7 أخطاء تدمر الطفولة

يعيش الأطفال طفولتهم مرة واحدة لا تتكرر، وإنَّه لمن المدهش كيف تؤثر السنوات الأولى من عمر الإنسان في حياته المستقبلية؛ فنحن البالغون نفكر في كل ما قُدِّم لنا في مرحلة الطفولة، ونحلله، ونتأمل في جيده وسيئه.



يتحمل الأهل مسؤولية حماية طفلهم من التعرض إلى أمور سيئة يمكن تفاديها خلال فترة الطفولة؛ وفي حين أنَّنا لا نستطيع تجنب حدوث كل ما هو سيئ، كموت أحد الوالدين أو التعرض إلى إحدى الأمراض الموهنة؛ لكن هناك بعض الأمور التي نستطيع تفاديها.

لذا، يتحمل الوالدان أو الشخص الذي يرعى الطفل مسؤولية مساعدته على تجنب هذه العوامل المدمرة لمستقبله، والتي تصيب الكثير من الأشخاص في طفولتهم:

1. التعامل مع الطفل كما لو كان راشداً:

هناك آباء يعاملون أبناءهم كأنَّهم أشخاص راشدون، لكنَّهم أطفال في نهاية المطاف، ويفتقرون إلى المَلكات التي يتميز بها الكبار، كتحليل المعلومات أو التفكير النظري؛ فأدمغة الأطفال ليست ناضجة بالكامل، وكذلك عواطفهم.

إنَّه لمن غير المنطقي أن يتوقع الآباء أو البالغون من الطفل أن يكون كالإنسان البالغ في أي شيء؛ إذ من السخف أن تصطحب طفلك إلى مطعم فاخر، ثم تستاء منه لأنَّه تصرَّف مثلما يتصرف الأطفال الذين في مثل سنه.

ينبغي ألَّا تتوقع أن تكون تصرفات طفلك أكبر من سنِّه؛ ذلك لأنَّك ستُحبَط في كل مرة؛ ويكمن الحل في ألَّا تصطحبه إلى أماكن تعلم أنَّ تصرفاته لن تُقبَل فيها، ولن يتحملها أحد.

على سبيل المثال: إذا كان عليك أن تخرج في رحلة على متن طائرة، فجهز ما ترفِّه به عن الطفل من الألعاب ومقاطع الفيديو المناسبة لعمره، وتوقع منه أن يتصرف مثلما يتصرف الأطفال الذين في مثل سنِّه؛ فعندما يكون عمره سنتين، فستكون تصرفاته حتماً كطفل في عمر السنتين؛ لذا تقبَّل ذلك، ودعه يعيش طفولته.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعد على تكوين شخصيّة الطفل السليمة

2. إلزامه بالعمل فوق طاقته:

تُستنزَف طاقة الكثير من الأطفال قبل بلوغهم المرحلة الجامعية حتى؛ حيث يقع على عاتق الكثير منهم كمٌّ هائل من المهمات والواجبات المدرسية والأعمال أسبوعياً.

لقد وصل بنا الحال إلى أن نجبر الأطفال على الذهاب إلى المدرسة طوال اليوم، ثم نلزمهم بممارسة النشاطات أو الرياضة لعدة ساعات بعد المدرسة يومياً، ثم قضاء ساعات في أداء واجباتهم المدرسية؛ بحيث لا يتبقى لديهم أي وقت ليعيشوا فيه طفولتهم، إذ يقع على عاتقهم الكثير من الضغوطات، ويحاولون إنجاز جميع المهمات التي تكتظ بها جداولهم؛ لذلك علينا أن نعيد التفكير في كمية النشاطات التي نثقل بها كاهل أطفالنا.

يبدأ العديد من الأطفال هذه الأيام بممارسة الأنشطة منذ ولادتهم؛ بدءاً من دروس الموسيقا، إلى الأنشطة الرياضية للأطفال في سن الحبو، وألعاب حفظ التواريخ، وتعلُّم لغة الإشارة؛ فينجزون الكثير من المهمات، ويُفرَض عليهم بذل جهود كبيرة؛ لكن في الحقيقة، لديهم الحياة بأكملها ليخوضوا في مضاميرها، والطفولة هي المرحلة التي يحتاجون فيها إلى مزيد من الراحة بينما تنمو أجسامهم وعقولهم.

إنَّه لمن الرائع أن نحفَِّز العقول والأجسام لتنمو وتنضج، وقد أصبح من اليسير علينا أن نطلب من الأطفال إنجاز مهمات تفوق طاقتهم؛ لكن يحتاج الأطفال إلى الوقت الكافي ليلعبوا بحرية، ولنفسح المجال لخيالهم حتى يزدهر.

يكمن الجزء الهام الذي يسهم في نموهم في منحهم الوقت الكافي ليبدعوا، ويمارسوا ألعاباً يتقمصون فيها شخصيات الآخرين، ويُعمِلوا مخيلاتهم؛ لكن عندما نضغط على الأطفال بالكثير من الأنشطة حتى لا يبقى لديهم متسع للعب، ستتهاوى هذه الأنشطة وتصبح بلا جدوى.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعد الطفل على تنظيم وقته بين الدراسة واللعب

إنَّ الحدَّ من الوقت المخصص للعب الطفل بسبب الأنشطة المفرطة المضمَّنة في جدول مهماته من شأنه أن يؤثر سلباً في نموه.

تشرح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بوضوح أهمية اللعب، حيث تقول: "اللعب ضروري لنمو الطفل؛ ذلك لأنَّه يعزز الصحة المعرفية والبدنية والاجتماعية والعاطفية للأطفال والشباب".

شاهد بالفديو: 18 طريقة تجعل تربية الأطفال سهلة

3. الإيذاء البدني أو العاطفي:

ليس لدينا شك بالأذى الذي تلحقه الإساءة الجسدية بالأطفال، إلَّا أنَّ الإساءة العاطفية لا تقل ضرراً عن ذلك، بل لا يدرك بعض الآباء حتى أنَّهم يتسببون بأذى عاطفي لطفلهم.

إنَّ لكلماتنا وقع قوي؛ فعندما ننطق بكلمة، لن نستطيع التراجع عنها بعد ذلك؛ فهي تقع في صميم الطفل لكونها قد صدرت عن والديه، فكلمات الأبوين هي أكثر الكلمات تأثيراً في الطفل؛ لذا انتقِ كلماتك بحذر؛ وإن أردت توجيه طفلك، فانتقد تصرفاته ولا تنتقد شخصيته.

4. أن تتوقع من طفلك أن يُحسن التعامل مع مشكلات البالغين:

لا تتوقع من طفلك أن يتحمل عواقب مشكلاتك، فمن واجب الآباء حماية أطفالهم من مشكلات الكبار؛ إذ ينبغي ألَّا يتعرض الطفل إلى مشكلات مثل إدمان الكحول، وتعاطي المخدرات والإدمان عليها.

لعلَّ أكثر الحالات التي يتسبب بها الآباء بالضرر لأطفالهم هي حالات الطلاق؛ فعندما يحاول أحد الوالدين تحريض طفله على الطرف الآخر، فإنَّه يعرِّضه إلى ضغط نفسي كبير، وإلى أذية عاطفية.

إن كنت قد انفصلت عن شريكك، فلا تتحدث بسوء عنه أمام طفلك؛ ذلك لأنَّ الطفل سيتبنَّى هذه العبارات.

إقرأ أيضاً: نصائح تربوية لتنمية شخصية طفلك وتطويرها

5. أن تضغط عليه لينجح:

قد أصبحت ضغوطات تحقيق النجاح كبيرة جداً هذه الأيام؛ فأن يطمح الآباء إلى أن يبذل أبناؤهم أفضل ما عندهم شيء، وأن يطمحوا إلى أن يكون أبناؤهم أفضل الناس شيء آخر.

سيكون هناك دائماً شخص أفضل مهما كان العمل الذي يقوم به طفلك؛ لذا دعه يبذل ما بوسعه بإرادته الخاصة، فهناك فارق كبير بين أن تشجع طفلك وأن تضغط عليه، فأدرك هذا الاختلاف لتكون أول داعم له.

يقول باحثون نفسيون أنَّ الضغط على طفلك ليحقق النجاح يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية؛ فعندما يفرط الآباء في التركيز على أداء أطفالهم، ستنخفض قدرة الأطفال على تنمية دوافعهم الخاصة التي يدوم أثرها؛ لذا بدل أن تضغط عليه، شجعه؛ ذلك لأنَّ الضغط على طفلك لينجح سيحبط نجاحاته.

6. العزلة الاجتماعية:

يحتاج الأطفال إلى مخالطة أطفال آخرين، ويمكن لتواجده مع البالغين وتفاعله معهم فقط أن يلحق الضرر بقدرته على التفاعل مع أقرانه في المستقبل؛ لذا لا بد أن يخالط أطفالاً آخرين في مثل سنه بانتظام ليطور سلوكات اجتماعية جيدة.

تُعَدُّ السنوات الأولى من حياة الطفل من أهم الأوقات التي يحتاج فيها إلى مخالطة أطفال آخرين، حيث إنَّها ستؤثر لاحقاً في قدرته على الانخراط في المجتمع.

يشير بحث أجراه موقع "موسوعة الطفل" (Child Encylopedia) أنَّ للأقران دور هام في حياة الطفل في مرحلة مبكرة من النمو أكثر ممَّا نتصور؛ إذ إنَّ للخبرات المكتسبة في أول عامين أو ثلاثة أعوام من حياة الطفل أثر كبير في تقبُّل زملائه له في الحضانة والسنوات الدراسية اللاحقة، حيث يحظى الأطفال الذين يتعاملون بكفاءة مع أقرانهم منذ الصغر وأولئك الذين يتمتعون بسلوكات اجتماعية بقبول الأقران أكثر من غيرهم.

ساعد أطفالك في وقت مبكر من حياتهم من خلال تخصيص وقت ليلعبوا فيه مع أطفال آخرين في مثل سنِّهم، حيث يعتمد تطورهم على نحو سليم على تفاعلهم هذا مع أقرانهم.

شاهد بالفديو: 10 طرق لتعزيز ثقة الطفل بنفسه

7. القدوة السيئة:

أن يعايش الأطفال قدوة إيجابية أمر بالغ الأهمية؛ فإن كانت قدوة الطفل تدمن المخدرات والكحول، فسيعتقد أنَّ هذا السلوك مقبول أو حتى محمود.

الآباء هم أعظم قدوة للطفل، سواء شاؤوا ذلك أم لا؛ فهل تستحق تصرفاتك أن تنال إعجاب طفلك؟ وهل ترغب حقاً في أن يكرر طفلك سلوكك؟

تنصُّ الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين على ما يأتي: "إنَّ القدوة هو شخص يتخذه الناس مثالاً لتأثيره في الآخرين، وأبرز قدوة للأطفال هم آباؤئهم ومقدمو الرعاية.

يبحث الأطفال عن نماذج عدة ليتخذوها قدوة لهم، وتساعدهم في تشكيل سلوكهم في المدرسة أو علاقاتهم مع الآخرين، أو عند اتخاذ قرارات صعبة؛ لذا كن نموذجاً جيداً لطفلك، فهو يراقب جميع تصرفاتك.

شاهد: أخطاء في تربية الطفل

المصدر




مقالات مرتبطة