6 علامات تدل على تقربك من موظفيك أكثر من اللازم

في إحدى جلسات الكوتشينغ، لم تستطع عميلتي "ليندا" (Linda) إخفاء استيائها، فقد كانت تواجه صعوباتٍ مع موظفة جمعَتها بها تجربة عمل ناجحة لفترة طويلة، ولكن لم تكن تلك المشكلات عاديةً بالنسبة إلى "ليندا" (Linda)، وبصفتها مديرةً تنفيذية أولى للموارد البشرية، كانت "ليندا" تتمتع بسنوات من الخبرة في التعامل مع العديد من مشكلات الموظفين المزعجة، وكان هذا أكثر ما أثار حفيظتها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن والكوتش المهني "بيتر ستيوارت" (Peter Stewart) والذي يحدثنا فيه عن المشكلات المرافقة للتقرب الكبير من المرؤوسين.

بعد أن استهللنا الحديث، اتضح لي أنَّ "ليندا" لم تكن تعاني من مشاعر الانزعاج أو السخط؛ بل شعرَت "ليندا" بالذهول والخيانة بسبب تصرفات تلك الموظفة، وبمجرد أن استخدمَت هذه الكلمات لوصف إحباطها، أدركتُ أنَّ المشكلة لا تتعلق بسلوكات معيَّنة من الموظفة على الرغم من وجود مشكلات محددة، ولكن عكسَت المشكلات حالةً من تجاوز الحدود.

لماذا يُعَدُّ تقرّبك الشديد من موظفيك سيئاً؟

نحن ندعو عادةً إلى بناء علاقات مع أعضاء الفريق؛ وذلك لأنَّ العلاقات الوثيقة في العمل - بما في ذلك العلاقات بين الرؤساء والموظفين - ضروريةٌ لبناء فِرَق عالية الأداء، علاوة على ذلك، تجعل العلاقات الوطيدة عمل جميع الأطراف المعنية مثمراً، فكيف يمكنك تحديد ما إذا كنتَ تعرفهم جيداً؟ وما هي المشكلات التي تنتج عن الحدود غير الواضحة؟

رفضَت "ليندا" التقارير السلبية عن هذه الموظفة وبرَّرَت سبب ترك الموظفة للعمل مبكراً أو أخذ استراحات غداء طويلة، وبدلاً من تصحيح الموقف تلقائياً، برَّرَت تصرفات موظفتها.

دون تدخُّل أو تصحيح، أصبحَت السلوكات التي تمارسها تلك الموظفة أسوأ مع مرور الوقت، فقد كانت تصل إلى الشركة متأخرةً وتغادر قبل انتهاء الدوام الرسمي، وتأخذ استراحات غداء أطول، وتوقَّعَت أن يقلد باقي أعضاء الفريق تصرفاتها، وبما أنَّ "ليندا" لم تصحح الموقف، أعطت انطباعاً بتفضليها أحد الموظفين على باقي الفريق.

إذا كنتَ في موقع الإشراف على الآخرين، فلا بُدَّ أنَّك قد واجهتَ موقفاً مماثلاً، إذاً كيف تعرف أنَّ علاقتك مع أعضاء الفريق أصبحَت مُقرَّبةً أكثر من اللازم؟ إليك هذه الدلائل:

1. التردد في إعطاء التوجيهات:

على الرغم من حقيقة أنَّك أنت المسؤول عن تحديد مسار العمل، إلَّا أنَّك قد تحيد عنه، فيمكنك التحجج بأنَّك تحاول تمكين فريقك، لكنَّ التردد هو ما يُنذر بالخطر.

2. عدم معرفة صلاحياتك:

بدلاً من أن تكون قائد الفريق، تجد نفسك غالباً تتولى دور مُقدِّم الاستشارات، وبصفتك مديراً للفريق، فأنت مَن يتحمل المسؤولية النهائية عن نتائجك، وقد ترغب في تشجيع المنافسة الصحية كون الاضطرار إلى الدفاع عن قراراتك دفاعاً متكرراً أمام واحد أو أكثر من موظفيك يشير إلى افتقارك إلى مهارات القيادة الحكيمة.

شاهد بالفديو: 10 طرق لبناء علاقات عمل إيجابية وفعالة

3. قلة الكفاءة واستغلال الوقت:

عندما يصبح وقتك أقل فاعليةً ولا يمكنك تحديد السبب على الفور، ألقِ نظرةً على المشكلات التي قد يواجهها الأشخاص العاملين تحت إمرتك، ففي بعض الحالات، قد يحدث تباطؤ في العمل نتيجة تباطؤ أحد أعضاء الفريق، أو قد تتعامل مع موظفين غير متفاعلين يشعرون أنَّك تتبع سياسة المحاباة.

إقرأ أيضاً: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك

4. الإصغاء إلى بعض أفراد فريقك دون غيرهم:

تتمثل إحدى المهام الرئيسة للقيادة في الإصغاء إلى فريقك، وحتى محاولة كشف الأمور التي يضمرونها إلى حد ما لاكتشاف ما قد يسبب تحديات لفريقك ومساعدتهم على تجاوزها، فعندما تسمع كل ما يقوله فريقك، ولكنَّك ترفض الاعتراف بوجود مشكلة، يكفُّ فريقك عن إخبارك بما يعانونه؛ مما يعني حجبك للمعلومات الهامة التي تؤثر تأثيراً مباشراً في قدرتك على تحقيق النتائج.

5. التماس الأعذار لبعض أعضاء الفريق:

لا يجب عليك التماس الأعذار للجميع، ولكن إذا وجدتَ نفسك تختلق الأعذار لشخص واحد، فتراجع خطوةً إلى الوراء وفكِّر في السبب، وفي معظم الظروف، يُعَدُّ اللجوء إلى التعاطف لمساعدة أعضاء الفريق الآخرين على رؤية الموقف أمراً مبشراً بالخير، لكنَّه يتحول إلى مشكلةٍ عندما تستمر في القيام بذلك لأنَّك أصبحتَ قريباً من موظفيك، وتفهمهم أيضاً كأصدقاء، وهذا يفسر سبب كون هذه الصداقات مشكلة لكلا الطرفين؛ حيث يكرس الأصدقاء الوقت الكافي لفهم بعضهم بعضاً، بينما يكرس القادة الوقت الكافي لتطوير موظفيهم، وإذا وجدتَ نفسك تؤدي كلا الدورين، فمن المحتمل أنَّك تختلق الأعذار في أثناء محاولة حل مشكلات الآخرين.

6. عدم إعطاء تقييم منتظم وموضوعي لأداء كل عضو من أعضاء الفريق:

يحتاج الموظفون إلى تغذيات راجعة منتظمة، وتقديمها لهم مسؤوليةٌ تقع على عاتقك؛ حيث تساعد التغذيات الراجعة والتقييم موظفيك على النمو، كما أنَّها تمنحهم فرصةً لتطوير حياتهم المهنية والتوجه إلى العمل الذي يجيدونه، فإذا علمتَ أنَّك لا تخصص الوقت الكافي لتقييم أداء الموظف، أو حتى لا تكون موضوعياً في التقييمات، ففكِّر برهةً في علاقاتك مع الموظفين، وإذا كنتَ مقرَّباً جداً من أحدهم، فأنت بذلك تهمل مسؤولياتك تجاه فريقك.

إقرأ أيضاً: أهداف عملية التغذية الراجعة بطريقة 360 درجة

في الختام:

إذا وجدتَ نفسك تعاني من أحد هذه الأعراض، فاعلم أنَّ الوقت قد حان لمراجعة العلاقات التي تربطك بفريقك وإجراء محادثات صعبة، فقد يبدو من الصعب تصحيح المسار إذا وجدتَ أنَّ لديك بعض الحدود غير الواضحة، ولكنَّ هذا أفضل من أن تُصدَم بفريق محبِط أو يفتقر إلى التفاعل أو تشعر أنَّ لطفك وتفهُّمك قد أحدثا وضعاً يقوِّض سلطتك.

المصدر




مقالات مرتبطة