6 أمراض أشد تأثيراً على النساء

توجد حالاتٌ وأمراضٌ يختص بها جِنسٌ دون آخر، مثل: سرطان البروستات الذي يُصيب الرجال دون النساء، على عكس سرطان الرحمِ وسرطان المبيض، واللذين يصيبان النساء دون الرجال. وحتّى الأمراض المشتركة، قد لا يتساوى فيها الرجال والنساء من حيثُ عددِ الإصاباتِ أو درجةِ استفحالها.



إنَّ المجالَ هنا واسعٌ، ولكنَّ الأمرَ مُقتصرٌ الآن على الحالات المرضية الأشد تأثيراً على النساء. توجد ستُ حالاتٍ مرضية أشدُّ تأثيراً على النساءِ منها على الرجالِ، وهي: صُداعُ الشقيقةِ، الرُكبةُ الضعيفة، آلامُ الظهرِ، تشققُ القدمين، اضطرابُ المعدة، والتهابُ المثانةِ الخِلالي. فما عَساكِ تفعلين لتَجَنُّبِ هذهِ الأمراض؟

1. صُداع الشقيقة:

هذا النوع من الصداع العنيف النابض على أحد جانبي الرأس (أو كليهما أحياناً)، المصحوب بأعراض كثيرة، لعلَّ أخفها الغثيانُ والإقياء؛ يُصيب مئات الألوفِ، بل الملايين من الناس.

يُصيب صُداع الشقيقةِ الفتيانَ والفتيات حتّى سِنّ الحادية عشرة أو الثانية عشرة بأعدادٍ متساويةٍ تقريباً؛ ولكن يُصبح هذا الصداع أشدَ قسوةً على الفتيات بعدَ سِنِّ البلوغ. إنَّ صُداعَ الشقيقةِ (Migraine) أكثرُ انتشاراً بين النساءِ مِنهُ بين الرجالِ، وذلك بمقدارِ ثلاثة أضعافٍ. وقد يكون للهرمونات الجنسية الأنثوية، مثل: الإستروجين والبروجيسترون، دورٌ في هذا التميزِ، إذ لوحظ أنَّ نوباتِ الشقيقةِ ميّالةٌ إلى التطابق الزمني مع التبدلات الهرمونيةِ الرئيسةِ في مراحلِ حياةِ النساء. فعلى سبيلِ المثالِ: تزدادُ نوباتِ الشقيقةِ، أو تتفاقم ضراوتها عندَ المرأةِ؛ عندما تَحيضُ وتتبدل مستوياتها الهرمونية. وإنَّ صُداعَ االشقيقةِ الذي يُصيبُ المرأة خلال الأيامِ القليلةِ التي تَسبِقُ عادتها الشهرية، أو في أثناءَ حَيضها؛ يُوصَفُ عموماً بصُداعِ الحيضِ (Menstrual Migraine).

يتناقص عدد نوباتِ الشقيقةِ أو يَخِفُ عندما تبلغ المرأة سن اليأس، حيثُ يحدثُ استقرارٌ في مستوياتها الهرمونية، كما تُلاحِظُ المرأة تبدلاً في عددِ نوباتها أو شِدةِ صُداعِها عندما تبدأ بتناولِ أقراصِ مَنعِ الحملِ، أو أقراصِ التعويض الهرموني. فإذا كنتِ مُصابةً بصُداعِ الشقيقةِ، فإنَّ أولَ ما ينبغي عليكِ فعلهُ هو تَجنب كلّ ما يتسبَّب بإثارة نوبةِ الصداعِ. كذلك فإنَّ الشوكولا، والأجبان المعتقة، والأنوار المُبِهرَة؛ تُعّدُ من مُهيجاتِ نوبات الشقيقةِ أيضاً.

إنَّ الإصابةَ الخفيفة بصُداعِ الشقيقةِ لابدَّ أن تستجيب لمُسكناتِ الألم العامة المتوفرة في الصيدليات بدونِ وصفةٍ طبيةٍ، ومُضاداتُ القيء من شأنها تَخفيفُ أيَّ غثيانٍ مصاحبٍ للنوبة. أمَّا الإصاباتُ العنيفةُ بهذا الصُداعِ فإنَّها تُعَالجُ بوصفةٍ طبيةٍ.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة تساعد في التخفيف من نوبات الشقيقة

2. الرُكبة الضعيفة:

إنَّ النساءَ أكثر إصابةً من الرجالِ بمشاكل جديةٍ في الركبةِ. وأحدُ الأسبابِ هو: أنَّ المرأة تُصاب بمرضِ "الفُصالِ العظمي" (Osteoarthritis) في رُكبَتِها، وذلكَ بمقدارِ الضعف. كما أنَّ المرأة أكثرُ تهيؤاً من الرجلِ للإصاباتِ العنيفةِ في الركبة، مثلُ: تمزُقِ الرِباطِ الأمامي المتصالبِ، وهو أحدُ الأربطةِ الكبرى في الركبةِ التي تُحَافِظُ على استقرارها. كما أنَّ أحدَ الأسبابِ التي تجعلُ المرأة أكثرَ استعداداً للإصابةِ في رُكبتها: اتساعُ وركيها، إذ أنَّ الوركين العريضين يُلقيانِ ضَغطاً زائداً على باطنِ الركبتين. كما أنَّ للمرأة من القوةِ العضليةِ اللازمةِ لتقويةِ الساقين ما هو دونَ القوةِ العضليةِ عندَ الرجلِ، مما يَجعلُ ساقها أسهلَ انحرافاً إلى الداخلِ، وهذا يجعلُ رَضفةَ الرُكبةِ سيئةَ الانطواءِ عند حركتها. فضلاً عن أنَّ التبدُلَ في المستوياتِ الهرمونيةِ لدى المرأة يُمكن أن يؤثرَ على قوةِ الأربطة، ناهيك عن ميلِ المرأة إلى انتعال الأحذيةِ ذاتِ الكعوب الرفيعة العالية.

يُفيد التّدرب على صعودِ السلالم والأماكنِ المرتفعةِ رُكبتي المرأة، كما يُعدُّ تمرين القرفصاء مفيداً أيضاً، ويمكن ممارسته وفق الخطوات التالية:

  • قفِي جاعلةً ظهركِ بمواجهةِ الجدار، وباعدِي بين قدميكِ قليلاً، ثم انزلقِي ببطءٍ جالسةً القرفُصاء مع ثنيِّ الرُكبتين بدرجةِ 90.
  • عدّي إلى الخمسة، ثم انهضي ببُطءٍ أيضاً إلى وضعكِ الأصلي؛ فإذا شَعرتِ بألمٍ في ركبتيك بسببِ هذا التمرين، فمن الأفضلِ أن تريحي ساقيكِ تفادياً لحدوثِ مزيدٍ من الأذى.
إقرأ أيضاً: أمراض العظام الأكثر شيوعًا وطرق الوقاية منها

3. آلام الظهر:

لا يسلم رجلٌ ولا امرأةٌ من هذهِ الآلام بين الفينة والأخرى، ولكنَّ آلام الظهر أكثرُ حُدوثاً عند النساء. كما أنَّ التركيب البيولوجي لجسمِ المرأة يَجعلُها أكثرُ تأهباً للإصابةِ بآلامِ الظهر، فعلى سبيلِ المثال: تُصَابُ الكثيرات بآلام الظهر في فترةِ الحيضِ، والتفسيرُ المنطقي لذلكَ: أنَّ جسمَ المرأة يُنتجُ المزيدَ من الموادِ الكيميائيةِ التي تُسمى (بروستاغلاندين) في أثناءَ الحيض، ويُمكن لهذهِ المواد أن تُسبِّبَ تشنُجاً في عضلاتِ الظهر. كذلك فإنَّ آلام الظهر كثيرةُ الحدوثِ في أثناءَ الحملِ، وعند الوَضعِ، وبعدَ الولادةِ؛ حيث يزدادُ وزن المرأة في خلالِ الأشهرِ الستة الأخيرةِ من حملها زيادةً ملحوظةً، إذ يُحدِثُ هذا الوزن الزائد ضَغطاً زائداً على أسفلِ ظهرِها. كما أنَّ جِسمَ المرأة في أثناء الحملِ يُفرِزُ مزيداً من الهرمونات، ومنها الإستروجين الذي يستطيعُ أن يُرخي أربطةَ ظهرها، ويَجعلهُ أكثرُ قابليةً للألمِ والإصابة. كذلك فإنَّ الأربطةَ التي تُحَافِظ على بقاءِ الأقراصِ الغضروفية بين فقراتِ العمودِ الفقري في مكانها، يمكن أن يُصِيبها الضعف، وهذا هو سَببُ إصابة كثيرٍ من النساءِ بفتوقٍ أو انقراصاتٍ في أثناءَ الوضعِ.

لكي تتفادي آلامَ الظهرِ، فإنَّ عليكِ -في المقامِ الأول- تقويةُ عضلاتِ ساقيكِ وبطنكِ، والتي تُسَاعِدُ على دعم الصلب، مثلاً: يُسَاعِدُ تمرين الانزلاق على تقويةِ الوركين والساقين، ويقوي تمرين الجلوس والنهوض عضلات البطن.

وعلى المرأة -أيضاً- أن تُعنى بتقويةِ عضلاتِ بطنها في أثناءَ الحملِ وبعد الوضعِ. يمكن أن يُساعدَ التمرين التالي لرفع الساقِ، الظهرَ والوركين والبطن:

  • تمددي على ظهركِ مع جعل ذراعيك ممدودتين بجواركِ.
  • ارفعي ساقكِ اليمنى عن الأرضِ بمقدارِ 45 درجة.
  • أبقها مرفوعةً لمدةِ عشرِ ثوانٍ، ثمَّ أنزليها ببطءٍ إلى الأرض.
  • كرري هذا التمرين خمسَ مراتٍ، وأعيديه على ساقك اليسرى.

من الطرائق الأخرى لتخفيفِ آلام الظهر: استمرار النشاط؛ لأنَّ الخمول الطويل يؤدي إلى إضعافِ الظهر.

إقرأ أيضاً: آلام أسفل الظهر: الأسباب والعلاج

4. تقرّح القدمين:

مُعظم الأطفال يولدون بأقدامٍ سليمةٍ صحيحة. غير أنَّ الدراسات تَدلُ على أنَّ النساءَ أكثرُ عرضةً إلى الإصابةِ بمساميرِ القدم والمشاكلِ الأخرى المُمَاثِلة، بمقدارِ أربعةِ أضعافٍ. ويَشتبِهُ الباحثون بأنَّ مَيلَ النساءِ إلى انتعالِ الأحذية الضيقة هو السبب في هذه زيادة العُرضَة هذه.

إنَّ انتعالَ الأحذيةِ غيرَ المُلائِمةِ أكثرُ ما يُسَبِبُ الثآليلَ، والمساميرَ، وتَشوه أصابعَ القدمِ، وحدوث ألمٍ حارقٍ في باطنِ القدم. كما أنَّ من مُسَبِباتِ المشاكلِ: ارتفاعُ كعبِ الحذاءِ وضيقهِ، فهما يؤديان إلى دَفعِ الأصابعِ إلى الأمامِ، وحَشرها في مُقدمةِ الحذاء.

إنَّ النساءَ الحواملَ أو (البدينات) هنَّ أكثرُ اِحتمالاً لأن يُصَبن بتقرُّحِ القدمين، إذ أنَّ الأربطةَ التي تشدُّ عِظامَ القدمين قد تتمدد بسببِ الوزنِ الزائد. لذا حافظي على رشاقتكِ، وانتعلي حذاءً يُلائمُ قدميكِ، إذ يجب أن يكونَ هناكَ فراغٌ مِقدارهُ حوالي سنتيمتر بين طرفِ إبهامِ القدم ومُقدمةِ الحذاء.

الوسيلة البسيطة لتنشيطِ الأقدامِ المتعبةِ، هي غَمسُها بشيءٍ من الملحِ المذاب في الماء، إذ يُسَاعِدُ ذلك على إرخاءِ العضلاتِ المُتألمة وتنشيطِ الدورةِ الدمويةِ.

5. اضطراب المعدة:

تدل الأبحاث على أنَّ: حالاتِ المغصِ، وآلامَ البطنِ، وتراكم الغازاتِ، وحالاتِ الإسهالِ والإمساكِ؛ أكثرُ حدوثاً عندَ النساءِ بمقدارِ الضعفين منها عند الرجالِ. كذلك فإنَّ النساءَ أكثر تهيؤاً للإصابةِ بمتلازمةِ أعراضِ تهيجِ الأمعاء (IBS)، وهي عبارةٌ عن اضطرابٍ معويٍّ مُزعجٍ يمكن أن يُحدِثَ الأعراض الآنفة. وقد يكونُ من الصعبِ تشخيصُ هذه الحالةِ المرضيةِ، إذ أنَّ أعراضها تختلفُ بين شخصٍ وآخر.

نصائح للتغلب على أعراض اضطراب المعدة:

  1. إنَّ شُرب قليلٍ من زهورات البابونج أو النعناع الساخن، يُساعد على إرخاءِ عضلات المعدة وتخفيفِ المغص.
  2. تجنبي الأطعمة الدسمة، والمشروباتِ المحتوية على الكافئين.
  3. وضع الكمادات الدافئة على المعدة قد يُخففُ آلامها.
  4. تناول الموز، والأرز (غير الدسم)، والخبز المُحمص؛ يُمكن أن يُسَاعِدَ على مُعالجة الإسهال.
  5. مُمارسة الرياضة، وتناول الأطعمة ذاتِ الأليافِ الغذائية وشُرب كمياتٍ كبيرةً من السوائلِ؛ يُساعدُ على معالجةِ الإمساك.
  6. تجنبي المُسهِلات المُحرِضة؛ لأنَّها تؤذي الأمعاء. وإذا كان لابد من تناول مُسهِلٍ، فيُمكن أن يَصِفَ لكِ الطبيبَ مُسهِلاً خَفيفاً.
إقرأ أيضاً: قرحة المعدة وأهم العلاجات لتسكين آلام المعدة

6. التهابِ المثانةِ الخلالي:

إنَّ 90% منَ الأشخاصِ المُصابين بالتهابِ المثانةِ الخلالي (Interstitial Cystitis) هم من النساء. وبِخلافِ التهابِ المثانةِ العادي الذي يمكن مُعالجتهِ بالمضاداتِ الحيوية، فإنَّ التهاب المثانةِ الخلالي (IC) يكون ناجِماً عن إصابةٍ خمجية. وهو حالةُ التهابٍ مُزمنٍ يُصيبُ جدارَ المثانة، وتشمل أعراضهُ: آلاماً في أسفلِ البطنِ، وكثرة التبول واستعجالهِ، فقد يصلُ عدد مرات التبول لدى المُصابُ إلى ستين مرةٍ في اليومِ. وما يزالُ الأطباءُ غيرَ متأكدين من أسبابِ هذا النوع من التهابِ المثانةِ، إلا أنَّهم -على كلِ حالٍ- يشتبهونَ بأنَّ لدى الأشخاصِ المُصابين بهذا المرضِ خللٌ في البطانةِ الواقيةِ للمثانة، ومن خلالهِ تتسربُ مواد معينةٌ تُسبب تَهيُجاً فيها. إنَّ من الصعبِ ملاحظة وجودِ التهابِ المثانةِ الخلالي، ولكنَّ الطبيبَ عادةً ما يستطيعُ التثبت من هذهِ الحالةِ عن طريقِ فحص المثانة بالمنظارِ المثاني؛ بحثاً عن نزوفٍ دقيقةٍ، وعن علاماتِ التهابٍ أخرى.

وأخيراً عزيزتي المرأة: بإمكانك تَجنُبُ كلَّ هذهِ الأمراض، بأن تُعطي نفسكِ القدرَ الكافي من الراحة، وتمارسي التمرينات الرياضية، وتبتعدي -قدرَ الإمكان- عن الضغوطاتِ النفسية والتوتر، والأهمُّ من كلِّ ذلكَ انتعال الحذاء المُناسبِ لكِ.




مقالات مرتبطة