وتشير السلوكات الخفية، التي بالكاد يمكن ملاحظتها، إلى أنَّهم ليسوا مستعدِّين تماماً للتخلِّي عن شبابهم بعد، وإنَّه لأمر رائع حقاً، كيف يمكن لهذه العلامات الخفيَّة أن تكشف كثيراً من الأمور عنهم، إليك:
7 سلوكات خفيَّة يمارسها الأشخاص الذين ينكرون تقدُّمهم في السِّنِّ
1. الهَوَس المفاجئ باللياقة البدنية
لا يعني التقدم في العمر أنَّك لا تستطيع أن تكون لائقاً بدنياً، ولكن بالنسبة إلى بعضهم، يثير الخوف من الشيخوخة اهتماماً مفاجئاً وكبيراً باللياقة البدنية، فلا يتعلق الأمر بالحفاظ على الصحة فحسب؛ بل بإثبات أنَّهم لا يشيخون، فممارسة التمرينات الرياضية بانتظام أمر رائع، فهي تُبقيك بصحة جيِّدة ويمكن أن تبطِّئ عملية الشيخوخة، ولكن عندما تتحول إلى هَوَس، فهذه علامة على الإنكار، فمن المألوف أن ترى شخصاً في الخمسين أو الستين من عمره يمارس التمرينات الرياضية في صالة الألعاب الرياضية ممارسةً أكبر من الأشخاص الذين في نصف عمره، أو فجأة يقرر المشاركة في ماراثون دون أي اهتمام سابق بالجري، لذا إذا وجدت أنَّ صديقك، الذي لم يكن يفوِّت أبداً برنامجه التلفزيوني المفضَّل، يفوِّت الآن بعض الحلقات؛ لأنَّه يشارك في فصل لياقة بدنية أو يخرج للجري، فهو على الأرجح في حالة صراع مع عمره.
2. مواكبة أحدث التوجهات
قد يلاحظ بعضهم أنَّ أصدقاءهم الذين كانوا يفضِّلون ارتداء الملابس البسيطة وغير اللافتة للنظر، يغيِّرون أسلوبهم فجأة مع تقدمهم في العمر، فتراهم يختارون الملابس العصرية والمصمَّمة للشباب كأنَّهم يحاولون الاندماج مع الجيل الأصغر، وإنَّهم في الخمسينيات من عمرهم، ولكنَّهم يرتدون ملابس كما لو كانوا في العشرينيات، ولا يتعلق الأمر بالأناقة أو مواكبة العصر؛ بل هي طريقة لإنكار حقيقة تقدُّمهم في السِّنِّ.
لا يقتصر الأمر على الموضة فحسب، بل قد يمتد إلى اهتمامهم بالأجهزة التقنية الحديثة ومصطلحات الجيل الجديد، وإنَّها محاولة يائسة للتشبُّث بشبابهم بالانغماس في ثقافة الأجيال الأصغر، لذا عندما تلاحظ شخصاً تجاوَزَ مرحلة شبابه، ولكنَّه يحاول جاهداً مواكبة أحدث التوجُّهات، فقد يكون ذلك مؤشراً على إنكاره لتقدُّمه في السِّنِّ.
3. شدة المنافسة
المنافسة أمر صحي يحفِّزنا على التحسُّن وتحقيق أهدافنا، ولكن عندما يتعلَّق الأمر بإنكار العمر، فهذا شأن آخر، فقد يصبح الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تقبُّل تقدُّمهم في السِّنِّ شديدي التنافس، خاصة مع الأفراد الأصغر سنَّاً، فهُم يحاولون إثبات أنَّهم ما زالوا قادرين على المنافسة، سواء في العمل أم في الرياضة أم حتى في المواقف الاجتماعية.
وجدت إحدى الدراسات أنَّ شغف الناس بالمنافسة يتضاءل مع تقدمهم في العمر، فيفضِّلون التعاون على المنافسة، لذا عندما يتحدَّى شخص ما هذه الحقيقة ويُظهر رغبة شديدة في المنافسة مع تقدُّمه في السِّنِّ، فقد يكون ذلك علامة خفيَّة على إنكار العمر، فليست المنافسة هي المشكلة؛ بل الحاجة المستميتة للفوز بأي ثمن، خاصة في مواجهة المنافسين الأصغر سنَّاً، هي ما تشير إلى أنَّهم غير متصالحين مع تقدمهم في العمر.
شاهد بالفديو: 6 عادات يوميّة تجعلك تبدو أكبر من عمرك الحقيقي
4. التهرب من الحديث عن العمر
عندما تأخذ المحادثة منعطفاً صعباً عند طرح موضوع العمر، فهذه علامة خفيَّة على أنَّ شخصاً ما قد لا يكون مستعداً تماماً لقبول عمره، ويتجنَّب بعض الأشخاص الذين ينكرون التقدُّم في السِّنِّ أية مناقشات تتعلق بالعمر، وقد يغيِّرون الموضوع عندما يأتي ذكر عيد ميلادهم، أو يتَّخذون موقفاً دفاعياً عندما يتحدث شخص ما عن التغييرات المرتبطة بالعمر.
لا يتعلق الأمر بالشعور بعدم الارتياح فحسب؛ بل هو علامة واضحة على أنَّهم لا يريدون مواجهة الواقع، ويبدو الأمر كما لو أنَّهم يوقفون الزمن عندما يتجاهلون الموضوع، لذا، في المرة القادمة التي تلاحظ فيها شخصاً يتهرب من المحادثات المتعلقة بالعمر، اعلَمْ أنَّ الأمر قد يكون أكثر من مجرد عدم ارتياح، فقد يكون علامة خفيَّة على أنَّه ينكر تقدُّمه في السِّنِّ.
5. مقاومة تغييرات نمط الحياة
مع تقدُّمنا في العمر، من الطبيعي أن يتطوَّر أسلوب حياتنا، فقد تتحول السهرات حتى وقت متأخر من الليل إلى أمسيات مريحة في المنزل، وقد تتحول التدريبات المُجهِدة إلى تمرينات خفيفة، ولكن بالنسبة إلى أولئك الذين ينكرون تقدُّمهم في العمر، قد يكون من الصعب قبول هذه التحولات الطبيعية، وإنَّهم يقاومون هذه التغييرات، ويُصرُّون على عيش الحياة بالوتيرة نفسها التي كانوا يعيشون بها في سنوات شبابهم، ولا يتعلَّق الأمر برفض التكيُّف؛ بل بمقاومة فكرة تقدُّمهم في السِّنِّ، وإنَّها طريقة للتمسك بشبابهم، حتى عندما لا يكون ذلك في مصلحتهم، وإنَّها علامة خفيَّة، ولكنَّها تشير إلى إنكار العمر.
6. إجراء تغييرات جذرية على المظهر
مع تقدُّم العمر، قد نجد أنفسنا أمام خيار إجراء تغييرات جذرية على مظهرنا، فقد تظهر التجاعيد فجأة، أو يشتعل الرأس شيباً، ففي هذه اللحظات، قد نشعر برغبة في محاربة علامات الشيخوخة وإخفائها والتظاهر بأنَّها غير موجودة، وإنَّها استجابة شائعة، فيلجأ عدد من الأشخاص الذين ينكرون تقدُّمهم في السِّنِّ إلى إجراء تغييرات جذرية على مظهرهم، سواء بالجراحة التجميلية أم بتغيير لون الشعر تغييراً جذرياً، وهذه التغييرات ليست بالضرورة سيِّئة، ولكن عندما نُقدِم عليها بدافع الخوف من الشيخوخة لا بدافع الرغبة في التغيير، فإنَّها تصبح علامة خفيَّة على إنكار العمر.
7. الاندفاع
غالباً ما يرتبط الاندفاع بالشباب، فقد تؤدي فكرة "عيش اللحظة الحالية" و"اغتنام اليوم" في بعض الأحيان إلى اتخاذ قرارات عفوية ومتسرِّعة، ولكن مع تقدُّمنا في العمر، عادة ما نصبح أَوعى وأقل ميلاً للتصرف بناءً على نزوة، ولهذا السبب عندما يبدأ شخص ما في اتخاذ قرارات متسرعة مع تقدُّمه في السِّنِّ، فقد يكون ذلك علامة على إنكار العمر.
سواء أكان الأمر يتعلق برغبة مفاجئة في القفز بالمظلة، أم بشراء سيارة رياضية غير عملية لمجرد نزوة، أم بحجز رحلة في اللحظة الأخيرة إلى بلد أجنبي، فإنَّ هذه التصرفات المتسرعة يمكن أن تكون محاولة لاستعادة عفوية الشباب.
في الختام
ربَّما من الصعب قبول أنَّنا نتقدَّم في السِّنِّ، فهذا يذكِّرنا بأنَّنا لسنا خالدين، وأنَّ الزمن يمضي سواء أحببنا ذلك أم لا، وغالباً ما يتجلَّى هذا الصراع بطرائق خفية، مثل الإحجام عن الاحتفال بأعياد الميلاد، أو تجنُّب المحادثات المتعلقة بالعمر، أو الإصرار على عيش الحياة بوتيرة سنوات الشباب نفسها، وإنَّها معركة داخلية عميقة، وقد يكون من الصعب مواجهتها، ولكن اكتشاف هذه العلامات في أنفسنا أو في الآخرين هو الخطوة الأولى نحو رؤية الجمال والحكمة التي تأتي مع تقدُّم العمر.
أضف تعليقاً