6 نصائح تساعد صانعي المحتوى على تجنب الاحتراق الوظيفي

يعرف مؤسسو الشركات هذه النصيحة جيداً: يجب ألا تتشبث كثيراً بأيِّ دور في شركتك الناشئة.

في أثناء تنمية شركتك عيِّن أفضل المرشحين لتولي الوظائف الهامة، وعند إنجاز المرحلة الأولى كرر هذه الخطوة في المرحلة التي تليها، وهكذا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوَّن ديف نيميتز (Dave Nemetz)، ويُقدِّم فيه 6 نصائح تساعد صُنَّاع المحتوى على تجنُّب الإرهاق.

لكن في أيامنا هذه أصبح من غير المألوف أن يقوم المدير بتفويض المهام ويتفرغ لوضع الاستراتيجيات، وبصفتك مديراً فإنَّ الموظفين يتوقعون منك القيام بكلِّ شيء، وإذا لم تفعل ذلك لن يفعله أحد.

كان العبء مرهقاً بالنسبة لي من الناحية النفسية في أثناء بداية عملي في موقع "بليتشر ريبورت" (Bleacher Report)، فقد اختلفت بعد فترة وجيزة من حصولنا على تمويل أولي في عام 2008 مع شركائي المؤسسين للموقع فيما يتعلق برحلة مخطط لها منذ مدة طويلة إلى كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم.

لقد رؤوا أنَّ الرحلة فرصة لأخذ استراحة مع بقائنا في مجال الرياضة وقد اعترضت على هذه الرؤية لأنَّ الاستراحة الطويلة ستضعف من زخمنا، وقد يحدث شيء غير متوقع ونكون غير مستعدين للتعامل معه؛ لذلك لم أذهب معهم في الجولة، ولكن في النهاية جرى كلُّ شيء على ما يرام ولم تحدث أيَّة أزمات وكانت الرحلة حدثاً ممتعاً للغاية.

استمر الموقع بالنمو طوال العامين التاليين، وقد استعنَّا بأشخاص موثوقين في وظائف أساسية للمحافظة على حسن سير العمل عندما لا نكون موجودين، لكن سريعاً ما تكشَّف أمامنا واقع جديد، فقد أصبح لشركتنا الناشئة ديناميكية ذاتية، فلم تعد تعتمد على مؤسسيها فحسب لتستمر بالنمو، وقد أصبح من الممكن حتماً أخذ إجازة حقيقية.

كان هذا الشعور بالراحة أمراً لا يوصف، وقد حصلنا عليه بشق الأنفس وكان أيضاً إشارة واضحة إلى أنَّنا قمنا بمهامنا بوصفنا مؤسسين وأوصلنا الشركة إلى مرحلة يمكن فيها للموظفين القيام بالمهام اللازمة لنموها.

فكَّرت في هذا التطور الأسبوع الفائت عندما تحدَّثت مع الكاتب كي هاي (Khe Hy) مؤسس موقع رادريدز (RadReads) في برنامج "أودينس بيلدرز" (Audience Builders)، فقد ناقشنا ذهنية المُبدع وتعمقنا في إدارة الاحتراق الوظيفي وقد وضَّح "كي" أنَّه يخطط لأخذ إجازة لمدة شهرين في هذا الصيف.

لكن بخلاف مؤسسي الشركات الناشئة لا يمكن لـ "كي" أن يفوِّض غيره بمهنة الكتابة، وبصفتك صانع محتوى عبر الإنترنت فليس بإمكانك تفويض مهامك للآخرين، فمتابعوك وأعمالك جميعها تعتمد عليك مثلما حدث معي في أيامي الأولى من العمل في "بريتشر ريبورت"، فتشعر بأنَّ عليك الوجود في العمل طيلة الوقت مع عدم وجود مرحلة تلوح في الأفق تستطيع عندها تفويض المهام.

إضافةً إلى هذا فنحن لم نناقش فكرة أنَّك قد تفقد الزخم مع معرفتنا بأنَّ نجاحك بوصفك صانع محتوى منوط بغزارة إنتاجك، ويتطلب النجاح في هذا المجال جهداً مستمراً.

لكن ليس المبدعون كلُّهم يعيشون على هذا الإيقاع المُرهق، خذ على سبيل المثال المُخرج كوينتن تارانتينو (Quentin Tarantino)؛ إذ يصدر فيلماً جديداً كلَّ بضع سنوات، ويتوقع جمهوره منه البقاء على هذا المعدَّل في الإنتاج، ومع ذلك هم لا يلغون متابعته عندما يأخذ وقتاً أطول من المعتاد في إخراج فيلم جديد.

بالطبع حتى بعض المبدعين التقليديين قد يعولون على صبر جمهورهم، مثل فيلم "رياح الشتاء" (Winds Of Winter) المزمع تأليفه من قبل الكاتب جورج ر. ر. (George R.R) والذي ننتظره بفارغ الصبر لحد الآن.

إذاً يبقى السؤال الأساسي في هذا المقال، كيف يمكن لصانعي المحتوى عبر الإنترنت الذين يشعرون بالإرهاق بسبب ضغط العمل أن يأخذوا استراحة؟

طرحت سؤالاً على تويتر (Twitter) عن بعض الأساليب التي يستخدمها صانعو المحتوى ليأخذوا استراحة من العمل مع ذكر بعض الأمثلة، وهذه هي بعض النصائح التي حصلت عليها:

1. خذ فترات راحة متباعدة بانتظام:

كانت كوادر إنتاج البرامج التلفزيونية تفعل ذلك سابقاً ولفترة طويلة، وكانت تُسمى فترات الراحة الموسمية، فمُنشئو المدونات الصوتية يفعلون ذلك، لكن حتى المبدعون المستقلون يمكنهم تنظيم استراحاتهم والتخطيط لها تخطيطاً مسبقاً، وقد تجد أنَّه من المفيد استثمار وقت الاستراحة في التخطيط لموسم الإنتاج المُقبل فيما يتعلق بالفكرة أو الموضوع الذي ستتناوله.

شاهد: 7 طرق لتقليل إجهادك في يوم العمل

2. أعد طرح محتوى سابق:

لنقتبس مفهوماً آخر من التلفاز، يمكنك استثمار الاستراحة لإعادة طرح محتوى سابق من المُحتمل أن يكون جمهورك قد فوتَّه، ولقد استخدمنا هذه الطريقة في أثناء العمل في موقع "إنفيرس" (Inverse)؛ إذ كنا نخطط لما سنعيد طرحه في موسم أعطال نهاية العام.

مع تخفيض وتيرة إنتاج الأخبار ووجود كثير من الموظفين في إجازة، كنا ننتقي أفضل ما شاركناه خلال العام وكنا نجد كثيراً ممَّا يستحق إعادة النشر، ويمكنك أيضاً فعل ذلك، كلُّ ما يجب أن تفعله ألا تتعامل مع المحتوى القديم على أنَّه رديء وستجد كثيراً ممَّا يمكنك إعادة طرحه.

3. استضف كاتباً:

البرامج الإذاعية والبرامج الحوارية التلفزيونية تفعل ذلك منذ زمن طويل ومنشئو المدونات الصوتية يفعلون ذلك أيضاً، ويمكنك أيضاً بوصفك صانع محتوى على الويب أن تستضيف كاتباً لإعداد رسالة إخبارية؛ إذ تساعدك هذه الطريقة على تسليط الضوء على شخصيات معينة وتقديم المواهب لجمهورك.

4. دع جمهورك يتولى دعم الموقع في فترة إجازتك:

خذ خطوة أبعد وعُدَّ جمهورك شريكاً لك في إدارة المحتوى في أثناء وقت إجازتك؛ إذ يفعل ذلك بين تومسون (Ben Thompson) مؤسس موقع "ستراتشيري" (Stratechery) من خلال كتابة المقالات ونشرها بوصفها محتوىً ضيفاً في مواقع أخرى (الكتابة عن موقع أو شركة أخرى تعمل في المجال نفسه).

يأخذ الكوميدي بيو دي باي (PewDiePie) استراحة لمدة شهر على الأقل في كلِّ عام، لكنَّ جمهوره المتفاعل بشدة يواصل نشر الشعارات والنكات على حسابه في موقع "ريديت" (Reddit)؛ لذلك عندما يعود من إجازته فإنَّ ما من شيء يفوته.

شاهد أيضاً: 5 خطوات لمواجهة الاحتراق الوظيفي

5. تقبَّل فكرة أنَّ الاستراحة أمر طبيعي:

تحدَّث "كي" عن التحرر من الضغط الذي نفرضه على أنفسنا بوصفنا صانعي محتوى، فبالنسبة إلى معظم المبدعين يُعد الإبداع المُستمر جزءاً من هويتهم، ولكن تظهر المشكلة عندما تكون الاستمرارية في الإنتاج أهم من الإبداع نفسه؛ لذلك امنح نفسك الإذن في أخذ استراحة، فهذا يساعدك لدرجة كبيرة على استعادة طاقتك.

6. عبِّر لجمهورك بصراحة عن حاجتك إلى استراحة:

في بعض الأحيان تُصاب بالاحتراق الوظيفي، وتحتاج إلى أخذ استراحة فقط، عندما يحدث ذلك فإنَّ كونك صادقاً مع نفسك هو أفضل ما يمكنك فعله، ويضع معظم صنَّاع المحتوى توقعات عالية للحفاظ على وتيرة الإنتاج، ولكن غالباً ما يكون الجمهور أكثر تفهماً للوضع من صُنَّاع المحتوى أنفسهم.

إقرأ أيضاً: الاحتراق الوظيفي: تعريفه، أسبابه، طرق علاجه، وعلاقته بالرضا الوظيفي

ذلك ما اختبرته جيسيكا ويليامز (Jessica Williams) مؤسسة موقع "جيس بيكس" (JessPicks)، فقد أخبرت جمهورها أنَّها تشعر بالتشتت قليلاً وتحتاج إلى أخذ فترة استراحة وستعود إلى النشر بعد ثلاثة أسابيع، وتضيف أنَّها شعرت بالقلق في البداية، ولكنَّ معظم متابعيها اتصلوا بها وعبَّروا عن دعمهم وترحيبهم بقرارها.

إقرأ أيضاً: 9 طرق لمواجهة الاحتراق الوظيفي

في الختام:

صحيح أنَّ المغني الأمريكي نيل يونغ (Neil Young) غنَّى ذات مرة: "الانهيار أفضل من أن ينطفئ ذكرك"، ولكن مع احترامنا ليونغ فيوجد خيار ثالث، وهو ببساطة أخذ استراحة.




مقالات مرتبطة