6 نصائح لتنظيم فن الحوار

يعدُّ فن المحادثة مهارةً ضروريةً لكافة جوانب الحياة؛ فمن خلال المحادثة تتعرف إلى مختلف الأشخاص، فمنهم المرشد ورب العمل، وقد يكون موظفاً أو شريكَ حياةٍ وربما صديقاً لك؛ إذ تُعدُّ المحادثات أساساً للعلاقات مع أولئك، وقد يصعب عليك بناء دائرةٍ اجتماعية أو بدء عملٍ تجاريٍ أو التقدم في حياتك المهنية من دونها.



فعندما تبدأ حواراً معيناً، لا ينبغي أن تواجه مشكلةً كبيرةً في الحفاظ على الاستمرارية في حديثك؛ ولكن بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإنَّ بدء المحادثة هو الجزء الأصعب؛ لذلك، أتقن النقاط الآتية لكي تبدأ حديثك مع من حولك وتستمر به:

1. بدء الحديث بمديح:

تُعدُّ المدائح أفضل طريقةٍ ممكنةٍ لبدء محادثة معينة؛ فهي لا توفر جملةً افتتاحيةً مثاليةً وفرصةً محتملةً للمناقشة فحسب، بل إنَّها تجعل الشخص الآخر يشعر بالرضا عن نفسه؛ لذلك يُعدَّ بدء الحوار بملحوظةٍ إيجابيةٍ أمراً بالغ الأهمية لاستمرار الحديث.

ولنتذكر هنا أنَّ المديح الأكثر تحديداً هو الأفضل؛ فعلى سبيل المثال، لا نقول: "ملابسك جيدة"، بل نقول: "سترتك جميلة" لأنَّه أمرٌ مختصر وصادقٌ إلى حدٍ معين، وتكون بذلك قد بدأت حواراً نظراً لأنَّ زميلك لديه ما يتحدث عنه الآن.

إقرأ أيضاً: الفرق بين الثناء والتطبيل

2. اعتماد الأحاديث القصيرة:

لا يُحبِّذ بعض الأشخاص الأحاديث القصيرة لأنَّها ليست الجزء الأفضل من الحوار، وهذا مفهومٌ خاطئٌ لأنَّها ضروريةٌ في معظم الأحيان فهي تقود إلى أحاديث أعمق لاحقاً، كالسيارة التي يجب أن تزيد سرعتها تدريجياً إلى سرعةٍ معينةٍ بدلاً من أن تصل إلى 60 ميلاً في الساعة مباشرةً.

ويكون من السهل عادةً إيجاد موضوعات للأحاديث القصيرة؛ فيمكنك أن تتحدث عن المشروع الذي تحضره، أو أن تعلق على طعامٍ أو شرابٍ معين، أو تشير إلى مكان معين حولك، أو يمكنك أن تتحدث عن الطقس ببساطة؛ فهذه جميعها تجارب مشتركة تتعلق بكافة الأشخاص لذلك يمكنك استخدامها مع جميع من حولك.

3. طرح الكثير من الأسئلة:

يجب عليك أن تبحث عن أي فرصةٍ تقودك إلى تغيير الموضوع إن أردت الانتقال من حديثٍ قصيرٍ إلى حوارٍ حقيقي، ولا تحاول تغييره فجأةً بالحديث عن أمرٍ عميقٍ أو جوهري؛ بل انتظر بصبرٍ الفرصة ليحدث ذلك من تلقاء نفسه.

وتُعدُّ الأسئلة العامل الممهد للمحادثة، فأعرها انتباهك قدر الإمكان واستخدمها للمضي قدماً في حديثك؛ إذ يتعين عليك أن تنتبه إلى المحادثة بالكامل لتحصل على فرصةٍ لتقول: "أخبرني بالمزيد"؛ ضع الأسئلة المحتملة في ذهنك وحاول أن تكون محدداً وفضولياً قدر الإمكان.

شاهد بالفيديو: 20 نصيحة لإتقان فن الحديث والحوار مع الآخرين

4. التصرّف بلطف:

لابد أن يكون هذا واضحاً عليك أثناء حديثك؛ لأنَّه سيحدد مقدار تقبل الطرف الآخر لك وانتباهه لكلامك، فابدأ المحادثة بابتسامةٍ كبيرةٍ ولغة جسدٍ تعكس الانفتاح، وحافظ على رحابة الصدر والتعامل الودي والابتسامة المؤدبة لأكبر قدر ممكن من المحادثة.

وحاول ألا تعقد ذراعيك أو تبدو مشتتاً أو تدع عينيك تهيم هنا وهناك، بل حافظ على التواصل بعينيك مع محدثك كلَّما أمكنك ذلك، وابذل جهدك لإظهار اهتمامك حقاً بما يقوله.

5. السماح للشخص الآخر بالتحدث:

إذا بدأت في محادثةٍ مع أحد الأشخاص وكنت المسيطر على كافة الأحاديث بحكاياتك وتعليقاتك، فستفقد اهتمام الطرف الآخر وانتباهه إلى حديثك؛ لذلك، حاول التركيز عليه قدر الإمكان من خلال استخدام الأسئلة المتكررة لتحقيق تلك الغاية.

وإن لم يستجب ذلك الشخص جيداً لأسئلتك وبدأت تتضاءل المحادثة، فلا تتردد في إخباره قصةً مسلية أو حكايةً شخصية، ربما تستمتع وتستمر المحادثة.

إقرأ أيضاً: الاستماع الفعّال، الإنصات الجيّد لما يحدثك به الناس

6. الحفاظ على بساطة المحادثة:

حاول أن تجعل المحادثة خفيفة وسلسة قدر الإمكان، فإن بدأت بالشكوى والتذمر من وظيفتك أو التحدث عن عيوب حياتك مباشرةً، فسوف يتجنبك جميع من حولك بكل تأكيد؛ في حين أنَّهم قد يستمتعوا بحديثك حقاً إن أخبرتهم نكتةً معينةً أو قصةً مسليةً.

إذ يميل الناس إلى الانجذاب نحو الآخرين ذوي السلوك الإيجابي؛ لذلك حافظ على إيجابية المحادثة، وإن كنت تفتقر إلى ذلك، فاحفظ بعض النكات الجيدة أو القصص الجيدة لتستخدمها عند مقابلتك لأشخاص جدد.

كُتبت هذه النصائح من منظورٍ عملي، لتتمكن من استخدامها مع كافة الأشخاص تقريباً وفي جميع الحالات؛ من حدث تواصلٍ احترافيٍ إلى مطعمٍ مثلاً؛ إذ يكمن السر بتجاوز مفاهيمك المسبقة وترددك، واستمتاعك بدلاً من ذلك بالأحاديث القصيرة؛ ونتيجة لذلك،  لن تواجه مشكلةً في بدء محادثةٍ مع أي شخص في أي مكان مع القليل من التدريب على فن المحادثة الاحترافي والثقة بنفسك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة