6 طرق لتطوير عملك من خلال التركيز على صحتك

في عام 2018، قال رائد الأعمال المشهور إيلون ماسك (Elon Musk): إنَّ الناس بحاجة إلى العمل من ثمانين إلى مئة ساعة أسبوعياً إذا أرادوا تغيير العالم؛ وتعكس كلماته هذه الرأي القائل إنَّه لا ينبغي العمل بذكاء وحسب إنَّما بجهد وجدٍّ أيضاً.



ومن سوء الحظ بالنسبة إلى السيد ماسك أنَّه في حين أنَّ هذه الساعات الطويلة قد ساعدته على تأسيس شركات ناجحة، لكنَّها قد خلَّفت وراءها خسائر فادحة فيما يتعلق بصحته ومشاريعه المستقبلية؛ وذلك لأنَّ العمل ثمانين ساعة إضافية أسبوعياً ليس أمراً محموداً للكثيرين؛ فضلاً عن أنَّه يفضي إلى ضعف التركيز وارتفاع مستوى الإجهاد غير المحتمل.

أما من الناحية الصحية؛ فإنَّه ليس نموذجاً يحتذي به رواد الأعمال؛ حيث إنَّه يعترف بذلك بصريح العبارة؛ ولذا ينبغي على رواد الأعمال أن يعبؤوا بأمور الصحة ليتمكنوا من تولي زمام أعمالهم؛ وذلك لأنَّ العمل لساعات طويلة ليس مُحالاً إلا أنَّ أولئك الذين يسيرون على هذا الطريق يحتاجون إلى تعويضه بسلوكاتٍ لتعزيز السلامة، وفيما يلي بعض السلوكات التي تستطيع ممارستها لتحقيق هذا الغرض:

1. الحصول على قسط كافٍ من النوم لتحسين الإنتاجية وتقليل الأخطاء:

يوصي خبراء النوم أن نحصل جميعاً على قرابة سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة؛ لتجنب حصول المشكلات جرَّاء الحصول على قدر أقل من ذلك.

وقد خلصت دراسة أجرتها مؤسسة راند (RAND) عام 2016، إلى أنَّ نقص النوم يتسبب في خسارة الشخص العادي نحو 11 يوماً من الإنتاجية في السنة، مما يؤدي إلى فقد ما يقارب 2280 دولاراً أمريكياً في المحصلة، أما بالنسبة إلى العمال ذوي الشأن؛ مثل روَّاد الأعمال، فمن المرجح أن يكون هذا الرقم أكبر بكثير؛ وذلك بالنظر إلى الآثار المترتبة على القرارات التي يتخذونها.

فضلاً عن ذلك؛ فقد تدفع قلة النوم روَّاد الأعمال إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء - مثل نشر تغريدات مثيرة للجدل على تويتر - وتُظهِر الدراسات أنَّ الأشخاص المحرومين من النوم أكثر عرضة لارتكاب أخطاء فادحة بنسبة 20 إلى 30%.

إقرأ أيضاً: النوم: أثره على الصحة، وانعكاسه على الإنتاجية

2. اتباع حمية صحية لتحسين المزاج وتعزيز الإنتاجية:

تميل ثقافتنا إلى التقليل من التأثير العميق لما نأكله في الصحة والإنتاجية، ولكن لم يغِب هذا الأمر عن بال المنظمات العالمية؛ فقد نشرت منظمة الصحة العالمية (WHO) بحثاً يشير إلى أنَّ تناول غذاء متوازن يرفع مستويات الإنتاجية بنحو 20%؛ وهو ما يعادل العمل ليوم إضافي في المكتب أسبوعياً.

كما يؤثر نوع الطعام الذي تتناوله في مزاجك، فقد وجد الباحثون في المجلة البريطانية لعلم نفس الصحة (British Journal Of Health Psychology) أدلةً على أنَّ تناول أكثر من سبعة حصص من الفواكه والخضروات يومياً، قد أدى إلى تحسين مزاج المشاركين تحسيناً كبيراً وجعلهم في حالة أفضل لمواجهة تحديات الحياة.

شاهد بالفيديو: 9 نصائح ذهبيّة لتحسين المزاج

3. ممارسة التمرينات الرياضية لتعزيز الإنتاجية وتوطيد العلاقات بين الأشخاص:

يحافظ كبار روَّاد الأعمال في مختلف أنحاء العالم على ممارسة التمرينات الرياضية، وهذا لا ينبغي أن يكون مفاجئاً؛ حيث تشير البيانات إلى أنَّ النشاط البدني له فوائد عدة، بما فيها تحسين السلامة العقلية والصحة العامة وتقليل الإجهاد.

وقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ إنتاجية الموظفين كانت أعلى بنسبة لافتة بلغ قدرها 72% في الأيام التي مارسوا فيها التمرينات الرياضية مقارنة بالأيام التي لم يفعلوا ذلك، وخلصت دراسة أخرى إلى أنَّ تحريك جسمك من حين إلى آخر بدل الجلوس طوال الوقت، له دور في الحد من مرور الأيام هباءً منثوراً بسبب ضعف الأداء وتوطيد العلاقات بين الأشخاص.

يقول براين جاكسون (Brian Jackson) صاحب شركة بيرست كيو (BurstiQ)، التي تهتم بشؤون الصحة: إنَّ الالتزام بممارسة التمرينات الرياضية يومياً له دور هام في مكافحة الإجهاد الناجم عن كونك رائد أعمال وصاحب مشاريع.

تستطيع أن تبدأ هذا الأمر بالتسجيل في نادٍ رياضي لتشجيع عائلتك أيضاً؛ وذلك لأنَّ ممارسة التمرينات الرياضية لا تجعلك أكثر صحة فحسب؛ إنَّما أكثر سعادة وتوازناً.

4. تقليل التوتر وتحسين عملية اتخاذ القرار:

كثيراً ما يحاول روَّاد الأعمال أتمتة حياتهم الشخصية حتى يتمكنوا من تكريس طاقاتهم لعملهم؛ غير أنَّ اتباع هذا النهج يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير محمودة؛ منها فقدان التركيز وارتفاع مستويات الإجهاد وسوء اتخاذ القرارات.

إنَّ اليقظة الذهنية هي ممارسة يقوم بها الجميع بمن فيهم ستيف جوبز (Steve Jobs) وريتشارد برانسون (Richard Branson) ولها فوائد عدة؛ فقد وجدت دراسة من جامعة كاليفورنيا (University of California) أنَّ ممارسة اليقظة الذهنية مدة أسبوعين فقط قد يعزز التركيز تعزيزاً كبيراً، كما خلصت دراسة أخرى أجرتها جامعة بنسلفانيا (University of Pennsylvania) إلى أنَّ ممارسة التأمل تقلل احتمال هدر المال وتساعد على زيادة وضوح عملية اتخاذ القرار.

وأخيراً؛ يشير بحثٌ أجرته جامعة جونز هوبكنز (Johns Hopkins) إلى أنَّ أولئك الذين يمارسون التأمل، يلاحظون انخفاضاً معتدلاً وواضحاً في مستوى الإجهاد العام.

5. الاستماع للموسيقى للحد من الإجهاد والحفاظ على التركيز:

قد يبعث الاستماع للموسيقى في المكتب جواً من الاسترخاء في أدمغتنا وذلك من خلال خفض التوتر والقلق في جميع أنحاء الجسم، وقد أكَّد ويليام ألفريد (William Alfred)، مؤسس موقع ميوزيك ديجي (MusicDigi)، أنَّ الاستماع لموسيقاك المفضلة يمكن أن يساعد على تركيز الاهتمام على لحظات الحاضر والاستمتاع بما تفعله مهما كان مرهقاً؛ وهذا يساعدك على أن تبقى مركزاً ومتحفزاً وسعيداً بالعموم على مدار اليوم.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء عجيبة تحدث لجسمك عند الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية

6. زيادة السعادة في الأوقات الصعبة باستخدام الدعم الاجتماعي:

يمكن لروَّاد الأعمال تحسين صحتهم ومشاريعهم عن طريق التماس الدعم الاجتماعي عند الحاجة؛ وذلك لأنَّ العديد من كبار قادة الأعمال في العالم لديهم منتور، كما تشير الأبحاث إلى أنَّ الأشخاص الذين لديهم علاقات وطيدة مع الناس، داخل المؤسسة وخارجها، تقل لديهم مستويات الإجهاد في مكان العمل ويغمرهم شعور السعادة.

ولذلك؛ فإنَّ التركيز على الصحة الشخصية ليس اختياريَّاً بالنسبة إلى روَّاد الأعمال؛ بل هو أداة أساسية تسمح لهم بتحسين عملياتهم واتخاذ قرارات أفضل، مما يتيح لهم الاضطلاع بدورٍ أساسي في منظماتهم وجعل مكان العمل أكثر ازدهاراً.

المصدر




مقالات مرتبطة