6 خطوات لإدراك إمكاناتك الشخصية وتحقيق مزيد من الإنجازات

سواء كنت تتقدم بطلب للالتحاق بكلية ما، أم تختار مساراً وظيفياً، أم تمر بأزمة منتصف العمر؛ فإنَّ السؤال الأكبر هنا هو: "ما هي إمكاناتك الحقيقية؟".



ربَّما أوحى لك هذا العالم بالكثير من التوقعات غير الواقعية منذ البداية، وكان ذلك السبب الذي منعك من إدراك إمكاناتك الحقيقية؛ حيث أخبرك جميع من هم حولك بأنَّ هناك موهبة خفية في أعماقك ستكون سبب خلاصك يوماً ما، ولكنَّك أهدرت وقتك في البحث عن "موهبتك" بدلاً من استثمار هذه الطاقة في بناء إمكاناتك.

عندما تدرك إمكاناتك، يكون النجاح حليفك بالتأكيد؛ لذلك، دعنا نتعرف على هذه النصائح التي تساعدك في إنشاء إمبراطورية نجاحك.

ماذا تعني الإمكانات الشخصية؟

عليك قبل إدراك إمكاناتك أن تعرف ما تعنيه الإمكانات الشخصية حقاً، إذ قد يكون تعريفك الخاص لهذه الإمكانات خاطئاً؛ لكون أغلبية الناس لا يدركون ماهيتها الحقيقية.

يقول لك الأشخاص عموماً أنَّك تمتلك إمكانات شخصية بالفطرة، والتي قد تكون نشاطاً تنجزه ببراعة فائقة وبأقل جهد ممكن؛ لذا فإنَّك تبحث دائماً من خلال وجهة النظر هذه عن هواية ترى أنَّك تجيدها، وتسعى إلى إيجاد هذه الهبة الطبيعية المجهولة؛ لكن ما لا تعرفه هو أنَّ الإمكانات الشخصية ترتبط بقوتك الذهنية أكثر من كونها هبات أو مواهب، فهي كل ما تسعى إلى الوصول إليه يوماً ما؛ وبالتالي، حتى لو قال لك الآخرون أنَّ لديك ذوقاً شنيعاً في الأزياء طوال حياتك، فقد ينتهي بك الحال لتكون مصمم أزياء ناجح.

إنَّ ما تحتاج إليه هو قوة الإرادة، حيث يمكنك بشجاعتك وعزيمتك الراسخة تحقيق أي إمكانات شخصية تريدها؛ فالإمكانات والمواهب ليست ذاك الأمر الذي عليك انتظاره حتى يأتي إليك، بل هي صفات تبنيها داخلك من خلال العمل الشاق والذكي، إذ لا توجد عصا سحرية بإمكانها أن تُبرِز إمكاناتك الداخلية سوى إرادتك الخاصة.

لا يعني هذا أنَّ عليك أن تتبع خطى شخص آخر دون تفكير؛ فصحيحٌ أنَّه من الرائع دوماً أن تحصل على بعض النصائح، ولكنَّ إمكاناتك والمسار الذي يوصلك إليها ربَّما يكونان مختلفان إلى حدٍّ كبير؛ ويكمن الحل هنا في محاولة فهم إمكاناتك بدلاً من فرض شيء على نفسك لمجرد أنَّ شخصاً تعرفه قد نجح فيه.

فديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

كيف تجد إمكاناتك؟

تتمحور الإمكانات الشخصية بالكامل حول العمل الجاد والمنظم؛ لذا إليك 6 نصائح ترشدك إلى إيجاد التحفيز واستخدامه بفاعلية:

1. حدد رغبتك الداخلية:

الخطوة الأولى نحو النجاح هي أن تتبع حدسك وتصغي إلى صوتك الداخلي؛ لكن ضع في اعتبارك أنَّك لا تبحث عن إمكاناتك في هذه المرحلة، بل تحاول اكتشاف ما تريده في الحياة؛ ففي نهاية المطاف، إمكاناتك هي ما تسعى من أجله، ومن الأفضل أن تسعى إلى شيء لديك رغبة فيه حتى تستمتع بذلك.

فكر في الأشياء التي تستمتع بها أو التي ترغب في إتقانها، فعلى سبيل المثال: هل تطمح إلى أن تكون فناناً؟ هل كنت تحب أن تكون ممثلاً مسرحياً حتى لو لم تصعد خشبة المسرح من قبل؟

اكتب قائمة بالأمنيات التي تتمنى تحقيقها، ثم حدد أكثرها واقعية، واتبع ما يمليه عليك قلبك في أثناء ذلك، ولا تسعَ إلى الأمور التي من شأنها أن تحسِّن صورتك في المجتمع، أو تجلب لك الكثير من المال وما إلى ذلك؛ وتذكَّر أن تكون راضياً عن نفسك في المقام الأول.

من جهة أخرى، هناك احتمالٌ أنَّك تجيد أمراً ما، لكنَّك تكرهه في الوقت نفسه؛ فمثلاً: لنفترض أنَّ جميع من حولك يحبون صوتك ويستمتعون بسماعه، لكنَّك تكره الغناء رغم التقدير الشديد الذي يظهره الجميع لك؛ لذا عليك تذكر مثل هذه الأمور لتتذكر الابتعاد عنها.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف الشخصية... خطّط لكي تعيش كما تريد

2. ابذل جهدك ما استطعت:

بمجرد أن تحدد هدفك النهائي الأمثل، فقد حان وقت بذل بعض الجهد؛ وسنكرر ما قلناه سابقاً للتأكيد: لن تظهر إمكاناتك الشخصية لوحدها في حياتك، إذ عليك أن تبذل جهداً لإدراكها وتحريرها، حيث يتطلب إدراك إمكاناتك تكريس جهودك في الاتجاه الصحيح؛ فهي لن تظهر فجأة في يوم عشوائي، بل عليك العمل لتجد السبيل إلى إبرازها.

يمكنك بدء تجربتك الشخصية الآن، فمثلاً: أنت تدرك رغبتك في امتلاك شركة قانونية أو مطعم، وهذان خياران مختلفان تماماً في الحياة المهنية؛ لذا عليك اتخاذ خطوات صغيرة في اتجاه واحد منهما، ومعرفة ما إذا كان هذا الأمر هو ما ترغب في بذل جهدك ووقتك عليه.

على سبيل المثال: ما دمت عاجزاً عن اتخاذ القرار بين أن تصبح طاهياً أو أن تتولى منصب محامٍ، فابدأ بتجربة الخيار الأول؛ فقد تجد نفسك أنَّك تستمر في تقديم طعام مطهو أكثر من اللازم حتى بعد مضي 6 أشهر على بذل جهود مستمرة؛ وعندما تطلب من أصدقائك تذوقه، فنادراً ما تتلقى تغذية راجعة إيجابية منهم؛ ورغم اتباعك للوصفة ذاتها على الدوام، يختلف مذاق طبقك في كل مرة.

لقد مضى على عملك في هذه الحرفة ستة أشهر، وقد حاولت جاهداً تقديم وجبة شهية، لكن لا يوجد أي علامة على التحسن؛ لذا عليك اعتبار ذلك إشارة إلى أنَّ الطهي ليس الخيار الأنسب لك على الأرجح، ويمكنك حينئذ العمل باتجاه الخيار الآخر، وسيكون عليك هنا مناقشة الأمر مع محامين متمرسين، والحصول على تدريب عملي، وإجراء بحث حول الموضوع على الإنترنت؛ ثم النظر فيما إذا كنت تمتلك ما يلزم لبناء شركة قانونية ناجحة أم لا.

3. حدد أهدافك بذكاء:

تلعب الأهداف الذكية (SMART) دوراً أساسياً في حياتك، خاصة عندما تسعى إلى تحقيق أمر عظيم.

يساعدك تحديد الأهداف على البقاء على المسار الصحيح في فهم إمكاناتك، وستكون قد توصلت في هذه المرحلة إلى المسار الذي تريد أن تسلكه، وقد حان الوقت لاتخاذ خطوات منتظمة.

لنفترض أنَّك تعرف الأهداف الذكية وكيف تضعها، لكنَّك ستحتاج إلى إضافة بعض الخطوات إلى هذه المسيرة؛ لذا حدد غايتك من كل هدف تضعه، وحبذا لو دوَّنت ما تصبو إليه والسبب وراء ذلك؛ ثمَّ دوِّن الفائدة التي سيعود الهدف بها عليك، والتي لا يمكنك أن تجدها في مصادر أخرى مماثلة؛ وأخيراً، فكر في الثمن الذي ستدفعه في المقابل.

مهما كان ما يجب أن تبذله لتحقيق الفائدة وبلوغ الهدف، ناقش ذلك في هذه المرحلة؛ إذ لا ينبغي أن تبذل جهداً كبيراً دون مقابل، ولا بد أن تكون قادراً على تحصيل القدر نفسه من المال على الأقل من خلال تطبيق ما تعلمته، خاصة إذا كنت تدفع المال لقاء التسجيل في ورشة عمل.

إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية "SMART": اجعل أهدافك قابلة للتحقيق

4. ضع أهدافاً مرحلية:

أحد أكثر الأخطاء التي يقع فيها الناس في محاولة فهم إمكانياتهم هي وضع أهداف كبيرة عند تحديد هدفهم، فيركزون على الهدف الأكبر، وينطلقون لتحقيقه مباشرة؛ لكن ليست هذه هي الطريقة الصحيحة لتحقيق النجاح؛ وكما ذُكِر أعلاه: إنَّ الخطوات الصغيرة هي التي تقربك من هدفك؛ فرغم أنَّها قد تطيل الرحلة بأكملها، لكنَّها أيضاً تزيد من فرص تحقيق نتائج عملية بأقل الصعوبات.

يمكنك من خلال وضع أهداف مرحلية تقسيم أهدافك بعيدة الأمد إلى خطوات أصغر؛ فعلى سبيل المثال: إذا كنت تحمل شغفاً بإنشاء وكالة إعلانات، فلا تصبَّ كامل تركيزك على هذا الهدف النهائي فحسب، بل سجِّل -كخطوة أولى- في كلية الاقتصاد، حيث يمكنك تعلم جميع أساسيات التسويق؛ ثم بعد ذلك يمكنك العمل مع وكالة لتعتاد أسلوب العمل، ثم تواصل مع فني فيديو محلي لإنشاء إعلان عن عمل أحد الأقارب؛ وهكذا حتى تمهد الطريق لتحقيق هدفك الأكبر.

وبناء عليه، تستطيع العمل على الأهداف المرحلية الأسبوعية أو الشهرية، والتي ستسهم بدورها في تحقيق الهدف الأكبر من خلال تقسيم أعباء العمل.

5. تقبَّل الفشل:

تذكر أنَّك قد بدأت للتو، وأنَّك لن تستطيع إتقان أي شيء على الفور مهما كنت شغوفاً به؛ إذ تشكل الإخفاقات والصعاب جزءاً من كل قصة نجاح، ولا بأس إن واجهتنا بعض المشكلات غير المتوقعة بين الحين والآخر؛ لكن إيَّاك أن تدعها تحبط من عزيمتك.

لا يعني فشلك في بعض الأحيان أنَّ عليك أن تغيِّر مسارك، بل يدل ذلك على أنَّك تتعلَّم مزيداً ممَّا قد يساعدك لتصل إلى أبعد ممَّا تتخيل.

إقرأ أيضاً: 10 دروس عظيمة تعلمها الأشخاص الناجحون من الفشل

6. احتفِ بإنجازاتك:

إنَّه لمن الضروري أيضاً أن تمنح نفسك التقدير الذي تستحقه كي تبقي معنوياتك مرتفعة عند مواجهة العقبات الصغيرة، والسر في ذلك هو الاحتفال بالنجاحات الصغيرة؛ ففي كل مرة تنجز فيها إنجازاً هاماً، عليك أن تهنئ نفسك على ذلك.

لذلك، تتبع إنجازاتك الصغيرة حتى تتمكن من تذكرها في كل مرة تشعر فيها بالإحباط والحاجة إلى بعض التشجيع.

الخلاصة:

إنَّ إدراك إمكاناتك وإطلاق العنان لرغبتك الداخلية ليس بهذه الصعوبة، ويتطلب الأمر إرادة قوية وصبراً، وخطوات صغيرة في الاتجاه الصحيح؛ ولكن من المؤسف أنَّ هذا العالم سريع الخطى جعل الحياة معقدة إلى الحد الذي جعل الأمور البسيطة تبدو مستحيلة؛ لذا إذا كنت تتمتع بالقوة الكافية للحفاظ على بساطة الأمور في هذا العالم الفوضوي، فأنت تسير على طريق النجاح حكماً.

المصدر




مقالات مرتبطة