7 أخطاء تسلب منك سعادتك

بصفتي معالِجة نفسية لرواد الأعمال، أعمل مع أشخاص معروفين يبحثون عن الحرية والسعادة، إنَّهم يسيرون وفق أسلوبهم الخاص، وقد توصلوا إلى استراتيجيات مبتكرة ليكونوا أسياد مصائرهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة آنجل كرنوف (Angel Chernoff)، وتُقدِّم لنا فيه 7 أخطاء تسلب منا سعادتنا.

حتى إذا كنت لا تدير عملك الخاص (حتى الآن)، يمكنك تبني عقلية ريادية لمساعدتك على أن تصبح أكثر تركيزاً، وأكثر سعادة ومحرَّراً من القيود غير المرغوب فيها في النهاية.

مع ذلك، فإنَّ الخطوة الأولى هي إصلاح الأخطاء الصغيرة التي كانت تعوقك وتسرق طاقتك وسعادتك لفترة طويلة جداً.

دعنا ننظر إلى سبعة من هذه الأخطاء وبعض الطرائق للعودة إلى المسار الصحيح:

1. تجاهُل ما يمكنك التحكم به:

ستصبح الحرية والقوة مِلكَكَ في اللحظة التي تبدأ فيها برؤية نفسك بأنَّك السبب في كل ما يحدث معك؛ فأفكارك وسلوكاتك تصنع واقعك، وكل خطوة تتخذها هي خطوة هامة، فأنت مسؤول عن تفكيرك، مما يعني أنَّك مسؤول عن أفعالك ونتائجك أيضاً.

ما تركِّز عليه وتستثمر الطاقة فيه كل يوم سيحدد النتائج التي تحققها في الحياة، وإنَّ تقبُّل هذا المبدأ هو سر التحكم بمصيرك، وفي بعض الأحيان سيحدث شيئاً خارجاً عن إرادتك، لكن سيؤدي التماشي معه، بدلاً من أن تكون ضده، إلى أفضل النتائج الممكنة، وبعبارة أخرى، لا يهم ما يحدث لك، لكن الطريقة التي تستجيب فيها لما يحدث هو أكثر ما يهم.

لذلك بصرف النظر عما يحدث، كن هادفاً وابذل قصارى جهدك، فلن تستمتع بحياتك إذا لم تستمتع بتحدياتك، وعندما تسوء الأمور، بدلاً من إلقاء اللوم على العالم، اسأل نفسك: "ما الذي يمكنني تعلُّمه من هذا الأمر؟"، و"ما هي أفضل خطوة يمكنني اتخاذها من هنا؟"، فكِّر بهذه الطريقة وستضمَن نموك الشخصي.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مثبتة علمياً لتشعر بالسعادة

2. القلق بشأن ما لا يمكنك التحكم به:

يمكنك التحكم بكثير من الأمور في حياتك، لكن في بعض الأحيان يعني العثور على الحرية الحقيقية معرفة ما لا يمكنك تغييره مطلقاً، أو فهم القيود التي يجب عليك تجاوزها لتكوين الحياة التي تريدها.

يُعرَف رواد الأعمال بكونهم مبتكرين، وهذا كله يتعلق بإيجاد طرائق إبداعية للتغلب على القيود، وعندما يحدث هذا، سيصبح المستحيل ممكناً.

"القيود تلهم الإبداع" هي عقيدة مؤسس تطبيق تويتر (Twitter) جاك دورسي (Jack Dorsey)؛ إذ يتعلق العثور على الحرية من خلال القيود بتقبل الأشياء التي لا يمكنك تغييرها، ثم إيجاد طرائق إبداعية للتغلب على هذه العقبات.

قد تكون في حاجة ماسة إلى جني المال لدفع فواتيرك - دعنا نسمي ذلك "قيداً" - لكن يمكنك أن تكون مبدعاً في الطريقة التي تجني بها هذه الأموال، وإذا كنت ستصبح حراً تماماً وسعيداً بمسار حياتك الذي اخترته، فلا داعي للقلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها (أي الحاجة إلى المال)، حتى تتمكن من تركيز جهودك الإبداعية على ما يمكنك التحكم به (أي مصدر الدخل الذي تختار إنشاءه).

3. الاعتقاد بصحة تعريف شخص آخر للنجاح:

حدد النجاح لنفسك، فلا تحتاج إلى أن ترقى إلى مستوى معايير الآخرين، ويكمن السبب النفسي لمعظم تعاسة الناس في سعيهم الدائم إلى الحصول على استحسان الآخرين، والذي يحدث عندما تحاول قياس قيمتك الذاتية بناءً على آراء الآخرين.

لا يهم ما يعتقده الآخرون؛ بل ما تعتقده عن نفسك هو ما يهم، فأنت فقط من يقرر نوع الحياة التي تريد أن تعيشها، وتذكَّر أنَّ أهداف الآخرين وتوقعاتهم لا تهم على الأمد الطويل.

عندما تصبح "سيد مصيرك"، عليك أن تختار ما هو هذا المصير، فقد ترغب في أسلوب حياة ساحر، أو قد ترغب في السلام والهدوء والأمان فقط، وعلى أية حال، من الجيد أنَّ جميع البشر على هذا الكوكب لا يريدون الشيء نفسه بالضبط في الحياة؛ لذا حدِّد ما يتوق إليه قلبك حقاً والتزم بالعيش من أجل ذلك، ودَع حدسك يرشدك.

4. افتراض أنَّه يجب عليك تقبُّل كل شيء كما هو:

من الضروري أن تكون واضحاً وصارماً بشأن ما لن تقبله في حياتك، إنَّني أقابل معظم رواد الأعمال الناجحين، ويجمع بين الأشخاص الأسعد والأكثر ثقافةً شيء واحد، وهو أنَّهم يعرفون ما لا يريدونه، ولا يتحملون أيَّ شيء إذا لم يجب عليهم ذلك.

حان الوقت لكي تبدأ في أن تكون حاسماً بشأن ما تريده في حياتك؛ أي مع من تريد قضاء الوقت، وما هو نوع المعلومات التي تريد أن تملأ عقلك بها، وما هو نوع البيئة التي تريد أن تكون فيها.

عليك أن تحدد المعايير التي ستضعها لنفسك، ثم تفرضها بعد ذلك، وإذا قبلت بأي شيء يفرضه الآخرون عليك، فلن تعرف قيمتك أبداً؛ لذا أحِب نفسك واحترمها بما يكفي، فلا تدني مستوى معاييرك لأسباب خاطئة.

5. الاستسلام بمجرد أن تصبح الأمور صعبة:

عندما تصغي إلى الحدس وتلتزم بمسار حياة فريد من نوعه بالنسبة إلى رغباتك، فعلى الأرجح ستختار المسار الذي لا يُختار عادةً، وهذا يعني أنَّه ستكون في طريقك عقبات كبيرة في بعض الأحيان، فقد يبدو من المستحيل الاستمرار، لكن يجب أن تثابر، وأن تتخذ خطوة أخرى دائماً.

تختبر الحياة مستوى التزامنا باستمرار، وتخبِّئ أعظم مكافآت الحياة لأولئك الذين يُظهرون التزاماً لا ينتهي بالمُضي قُدماً حتى في الأوقات الصعبة.

ما تفعله عندما تصبح الأمور صعبة أهم بكثير مما تفعله عندما يسير كل شيء بسلاسة، والطريقة التي تستجيب بها للأوقات الصعبة هي التي تمنحك الحرية والسعادة الحقيقية غير المقيدة؛ لذا تذكَّر أنَّ روحك "لا تُقهر".

6. أخذ نفسك والآخرين والحياة بجدية كبيرة:

هل سبق لك أن قابلت شخصاً بدا متوتراً لدرجة أنَّه كان على وشك الانفجار - كما لو أنَّ كل شيء صغير يحدث له كان مصدر قلق كبيراً؟ لا تكن ذلك الشخص، ولا تأخذ نفسك وكل ما تصادفه بجدية كبيرة، فبعض الأشياء في الحياة - مثل حريتك الشخصية وسلامتك وأحبائك - هامة حقاً، لكن معظم ظروف الحياة (خاصة المشكلات) عابرة وغير هامة في المخطط الكبير للأشياء.

يُعَدُّ عدم القلق بشأن الأشياء الصغيرة خطوة هامة على طريق الحرية والسعادة، فالحياة مجرد تجربة، فحتى بعد أن تنجز أهدافك، لن تستمتع بها حتى، وكما قال زوجي في إحدى مقالاته الأخيرة: "عش ببساطة، وأحب بسخاء، وتحدَّث بصدق، واعمل بجد، ثم اسمح لما هو مقدَّر له أن يحدث بأن يحدث".

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

7. اللجوء إلى الصداقات التي لا ترفع من معنوياتك:

ابحث عن أشخاص آخرين "يفهمونك" حقاً، قد تكون قبطان سفينتك الخاصة، لكن يجب ألا يكون المحيط مكاناً موحشاً، فمن شبه المستحيل أن تنجح أو تجد الحرية والسعادة عندما تكون منعزلاً تماماً، دائماً ما يحيط أذكى رواد الأعمال أنفسهم بالأشخاص المناسبين، ويجب عليك أن تفعل الشيء نفسه.

بدلاً من التواصل مع الأشخاص لمجرد أنَّهم يعيشون في المنزل المجاور لمنزلك، أو يعملون في المكتب نفسه، أو أي شيء آخر، ابدأ في البحث عن أصدقاء يتواصلون معك على مستوى أعمق؛ أي هل يملكون قيمك نفسها؟ وهل يعتنقون مبادئك نفسها؟ وهل يقدرون الحرية والحب والوفاء؟

خلاصة القول هي: يمنحك رفض الأشخاص الخاطئين الوقت والموارد اللازمة لتقول "نعم" للأشخاص والفرص المناسبة في الحياة.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الأشخاص السامين في حياتك؟

في الختام:

تقدِّم الحلول لهذه الأخطاء السبعة الشائعة نظرة عامة لما يلزم لتكون مفكِّراً حراً وروحاً أكثر سعادة وثقافة، ويجسد معظم رواد الأعمال هذه القيم، لكن نقطتي الرئيسة هي أنَّك بصرف النظر عن هويتك، وما تفعله حالياً من أجل لقمة العيش، يمكنك التفكير بهذه الطريقة أيضاً.




مقالات مرتبطة