6 مهارات مميزة للتغلب على الفشل

ما الذي يجعل الناجحين يتفوقون؟ لماذا يبرع بعضهم ويخفق الآخرون؟ ولماذا بعض الأشخاص ناجحون وبعضهم الآخر فاشلون؟ ربما بعض الناس يسميه الحظ أو الواسطة أو التوفيق، فلتسمِّه ما تشاء، إنَّنا لا ننكر أنَّ القليل من الذين يصلون إلى النجاح يصلون بالحظ، أو اليانصيب، أو الواسطة، أو غيرها، ولكنَّ أكثر الناجحين يصلون إليه باجتهادهم، وبتغلُّبهم على الفشل، وخلال الأسطر القادمة سوف نتعلم مهارات لنتغلب بها على الفشل.



مفاتيح النجاح:

  • ما الشيء الذي يُحدث فارقاً؟ لماذا ينجح بعض الناس كثيراً؟
  • هل السبب العائلة؟ أن يولَد المرء في أسرة مترابطة هو أمر يستحق الامتنان، ولكنَّه ليس مؤشراً على النجاح؛ فنسبة عالية من الناجحين يعودون إلى آباء منفصلين.
  • هل السبب الثراء؟ لا؛ فبعض الناجحين جاؤوا من عائلات فقيرة؛ إذاً فالثروة ليست مؤشراً للنجاح، ولا تُعَدُّ سبباً للفشل.
  • الفرص؟ من الناس مَن تتاح لهم الفرص نفسها ومنهم مَن يبادر ويتحمل النتائج، ومنهم مَن يتردد ويتخوف من الفشل والمجهول.

وغيرها من الأسباب التي ليس لها علاقة بالفشل، إنَّما هي أعذار يتم اختلاقها لتبرير الفشل.

إنَّ مفتاح النجاح ليس أحد هذه الأشياء؛ فالفرق بين الأشخاص العاديين والأشخاص الناجحين هو إدراكهم وردود أفعالهم تجاه الفشل.

إنَّ أكبر المشكلات المتعلقة بالفشل هي أنَّ الناس يتسرعون في الحكم على مواقف معيَّنة في حياتهم ويَعُدُّونها فشلاً، وبدلاً من ذلك عليهم أن ينظروا إليها على أنَّها خَيرٌ من الله، رُبما نعلمه أو لا نعلمه، فعندما تتغير نظرتنا للأمور يصبح الفشل فرصةً للتعلم والتطور والتحسين.

وبسبب النقد الهدام في مرحلة الطفولة المبكرة والأخطاء التي قد يرتكبونها كبالغين، أصابهم الخوف من ارتكاب خطأ، وخسارة وقتهم أو مالهم لعدم القدرة على التحرك، وحتى عندما تُقَدَّم لهم فرصة يدخلون في حالة من عدم التحرك؛ حيث يتسبب خوفهم من الفشل في جعلهم يختلقون جميع أنواع الأسباب لعدم اتخاذ إجراء، فليس لديهم الوقت، ولا يمكِنهم تقديم أقل استثمار، ولا يملكون المعرفة والمهارات الضرورية.

فأنت تحتاج إلى شجاعة المجازفة باحتمال الفشل، وتحتاج إلى شجاعةِ تحمُّل العقبات المتواصلة وخيبات الأمل والهزائم المؤقتة، كما تحتاج إلى تعلُّم كيفية التعامل مع الفشل على أنَّه شرط النجاح المسبق، والذي يمكِن تجاوزه، وأيضاً تحتاج إلى شجاعةِ التعامل مع الفشل كفرصة لتبدأ من جديد بدايةً أذكى، وتحتاج إلى التغلب على الخوف من الفشل بالقيام بما تخشاه مراراً وتكراراً، ثمَّ تُقرِّر أن تتعافى وتنهض لا أن تنكسر إن لم تكن الأمور في صالحك.

وكلما كانت أهدافك أضخم وأكثر إثارةً، زاد عدد المرات التي تتعثر فيها وتسقط مهما تكرر فشلك وإخفاقك، ستنهض من جديد، وتقترب خطوةً بعد أخرى من هدفك بعد كل كبوة.

شاهد بالفيديو: 9 دروس عظيمة تعلمها الأشخاص الناجحون من الفشل

أسباب استمرار الناس في فشلهم:

هناك معتقدات عدَّة عن الفشل تجعل من الناس يستمرون في فشلهم، ولعل أهمها هي:

1. يعتقد الناس أنَّ الفشل يمكِن تجنُّبه:

الجميع يفشلون ويخطئون، وإن لم تخطئ، فأنت لستَ إنساناً، فالخطأ من طبيعة البشر، وليحدث التعلم فلا بُدَّ من الخطأ، وفي عالم الأعمال الذين لا يفشلون هم الذين في الأساس لا يبادرون لبدء أي مشروع؛ بل يكتفون بما تقدِّمه لهم الوظيفة.

2. يعتقد الناس أنَّ الفشل حدث:

مثال: عندما كنتُ في المدرسة كنتُ أعتقد أنَّني فشلتُ في تعلُّم بعض المواد، وعندما كنتُ في الصف العاشر رسبتُ في مادة الفيزياء والكيمياء في القسم العلمي، وبعدها انتقلتُ للقسم الأدبي وأصبحتُ من الأوائل في جميع صفوف الأدبي في مرحلتي، فهذه التجربة علَّمَتني كيف أتعامل مع المواد؟ وكيف يمكِنني فهمها بطريقة أفضل؟ وعلمتُ أنَّني عندما رسبتُ في تلك المواد لم أعِرها الاهتمام الكافي لتعلُّمها.

3. يعتقد الناس أنَّ مِن حق الآخرين أن يُحكَموا عليهم بالفشل:

عندما تقع في الخطأ، سواء بأرقام حسابية في عملك أم تفويت موعد تسليم أم التصرف تصرفاً خاطئاً مع الأبناء، فما الذي يحدد أنَّ هذا تصرف خطأ؟ هل تنظر إلى حجم المشكلة الناتجة عنه، أم مبلغ الأموال التي خسرتَها؟ وهل يُحدَّد من التوبيخ الذي تتلقاه من رئيسك؟ أم كمِّ النقد الذي تتلقاه من زملائك؟ فالفشل لا يُحدَّد بهذه الطريقة، وأنت الشخص الوحيد القادر فعلاً على تسمية ما تفعله فشلاً؛ فالفشل أمر شخصي، وإدراكك وردُّ فعلك تجاه أخطائك هو الذي يحدد إن كانت أفعالك تُعَدُّ فشلاً أم لا.

هل تعلم أنَّ كل أصحاب المشاريع تقريباً لا ينجحون أبداً من أول مشاريعهم؟ أو الثاني أو الثالث، فطبقاً للبروفسورة "ليزا آموس" أستاذة الأعمال بجامعة "تولين" فإنَّ أصحاب المشاريع يفشلون في المتوسط 3-8 مرات قبل أن يدركوا النجاح في أعمالهم، فهم لا ييأسون عند مجابهة المشكلات والأخطاء والصعاب، لماذا؟ لأنَّهم لا يَعُدُّون النكسات فشلاً، فقد أدركوا أنَّ ثلاث خطوات للأمام وخطوتين للخلف لا تزال تساوي خطوةً للأمام، لذلك فهم يتخطون العادي ويصبحون ناجحين.

4. يعتقد الناس أنَّ الفشل هو العدو:

يحاول غالبية الناس تجنُّب الفشل وكأنَّه الطاعون، فهم يخافون منه، ولكنَّ الشدائد مطلوبةٌ لتحقيق النجاح، وهو ما يُعبَّر عنه بقول المدرب "ريك بيتو": الفشل أمر جيد، فهو كالسماد الذي يغذي الأرض، فكل ما تعلَّمتَه عن التدريب كان نتيجةَ أخطاءٍ ارتكبتَها.

إنَّ الذين يرون أنَّ الفشل عدو لهم يصبحون أسرى لمن هزموه، يقول "هيربرت بروكنا": "الشخص الذي لا يخطئ أبداً يتلقى أوامره من شخص يقع في الخطأ" لو لاحظتَ سلوك أي إنسان ناجح، فسوف تجده لا يتعامل مع الخطأ وكأنَّه العدو.

إقرأ أيضاً: 6 فوائد يمنحها الفشل للإنسان!

مهارات التغلب على الفشل:

هناك الكثير من المهارات وطرائق التفكير التي يمكِنك تعلُّمها للتغلب على الفشل ولعلَّ أهمها:

1. يمكِنك أن تكون ما تريد:

إنَّ الكثير من الناس لا يخطر في بالهم أبداً أنَّ بوسعهم أن يصبحوا أثرياء بسبب تربيتهم وتكيُّفهم المبكر، ولعلَّهم أتوا من بيتٍ لم يكن أحد فيه ثرياً قط، لكنَّهم على صلة بأشخاص فقراء، لم يظنُّوا قط أنَّهم أيضاً يصبحون أثرياء، مثلما قد فعل ملايين آخرون من قبلهم تماماً.

2. تخيُّل الأفضل:

يتمنى الكثير من الناس ويأملون ويحلمون ويتخيلون إلى أي مدى ستختلف حياتهم لو كانوا يمتلكون الكثير من المال، ويُعجَبون بالأشخاص من حولهم ممَّن هم في حال أفضل منهم ويحسدونهم، ويمتلكون المال طوال الوقت لكنَّهم لا يتخذون أبداً قراراً حاسماً بأن يصبحوا أثرياء، ونتيجة لذلك، لا يحسِّنون من معرفتهم ومهاراتهم حتى يصبحوا ذوي قيمة أكبر في عملهم، ويختلقون الأعذار ويبررون مواقفهم، ويقولون إنَّ النجاح ببساطة مسألة "حظ" وهم لم ينالوا أياً منه.

3. عدم التسويف:

إن خطر هذا في بالهم فعلاً وقرروا أن يصبحوا أثرياء، فلا يبدؤون أبداً، وإنما يسوِّفون، وينتقلون إلى ذلك المكان الخيالي العجيب الذي يسمى:

  • "سأفعل يوماً ما".
  • "سأحسِّن معرفتي ومهاراتي يوماً ما".
  • "سأبذل جهداً أكثر وأجعل نفسي ذا قيمة أكبر يوماً ما".
  • "سأتخلص من ديوني يوماً ما".

ينتهي بهم الأمر وهم يعيشون في "سأفعل يوماً ما" لغالبية حياتهم، وإنَّ أحد أعظم أسرار النجاح هو أن تخرج من دائرة الراحة، وتتوقف عن اختلاق الأعذار والبدء بإحراز تقدُّم.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح من الخبراء للتخلص من التسويف والمماطلة

4. الثقة بالنفس:

يعتقد الكثير من الناس أنَّهم إذا وضعوا هدفاً ليحسِّنوا من أنفسهم مادياً، فسوف يسخر منهم وينتقدهم الناس من حولهم، ويخشون أنَّ هؤلاء الناس سيظلون يراقبونهم ويلفتون النظر بسعادةٍ إلى كل الأخطاء التي يرتكبونها، ولأنَّهم يخافون رفض الآخرين لدرجة كبيرة، لا يجرِّبون في الغالب أي شيء على الإطلاق.

إليك الحل، عندما تقرر أن يصبح لديك مشروع أو أن تصبح غنياً، لا تخبر أي أحد، فأبقِ الأمر سراً، وابدأ العمل على تحقيق هدفك في سرية، وأخبِر الناس فقط عندما يرون حياتك تتحسن ويسألونك كيف فعلتَ ذلك.

5. عدم التوقف عن التعلم والنمو:

لكي تحقق شيئاً لم تحققه من قبل، يجب عليك أن تتعلَّم وتمارس شيئاً لم تفعله من قبل قط، فإنَّ درجات السلم إلى النجاح هي المعرفة والمهارة، ولكي تصبح ناجحاً مادياً من الصفر، سيكون عليك أن تتعلم، وتنمِّي وتمارس سلسلةً كاملةً من المهارات الجديدة التي سوف تتيح لك أن تصبح ذا قيمة في عملك ولا يمكِن حتى الاستغناء عنك.

قال "أبراهام لينكولن" ذات مرة: "سوف أتعلم وأعد نفسي وسوف تأتي فرصتي يوماً ما"، فعندما تتعلم وتَعِدُ نفسك بذلك فسوف تحصل دائماً على فرصة لممارسة مهاراتك الجديدة، ولكنَّ الأمر يعود إليك أن تنمِّيها في المقام الأول وأن تستمر في تنميتها في أثناء حياتك كلها.

6. المثابرة والاجتهاد:

لا يثابر أغلب الناس لوقت كافٍ حتى ينجحوا، وسيخبرك الأشخاص الناجحون أنَّ أهم سبب لنجاحهم هو أنَّهم رفضوا أن يتوقفوا، ورفضوا الاستسلام عندما أصبحَت الأمور شديدة الصعوبة، وثابروا مراراً وتكراراً، عاماً بعد عام، حتى في مواجهة الإفلاس التام والخراب المالي، ولم يتوقفوا قط.

من المذهل عدد الناس الذين يستسلمون ويتوقفون عن بذل الجهد بالكاد قبل نقطة التحول الهامة في حياتهم بخطوات قليلة، والتي كانوا سيحققون بعدها نجاحاً كبيراً، فإنَّ المثابرة والإصرار هما الضامنان اللذان سوف تحقق بهما أهدافك المالية كلها.

قال "ستيف سيبولد" مؤلِّف كتاب (How Rich People Think): "إذا أردتَ جني الكثير من المال، فاعثر على مشكلة كبيرة يعاني منها الكثير من الناس، وحلَّها حلاً جديداً".

إنَّ الأشخاص الناجحين قد واجهوا الفشل مراتٍ عدَّة، فالفشل جزء أساسي من الحياة، وإذا أردتَ أن تحقق أحلامك في الواقع، فعليك مواجهة الفشل الآن بإتقان مهارات وطرائق التفكير التي قد تساعدك على التغلب على الفشل.

المراجع:




مقالات مرتبطة