7 أركان للرضا الشخصي والمهني

إن أردنا اكتشاف الشعور العميق بالرضا عن الحياة والعمل وتجربته، فعلينا مواجهة المشقة الشديدة والحزن وتحمُّلهما، فالمعاناة هي المعلِّم الجوهري في أيَّة رحلة تستحق العناء، ودونها لن نتعرَّف عن كثب إلى العقبات التي نستطيع فعلاً أن نتجاوزها.



الخوف محفِّز قوي، فهو يدفعنا للتحرك لأنَّه يُشعرنا بالانزعاج، وعندما نشعر بالخوف أو الحزن، ندخل في عملية انتقالية للعواطف حتى نصل لمرحلة نغدو فيها جريئين أو مرتاحي البال.

الوجه الثاني لأيَّة رحلةٍ عظيمةٍ هو الحزن بكونه الطريق الآخر للنجاح، فعندما نكون في خضمِّ حزنٍ أو خوفٍ أو تحدٍّ، نضطر إلى البحث عميقاً والسعي إلى الخروج من هذه المآزق، ومن خلال هذه العملية، ندرك تماماً مَواطن قوَّتنا وضعفنا. فلقد واجهَ القادة العظماء جميعهم صعوباتٍ من نوعٍ ما، وهذا هو سبب ثقتنا في قيادتهم، فهم يعرفون كيف يتخطون العقبات، وهم موقنون أنَّ بعد هذه العقبات سيكون النصر.

إليك الأركان السبعة لتشعر بالرضا الشخصي والمهني:

1. السعادة:

لا تتعلق السعادة بكثرة لحظات التألق التي عشناها طوال حياتنا، فهي ليس لها علاقة بالزمن على الإطلاق. فنشعر بأكبر قدر من الرضا والحيوية عندما نتغلب على الصعوبات، والنجاح هو صراع ومسعىً يومي، أما السعادة فتقبع في تلك المنطقة التي ننذر فيها أنفسنا تماماً لتحقيق الأهداف التي نجدها مجزيةً وتستحق وقتنا وطاقتنا وجهدنا.

أفضل لحظات حياتنا هي التي نستمتع فيها ببذل أقصى طاقاتنا للتغلب على الصعوبات اليومية، بينما نطوِّر أنفسنا ومهاراتنا ونوسع معرفتنا ونحقِّق أهم انتصاراتنا، فنحن نطوِّر أنفسنا إلى أشخاص استثنائيين، وهذا هو ما يُشعرنا بالبهجة الحقيقية.

شاهد بالفيديو: 7 حكم تساعدك على إيجاد السعادة

2. التضحية:

عندما نشعر بكمال شخصياتنا وجمالها وأهميتنا الكبيرة، نبحث عن هدف ونتبنَّاه بكامل جوارحنا، ولا نكتفِ بأن نُعجَب بنجاحنا؛ بل بأثرنا الإيجابي الحقيقي في العالم، وعندما نجتاز صراعاتنا اليومية، نشعر بفرحة الاحتفاء بانتصاراتنا التي حققناها بعد مجهود كبير، فلن نعرف أبداً فرحة النصر دون أن ندرك أولاً ألم الهزيمة.

تساعدنا هذه الاحتفاءات والمتعة التي ننالها منها على تحديد أهدافنا بعمق أكبر في هذا العالم، وكلما اجتهدنا ونجحنا، غدت أهدافنا أكبر وأهم، فننمو وتنمو أهدافنا معنا، أما الذين ليست لديهم أهداف ويفضِّلون عدم تقديم تضحيات، لن يشعروا بالتماسك، فلن يكون لهم بصمة في هذا العالم أو ما يجعل حياتهم ذات قيمة، كما إنَّ التضحية والعمل الجاد بكل ما أوتينا من أجل النصر هو سبب وجودنا في العالم وأساس هوياتنا، وحجم التضحية التي نبذلها هو الذي يحدِّد عمقنا وحقيقتنا.

3. التفوق:

لكي نكون أشخاصاً متفوقين، يجب أن نجد مشاركةً عميقةً في العالم حيث نزدهر في خدمة الآخرين، فعندما نشارك في مساعدة الآخرين وحبهم ونجاحهم، نشعر بالتميز الشخصي، وإذا لم نسعَ جاهدين لمساعدة الآخرين، فلن نشعر بمتعة أن نكون سنداً للغير، ليست القوة ما تجعلنا أشخاصاً متميزين؛ بل ما نقدِّمه، ولكي نفعل شيئاً بكامل إرادتنا، يجب أن يكون لدينا شغف عميق تجاهه، فالشغف يعطي معنىً لحياتنا، وعندما نعلم ضرورة ما نقدِّمه ونعطي ملء قلوبنا، يمنحنا شعوراً بالتميز كأفراد.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات مهمة للوصول إلى قمة النجاح والتفوق

4. الممارسة:

لا نختبر القناعة الحقيقية عندما نكون غير فاعلين وراضين عن حياتنا ومتقبلين لها، حيث تمثِّل هذه اللحظات فترات استراحة من العمل الشاق، لكنَّها لا تمنحنا الرضا نفسه الذي نشعر به كجزء من أشخاص مؤثِّرين وفاعلين، فنشعر بأنَّنا أكثر نجاحاً وأهميةً عندما نعتزم القيام بأمر صعب للغاية، كما يتطلب النجاح الممارسة وإعادة التجربة أكثر من مرة حتى نصبح ماهرين، ويتطلب الأمر تجاوزاً وتحدياً يتجاوز ما نعتقد أنَّ بإمكاننا تحقيقه، فعندما نحقِّق أقصى إمكاناتنا من خلال اختيارنا في السعي وراء ما نؤمن به بعمق هو عندما نشعر بحقيقتنا الجوهرية. وهذه التجربة هي أنقى صور القناعة.

5. الإتقان:

في كل مرة نواجه فيها التحدي نكتسب مهاراتٍ جديدةً تساعدنا على إعادة مجابهةٍ في صعوباتنا بفكر جديد وأفكار خلاَّقة، فعندما نفوز ونخسر طوال رحلتنا، نتقن المهارات اللازمة للنجاح، ومن خلال ذلك نطوِّر قدرتنا على ضبط أذهاننا، ونتعلم كيف نحوِّل أنفسنا إلى مفكرين مستقلين غير آبهين بالصعوبات المحتومة على طول طريقنا إلى النجاح.

في أيَّة رحلةٍ جديرةٍ بالاهتمام، نبدأ من القاعدة وننتقل من وضع التبعية والسلبية إلى الخبرة، حيث يمر كل رجل أعمال ناجح بمرحلة في حياته يطوِّر فيها قواه المستقبلية، فالتطوير ركن أساسي للمهارة، وتنشأ المهارة عند معرفة ما الشيء الأكثر أهميةً من خلال عملية التجربة والخطأ، ويتعلق الأمر بدراسة الأخطاء وتعلُّم الدروس الثمينة والتي توصل إلى النجاح، فليس الهدف من المهارة المال أو المنصب الجيد أو المنزلة؛ بل التحول.

6. رد المعروف:

بمجرد حصولك على مستوىً معيَّن من الخبرة في أيِّ مجال، من الهام التقدم بالتجربة، فمِن الممكن والضروري أن تكون متعلِّماً ومعلِّماً في آنٍ واحد، ولا يوجد حد لتطوير المهارة، فكل ما نتعلمه من الحزن في رحلتنا هو ما يجعلنا قادةً عظماء.

أعظم القادة يعلِّمون ويشاركون ويثقِّفون، ويقدِّمون التوجيه والهدوء عندما يتمكن الأشخاص الذين يقودونهم من التحرر وتطبيق ما تعلَّموه بشعور من الاستقلال والحرية، وعندما نشارك ما نتعلمه، فإنَِّنا نمنح الآخرين المعرفة التي اكتسبناها من معاناتنا الخاصة والتي ستساعدهم في رحلتهم على تحقيق الرضا الشخصي والمهني والنجاح.

7. الامتنان:

لكي نكتسب الحماسة وقوة القلب ونتوقف عن الخوف من المشقة أو التحدي أو الحزن، يجب أن ندرب أنفسنا على أن نكون ممتنِّين للرحلة، ويجب أن نتعلم أن نرى كل ما لدينا الآن في هذه اللحظة بالذات التي تجعل نجاحنا ممكناً، فلا يمكِننا العثور على الرضا الشخصي أو المهني إذا ركزنا على ما ليس لدينا، أو ما لم نحقِّقه أو إذا كان كل ما نركز عليه هو فشلنا.

من النادر أن يرغب الشخص في عدم تطوير نفسه، ومع ذلك فهناك مَن يقنعون بما لديهم، وأسرع طريقةٍ للتخلص من العوائق هي النظر إلى النعم كلها التي لدينا حالياً دون التحسر على الصعوبات، وإذا تمكَّنَّا من العثور على شيء واحد جيد، يمكِننا بالتأكيد العثور على أكثر، حيث يصبح اكتساب الدافع أسهل عندما ندرك أنَّ لدينا ما يمكِن الاعتماد عليه، فعندما نبدأ في تجاوز مصاعبنا، يمكِننا أن ننظر إلى الماضي ونشعر بامتنان كبير لكل منها، وعندما نصبح ماهرين سنرى أنَّ نجاحنا ما كان ليتحقق لولا خسائرنا الضرورية وحزننا، ومن خلال النضال نجد عمقنا الشخصي والمهني ورضانا في الحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة