6 أشياء تجعلك أسوأ عدو لنفسك

لطالما كنتُ إنساناً ضيِّق الأفق وتوقعت أن تمشي الحياة بطريقة معينة، فقد انشغلت بإخفاقاتي حتى غابت عني نجاحاتي، واستسلمت لأحلامي لأشعر بالراحة، وكوَّنت معتقدات مقيدة، وحميت نفسي من الحب والسعادة بسبب رفضي الخروج إلى العالم الحقيقي، وبينما فعلت كلَّ ذلك احترت لماذا كانت الحياة بائسة للغاية وكان من الواضح أنَّني كنت ضائعاً جداً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن مارك تشيرنوف (Marc Chernoff)، ويقدم لنا فيه 6 أشياء تجعلك أسوأ عدو لنفسك.

لقد بدأتُ في تغيير الأمور منذ حوالي عقد من الزمن عندما قادني التمسك بعاداتي إلى جدال مع زوجتي، فقالت لي بعيون ممتلئة بالدموع: "أنت هو عدو نفسك؛ فهذه خياراتك، وأنا لا أستطيع أن أتعاطف معك أكثر من ذلك، يمكنك اختيار اختيارات مختلفة إذا كنت ترغب في ذلك، لكن عليك أن ترغب في ذلك؛ لذا من فضلك، افعل ذلك".

بعد أن قمت ببعض الأبحاث المكثفة عن النفس وكثير من القراءة والتفرغ وكسب الدعم المستمر من زوجتي وبعض الأصدقاء المقربين مني، تعلمت أن أختار اختيارات مختلفة وفي النهاية وجدت نفسي مرة أخرى.

إنَّني أخبرك بقصتي؛ لأنَّني أعرف أنَّك تعاني مشكلات مماثلة، ففي بعض الأحيان، كلُّنا نعاني ذلك، وتكون أفكارنا وخياراتنا الروتينية أحياناً أكبر أعداءنا، ولهذا أريد أن أذكرك بالحذر من بعض الأمور.

إليك 6 أشياء تجعلك أسوأ عدو لنفسك، ويجب أن تحذر منها:

1. توقع الشعور بالرضا المستمر:

لا يوجد شيء ثابت في الحياة ولا توجد سعادة مطلقة ولا حتى حزن مطلق؛ بل تغييرات مستمرة في مزاجنا تتأرجح بين هذين النقيضين.

نوازن في أيِّ لحظة نمر بها ما نشعر به في الوقت الحالي بما شعرنا به في وقت سابق، ونوازن مستوى واحد من الرضا بمستوى آخر، وبهذه الطريقة أولئك الذين يشعرون بالحزن الشديد هم أفضل من يشعر بمشاعر السعادة المتزايدة، وبمعنى آخر السعادة والحزن بحاجة إلى بعضهما بعضاً، فكلٌّ منهم يعزز الآخر؛ لذلك يجب أن يعرف البشر مشاعر البؤس ليتعرفوا بها على مشاعر الابتهاج.

إنَّ الأمر الأساسي الذي يجب أن نقوم به هو التركيز على الخير، فعليك أن تعيش كلَّ لحظة من حياتك بوعي، وتدرك أنَّ السعادة التي تبحث عنها موجودة فعلاً إذا كنت مستعداً لملاحظتها، وإذا كنت على استعداد لتقدير أنَّ هذه اللحظة أفضل بكثير ممَّا كان يمكن أن تكون عليه، فستستمتع بها أكثر.

2. هوسك بإخفاقاتك:

فكر عندما تستيقظ كلَّ صباح في ثلاثة أشياء تسير على ما يرام في حياتك في الوقت الحالي، وقدِّر عندما تغفو كلَّ ليلة الأشياء الصغيرة كلَّها التي سارت سيراً جيداً في النهار؛ أي ركز على نجاحاتك.

امنح قوة تفكيرك للتأثيرات الإيجابية في حياتك، وسوف تزداد قوة وتأثيراً كلَّ يوم، وذكِّر نفسك بكلِّ ما يسير على ما يرام والسبب في ذلك أنَّك ستجد طرائق لجعل كثير من الأشياء الأخرى تسير على ما يرام أيضاً؛ لذا فالطريقة الأكثر فاعلية للاستمتاع بمزيد من النجاح في الحياة هي ألا تقلق بشأن الأشياء التي لم تسر على ما يرام في الماضي وزيادة النجاح الذي تعرفه بالفعل.

3. رغبتك في الاستسلام لمشاعر الراحة:

الإدمان الأكثر شيوعاً وتدميراً في العالم هو الشعور بالراحة ولكن هذا أمر خاطئ! فهذه ليست طبيعة العيش؛ بل هذه طبيعة الوجود؛ إذ إنَّ العيش عبارة عن التعلم والنمو بوساطة الإثارة وعدم الراحة.

إنَّ الحياة مليئة بالأسئلة وكثير منها ليس لها إجابة واضحة أو فورية؛ لذا إنَّ رغبتك في طرح الأسئلة وشجاعتك للسير بثقة نحو المجهول بحثاً عن الإجابات، هو ما يعطي معنى للحياة.

في النهاية، يمكنك أن تقضي حياتك وأنت تشعر بالأسف على نفسك، وتختبئ في روتينك المريح، وتتساءل عن سبب وجود كثير من المشكلات على أرض الواقع، أو يمكنك أن تكون ممتناً لأنَّك قوي بما يكفي لتحمل المشكلات؛ فالأمر يعتمد فقط على طريقة تفكيرك، ومع ذلك فإنَّ الخطوة الأولى الواضحة هي إقناع نفسك بالخروج من منطقة الراحة الخاصة بك.

4. معتقداتك المقيدة لذاتك:

أنت لا تعاني ممَّا تؤمن به؛ بل ممَّا لا تؤمن به فإذا لم يكن لديك أمل بداخلك فهذا ليس لأنَّه لا يوجد أمل؛ بل لأنَّك لا تؤمن بوجوده.

نظراً لأنَّ العقل هو الذي يقود الجسد، فإنَّ الطريقة التي تفكر بها هي التي تجعل الأحلام التي تحلم بها ممكنة أو مستحيلة التحقيق في النهاية؛ فواقعك هو ببساطة انعكاس لأفكارك وللطريقة التي تفكر بها تفكيراً روتينياً. ففي بعض الأحيان عليك أن تحاول القيام بما تعتقد أنَّه لا يمكنك القيام به حتى تدرك إمكاناتك فعلاً.

كلُّ شيء يبدأ من الداخل. فأنت من يتحكم في أفكارك والشخص الوحيد الذي يمكنه السيطرة عليك هو أنت.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من المعتقدات السلبية التي تمنع وصولك إلى أقصى إمكاناتك؟

5. مقاومتك للشعور بالضعف:

إنَّ الحب هو ضعف والسعادة هي ضعف والخطر الذي يُحدق بك حينما تُعبِّر عن ضعفك هو ثمن تقبُّل الجمال المحيط والفرص المحيطة بك.

كونك ضعيفاً لا يتعلق بإظهار الأجزاء الجذابة منك؛ بل يتعلق بالكشف عن الأجزاء غير الجذابة التي تفضل إخفاءها عن العالم، ويتعلق الأمر بالنظر إلى العالم بقلب صادق ومنفتح والقول: "هذا أنا، تقبَّلني كما أنا أو ابتعد عني".

من الصعب إظهار الضعف بوعي؛ لأنَّ المخاطر كبيرة، فإذا كشفت عن نفسك الحقيقية فهناك احتمال أن يُساء فهمك أو أن تُنتقَد أو حتى تُرفض؛ فالخوف من هذه الأشياء قوي جداً لدرجة أنَّك ترتدي قناعاً لحماية نفسك، لكن بالطبع هذا لا يؤدي إلا إلى استمرار الألم الذي تحاول تجنبه.

الحقيقة هي أنَّه لا يوجد شيء يستحق العناء ومضمون في هذا العالم؛ نظراً لأنَّ الحب والسعادة يولدان من رغبتك في أن تكون ضعيفاً؛ أي منفتحاً على شيء رائع يمكن أن يُنتزع منك، وعندما تختبئ من ضعفك، فإنَّك تختبئ تلقائياً من كلِّ شيء يستحق التحقيق في الحياة.

شاهد بالفديو: 12 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

6. توقعاتك عن الطريقة التي يفترض أن تكون بها الأشياء:

يوجد في رأس أغلب الأشخاص تصور عن بعض الأشياء وكيف يعتقدون أنَّها من المفترض أن تكون؛ وهذا التصور يعميهم عن الواقع، ويمنعهم من تقدير الخير الحقيقي الموجود في حياتهم، والحل بسيط وهو التوقف عن التوقعات التي لا داعي لها، وتقدير كلِّ شيء مثلما هو، وأن نتمنى الأفضل ونتوقع الأقل.

عليك أن تقبل الواقع كما هو بدلاً من محاربته؛ لذا لا تدع الأشياء التي توقعت حدوثها تعميك عن كلِّ الأشياء الجيدة التي تحدث في الوقت الحالي، فعندما تتوقف عن توقع أن يكون الأشخاص والأشياء كما كنت تتخيلها تماماً، يمكنك الاستمتاع بها لما هي عليه حقاً.

في الختام:

ابذل قصارى جهدك للاستفادة من النقاط التي ذكرناها؛ فالهدف الشامل هو تغيير استجابتك تدريجياً لما لا يمكنك التحكم به؛ فتنمو بقوة من الداخل بحيث لا يمكن لأيِّ شيء خارجي أن يؤثِّر في صحتك الداخلية دون إرادتك.

المصدر




مقالات مرتبطة