6 خطوات لتحويل الندم إلى مشاعر إيجابية

لو لم أكن مضطراً إلى العمل، لكنت سعيداً، لو تمكَّنت فقط من الحصول على وظيفة، فسأكون سعيداً، لو تمكَّنت من العثور على الشريك المناسب، فسأكون سعيداً، لو كان في إمكاني الحصول على بعض الهدوء والسكينة، فسأكون سعيداً، لو كان في إمكاني فقط أن أصبح ثرياً ومشهوراً، فسأكون سعيداً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "شيريل ميلودي باسكين" (Cheryl Melody Baskin)، وتُحدِّثنا فيه عن طرائق التخلُّص من الندم.

معظم الأهداف المرتبطة بالندم تبدو مفتاحاً لحياة رائعة:

مع أنَّ معظم الأهداف المرتبطة بالندم قد تبدو مفتاحاً لحياة رائعة، فإنَّ الرغبة في تحقيقها لا تجعلنا دائماً أقرب إلى السعادة أو الإنجاز، فنحن نعلم جميعاً القصة التي يُضرَب بها المثل عن الشخص الذي يمتلك كثيراً من الأصدقاء وكثيراً من المال، ومع ذلك يشعر بالفراغ، فبصرف النظر عن مقدار ما نحقِّقه، فإنَّ البشر ميَّالون بطبيعتهم إلى الحاجة إلى تحقيق نتائج مباشرة.

بيد أنَّ البشر يمتلكون القدرة على التغيير، كما أوضحت في كتابي "القلب الحالم: الدخول في الحياة والحب والإبداع والأحلام بصرف النظر عن أي شيء" (Heart–Dreamer: Stepping into Life, Love, Creativity and Dreams – No Matter What)، فإنَّني أرى الندم متلازمةً يُعاد فيها تدوير أنماط التفكير السلبية، والتي لديَّ القدرة على تغييرها؛ فالسعادة الحقيقية والسلام الداخلي هما أمران نفسيان، ولا يعتمدان على الثروة أو الشهرة أو ما يراه المجتمع على أنَّه نجاح، فأنا أعرف ما الذي يعنيه هذا من الناحية النظرية، فبمجرَّد أن أشعر بالأسف تجاه نفسي، أُحوِّل بوعي موقفي من التفكير بالندم إلى مشاعر إيجابية، وأُهيِّئ نفسي للقيام بعمل شاق، لكنَّه مفيدٌ لتغيير نفسي من داخل أعماقي.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب وراء شعورك بالندم

أقدِّم لك فيما يأتي الطرائق  لإجراء هذا التحوُّل بعيداً عن الندم، لأتقبَّل نفسي كما أنا:

1. التوقف والتفكير في الوقت الحالي:

عندما أُردِّد عبارات الندم، أعود إلى التفكير في الأساسيات واللحظة الحالية التي أعيشها؛ إذ أُلاحظ قدسية كل نفس أتنفَّسه بعمق، وأكون ممتنةً للجمال المحيط بي، وأقول لنفسي: "أنا كافية كما أنا"، فإنَّ تقبُّل الذات هو خطوةٌ تؤدي مباشرةً إلى حب الذات، ومن خلال التنفس بعمق والحضور فقط، ستكون شخصاً كافياً كما أنت.

2. اكتشاف مصدر الندم من خلال كتابة اليوميات وغيرها من أساليب اكتشاف الذات:

بمجرد التركيز على الوقت الحالي، ركِّز على السبب الأساسي لرغبتك، هل تريد وجود مزيد من الأصدقاء حولك لأنَّك تشعر بالعزلة؟ هل فقدت الشعور بالمرح؟ هل قرأت مقالاً يفيد بأنَّ وجود مزيد من الأصدقاء يطيل عمرنا المتوقع؟ يمكن أن يساعدك التفكير الذاتي وكتابة اليوميات على الوصول إلى مصدر مشاعرك ومساعدتك على التخلص من الأفكار وردود الفعل السلبية السامَّة المرتبطة بالندم؛ إذ يمكن أن توفِّر لك كتابة اليوميات أيضاً إحساساً بالسلام الداخلي المتجدِّد، وتساعدك على اكتشاف الأحلام التي كانت موجودة طوال الوقت دون أن تعرف ذلك.

3. تقبُّل الشكوك ومشاعر عدم الأمان مع الشجاعة والتصميم:

نمتلك جميعاً شكوكاً ومخاوف ومشاعر عدم أمان، ولا بأس أن نشعر بها إذا استطعنا التعبير عنها بالكلمات، مثل: "أنا مُصمِّم، وواثق، وشجاع، ومثابر، وأؤمن بنفسي وبتفردي"؛ إذ يمكنك جعل صوتك وأنت تقول: "يمكنني فعل ذلك" الصوت الأعلى.

إنَّ ما نقوله لأنفسنا هام، ويمكن استبدال عبارة: "لو كنت أكثر ذكاء وثراء ونجاحاً"، بعبارة "لديَّ القدرة على تحديد من أكون"، فربما قال لك بعض الأشخاص سابقاً عبارات، مثل: "لا تجرِّب هذه الفكرة، فقد تفشل"، أو "لن تكسب مالاً كثيراً من هذا العمل، فلا تخاطر"، فاستبدل هذه النصائح غير المفيدة بعبارات تُظهِر قوتك، مثل: "لديَّ الشجاعة لفعل ما أحبه"؛ إذ تغيِّر الكلمات القوية مسار حياتنا.

4. تقبُّل غموض الحياة:

إنَّ الثقة في الغموض الذي يَلفُّ سحر الحياة الغريب هو أمر ننسى فعله أحياناً بوصفنا أشخاصاً بالغين، ولكنَّه يمكن أن يُوسِّع منظورنا، ويذكِّرنا بأنَّ أي شيء يمكن أن يحدث؛ إذ يساعد هذا غالباً على التخلِّي عن مخاوفنا، ويسمح لنا بالتفكير في معجزات جديدة وبالأمل والشفاء والضحك وظهور أحلام جديدة، حتى عندما نظنُّ أنَّ حياتنا لا معنى لها فالعكس هو الصحيح.

في أثناء الشعور بالركود، يوجد دائماً صوت داخلي يخبرنا بأنَّنا نستطيع النمو من جديد، ماذا لو كانت الخطوة التالية نحو النجاح الشخصي هي أن نحبَّ أنفسنا ونتقبَّلها كما نحن؟ الثقة والتقبُّل والحب والشفاء والتخلِّي كلها طرائق نحو السلام الداخلي والسعادة والحرية.

5. تقبُّل حقيقة أنَّه لا بأس في الشعور بالندم بين الفينة والأخرى:

حينما قلتُ إنَّ الندم متلازمةٌ يُعاد فيها تدوير أنماط التفكير السلبية، فقد قلت ذلك لسببٍ وجيه، لا تقلق على نفسك إذا كنت تجد صعوبة وأنت تردِّد عبارات الندم، بدلاً من ذلك، راقب كيف يعمل عقلك، وخلال هذا الوقت، حاول التأمل لتعرف مدى تقدمك، فعلى الرَّغم من جروح الطفولة والتحديات اليومية التي تواجهك، فجميعنا واجهنا التحديات وتغلَّبنا على الصعوبات؛ لذلك توقَّف قليلاً، وفكِّر ملياً، واستمتع بوقتك بما فيه من فوضى جميلة ومُنمَّقة ومعقَّدة.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تستطيع القيام بها لتعيش حياتك دون ندم

6. استخدام أساليب التصور للاستفادة من خيالك في تعزيز الطموح:

بعد أن فهمت حقيقة الندم، أطلق العنان لخيالك، أحياناً، تكون أكبر الأحلام هي الأكثر قابلية للتحقيق؛ وذلك لأنَّنا نريدها حقاً ويمكننا أن نسعى وراءها تماماً، هذا هو الوقت الذي يمكنك فيه تسخير الندم من أجل الخير، وتصور أحلام جديدة وحياة أفضل، وإلى جانب كلماتك القوية، استخدم خيالك لدعم كلماتك التي تَصِف تصرفاتٍ إيجابية، وحاول أن ترى نفسك تفعل ما تحب، وثق أنَّ الكون يدعمك في الأوقات المليئة بالنعم والحب، والأهم من ذلك كله، استمر في الحلم.

إقرأ أيضاً: 30 قول وحكمة عن الطموح

في الختام:

بمجرد كتابة أفكارك المرتبطة بالندم، ووضع كلمات قوية جديدة، أصغِ لها، ماذا يريد قلبك حقاً؟ ما هو الصوت الذي يهمس داخلك؟ ما هي حقيقتك العميقة؟ احترم أحلامك، واتخذ خطوات صغيرة، وتقبَّل السحر الذي يضيء طريقك، فالأحلام هي شريان الحياة للشعور بالأمل، وعندما تؤمن بنفسك، سيكون كل شيء ممكناً.




مقالات مرتبطة