7 أسئلة تساعدك على التخلص من السموم الرقمية

نحن نعيش اليوم في عالمٍ رقميٍّ يسير بوتيرة سريعة؛ إذ تؤثر التكنولوجيا في كل ما نفعله، سواء كان جهاز مراقبة معدل ضربات القلب في ساعتك الذكية يخبرك بمقدار إنتاجيتك في جلسة التمرين الأخيرة، أم إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي على هاتفك، أم اشتراك في خدمات البث التلفزيوني يساعدك على تمرير الوقت، فإنَّ التكنولوجيا الرقمية موجودة في كل مكان.



قد تكون أجهزتك المفضلة في الظروف المناسبة أدوات مفيدة جداً، فهي تساعدك على التواصل مع أحبائك، وتعزِّز إنتاجيتك وصحتك، ومع ذلك تكمن المشكلة في أنَّ الأجهزة الرقمية تملأ العالم اليوم، ومن الصعب معرفة ما إذا كنَّا نفرط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتواصل عبر الإنترنت.

في هذا المقال، نستعرض فوائد قطع الاتصال بالإنترنت مدة من الزمن لمساعدتك على تحديد ما إذا كان في إمكانك الاستفادة من التخلص من السموم الرقمية أم لا.

ما هو التخلص من السموم الرقمية؟

قبل أن تقرِّر ما إذا كان التوقف عن استخدام التكنولوجيا مناسباً لك، دعنا نشرح معنى التخلص من السموم الرقمية؛ يعني التخلص من السموم الرقمية أخذ استراحة من التكنولوجيا مدة من الزمن؛ لأنَّك تدرك أنَّ إدمانك يمنعك من تحقيق أهدافك.

تعتمد التفاصيل الدقيقة لطريقة التخلص من السموم الرقمية على ظروفك الشخصية، ففي حين يحتاج بعض الناس إلى زيادة عدد مرات إيقاف تشغيل هواتفهم، فقد يحتاج آخرون إلى الانسحاب من العالم الرقمي انسحاباً كاملاً؛ إذ يتعلق الأمر بإثبات قدرتك على العيش دون الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية، إضافة إلى اكتشاف الفوائد المصاحبة للتوقف عن استخدامها من حين لآخر.

إذاً هل يناسبك التخلص من السموم الرقمية؟ إليك بعض الأسئلة لمساعدتك على اتخاذ القرار:

1. هل يعوقك إدمانك؟

قد يبدو الإدمان الرقمي مصطلحاً ابتكره الآباء لثني أطفالهم عن استخدام أجهزة الكمبيوتر، لكنَّه مشكلة حقيقية يعاني منها كثير من الناس، فالرغبة في التحقق من هواتفنا واستخدام الأجهزة الرقمية شديدة إلى الحدِّ الذي يجعلنا مصدر خطر على أنفسنا، حتى إنَّ بعض الناس يعترفون بقيادة سياراتهم بتهور عندما يستخدمون هواتفهم المحمولة.

إذا كنت مهووساً بتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي بحيث لا يمكنك التركيز في العمل، أو تغفل عمَّا يحدث أمامك، فهذه علامة واضحة على أنَّك تحتاج إلى التخلص من السموم الرقمية، تماماً مثل أي إدمان، قد يُعرضك إدمان الأجهزة الرقمية للخطر.

إقرأ أيضاً: كيف تنفصل عن التكنولوجيا وتستعيد السيطرة على حياتك؟

2. هل تجد صعوبة في النوم؟

توجد عدة أسباب تجعل الرغبة الشديدة في استخدام الأجهزة الرقمية تمنعك من الحصول على ليلة نوم مريحة؛ أولاً، يصعب تجاهُل الأزيز المستمر للهاتف في الوقت الذي يجب أن تكون فيه غارقاً بالأحلام؛ ثانياً، قد يجعلنا الضوء الاصطناعي الأزرق الذي تصدره الهواتف أكثر يقظة لأنَّه يعبث بإيقاع ساعتنا البيولوجية التي تخبرنا متى يجب أن ننام ومتى يجب أن نكون نشيطين.

حتى إذا كنت لا ترغب في التخلص من السموم الرقمية كلياً، يمكنك أن تنعم بنوم هانئ إذا ابتعدت عن التكنولوجيا مدة ساعتين قبل وقت النوم كل ليلة.

3. هل تشعر بالقلق والاكتئاب؟

التوازن هو أساس الحياة الصحية، فالإفراط في أي شيء يؤذي الجسم والعقل، والتكنولوجيا ليست استثناء، وقد أظهرت الأبحاث وجود علاقة إيجابية بين مشاعر القلق والإدمان الرقمي، حتى إنَّ بعضها ربط القلق بإفراز هرمون الدوبامين على غرار ذلك الذي تنتجه المحفِّزات الناجمة عن الإعجابات والرسائل النصية على وسائل التواصل الاجتماعي.

شجَّع هذا العالم القائم على التواصل المستمر سلوك البحث عن المتعة لدى عديد من البالغين، وهذا أدى إلى توفير بيئة تبعث على الإجهاد النفسي، فإذا كنت تفتقد المتعة التي كنت تنعم بها من قبل، فقد تكون هذه علامة على أنَّك تحتاج إلى استراحة من العالم الرقمي.

شاهد بالفيديو: 6 حلول بسيطة للتخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

4. هل لديك مشكلة في العلاقات والمهارات الاجتماعية؟

فائدة أخرى غير متوقعة للتخلص من السموم الرقمية هي إرغامك على إبعاد عينيك عن هاتفك الذكي والانتباه إلى العالم من حولك؛ إذ يساعدك هذا على تحسين مهاراتك الاجتماعية، ممَّا يؤدي إلى إسعادك وتكوين علاقات أفضل، فلا أحد يحب التحدث إلى شخص يهتم بوضعه على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر ممَّا يريد أن يقوله.

تؤدي الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية إلى عزل الناس عن العالم الخارجي، ولكنَّ التخلص من السموم الرقمية يخرجك من تلك العزلة المؤذية؛ إذ تبرز أهمية هذا الأمر تحديداً عندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع شريك الحياة، فقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ 3 من كل 5 أشخاص يقضون وقتاً على هواتفهم أكثر ممَّا يقضونه مع شركائهم.

إذا كنت لا تستطيع تناول العشاء مع شريك حياتك أو الاستمتاع بفنجان من القهوة مع صديق دون التحديق في هاتفك، فقد يكون الوقت قد حان للتخلص من السموم الرقمية حتى تتمكَّن من قضاء مزيد من الوقت مع أحبائك.

5. هل انخفضت إنتاجيتك في العمل؟

جعلت التكنولوجيا العالم المهني مكاناً أكثر إنتاجية، فقد سهَّلت علينا أداء وظائفنا، لكن ثمَّة فرق بين استخدام الأجهزة الرقمية لتحسين أدائك في العمل، واستخدامها لتأجيل عملك، فإذا وجدت في أغلب الأحيان أنَّك لا تنجز مهامك بحلول نهاية اليوم، ولكنَّك على اطلاع دائم على آخر المستجدات في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تكون هذه إشارة إلى أنَّ هوسك بالعالم الرقمي يمنعك من تحقيق أهدافك المهنية، قد يساعدك أخذ استراحة من التكنولوجيا على إعادة أولوياتك إلى المسار الصحيح والبدء في إثارة إعجاب مديرك مرة أخرى.

إقرأ أيضاً: كيف تزيل الفوضى الرقمية ببساطة؟

6. هل تعاني ضائقة مالية؟

بصرف النظر عن النفقات الأساسية مثل الإيجار والطعام وفواتير الخدمات، قد تمثِّل الرسوم التي تدفعها مقابل استخدام الأجهزة الرقمية أحد أكبر نفقاتك، فكِّر في المبلغ الذي تنفقه كل شهر على فواتير الإنترنت والتلفزيون والهاتف الخلوي وخدمات البث، قد تندهش من مقدار الأموال التي تنفقها على إدمانك الرقمي.

يساعدك التوقف عن استخدام التكنولوجيا على معرفة الأجهزة التي تحتاج إليها، والتي يمكنك الاستغناء عنها، ويخفِّف هذا من الضغط على ميزانيتك، ما يتيح لك إنفاق المال الذي وفَّرته على شيء آخر.

7. هل تعاني السمنة؟

لا يضر الإفراط في استخدام التكنولوجيا بصحتك النفسية فحسب؛ بل يؤثر سلباً في صحتك الجسدية أيضاً، فقد وجدت الدراسات أنَّ الناس يفرطون في تناول الطعام عند استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي؛ وذلك نظراً لأنَّنا نغفل عن شعورنا بالشبع عندما يكون تركيزنا مُنصبَّاً على شيء آخر، فسواء كنت طالباً منهكاً يحاول استدراك ما فاته من محاضرات في أثناء تناول الغداء، أم موظفاً يتابع برامج التلفزيون في أثناء العشاء، فقد يكون التخلص من السموم الرقمية فكرة رائعة لتعزيز تناول الطعام بطريقة صحية.

في الختام:

لا شكَّ أنَّ التكنولوجيا مفيدة جداً، لكنَّ الإفراط في استخدامها ضار جداً أيضاً؛ لذا نحتاج أحياناً إلى استراحة من جميع الأجهزة الرقمية التي نستخدمها يومياً، فقد يضر الحمل المعرفي بسلامتك وعافيتك، حتى إذا لم تتمكَّن من الانسحاب الكامل من العالم الرقمي، فخصِّص بعض الوقت الهادئ كل يوم، قد يكون قضاء بضع دقائق في احتساء مشروب تحبه في أثناء قراءة كتاب أو الكتابة في دفتر يوميات مفيداً جداً.

إذاً؛ يؤدي التخلص من السموم الرقمية وإعادة تنشيط دماغك وجسدك إلى إسعادك ونجاحك وتحسين صحتك.




مقالات مرتبطة