7 أخطاء لا يرتكبها الأشخاص الناجحون

إنَّ الطريق إلى القمة ليس ممهداً، بل تتخلله العقبات والانتكاسات؛ لكن عليك ألَّا تستسلم؛ فإن كان للفشل جولة، فللنجاح جولات بالتأكيد؛ لذا نستعرض في هذا المقال مجموعة تجارب فاشلة بلسان رواد أعمال خاضوها شخصياً؛ لعلَّ تجاربهم تلك، تعلِّمك كيف تبلور هويتك في الوقت الحاضر:



1. لم أقُم بما يكفي من الاختبارات:

"تعرضت إلى أكبر إخفاقاتي عندما لم أجرِ الاختبارات بما فيه الكفاية، واتخذت قرارات متسرعة بناء على حدسي، لكنَّ الحدس قد أضلَّني.

لقد أدركت في عام 2009 -بعد أن أمضيت ثلاث سنوات في إدارة شركتي- أنَّه كان عليَّ اختبار السعر الذي فرضته؛ لذا طلبت من فريق التسويق خاصتي إجراء "اختبار تقسيم أ/ب" ( A/B split test)، وتلقيت بعد أسبوع واحد رسالة نصية بخصوص النتيجة، وكان وقع الأمر عليَّ كالصاعقة؛ فقد فرضتُ سعراً أعلى في السنوات الثلاثة السابقة، مما كبدني خسارة قدرها 8 ملايين دولار عدَّاً ونقداً.    

كان هذا درساً قاسياً جداً، وقد علمني أن أجري اختبارات "تقسيم أ/ب" على السعر عند إطلاق نشاط تجاري أو منتج جديد، وقد تبين لي صحة ذلك فيما يتعلق بمجال الأعمال؛ حيث يكون النجاح حليف الشخص الذي يجري اختبارات أولية دقيقة". - "تاي لوبيز" (Tai Lopez)، مستثمر ومستشار للعديد من الشركات التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، والذي بنى إمبراطورية عبر الإنترنت بمئات الملايين.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة لإدارة المشاريع الناشئة وإعداد الميزانيّة المناسبة لها

2. لقد حمَّلت نفسي فوق طاقتها:

"لا تذكِّرني كلمة "فشل" إلَّا بالوقت الذي أرهقت نفسي فيه بين عامي 2009 و 2011، حيث كنت دائماً ما أستثمر في فرص جديدة، حتى استنفذت كل طاقتي في تلك الاستثمارات.

اخترت شركائي بناءً على معايير خاطئة، فقد كانوا بحاجة إلى مزيد من الدعم ورأس المال، واعتقدت أنَّني أهل لهذا الالتزام بالكامل، ورغبت في المشاركة قدر الإمكان؛ ولكن هنا ساءت الأمور، ولم أستطع القيام بدور فاعل كافٍ في كل شراكة لإحداث التأثير المطلوب؛ لكنَّني ازددت حنكةً مع الاستثمارات الأخيرة، وأصبحت أعمل الآن مع أشخاص بمهارات تماثل مهاراتي لأتمكن من تفويضهم بفاعلية أكبر.

لقد كانت أهم الدروس التي تعلمتها أنَّنا يجب أن نتخلى قليلاً عن كبريائنا ونفوِّض بعض الأعمال إلى الآخرين؛ ولا يعني ذلك أنَّ عليك تقبُّل مَواطن ضعفك، بل أن تكون قائداً جيداً تعلم متى تمضي قدماً؛ كما لا تعني إدارة منظمات ضخمة أنَّ عليك أن تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في كل مشروع يُنجَز.

لذا لا تحمِّل نفسك أكثر من طاقتها، فليست كل الأشياء بالأهمية التي نعتقدها؛ لذا علِّم نفسك المضي قدماً، ولا تجعل العمل يأخذ جلَّ اهتمامك، وعندها فقط ستستطيع أن توكِّل غيرك للقيام به وضميرك مرتاح". - "غاري فاينيرشوك" (Gary Vaynerchuk)، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فاينير ميديا (VaynerMedia).

3. لقد كنت مفرط الثقة بالآخرين:

"لطالما وجدت الثقة المفرطة  أعظم نعمي، لكنَّها أمست نقمة أوصلتني إلى أشد انتكاساتي؛ فكان توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب أحد أهم الجوانب التي كنت أجهلها.

لقد كنت مفرط الثقة في الآخرين، وغالباً ما كنت أوظف الأشخاص الذين ألهمهم عملي وقدَّموا أنفسهم على أنَّهم متعهدون أو شركاء قادرون على الارتقاء بالعمل لأعلى المستويات؛ لكنَّ عدم تحليَّ بالصبر لإجراء تقييم أختبر فيه مدى كفاءتهم جعلني أخوض علاقات أخشى عقباها؛ وعندما تحدث الخيبة التي لا مناص منها، كنت أعمل على صقل مهاراتهم وأتغاضى عن التقصير وآمل أن يؤدوا عملهم كما روجوا لأنفسهم.

أنا أدرك الآن ضرورة التريث في التوظيف والاستعجال في طرد المقصرين، في خطة مني لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب؛ لكنَّ جهلي بهذه الأمور جعلني أُغفِل هذه القاعدة سابقاً، وكانت النتيجة انتكاسة استمرت لسنين عدة عجَّت بالمشكلات والاختلاس والكبرياء المجروح، وباءت محاولات الخروج منها بالفشل الذريع مراراً؛ لذا اعتمدت عملية فرز غيرت المقاييس السلوكية والمالية في عملي.

اعلم أنَّ تفكيرك المغلوط أو المنحاز هو سبب الانتكاسات، واحذر من أن تقع في فخ الخداع، وأمعِن التفكير في الدروس الثمينة التي تعلمك إياها الانتكاسات". - "مارك ديفاين" (Mark Divine)، قائد بحرية متقاعد ومؤسس برنامج التمرينات البدنية والرشاقة سيل فيت (SEALFIT).

4. كنت أخشى الفشل:

"لطالما خشيت الفشل الذي قد نشأ لديَّ من خوف أعمق من ألَّا أكون جيداً بما فيه الكفاية وأهلاً للقيام بالعمل، واستغرق مني الأمر ستة أشهر لإنشاء أول برنامج لي على الإنترنت؛ كنت قد أمضيت ساعات أمام شاشة الحاسوب أماطل في العمل نتيجة خوفي من الفشل، وجاء اليوم الذي أطلقت فيه برنامجي؛ لكن شاءت الأقدار أن يفشل فشلاً ذريعاً، ولم يرغب أحد في اقتنائه بعد أن كرست له ساعاتٍ طوال.

عندها أدركت حقيقة أنَّ الفشل هو أكبر معلم، وأنَّ التعلم يمهد الطريق للوصول إلى النجاح الباهر، وآمنت حينها أنَّ الفشل هو الأساس الذي يقوم عليه النجاح؛ فإن كنت تعمل على مشروع ضخم، فكفَّ عن السعي إلى الكمال واعتنق فكرة التقدم اليومي البطيء من خلال الفشل والنجاح، واعلم أنَّ الفشل ليس هو المشكلة أبداً، بل الاستسلام". - "مايكل جونسون" (Michael Johnson)، صاحب شركة "موجو ماستر" (The Mojo Master).

شاهد بالفيديو: 6 نصائح للتخلص من مشاعر الخوف من الفشل

5. لم أكن شخصاً ذو تفكير استراتيجي:

"أنشأت شركتي مع أعز أصدقائي، وتغاضيت عن عدم تطابق مهاراتنا ظناً مني أنَّ علاقتنا ستعلو فوق كل شيء؛ لكن بدا واضحاً لي أنَّ طريقته في خدمة العملاء لم تتناسب مع معدل ما تقاضيته منهم، لكنَّني أردت لعلاقتنا أن تستمر أطول؛ مما كلفني مالي ووقتي، ووضع سمعتي على المحك.

علمني ذلك درساً بألَّا اختار الشركاء لأنَّني وجدت فيهم الخيار الأسهل، وأن أكون أكثر استراتيجية ودقة في اختيار واختبار الشركاء المستقبليين؛ لذا اسأل نفسك هذه الأسئلة، ثم باشر عملك بمجرد أن تجيب عنها:

  • هل يقدم لك هذا الشخص أفكاراً توفر عليك الوقت والمال وترتقي بالعمل؟
  • هل ستكلفك هذه الشراكة الكثير لاحقاً؟
  • هل سيفرض عليَّ التقدم تصاعدياً التخلي عن هذه الشراكة في المستقبل؟".

- جوشوا هاريس (Joshua Harris)، مؤسس شركة كوانتوم جامب كونسلتينغ (Quantum Jump Consulting)، والذي بدأ نشاطه التجاري الأول في سن الثانية عشرة، وهو الآن يعلِّم رواد الأعمال كيفية إنشاء شركات التسويق الرقمي وتنميتها.

إقرأ أيضاً: ما هو التفكير الاستراتيجي؟ ولماذا يحتاجه القادة؟

6. لم أكن أؤمن بنفسي:

"عملت منذ عدة سنوات على قضية اعتقدت أنَّها تفوق قدراتي، فقد كان موكلي على وشك أن يرتكب جنايته الثالثة، وهذا تصرف غبي لن يضر أحداً سواه، وسيكون مصيره السجن المؤبد؛ وقد اعتراني القلق من تبعية هذا الأمر، فوكلت له محامياً ذا خبرة أكبر.

أتذكر نظرة السخرية التي علت وجه المحامي عندما طرحت عليه فكرةً وقال لي أنَّني لن أكون قادرة على تنفيذها، لكن أنبأني حدسي بجدوى هذه الفكرة، وفعلاً نجحت حينها؛ فقد وافقني المدعي العام الرأي أنَّ موكلي كان شخصاً جيداً، ولم يرتكب خطأً يستحق توجيه تهم خطيرة إليه.

إن واجهك موقف على قدر من الصعوبة، تراجع خطوة إلى الوراء وانظر إلى الصورة الشاملة، وثِق أنَّ أحداً لن يبالي بمشروعك وعملائك ويهتم بهم أكثر منك، واعلم هذه الحقيقة عن ظهر قلب كي تمدك بالقوة لتثق بنفسك.

عندما ينتابني شعور داخلي حول قضية ما، أتذكر إحدى القضايا التي كاد ضعف ثقتي بنفسي أن يودع موكلي السجن؛ لذا اعلم أنَّ من حقك استكشاف أفكارك، حتى لو لم تكن معهودة". - "نافيسي نينا حودجات" (Nafisé Nina Hodjat)، مؤسسة ومحامية ومديرة شركة "إس أل إس" (The SLS Firm).

7. لم أجرِ حسابات دقيقة:

"لا تعتقد أبداً أنَّك ستحقق أرباحاً عالية عندما يقوم المشروع أو يتضمن العقد رأس مال كبير، فقد لقَّنتني تجربتي المريرة هذا الدرس القاسي.

أذكر عندها كم تحمست لفكرة تأسيس مشروع في مدينة نيويورك اعتقدت أنَّه سيدرُّ عليَّ الملايين، لكنَّنا أنجزنا العمل وتكبدنا خسارة قدرها 300 ألف دولار؛ وذلك بسبب أنَّني لم أولي اهتماماً كافياً للاستقصاء بدقة عن المبالغ المالية في المشروع.

يكمن المغزى من هذه القصة في ألَّا نتطلع دائماً إلى المشاريع الكبيرة ظناً منا أنَّها تدر علينا ربحاً أكبر دون معرفة حجم المبالغ التي يجب أن نضعها فيها؛ لذا دع العناد جانباً وإلَّا ستخسر المال دون أن تشعر". - "ستيف جريجز" (Steve Griggs)، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ستيف غريجز ديزاين" (Steve Griggs Design)؛ وهو مصمم الحدائق العامة والمنزلية وحدائق الأسطح الأشهر في مدينة نيويورك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة