السر الرابع: تعلّم من أعماق نفسك، تعلّم بإتقان
تستطيع الاستفادة من مقولة المدرّب العالمي "توني روبنز": "التكرار أساس كلّ المهارات". لكي تكون عظيماً في أمرٍ ما، تحتاج لأن تكرره عدداً غير محددٍ من المرات.
يحدث ذلك من خلال توجيه الطالب إلى ممارسة عملية التكرار عند مراجعة الدروس، وإعادة ما أخذه في الحصة وتدوين الملاحظات الهامة، وإشراك الحواس والمشاعر عند تكرار الجمل والعبارات. امنحه الوقت والقدرة على التركيز، وسيجد ثمرة ذلك في وقتٍ قصير. هذا هو معنى التعلّم بعمقٍ وإتقان.
وهو تماماً ما يحدث مع الطفل في كلّ ما يتعلّمه في الصغر من كثرة التكرار يومياً -من قبل والديه أو مجتمعه المحيط به- وذلك مع وجود الأخطاء والتحديات. ومع التكرار يصل إلى الهدف، ولا يعتمد مدّة التعلّم على الوقت؛ بل على الصبر والجهد المبذول.
والتعليم التقليدي حالةٌ معاكسةٌ تماماً لما قلناه؛ إذ يعتمد على سرعة الانتهاء من المناهج المقرّرة، فتجد العمليّة التعليميّة نفسها في سباقٍ مع الزمن، وهذا ينعكس سلباً على مستوى الطالب.
ومن خلال تطبيقك للسرّ الرابع عند التحدّث باللغة العربية، فأنت لا تحتاج إلى تذكر الكلمات الجديدة التي حفظتها، ولا القواعد التي أخذتها؛ بل ستجد أن اللغة العربية تأتي معك تلقائياً بمجرد أن تبدأ بالحديث بها.
شاهد بالفيديو: حقائق ومعلومات قد لا تعرفونها عن اللغة العربية
السر الخامس: تَعَلُّم وتطبيق وممارسة قواعد اللغة العربية من القصص القصيرة
يجعلك هذا السر تصب جُلَّ تركيزك على أحداث القصص القصيرة الممتعة –التي تتخللها قواعد اللغة العربية واستخداماتها– التي تتجه نحو اللاوعي بكلّ انسيابيّة، ومن دون جهدٍ ولا تركيزٍ من قِبَلِك. وبمجرد تكرار سماع القصص وممارسة ما تعلمته والبدء بالتحدث؛ تأتيك القواعد تلقائياً وتجد نفسك في تطوّرٍ واضحٍ وملموس.
على سبيل المثال؛ كمعلّم –عند اختيارك لأيّ موضوعٍ من موضوعات قواعد اللغة العربية– اجعل جميع استخدامات هذا الموضوع يصبُّ في سرد قصّةٍ قصيرةٍ ممتعةٍ تحاكي الواقع وتتكوّن من جُمَلٍ وعبارات فيها كلمات جديدة بسيطة صالحة للاستخدام اليومي؛ ذلك ليتسنى للطالب تكرارها وممارستها على الفور.
هل تريد تعليم الطالب قواعد الزمن الماضي في اللغة العربية؟ فجهز إذاً قصة تتكلّم عن الزمن الماضي بجميع استخداماته وطرائقه، وهكذا في جميع موضوعات قواعد اللغة العربية. وكذلك اجعل نفس القصّة السابقة بالزمن المضارع، وهكذا دواليك.
بالإضافة إلى تطبيق الأسرار في هذه القصص؛ يتعلّم الطالب كلمات وجُمَلاً جديدة، ويطبق القواعد تطبيقاً صحيحاً ومباشراً بحيث تصبُّ في مصلحة تعلم وممارسة اللغة العربية. ومع التكرار المستمر، تكون التلقائية حَلِيفُ الطالب عند التحدث بها بعد برهةٍ من الزمن.
يتعلّم الطالب مع هذا السر؛ قواعد اللغة العربية واستخدامتها الواقعية، بهدف التحدث بتلقائية دون التكلف في تذكر الكلمات أو القواعد. وسيكون بعد ذلك قادراً في المراحل المتقدمة على التخصص بعمقٍ في دقائق العلم اختيارياً.
كلّ ما تحتاجه في هذا السر تحفيز الطالب عبر تكرار سماع القصص الممتعة بلغةٍ عربيةٍ مبسّطةٍ تحاكي الحياة اليومية. حيث يكون الطالب في قمّة الحيويّة والنشاط، من دون التركيز على نوع القاعدة أو الكلمات الجديدة؛ بل يكفي فهم القصة في سياقها وتكرارها فقط، وذلك لتكون اللغة تسير معه في كلّ مكان، ويعيشها بشعوره وأحاسيسه فتكون جزءاً منه.
السر السادس: اختيار اللغة البسيطة لكي يستوعب الطالب جلَّ ما يتعلم
جميلٌ أن تجعل الطالب متحفزاً لتعلّم اللغة العربية؛ وذلك باتخاذ أسلوب التدرج منهجاً لك، فتراعي بذلك فوارق المستويات بين الطلاب.
وهنا نتحدث عن المبتدئين أو من تعلموا سابقاً ولم يلاحظوا أيّ تقدّمٍ في مستوياتهم، فحريّاً بك أن تبدأ معهم بالمستويات البسيطة التي تُرَغّبُهُم وتُحَفّزُهُم لتعلّم اللغة العربية.
يُنصحُ بالبُعدُ عَن اختيار القصص التي تحتوي على الكلمات والقواعد الصعبة التي لا تناسب إلا المستويات المتقدمة. ومن الأفضل اختيار الكلمات والقواعد السهلة والدارجة على ألسنة الناطقين بها؛ والتي يتحدثها ويفهمها الجميع. إذ يتحفز الطالب بالتعلم والمداومة عليها، ويشعر بالانتماء لها. وبالتدرج، يصل الطالب إلى الهدف المنشود.
أن يتعلّم الطالب اللغة العربية من الأساس بأسهل الطرق الممكنة؛ هو من أهمّ الأساسيات التي تجعله يستطيع التواصل مع جميع الناطقين بها.
فعلى سبيل المثال؛ ركز على القصص الواقعية بكلماتٍ بسيطةٍ سهلةٍ مفهومةٍ للجميع، وقم بتعليم الطالب بعض ثقافات وتقاليد الدول العربية في أثناء عملية التعليم.
ووجه تركيز الطالب نحو الأفكار التي تُطرَح في القصة، وأبعده عن أجواء الدراسة التقليدية، فيعيش بذلك القصص وتفاصيلها؛ وتَتَعَمَّقْ في الوقت عينه مفردات وقواعد اللغة العربية في لاوعيه تلقائياً.
السر السابع: جعل الطالب دائم التفكير بتعلّم اللغة العربية، بحيث يعيشها ويشعر بها
جهّز أسئلة وأجوبة لكلّ درسٍ أو قصّةٍ تسمعه إيَّاها؛ واطرح هذه الأسئلة عليه. هذه الطريقة كفيلةٌ بجعل عقل الطالب دائم التفكير باللغة العربية.
باعتقاد أحد أكبر مدرسي اللغة في العالم الدكتور أي جي هوج؛ أنَّ هذا السر من الأسرار التي لها فاعلية كبيرة لجعل الطالب يتذوق جمال اللغة وذلك لأنَّه يعيشها ويشعر بها ويمارسها بتلقائية.
تسرع هذه الطريقة عملية تعلم اللغة العربية للطالب واتقانها وتذوقها مثل الناطقين بها، فهي مفتاح فهم اللغة العربية بتلقائية دون تكلف ولا ملل.
وعندما نعود لطبيعة التعليم التقليدي القائم الآن، نجد أن أغلبه يعتمد على التلقين فقط، وعدم جعل عقل الطالب يفكر. حيث يعتاد الطالب على ما يُملَى عليه من المعلم، وتكون أسئلة الطالب في أغلبها مما يأخذه من معلمه؛ أو من الكتاب الذي بين يديه فقط.
أما الآن، فعليك أن تجعل الطالب يفكر ويحرك عقله في عملية التعليم المتبادلة بينه وبينك، مع التوجيه والمراقبة المستمرة حتى الاتقان.
وفي الختام:
نبارك لك تخرجك من جامعة الأسرار السبعة لتعلم اللغة العربية، والتحدث بها مثل ناطقيها. والمطلوب منك القيام به الآن هو تطبيق هذه الأسرار، فنجاحها متوقفٌ عليك أنت. وبمجرد البدء بتطبيقها؛ تكون قد وضعت قدمك على الطريق الصحيح لإتقان اللغة العربية والاستمتاع بتعلمها، خلاف ما مضى.
فأنت من يُريد تحقيق هدف التعلم، وأنت من يُريد رؤية نفسهِ يتحدث بطلاقة وتلقائية دون تكلّف أو ملل.
أما الذين تعلموا اللغة العربية بالتعليم التقليدي تعلُّماً تقليدياً، فإن كانوا قد وصلوا إلى هدفه التحدث باللغة العربية بطلاقة مثل الناطقين بها فهنيئاً لهم، وإلا فإنَّ هذه الأسرار هي الحل الأمثل.
أضف تعليقاً