6 عقبات تقف في طريق التفكير الإبداعي

هل شعرتَ في يومٍ من الأيام بأنَّك مقيَّدٌ وتفتقر إلى الإبداع أو بأنَّك لا تستطيع حل أبسط المشكلات؟

لدينا جميعاً مواهب ومهارات إبداعية لا يحتاج إخراجها إلَّا إلى تعلم كيفية إطلاق القدرات، وثمَّة ست عقباتٍ أساسية تعيق التفكير الإبداعي يمكنها أن تمنعك من التعرف على كيفية تحسين مهارات حل المشكلات لديك والنجاح في عملك، وإذا ما أخفقت في التعرف عليها فإنَّها يمكن أن تقيدك.



1- غياب الغاية:

إنَّ أوَّل أمرٍ يُعيق التفكير الإبداعي هو الافتقار إلى وجود أهداف وغايات واضحة مدونة ومرفقة بخطة عمل مفصَّلة، إذ حينما تصبح الغاية واضحةً أمامك وتعرف كيف ستحققها ستُبعث الحياة في عقلك المبدع، وستبدأ الأفكار والتصوّرات بالتوهّج فيه مباشرةً، وهو ما سيساعدك على المضي قُدُماً وعلى تحسين مهاراتك الإبداعية.


اقرأ أيضاً:
تحديد الأهداف الشخصية... خطّط لكي تعيش كما تريد


2- الخوف من الإخفاق:

ثاني العقبات الرئيسة أمام التفكير الإبداعي هو الخوف من الإخفاق أو الخسارة فتخاف بسبب ذلك من ارتكاب الأخطاء أو خسارة المال أو الوقت. وحينما نمرُّ بتجربة إخفاق فإنَّ ما يقيدنا ليس التجربة ذاتها، إذ إنَّنا أخفقنا عدة مراتٍ في حياتنا ولم يترك ذلك أيَّ أثرٍ دائمٍ فيها، بل إنَّ التفكير في احتمال الإخفاق هو الذي يشلُّ حركتنا ويصبح سبباً رئيساً للإخفاق وافتقار حلولنا إلى الفعالية.


اقرأ أيضاً:
6 نصائح فعّالة للتخلص من مشاعر الخوف من الفشل


3- الخوف من الرفض:

ثالث العقبات الرئيسة التي تقف في طريق التفكير الإبداعي هي الخوف من النقد، أو الخوف من الاستهزاء، أو الازدراء، أو الرفض. إنَّه الخوف من ظهورنا في مظهر الغبي أو الأحمق، والذي تُحرّكه الرغبة في حيازة إعجاب الآخرين ونيل استحسانهم حتى وإن كانوا أشخاصاً لا نعرفهم أو نهتم لأمرهم. ونتيجة لذلك تصل إلى قرارٍ مفاده "إذا كنت تريد أن تبني علاقاتٍ طيبة وجب عليك أن تسير مع الركب".

ومن المذهل كمُّ الناس يعيشون حياةً عاديةً يتخلّون فيها عن بلوغ الإنجازات لأنَّهم يخشون محاولة تسويق أنفسهم أو أفكارهم بنجاح، ويخافون أن يطلبوا من أيِّ شخصٍ أن يشتري منتجاتهم أو خدماتهم أو أن يجربها، ونتيجة لهذا الخوف من التعرّض للرفض أو الانتقاد يتحرون السلامة ويقبلون بأقل مما هم قادرون على الحصول عليه في الحقيقة.

4- رفض التغيّر أو التكيّف:

يُعَدّ ما يُسمى "الجمود" أحد العقبات الرئيسة أمام التفكير الإبداعي، وهو رغبةٌ لا واعية في الاستمرار بالتشبّث بما قمت به أو قلته في الماضي. إنَّه الخوف من القيام أو التلفُّظ بأي شيءٍ جديد أو مختلف عمَّا قمت به أو قلته في الماضي، حيث تمنع هذه الرغبة في الجمود الناس من بلوغ كل ما هم قادرون على بلوغه ومن تحقيق النجاح.

ويبدو أنَّ ثمَّة في حالة الجمود شعوراً لا يقاوم نابعاً من اللاوعي يضغط عليك من أجل العودة إلى القيام بما كنت دائماً تقوم به. وللأسف فإنَّ هذه النزعة تقودك إلى منطقة الراحة، ومع مرور الوقت تصبح قبراً يحبِسُك عن بلوغ أي تقدم. ولن يمضي وقتٌ طويلٌ قبل أن تستخدم قوى التبرير المدهشة لتسويغ الامتناع عن التغيير. حيث يُعَدُّ الجمود أبرز العوامل فتكاً بالقدرات البشرية ومنعاً لنا من بلوغ النجاح.

5- التفكير السلبي:

خامس عقبةٍ تقف في طريق التفكير الإبداعي هي السلبية، فإذا لم تنشِّط عقلك بأفكارٍ ومعلوماتٍ جديدة سيفقد حيويته وطاقته مثلما يحدث للعضلة حينما لا تُستعمَل، وبدلاً من التفكير بفعاليةٍ وإبداع سيصبح تفكيرك سلبيَّاً وآليَّاً.

يُعَدُّ الروتين أحد الأسباب الرئيسة للتفكير السلبي، إذ يستيقظ معظم الناس في الوقت نفسه كل صباح، ويتَّبعون العادات نفسها في أعمالهم، ويتواصلون مع الأشخاص نفسهم في المساء، ويشاهدون البرامج نفسها على التلفاز. ونتيجةً لعدم تحريك العقل بشكلٍ مستمر فإنَّه يتبلد ويصيبه الخمول، فإذا اقترح أحدهم فكرةً أو طريقةً جديدةً للقيام بأمرٍ ما تكون ردة الفعل سلبيةً ومحبطة، ويشعر أصحاب تلك العقول أنَّ أيَّ اقتراح لتغييرٍ طرائق إنجاز الأعمال يشكل تهديداً لهم.


اقرأ أيضاً:
6 طرق للتخلص من التفكير السلبي لتكون أكثر نجاحاً


6- اختلاق المبررات:

يُعَدُّ اختلاق المُبرّرات العقبة السادسة في طريق التفكير الإبداعي، فنحن نعلم أنّ البشر مخلوقاتٌ تُفكّر بشكلٍ منطقي، ولكن ماذا يعني هذا؟

المنطقية تعني أن نستخدم عقولنا بشكلٍ مستمرٍّ لفهم العالم من حولنا، بحيث نتمكّن من فهمه بشكلٍ أفضل والشعور بمزيدٍ من الأمان. بمعنى آخر، مهما كان الأمر الذي تُقرّر القيام به، أو تُقرّر عدم القيام به فإنَّك تفكر بسرعة في مبررٍ منطقيٍّ لقرارك الذي اتّخذته. ومن خلال الاستمرار في اختلاق المبررات للقرارات التي تتّخذها لن تتمكّن من تحسين أدائك.

ثمَّة سببان رئيسان يفسران أهمية الإبداع في بلوغ النجاح، الأول أنَّ حل المشكلات واتّخاذ القرارات يُعَدَّان مفتاح الأعمال التي يقوم بها رواد الأعمال، إذ إنَّنا نقضي 50- 60% من أوقاتنا في العمل والحياة في حل المشكلات. فكلما كنت أكثر براعةً في التوصل إلى طرائق مبتكرة لحل المشكلات التي لا مفر منها والتي لا يمكن تجنبها في الحياة اليومية أو في العمل وكلما اتّخذت قراراتٍ فعالةً بشكلٍ أفضل حققت نجاحاتٍ أكبر. والثاني أنَّنا نرغب جميعاً في جني المزيد من الأموال، وأن نكون أكثر نجاحاً، وأن نتمتع بمكانةٍ، وتقديرٍ، واهتمامٍ أكبر، وهي الأمور التي تُعَدُّ القدرة على حل المشكلات عاملاً رئيساً في تحقيقها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة