5 طرق لتعزيز التواصل الإيجابي بين الأزواج

فلتنظرْ إلى كلماتك على أنَّها طوب بناء، وأنت تبني منزلاً بالاعتماد على مستوى التواصل الحالي مع شريكك، فتضيف حجر بناء في كل مرة تقوم بمداخلة داعمة، وتنزع حجراً في كل مرة تنتقد فيها الطرف الآخر، وبعد ذلك، قدِّر المدة الزمنية اللازمة لإتمام عملية البناء، وقيِّمْ مستوى التواصل في زواجك بناءً عليها.



التواصل الإيجابي بين الأزواج هام جداً، فقد أثبتت الدراسات أنَّ اعتماد السلوكات الإيجابية وتعزيزها يساهم في تنمية أدمغة الأطفال ورفع مستويات السعادة بين أفراد العائلة ككل، يتعلم الفرد البالغ ويطوِّر من سلوكاته باستمرار في أثناء خوضه لتجارب الحياة، ما يعني أنَّ دماغه لا ينفك عن التطور كحال الأطفال، تنجم الحياة الهانئة والمستقرة عن التجارب والخبرات الإيجابية، وتتداعى الزيجات عندما تسود الحوارات والمواقف السلبية بين الزوجين.

نستنتج مما سبق أنَّ كل من السلوك والحوار الإيجابي مع شريكك هي عوامل لازمة لتحقيق الاستقرار في الزواج، يناقش المقال:

5 طرائق لتعزيز التواصل الإيجابي بين الأزواج:

1. إخبار شريكك بأنَّك تحبه في كل فرصة سانحة:

الإفصاح عن مشاعر المحبة بين الحين والآخر يرسِّخ هذه العاطفة بين الزوجين حتى لو كانت بارزة في الأفعال ومقروءة بالحدس، قد يصعب على بعض الأفراد الإفصاح عن محبتهم لفظياً، وبذا عندما تتجاوز منطقة راحتك وتقول لشريكك إنَّك تحبه من أعماق قلبك، فإنَّه سيقدِّر هذه البادرة، ويبتهج، وتغمره مشاعر المحبة والطمأنينة والرضى عن العلاقة رغم العيوب التي تكتنفها.

2. إلقاء التحية بحماسة:

تقتضي هذا الطريقة إلقاء التحية على الشريك بحماسة عندما تعود للمنزل بعد العمل في نهاية اليوم على سبيل المثال؛ إذ يتعلَّق نجاح البادرة بلهجة الكلام أكثر من الكلام بحد ذاته، ويمكن أن ترفقه بعناق، أو قبلة، ثمَّ تسأل شريكك عن تفاصيل يومه حالما تراه؛ إذ يعزِّز هذا التصرف من شعور الشريك بالانتماء، وبأنَّ الطرف الآخر يرغب في وجوده في حياته، فيستطيع الإنسان التغلب على أي مشكلة في العمل عندما يعود للمنزل ويلاقي الاهتمام والدعم من شريكه المحب.

شاهد بالفيديو: 8 قواعد لاستمرار مشاعر الحب بعد الزواج

3. الإصغاء باهتمام لكلام الشريك، وتقديم النصح بناءً على طلبه وحسب:

كثيراً ما يصغي الفرد باهتمام في أثناء الحديث بهدف صياغة رأيه بالموضوع المطروح، وإبراز ذكائه، وشد انتباه الطرف الآخر، لكن عندما يلجأ إليك الشريك ويخبرك بمشكلاته أو همومه، فإنَّه يحتاج إلى إصغائك إليه باهتمام صادق، وطمأنته بأنَّ المشاعر التي يختبرها إثر مشكلاته هي طبيعية تماماً، فلا حاجة إلى التفكير بردٍّ مدروس؛ بل يكفي أن تنظر في عيني شريكك في أثناء حديثه، وتومِئ برأسك، وتتفاعل بلغة جسدك بما يتلاءم مع كلامه.

إيَّاك أن تقدِّم النصائح ما لم يطلبها الشريك صراحة، وفي هذه الحالة أيضاً، يُستحسَن أن تطرح أسئلة تساعد شريكك على صياغة حل خاص به؛ لأنَّ الإنسان في غالب الأحيان يعي الحل، لكنَّه يحتاج إلى بعض الدعم للإفصاح عنه وتطبيقه تطبيقاً فعلياً، لا مثيل للإصغاء الصادق في تعزيز أطر التواصل بين الزوجين، ومن هذا المنطلق يُنصَح بالاعتماد عليه في كل فرصة سانحة.

إقرأ أيضاً: هل أنت جاهز لتصغي: مشكلة قلة الإصغاء بين الأزواج

4. الامتناع عن المقاطعة أو رفع الصوت في أثناء الحديث:

لا بدَّ أن تتعارض وجهات نظر الزوجين في بعض المواقف، وتحدد طريقة تعاملهما مع الموقف بحد ذاته فيما إذا كان سيتم التوصل إلى تسوية أو سيتفاقم الخلاف، على افتراض أنَّ أحد الأطفال أساء التصرف في موقف معيَّن، ولم يتفق الأبوان على عقوبة مناسبة، فبدلاً من رفع الصوت ومقاطعة الطرف الآخر، يُنصَح بمناقشة الموضوع برويَّة والإصغاء باهتمام لوجهات النظر، ومحاولة التوصُّل إلى تسوية، والأفضل من هذا كله، أن يتم النقاش بعيداً عن مرأى ومسمع الأطفال.

إيَّاك أن تتصرف بحدَّة لتثبت وجهة نظرك وتفرضها على الشريك، فليس بالضرورة أن يكون رأيك صائباً، لا غنى عن الاحترام والود المتبادل بين الزوجين لكي يعيش جميع أفراد العائلة في جوٍّ من الوئام والبهجة، وتنعكس هذه السلوكات الإيجابية في تعاملاتهم مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: 21 طريقة لتقوية العلاقات المتعثرة

5. التشجيع والمديح:

تذكَّرْ مشاعر السعادة والطمأنينة التي كانت تغمرك أيام الطفولة عندما كانت أمك تثني على مشاريعك المدرسيَّة بصرف النظر عن جودتها، حبَّذا لو أمكنك تطبيق هذا السلوك في علاقتك مع الشريك بشرط الامتناع عن تقديم آمال زائفة؛ بل يجب أن تكون واقعياً في مديحك قدر الإمكان، كأن تثني على جهوده التي يبذلها في العمل، وتخبره بأنَّه موظف ناجح، أو تعرب عن استمتاعك بالوجبة التي أعدَّها وتشكره من صميم قلبك، وغيرها من الممارسات اللطيفة اليومية التي تترك أثراً طيِّباً في قلبه.

بالنتيجة، سيشعر الشريك بالراحة والرضى، ويبذل مزيداً من المجهود في عمله، ويكون قدوة حسنة لزملائه، ويستمر بإعداد الوجبات الشهية لعائلته في المنزل، ويستفيد جميع أفراد العائلة من أجواء التواصل الإيجابي بين الزوجين.




مقالات مرتبطة