6 طرق لتغيير حياتك

دعني أُخمِّن عنك بعض الأشياء: أنت تريد القيام ببعض التغييرات، وتريد حدوثها بسرعة؛ فقد ترغب في إنقاص وزنك، أو جني المزيد من المال، أو تكوين علاقات أفضل، أو الشعور بشعور أفضل، فأنت تعلم أنَّه يمكنك الحصول على كل هذه الأشياء، وقد حاولت تحقيقها أكثر من مرة، لكنَّك دائماً ما ينتهي بك الأمر حيث بدأت بالضبط.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "سينيم جونيل" (Sinem Günel)، تقدِّم لنا فيه 6 طرائق تساعدنا على تغيير حياتنا. 

فكل هذه الأنظمة الغذائية التي بدت جيدة، أدَّت إلى تركك تتضوَّر جوعاً، والمرشدين الذين وعدوا بأنَّك ستصبح مليونيراً في الأيام الثلاثين القادمة لم يفوا بوعودهم، وبدأت تفقد الأمل، وتتساءل عمَّا إذا كان هناك طريقة للخروج من واقعك الحالي.

فالنبأ السار هو أنَّه توجد طريقة للخروج، ولكنَّ النبأ السيِّئ هو أنَّه قد لا يكون الأمر سهلاً مثلما قد يبدو؛ إذ إنَّ أهم التغييرات في حياتنا لا تحدث بين ليلة وضحاها، بل تحدث من خلال إجراء صغير لكن مستمر، وقد تبدو التغييرات الجذرية أكثر جاذبية، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ الخطوات الصغيرة ستؤدي إلى تحقيق أشياء أفضل على الأمد الطويل.

إليك 6 أشياء ستساعدك على تغيير حياتك:

1. التخلُّص من العادات التي تعوقك:

عندما نريد تغيير حياتنا، غالباً ما نبدأ بإضافة أشياء جديدة إلى روتيننا اليومي؛ إذ نعتقد أنَّ الاستيقاظ في الخامسة صباحاً سيساعدنا على بناء عمل تجاري ناجح بطريقة ما، أو أنَّ البدء بممارسة التمارين الرياضية المذهلة لمدة 15 دقيقة والتي تعد بمساعدتنا على التمتُّع بالجسم الذي نحلم به في غضون أيام قليلة، ستفعل ذلك فعلاً.

لكن في معظم الأوقات، نفشل لأنَّنا لا نستطيع الالتزام بتلك العادات السحرية الجديدة لفترة طويلة جداً، فالنبأ السار هو أنَّ الأمر طبيعي جداً، إذا بدأت في تكوين عادة جديدة وفشلت بذلك، فأنت لست وحدك.

فنحن مخلوقات تشكِّل العادات عِماد حياتها، وكلما أردنا إجراء تغييرات جذرية في حياتنا اليومية، فإنَّ الاحتمالات بأنَّ نوايانا الحسنة سترتد بنتائج عكسية بسبب فقداننا للإرادة، كبيرة؛ لذا بدلاً من محاولة تكوين عادات جديدة، حاول التخلص من تلك التي تعوقك، فإذا كنت تريد اتخاذ خطوة إلى الأمام، فاستبدل عاداتك القديمة بالعادات الإيجابية.

على سبيل المثال:

  1. توقَّف عن تصفُّح هاتفك قبل الخلود إلى النوم، واقرأ بدلاً من ذلك بضع صفحات من كتاب ما كل ليلة.
  2. توقَّف عن التحقق من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك بعد الساعة 5 مساءً، واختتم أيام عملك بتأمل قصير لمساعدتك على التخلص من التوتر.
  3. توقَّف عن تناول وجبات خفيفة من الأطعمة غير الصحية، واشرب كوباً من الماء في كل مرة ترغب فيها بتناول قطعة من الشوكولاتة.

لا بد أنَّك فهمت هذه النقطة: بدلاً من إضافة المزيد والمزيد من المهام اليومية إلى قوائم المهام لدينا وإغراق أنفسنا بها، نريد الاستفادة من الإجراءات الروتينية الموجودة بالفعل في حياتنا، فمن خلال التخلص من العادات الصغيرة التي تعوقك في التقدم، سيكون لديك المزيد من الوقت والطاقة للقيام بالأمور الصحيحة.

2. القيام بشيء جيد لنفسك كل أسبوع:

دعني أُخمِّن شيئاً آخر، أنت مشغول على الدوام، ففي معظم الأوقات، تكون مشغولاً جداً في العمل وفي المنزل لدرجة أنَّك تشعر أنَّك لا تملك وقتاً لنفسك، فأنت تحاول إرضاء الأشخاص الآخرين، ولكنَّك تفشل في إرضاء نفسك، وهذا الأمر يجب أن ينتهي.

لذا خلال الستة أشهر المقبلة، افعل شيئاً واحداً على الأقل لنفسك كل أسبوع، احصل على جلسة تدليك، وشاهد فيلمك المفضل، واستمتع بفنجان من القهوة بهدوء، افعل شيئاً من أجلك فقط دون القلق بشأن توقعات الآخرين أو موافقتهم.

ليس بالضرورة أن تقوم بشيء مكلف أو يستغرق وقتاً طويلاً، كل ما يتعلَّق به الأمر هو الحرص على تخصيص بعض الوقت لنفسك، تخلَّص من عقلية كل شيء أو لا شيء، وافعل ما بوسعك، سواء كان ذلك أخذ استراحة لمدة 5 دقائق في هدوء، أو قضاء عطلة نهاية الأسبوع في مكانك المفضل.

فالشخص الوحيد الذي سيبقى معك إلى الأبد هو أنت، لذلك من المنصف التأكُّد بأنَّك على ما يرام، كما قالت الكاتبة "كاتي ريد" (Katie Reed) ذات مرة: "الرعاية الذاتية تدور حول منح العالم أفضل ما لديك بدلاً من ما تبقى منك"؛ فإذا لم تشعر بأنَّك على ما يرام، فلن تكون قادراً على جعل الآخرين يشعرون بالراحة؛ لذا احرص على الاعتناء بنفسك أولاً.

3. تدوين انتصاراتك:

لا بد أنَّك في فترة ما قضيت يوماً كاملاً تعمل عملاً جاداً وتنجز الأشياء الموجودة في قائمة مهامك، لكن على الرَّغم من كل ذلك ظللت تشعر بأنَّك لم تنجز أي شيء.

فعندما ننشغل في مطاردة الأحلام الكبيرة، نفشل أحياناً في رؤية المدى الذي وصلنا إليه بالفعل، وعندما ننظر إلى قوائم المهام التي لا نهاية لها، فإنَّنا نتجاهل الأمور التي أنجزناها بالفعل، ونركِّز بدلاً من ذلك على المهام التي ما تزال في انتظارنا.

لهذا، يجب أن تحتفي بما حققته من انتصارات مهما كانت صغيرة، وفي نهاية كل يوم خذ دقيقة من وقتك واكتب الأمور التي تفتخر بأنَّك قمت بها، قد تكون مهمة أنجزتها، أو موقفاً صعباً تعاملت معه جيداً، أو حقيقة أنَّك استغرقت بعضاً من الوقت للاستمتاع بوقتك.

إذا كنت تستخدم أداة رقمية لإدارة المهام، فتأكَّد من الاحتفاظ بأهدافك الأسبوعية والشهرية بصيغةٍ غير رقمية أيضاً، فبهذه الطريقة، يمكنك النظر إلى الأسابيع والأشهر الخاصة بك ومعرفة ما حققته بالفعل على مدار العام.

بالنسبة إليَّ، إنَّني أستخدم دفتر يوميات يساعدني على توثيق:

  1. أهدافي على مدى 3 أشهر.
  2. أهدافي الأسبوعية.
  3. انتصاراتي اليومية.

إذ يُعدُّ الالتزام بالوعود الصغيرة أسهل بكثير من إجراء تغييرات جذرية، لذا ركِّز في الانتصارات التي يمكنك تحقيقها كل يوم، وافتخر بكل خطوة تدفعك نحو الوجهة التي تريدها؛ فعند الاحتفاء بانتصاراتك الصغيرة، ستكتسب الثقة والطاقة، وهذا يساعدك على إنجاز مزيد من الأمور وتشعر بشعور أفضل؛ لذا هذا الأمر يعود بالمنفعة للجميع.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لإحداث تغيير مذهل في حياتك بشكلٍ فوري

4. الاستفسار عن كل شيء:

على مدى الستة أشهر المقبلة، اسأل عن كل شيء ولا تستخف بأي شيء؛ فنحن عندما تصادف نصيحة (مثل هذه)، اسأل نفسك ما إذا كانت منطقية بالنسبة إليك ولأهدافك ولوضعك في الحياة، فلا يوجد كتاب قواعد أساسي عن كيفية عيش الحياة، ومعظم النصائح غير قابلة للتطبيق في جميع المواقف.

قد لا تنفعك أفضل استراتيجيات الإنتاجية التي أطبِّقها، فقد يكون لديك نقاط قوة وتوقعات ومشكلات مختلفة عن تلك التي لدي، على سبيل المثال؛ النظام الغذائي الذي ساعدني على إنقاص وزني بسهولة قد يشعرك بالبؤس والجوع طوال الوقت، لأنَّه لا يناسب احتياجات جسمك.

فبصفتي كاتبة تعمل على تحسين الذات، أجني المال من خلال مشاركة نصائح عن عيش حياة أفضل، لكنَّني أشجعك على التشكيك في كل ما تقرأه وتسمعه، وتراه أيضاً؛ فلا أحد سيعيش تجربتك في حياتك؛ لذلك عليك دائماً التأكُّد من أنَّ الأفكار التي تصادفك مناسبة لحياتك في الوقت الحالي.

على سبيل المثال، إذا حقق شخص ما "نجاحاً" في شيء معيَّن، هذا لا يعني أنَّ استراتيجياته ستكون مفيدة بالنسبة إليك أيضاً؛ لذا افتح عقلك ليكون نقدياً بشأن أي شيء تستهلكه، وكن أكثر إرادة بشأن النصائح والآراء التي تأخذها على محمل الجد.

5. الانتباه إلى هذه الأمور:

يعدُّ قبول رغبتك في تغيير حياتك أمراً صعباً، ولكنَّ الأمر الأكثر صعوبة هو العمل على شق طريقك من خلال المشاعر التي كانت تمنعك من عيش حياة مُرضية.

ففي مقابلة أُجريت مع المتحدثة التحفيزية "ليزا نيكولز" (Lisa Nichols) تكلمت فيها عن تمرين، وهو: توقف كل يوم أمام المرآة، وأكمل الجمل الآتية باسمك:

1. أنا فخور بأنَّني قمت بـ:

استخدم هذه الجملة لسرد سبعة أشياء مختلفة تفتخر بها، واحتفِ بنفسك.

2. أنا أسامح نفسي على:

هل تتذكَّر تلك الأخطاء التي اقترفتها منذ سنوات والتي ما زلت تفكر فيها حتى الآن؟ تدور هذه الجملة عن التخلي عن المشاعر السلبية المرتبطة باللوم والعار والذنب والندم والغضب.

3. أنا أتعهَّد بأن:

يجب أن تضيف تعهداً لنفسك قبل أن تعطي عهداً لأي شخص آخر.

وتضيف "ليزا" أنَّك لن ترى تغييراً سحرياً لمجرد قيامك بهذا التمرين لمرة واحدة، لكن مع مرور الوقت، سيساعدك الصدق مع نفسك على الشعور بالارتياح.

إقرأ أيضاً: التكيف مع التغيير: ما أهميته؟ وكيف نطبقه؟

6. استخلاص الدروس من جميع المواقف:

في المرة القادمة التي تواجه فيها موقفاً يبدو لك بأنَّه غير منصف أو صعب أو مزعج، اسأل نفسك ما يأتي: ما هو الدرس الذي سأستخلصه من هذا الموقف؟

كما كتبت مضيفة البرامج والمؤلفة "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) في كتابها الذي يحمل اسم "ما أعرفه بالتأكيد" (What I Know For Sure): "كل عقباتنا لها معنى".

وأسهل طريقة لمعرفة ما يمكن أن يكون هذا المعنى بالضبط هي التوقف للحظة، وسؤال نفسك عمَّا يمكن أن تتعلَّمه من التحدي الذي تواجهه، قد لا تتمكَّن من العثور على الإجابة على الفور، ولكن إذا كنت تسير في الحياة وتسأل نفسك، ما هو الدرس الذي سأستخلصه؟ ستجد الإجابة عاجلاً أم آجلاً، فنحن جميعنا نحتاج إلى مواجهة معاركنا الخاصة، ولكن تلك الأوقات الصعبة تصبح أسهل بكثير عندما نكون مرنين بدلاً من التصرف بعناد.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

في الختام:

في معظم الأوقات، لا تكون الحياة سهلة، لكنَّها يمكن أن تكون غنية؛ بالتجارب والحب والذكريات والدروس، لكنَّها في ذات الوقت غنية بالفشل والأخطاء وخيبات الأمل والتحديات؛ إذ إنَّ الجوهر هو التركيز في الجانب المشرق، وستصبح الشخص الذي من المفترض أن تكون عليه رويداً رويداً، ربما لن تكون حياتك أسهل ممَّا هي عليه الآن، ولكنَّك ستصبح أقوى بكثير وستصبح قادراً على خوض معارك أكبر.

على مدى الستة أشهر المقبلة، اتبع هذه الخطوات الست لتصبح أكثر مرونة وهدوءاً وتركيزاً:

  1. بدلاً من تكوين عادات جديدة، تخلَّص من العادات التي تخرب حياتك حالياً، أو استبدلها بأخرى إيجابية، إذا أمكن.
  2. افعل شيئاً واحداً على الأقل كل أسبوع، لجعل نفسك أكثر سعادة.
  3. خصِّص وقتاً للاحتفاء بالأشياء التي تنجزها كل يوم.
  4. كن متشكِّكاً بشأن أي شيء تقرأه أو تسمعه أو تشاهده، واسأل نفسك ما إذا كانت النصائح التي تراها مفيدة لك.
  5. استخدم الجمل الثلاثة الخاصة "بليزا نيكولز" للتخلِّي عن ماضيك، وتعزيز الوفرة في حياتك.
  6. اسأل نفسك: ما هو الدرس الذي سأستخلصه من هذا الموقف؟ كلما شعرت أنَّ الحياة غير منصفة في موقف ما.

المصدر




مقالات مرتبطة