجهول بحثاً عن الإجابات العميقة، فكر في الاحتمالات المتناقضة التي تتجاوز وجهة نظرك المحدودة عن هذه الفكرة.
  • بم أشعر عندما أفكر في هذه الفكرة؟ هنا تبدأ في ملاحظة تأثير هذه الفكرة في نفسك، ويمكنك أن ترى أنَّك عندما تصدق الفكرة، فإنَّ مشاعرك تتراوح من عدم الراحة إلى الخوف والذعر الصريح، بم تشعر إذاً؟ وكيف تتعامل مع الموقف أو الشخص الذي تفكر فيه؟ وكيف تعامل نفسك عندما تؤمن بهذه الفكرة؟ أجب عن هذه الأسئلة بدقة.
  • كيف ستختلف الأمور لو لم أفكر في هذه الفكرة؟ تخيل نفسك في ذلك الموقف أو في حضرة ذلك الشخص دون التفكير بتلك الفكرة، كيف ستختلف حياتك إذا لم تكن لديك القدرة حتى على التفكير في هذه الفكرة المجهدة؟ بم ستشعر؟ وماذا سترى رؤية مختلفة؟ وهل تُفضِّل الحياة بوجودها أم دونها؟ وأيُّ حياة أكثر سلاماً وإنتاجية؟

تذكر فقط أنَّ وراء كل توترٍ فكرةٌ غير صحيحة، ولم تكن تعاني قبل أن تخطر الفكرة في بالك، لكن بعدها بدأت تعاني، وعندما تدرك أنَّ الفكرة غير صحيحة، لن تشعر بالمعاناة، وعندما تغير أفكارك، فإنَّك تغير حياتك تدريجياً.

إنَّ الأسئلة الأربعة المذكورة أعلاه هي مجرد نقطة انطلاق لإعادة النظر في المواقف المقلقة أو المربكة التي تواجهها في حياتك اليومية وإعادة تقييمها، وبعدها يمكنك ملاحظة القصص التي تخبرها لنفسك دون وعي والتحقق من صحتها بموضوعية، مما يسمح لك في النهاية باتخاذ قرارات أفضل في كل مجالٍ من حياتك.

لذا تحدَّ نفسك لاستخدام هذه الاستراتيجية والتفكير تفكيراً مختلفاً، ولا تصدِّق الأفكار السلبية التي تقولها لنفسك، وتعمق في الواقع ولا تكتفِ بالنظر إلى الأمور نظرةً سطحية، وتحقق من صحة أفكارك دون القفز إلى الاستنتاجات بسرعة.

عليك أن تبدأ في رؤية الأشياء بذهن صافٍ وتتوقف عن رؤيتها بعينٍ تحجبها الأكاذيب والأفكار الباطلة، وربما ستبدأ برؤية أشياء لم ترها من قبل وستبدأ بعيش تجاربٍ لم تعشها من قبل، وقد تتعلم دروساً جديدة كثيرة تحتاج إلى تعلمها، وسوف تصبح تدريجياً ذلك الشخص الذي علمت دائماً أنَّه موجود.

إقرأ أيضاً: 10 طرق بسيطة لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك

4. سعادة الحياة تكمن في التخلي عن التوقعات وقبولها بما فيها:

إنَّ التعلق مؤلمٌ جداً، وقد يساهم مباشرة في التوتر والمشكلات الصحية والتعاسة والأفكار الاكتئابية وتفكك العلاقات الاجتماعية وما إلى ذلك.

لكنَّنا نحن البشر نتعلق بشدةٍ بكل شيء تقريباً؛ إنَّنا لا نحب التغيير؛ لذلك نقاومه، ونريد أن تبقى الحياة دائماً كما نعتقد أنَّها ينبغي أن تكون، إنَّنا نتعلق بشدةٍ بأوهامنا حتى عندما تؤذينا.

طيلة العقد الماضي، بينما عملت أنا وزوجتي مع المئات من المتدربين والعملاء، فهمنا أنَّ السبب الجذري لمعظم التوتر الذي يشعر به البشر هو ببساطة ميلنا إلى التمسك بالأشياء بعنادٍ شديد؛ وباختصار، إنَّنا نتشبث بالأمل في أن تسير الأمور كما نتخيل تماماً، ثم نُعقِّد حياتنا بشدة عندما تختلف تصوراتنا عن الواقع؛ لذا لكي تتوقف عن التعلق بالأمور، يجب أن تُدرِك أنَّه لا يوجد شيء يستحق التعلق به أصلاً.

معظم الأشياء التي نحاول جاهدين التمسك بها، ظناً منا أنَّها حقيقيةٌ وثابتة ودائمة في حياتنا، ليست موجودةً حقاً، وحتى لو كانت موجودةً بشكل من الأشكال، فإنَّها متغيرةٌ باستمرار وليست ثابتة، أو هي ببساطة مجرد تخيلاتٍ في أذهاننا، وعندما نفهم ذلك، تُصبح الحياة أسهل بكثير.

تخيل أنَّك معصوب العينين وسط مسبحٍ كبير، وتحاول بصعوبةٍ الإمساك بحافة المسبح التي تعتقد أنَّها قريبة؛ لكنَّها في الحقيقة بعيدة جداً، إنَّ محاولة الوصول إلى تلك الحافة المُتخيلة تُسبب لك التوتر والتعب، بينما تُصارع الماء وتحاول التمسك بشيء غير موجود.

الآن توقف وخذ نفساً عميقاً، ولاحظ أنَّه لا يوجد حولك سوى الماء ولا حافة يمكنك التمسك بها، يمكنك مواصلة المحاولة للإمساك بشيء غير موجود، أو يمكنك أن تسترخي وتطفو وتتقبل أنَّه لا يوجد سوى الماء حولك.

اسأل نفسك اليوم ما هي الأشياء التي تحاول التمسك بها بشدةٍ في حياتك وما هو تأثيرها فيك، ثم تخيل أنَّها غير موجودة أبداً، تخيل نفسك تتخلى عنها وتتحرر، كيف سيغير ذلك حياتك؟

إنَّنا نتسبب في 99% من مشكلاتنا من خلال التعلق بشدة بكل شيء، لكن يمكننا أن نتغير ونُحقق الانسجام في الحياة من خلال التخلي عن بعض الأمور.

5. القناعة والرضى كنوزٌ في حياتنا:

بدلاً من التفكير فيما ينقصك والشعور بالغيرة من أولئك الذين يعيشون حياةً أفضل منك، ربما عليك أن تعترف بأنَّ لديك الكثير لتكون ممتناً له.

معظمنا لديه عائلات وأصدقاء وأحباء آخرون يحبوننا كما نحبهم؛ لذا تعلَّم أن تقدِّر روعة هذه الهدية، كما يتمتع معظمنا بصحة جيدة، وهذه هدية أخرى رائعة، ومعظمنا لديه عيون يُشاهد بها روعة غروب الشمس والطبيعة وكل الجمال حولنا، ويمتلك معظمنا آذاناً نستمتع بها بالموسيقى، وهي واحدةٌ من أعظم الهدايا على الإطلاق.

قد لا تمتلك كل هذه الأشياء؛ لأنَّك لا يمكنك الحصول على كل شيء في الحياة، لكن بالتأكيد لديك ما يكفي منها، لديك خير كبير في حياتك، والذي يمكنك التركيز عليه والاعتماد عليه اليوم، وإذا وجدت صعوبةً في إيجاد شيءٍ ما في الوقت الحالي، فتذكر أنَّك على قيد الحياة، ولم تنم جائعاً أو في العراء الليلة الماضية، وكان لديك ملابس كثيرة لتختار منها هذا الصباح، ولم تمض دقيقة واحدةً خائفاً على حياتك اليوم.

كما أنَّك تعرف على الأقل شخصاً يحبك، ولديك مياه شرب نظيفة وخدماتُ رعاية طبية واتصالٌ بالإنترنت، ويمكنك أن تقرأ.

أجب بصدق: متى شعرت بالامتنان لكونك على قيد الحياة أو لأنَّك تنام بمعدةٍ ممتلئة؟ فكر في كل التجارب الصغيرة التي تعيشها، مثل رائحة الطعام الشهي الذي أعددته، وسماع أغنيتك المفضلة صدفةً على الراديو، وتأمُّل غروب الشمس الرائع، وما إلى ذلك، انظر حولك اليوم، وكن راضياً بما لديك.

شاهد بالفيديو: 5 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان

6. التجاهل هو أفضل طريقةٍ للتعامل مع وقاحة الناس:

سيخيب أملك بشدة إذا كنت تتوقع أن يعاملك الناس بالمثل، فليس الجميع لطيفون مثلك، وأن تكون قوياً وعاطفياً وملتزماً بقضية ما لا يعني أنَّ عليك خوض كل النزاعات والخلافات التافهة التي تواجهها؛ بل يعني العكس تماماً، فلست مضطراً إلى الرد على تعليقات الآخرين الوقحة وإساءاتهم غير الضرورية.

عندما تصادف شخصاً ذا سلوك سيئ، لا ترد بإلقاء الشتائم عليه، وحافظ على كرامتك، ولا تنزل من قدرك إلى مستواه؛ فالقوة الحقيقية هي أن تكون جريئاً بما يكفي للابتعاد عن هذا الهراء وإبقاء رأسك مرفوعاً.

عليك أن تتذكر أنَّ الحياة تتطلب تكوين هويةٍ خاصةٍ بك، وليس تبرير نفسك أمام الآخرين باستمرار، وإنَّ حياتك مُلكك وحدك، ويمكن للآخرين الحكم عليك ومحاولة إقناعك بوجهة نظرهم، لكن لا يمكنهم اتخاذ قراراتك نيابةً عنك، ويمكنهم أن يكونوا بجانبك إذا أرادوا، لكن ليس بإمكانهم أن يضعوا أنفسهم مكانك؛ لذا تأكد من أن تتبع حدسك وحكمتك، ولا تخف من السير بمفردك عندما تشعر بأنَّ ذلك أفضل لك.

اجعل هذا شعار حياتك: "بكل احترام، لا يُهِمُّني رأيك"، قل ذلك لأيِّ شخص يحكم سلباً عليك وعلى أفكارك ومعتقداتك وهويتك، وسيحكم الناس عليك حتماً في مرحلة ما على أي حال، ولا بأس بذلك، لقد أثَّرت في حياتهم؛ لا تدعهم يؤثِّرون في حياتك.

إقرأ أيضاً: ما هي فوائد القدرة على تجنب الانزعاج من الآخرين؟

7. ليست المشكلة في مصاعب الحياة؛ بل في استجابتنا لها:

يوجد شيء واحد مشترك بين النقاط الست السابقة، وهو أهمية الاستجابة لصدمات الحياة وتحدياتها بفاعلية أكبر؛ فعندما تتخلص من الأحكام ومشاعر الشفقة على الذات والتوقعات المثالية التي لا داعي لها، فإنَّك تمنح نفسك القدرة على الاستجابة لمواقف الحياة الصعبة بفاعلية أكبر، مما يغير كلَّ شيء.

هذا ينطبق أيضاً على الصعوبات اليومية، وليس على كوارث الحياة الهائلة فقط، على سبيل المثال، عندما ألقى ابني البالغ من العمر عامين طبق العشاء على الأرض الليلة الماضية، كان من الممكن أن أنزعج وأصرخ لأنَّه ينبغي ألا يفعل ذلك، أو كان بإمكاني فعل ما فعلته بالضبط وعدم انتقاده وتصعيد الموقف، ثم أشرح له الموقف بهدوء في أثناء مساعدته على تنظيف الأرض، وكان الخيار الثاني بالتأكيد الأكثر فاعلية.

بصرف النظر عن الموقف الحالي، عندما نستجيب بعجلةٍ وقلق، فإنَّنا نضاعف المشكلة فقط؛ لذا خذ نفساً عميقاً واستجب بهدوء، عندها ستكون قادراً على التعامل معاملة أفضل مع أيِّ موقف عصيب، سواء كانت حالةً طارئة أم وفاة أحد أفراد الأسرة فجأةً أم سوء سلوك طائش لطفل يبلغ من العمر عامين.

بالطبع، ليس من السهل تنفيذ ذلك على أرض الواقع؛ لذا إن كنت تواجه صعوبةً في التعامل مع موقف غير متوقع في حياتك، فابدأ بتقييم وضعية جسمك والتوتر الجسدي الذي تشعر به، ولا بدَّ أنَّك تشعر بنوعٍ من الشد في مكانٍ ما، وبالنسبة إلي، غالباً ما يكون الشد في رقبتي، لكن في بعض الأحيان يكون في ظهري وكتفي.

إنَّ سبب هذا التوتر هو مقاومتنا للحياة، وربما نشعر بالضيق من شخص ما، أو محبطين من ظروفنا، أو مرهقين من كثرة التزاماتنا، أو نشعر بالملل فقط، وهذه المقاومة النفسية تُسبب توتراً في أجسادنا وتعاسةً في حياتنا؛ لذلك، غالباً ما أوصي بهذه الاستراتيجية البسيطة للمتدربين الذين يجدون صعوبةً في التخلص من هذه المقاومة والتوتر:

  • حدد موقع التوتر في جسمك الآن.
  • حدد ما الذي تواجهه ويُسبب لك التوتر، وقد يكون موقفاً أو شخصاً تتعامل معه أو تتجنبه.
  • أرِح المنطقة المتوترة من جسمك، فالتنفس العميق والتمدد السريع يساعدان غالباً.
  • واجه ذلك الموقف أو الشخص مرةً أخرى، لكن بجسم وعقل هادئَين.

كرر هذه الممارسة كلما دعت الحاجة، وواجه يومك بتوتر أقل ووعيٍ أكبر، وأظهر السلام والقبول في مواجهة الحياة، بدلاً من الرفض والمعاناة، وشاهد كيف ستتغير حياتك.




مقالات مرتبطة