6 نصائح لتعزيز قيم الشركة وثقافتها التنظيمية

لكل شركة ثقافتها التنظيمية وقيمها، وقد حددتها بعض الشركات رسمياً، بينما قد تكون ضمنية ويعرفها الموظفون والعملاء وأصحاب المصلحة في شركات أخرى دون الحاجة إلى تحديدها، والحالتان جيدتان طالما أنَّ هذه القيم حيَّة؛ أي يستخدمها كل عضو في الحياة الواقعية لاتخاذ القرارات وليعرف كيف يتصرَّف وماذا يفعل.



القيم الحيَّة:

قد تكون السياسة المكتوبة والتعليمات في لوحة إعلانات الشركة مفيدة إلى حد ما، ولكنَّها ليست كفيلة بتغيير سلوك الموظف إذا رأى الآخرين يتصرفون بطريقة لا تعكس قيم الشركة وثقافتها، لكن إذا رأى كل مَن حوله يتصرفون بلطف في كل لحظة، فسيفعل الشيء نفسه بصرف النظر عن أيَّة إرشادات مكتوبة؛ وذلك لأنَّ هذه هي الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا.

عندما تكون القيم والأفعال غير متَّسقة، يمكن أن تتطور ثقافة المعايير المزدوجة، فإذا كانت التعليمات وطرائق التسويق المُعلَنة محكومة بمجموعة من القيم ولكنَّ الموظفين في الواقع يتصرفون وفقاً لمجموعة قيم مختلفة، فقد تتَّسم الشركة بعدم المصداقية.

ومن ناحية أخرى، إذا كانت القيم ضمنية وغير مُعلَنة، فقد تخرج الأمور عن السيطرة في بعض المواقف، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون ذلك جيداً؛ لأنَّ القيم الحقيقية ستكون الأقوى في مثل هذه البيئة، ولكنَّ ذلك يتطلَّب أن تكون محظوظاً بما يكفي لامتلاك أشخاص يفكرون مثل تفكيرك في الفريق لينجح، وإلَّا فقد يتسبب الموظفون الجدد أو العوامل الخارجية في تطور قيم غير مرغوبة مع مرور الوقت؛ وهذا قد يؤدي إلى ممارسات سيئة؛ مثل اختيار الموظف خدمة الزبون أو عدمها على هواه، أو فرض رسوم مضاعفة على شخص لا يتحقق من تكلفة الخدمة أو أشياء من هذا القبيل، وهذه مخاطرة كبيرة ويصعب التعامل معها بعد انتشارها.

تُعَدُّ ثقافة فريقك وقيَمهِ من أهم الأشياء التي يجب عليك الاعتناء بها بصفتك مديراً، ويجب أن تكون عاملاً رئيساً عند توظيف أشخاص جدد والاحتفاظ بالأعضاء الحاليين وعند البيع للزبائن الحاليين وحتى الزبائن الجدد؛ وذلك لأنَّك تسوِّق لقيمك أيضاً فهي ركيزة شركتك، وإذا كان فيها خلل، ستواجه الشركة بأكملها المشكلات.

6 نصائح لتعزيز قيم الشركة وثقافتها:

تزدهر القيم الثقافية الإيجابية عند السماح للفريق بالتطور الطبيعي، وكذلك تتطوَّر العادات السيئة عند عدم ملاحظتها في الوقت المناسب.

فيما يأتي 6 نصائح يمكنك اتِّباعها لاختيار القيم الصحيحة وتعزيزها بإجراءات فعلية وليس فقط بالتحدُّث عنها:

1. اختر قيماً يمكن تطبيقها:

إحدى الأخطاء التي ترتكبها الشركات هي التوصُّل إلى قيم عامة؛ على سبيل المثال، لن تفيدك كلمات فضفاضة مثل "الصدق"؛ وذلك لأنَّ الناس لا يستطيعون التصرُّف وفقاً لها، وعوضاً عن ذلك استخدم تعابير يمكن التصرُّف وفقاً لها كل يوم، مثل: "ساعد زميلك في الفريق"، أو "إذا رأيت شيئاً يحتاج إلى التصحيح، فصححه"، أو أي شيء من هذا القبيل، وإذا كان من الصعب شرح القيمة في كلمة، فاكتب وصفاً يمكن لأي شخص الرجوع إليه، لكن اختر اسماً جذاباً لاستخدامه في الحياة اليومية يعلق في ذاكرة كل موظف.

نصيحة: من الجيد التوصُّل إلى قائمة القيم بالتعاون مع فريقك؛ وذلك لأنَّهم هم وحدهم الذين يعرفون ما الذي يفكرون فيه وكيف يفكرون، وبهذه الطريقة ستضمن التزامهم منذ البداية، وهذا عامل رئيس للنجاح.

2. ركِّز في أهم القيم:

نظراً لأنَّ الثقافة موضوع مثير للاهتمام؛ يمكنك التفكير في مئات الأشياء لإضافتها إلى القائمة، وستبقى رغم ذلك غير شاملة لكل ما تريد قوله؛ لذا يمكن أن تكون لديك قائمة طويلة من القيم، لكن اختر منها 5 إلى 10 قيم للتركيز فيها؛ وذلك لأنَّ البشر لا يمكنهم حفظ القوائم الطويلة، ويجب أن يتذكر الموظفون هذه القائمة.

نصيحة: يمكن أن تتغيَّر هذه القائمة المُختارة مع مرور الوقت، على سبيل المثال، يمكنك التركيز في قيمة ما حتى تشعر أنَّها وصلت إلى المستوى المطلوب، ثم استبدالها بقيمة تحتاج إلى مزيدٍ من التعزيز؛ وهذا سيجعل العملية برمتها مثيرة للاهتمام أكثر.

شاهد بالفيديو: ما هي فوائد الثقافة؟

3. ذكِّر بالقيم قدر الإمكان:

لتكون القيم حيَّة؛ يجب عليك إخبار الناس بها أولاً؛ لذا استخدِم الملصقات على الجدران ونظِّم أحداث بناء الفريق لتتمحور حولها؛ إذ إنَّ الاحتمالات لا حصر لها، لكن عليك فقط اختيار الأنسب لفريقك، وحين تجدها، سيبدأ أعضاء الفريق بالتحدُّث عن تلك القيم أيضاً ويُسهِّلون الأمر عليك.

نصيحة: استخدم قنوات اتصال تتوافق مع قدرات فريقك، على سبيل المثال، في شركةٍ لتكنولوجيا المعلومات يمكنك إنشاء أداة لذلك، وفي شركة إعلانات يمكن إنشاء حملة إعلانية، وكل ذلك سيحافظ على تركيز فريقك وقد تحصل على منتج في النهاية.

إقرأ أيضاً: كيفية إنشاء قيم جوهرية أصيلة للشركة تحظى بالثقة

4. استخدِم القيم بوصفها أداة لاتِّخاذ القرارات:

مفتاح ترسيخ القيم هو استخدامها في الحياة اليومية وفي كل قرار وإجراء يُتَّخَذ؛ لذا كن قدوة في كل مرة يَطلُب فيها شخص ما نصيحة، واعثر على قيمة مطابقة لاستخدامها بوصفها دليلاً، ثم اشرح كيف فعلت ذلك، وفي كل مرة تلاحظ تضارباً بين القيم وتصرفات شخص ما، اطلب من الشخص أن يحلل سلوكه وفقاً لمجموعة القيم كي يتعلَّم فعل ذلك قبل التصرُّف في المرة المقبلة.

نصيحة: احرص على مدح الإجراءات الصحيحة على العلن وتقديم النقد والتدريب في السر.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لاتخاذ قرارات أفضل

5. احتفِ بالعمل وفقاً للقيم:

أدمغتنا مُبرمَجة بطريقة تسمح لنا بتعلُّم أشياء جديدة عند تلقِّي الثناء على السلوك الصحيح، ويعود ذلك إلى إفراز هرمون الدوبامين عندما نحصل على النتيجة المرجوة؛ إذ إنَّ الأمر يشبه تدريب الكلاب بإعطائهم المكافآت بعد أن يقفزوا أو يجلسوا حين تخبرهم؛ لذلك أنت بحاجة إلى الاحتفاء علناً ومكافأة السلوك المرغوب فيه، ويمكن أن يكون ذلك على شكل مكافأة شهرية أو غيرها، ويعتمد ذلك على ما يناسب كل حالة.

نصيحة: توجد أدوات مفيدة مثل تطبيقات تسمح لكل موظف بالتصويت للسلوك الصحيح؛ على سبيل المثال، إذا كان شخص ما لطيفاً معه، فيمكنه التصويت لمصلحة هذا الشخص اللطيف، وفي نهاية الشهر تُقدَّم جائزة للشخص الحاصل على أكثر الأصوات.

احتفِ بالعمل وفقاً للقيم

6. وظِّف واطرد الموظفين وفق القيم:

مهارات المرشحين هامة بالطبع، ولكنَّ التوافق الثقافي أكثر أهمية؛ وذلك لأنَّ أعضاء فريقك سيُعلِّمون أي شخص أي شيء إذا أحبوه، على سبيل المثال، يمكن أن يكون المرشح مبرمِجاً ممتازاً، لكن إذا لم يكن مناسباً لأعضاء الفريق، فلن يتمكَّن من العمل معهم.

في الطبيعة، سترى أنَّ مجموعات الحيوانات تطرد الأفراد الذين لا يتصرفون وفقاً لقواعد المجموعة، ويحدث نفس الشيء في فريق يتمتَّع بثقافة قوية ومجموعة من القيم، فالشخص الذي لا يتصرَّف وفقاً لها سيُرفَض؛ لذا لاحظ ذلك بعناية؛ لأنَّك في معظم الأوقات يجب أن تطرد الفرد حتى لو كان أداؤه احترافياً جيداً، ولا بأس في ذلك فالثقافة تستحق التضحية.

نصيحة: جرِّب مع فريقك السماح لهم بتعيين زملائهم الجدد بأنفسهم، على سبيل المثال، اسمح لهم بإجراء جولة من المقابلات والتأثير فعلياً في القرار، وسيؤدي هذا إلى رفع معدل الاحتفاظ كثيراً.

المصدر.




مقالات مرتبطة