6 أسئلة تساعدك على اتخاذ القرار بتطوير عملك

النمو عنصر يحدث بصورة طبيعية في الحياة، وكذلك العمل؛ حيث يوضح الطبيب النفسي إبراهام تويرسكي (Abraham Twerski) في مقطع فيديو خاص به على يوتيوب (YouTube): "إنَّ الحافز الذي يجعل سرطان البحر قادراً على النمو هو شعوره بعدم الارتياح"؛ كلماته هذه تعني أنَّ التوتر يجب ألَّا يكون أمراً مرهقاً، وإنَّما يجب أن يكون دافعاً إلى التغيير الإيجابي.



ولكن، على عكس الاعتقاد الشائع، لا يترتب على النمو بالضرورة توفُّر ثروة كبيرة أو مكاتب أكبر أو موظفين أكثر، وقبل حدوث النمو من الجيد التفكير فيما يعنيه النمو لنشاطك التجاري وما يتطلبه تحقيق ذلك.

نقدم لك فيما يلي 6 أسئلة يجب مراعاتها لمساعدتك على اتخاذ القرار بشأن عملك:

1. كيف تُعرِّف النجاح؟

يقول بول جارفيس (Paul Jarvis)، مؤلف كتاب "الشركات الفردية" (Company of One) والشريك المؤسس لشركة فاثوم أناليتكس (Fathom Analytics)، والذي يعمل لحسابه الشخصي لأكثر من 20 عاماً ولا يريد أن تنمو شركته نمواً تقليدياً: "يمكن أن يكون النمو مفيداً طبعاً، لكنَّه ليس كذلك دائماً، وأعتقد أنَّ وظيفتنا بصفتنا أرباب أعمال، ألَّا نقول إنَّنا معادون للنمو أو مؤيدون له، وإنَّما يجب أن نشكك في ذلك"، ويسأل نفسه: "إذا سارت الأمور وفقاً للخطة ونجح العمل جيداً ونما، فهل سأحب حياتي كما هي؟".

في شركة فاثوم، يعزز جارفيس المهارات التي يهتم فعلاً بتعزيزها، مثل تحرير الفيديوهات، وفي حين أنَّ تعلُّم كيف تصبح مديراً، سيسمح للشركة بتوظيف المزيد من الأشخاص، فهذا ليس هدفاً بالنسبة إليه، وبدلاً من ذلك، يتطلب النجاح في رأيه تصميم نمط الحياة المناسب مع الحفاظ على مرونة الأعمال.

2. ما الذي يدفعك إلى النمو؟

المال ضروري، لكن يجب ألَّا يكون الدافع الوحيد وراء تنمية الأعمال التجارية، فالدافع يحتاج إلى التوافق مع هدف كبير؛ حيث يوضح هيو ماكماستر (Hugh MacMaster)، المنتور في شركة سكور (Score)، والذي يساعد الشركات على توسيع نطاق عملياتها، أنَّ الشركات تأسَّست من الحاجة إلى منتج أو خدمة معيَّنة؛ حيث يقول: "يوجد شخص ما لديه حاجة غير مُلبَّاة، وأنت تمتلك الفرصة لتلبيتها، فإذا كان التركيز على كسب مزيد من المال، فإنَّك لن تركز على تلبية احتياجات العميل غير المُلبَّاة، وهذا الأمر لا ينجح عادةً".

إقرأ أيضاً: منحنى غرينيير: فهم الأزمات التي ترافق النمو

3. هل تريد أن تكون مسؤولاً عن مزيد من الموظفين؟

تختلف إدارة مشروعك الخاص عن فكرة أنَّك مسؤول عن الموظفين، فعلى سبيل المثال، وجد جارفيس أنَّه لا يرغب في أن يكون مسؤولاً عن أشخاص آخرين، ببساطة لأنَّه لا يستمتع بهذا الأمر؛ حيث يَعدُّ كلاً من التعامل مع الموارد البشرية، وإدارة جداول الرواتب، ووضع لوائح للموظفين، ووضع مهام العمل، وإدارة استحقاقات الموظفين، ودمج هذه المعلومات مع بيانات المحاسبة الخاصة بك، التزاماً كبيراً يكلفك الوقت والمال.

إن كنت بارعاً في مجال التكنولوجيا ويمكنك دفع الفاتورة الشهرية الإضافية، فيمكن أن تساعدك برامج جداول الرواتب والموارد البشرية، الموجهة إلى الشركات الصغيرة، في تخفيف عبء العمل عليك.

4. هل ستتغير علاقتك بالعملاء الحاليين؟

يحدد رواد المشاريع الصغيرة نجاح أعمالهم، وإن كان النمو يعني خسارتهم أو التخلِّي عن النوعية مقابل الكمية، فقد يضر ذلك بالشركة على الأمد البعيد؛ حيث تقول ديانا مارتينيز (Diana Martinez)، المرشدة في شركة سكور والرئيس التنفيذي لشركة بلوكاستر (Blukastor)، وهي سوق خدمية للشركات اللاتينية الصغيرة: "يجب أن تفهم قدراتك وتُجري التقييم اللازم، وتسأل نفسك هل يمكنني النمو مع العملاء نفسهم أم مع عملاء جدد؟".

يمكنك أن تطلب من العملاء الأكثر ولاءً تغذيتهم الراجعة على أيِّ تغييرات بارزة.

5. ما مقدار أرباح عملك؟

يُعدُّ فهم الأرقام المتعلقة بعملك أمراً هاماً، سواء كنت تخطط للنمو أم لا؛ حيث تؤكد مارتينيز أهمية وضع مؤشرات الأداء الرئيسة، بحيث يمكن للشركات قياس النجاح وتحديد أهداف ملموسة، وبصورة مماثلة، يُحذِّر جارفيس من قياس النجاح بناءً على إجمالي الإيرادات فحسب، ويوصي بإيلاء اهتمام كبير للهوامش بدلاً من ذلك، ويقول: "إذا كان عليك إنفاق 10000 دولار لكسب 500000 دولار، ولكن كان يجب عليك إنفاق 900000 دولار لكسب مليون دولار، فأنت تسير في الاتجاه الخاطئ".

من جهة أخرى، يمكن للشركات الصغيرة مقارنة النسب المالية الخاصة بها، مع معايير الصناعة التي حددتها جمعية إدارة المخاطر (Risk Management Association)؛ حيث تحدد هذه الجمعية المعايير المالية من خلال تجميع التقارير الواردة من عملاء المؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة، وتحيلها إلى البنوك في أثناء تقييم طلبات قروض الأعمال التجارية، ويمكن أن تساعد معرفة مدى جودة أداء نشاطك التجاري مقارنةً بمنافسيك، في وضع أهداف جديدة وتحديد فيما إذا كنت مؤهلاً للحصول على قرض مشروع صغير إن أنت قررت النمو.

إقرأ أيضاً: لماذا يمكن للعقلية الرابحة أن تسبب نجاح عملك أو فشله؟

6. هل يتوافق العمل مع مهمتك؟

يخصص جارفيس بضع ساعات كل أسبوع لتأجيل المهام اليومية والتفكير فيما تنجزه شركته؛ يقول: "أنت تنجز عملك فحسب؛ لأنَّ هذا هو العمل الذي بين يديك"، وإذا كان تخصيص بضع ساعات أمراً غير ممكن، فإنَّه يقترح تحديد مناسبة أسبوعية في جدولك الزمني، حتى لو كانت مدة 20 دقيقة فقط.

في النهاية، ليس بالضرورة أن يكون توسيع نطاق عملك الصغير أمراً جيداً أو سيئاً، ولكن يجب أن يتماشى مع أهدافك، كفرد وكمؤسس؛ لذا تشدد مارتينيز على أهمية تطوير مهاراتك في القيادة وإدارة الوقت خلال هذه العملية أيضاً، وتقول: "شجع نفسك وعزز قدراتك؛ وذلك لأنَّه في النهاية ما تفعله لنفسك سينعكس على فريقك".

المصدر




مقالات مرتبطة