ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المُدوِّنة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن أهم العقبات التي يواجهها الناس عندما يسعون وراء شغفهم.
إليك فيما يأتي 6 عقبات تمنعك من السعي وراء شغفك وكيفية التغلب عليها:
1. الوقت المحدود:
نملك جميعاً 24 ساعةً في اليوم، والسعي وراء شغفك في الحياة لا يتطلب مزيداً من الوقت؛ بل يرتبط بالتركيز على الأشياء الهامة؛ لذا ضع في حسبانك قاعدة 80/20، وإذا لم تكن مألوفة بالنسبة إليك فإنَّ هذه القاعدة تشير إلى أنَّ معظم الأشياء في الحياة لا تتوزع بالتساوي؛ مثلاً:
- يحقق 20% من العملاء 80% من الأرباح.
- يقوم 20% من الموظفين بـ 80% من العمل.
- يمتلك 20% من السكان 80% من الثروة.
عليك أن تتعلم كيفية تطبيق هذا المبدأ في حياتك الخاصة؛ فما هي الأشياء التي يمكن أن تقربك من أهدافك؟ وما هي المهام التي تضيع وقتك؟
من السهل أن تنشغل بتفاصيل الحياة اليومية؛ لكنَّ إحراز التقدم نحو أهدافك يتطلب التركيز على الأشياء الهامة وترك كل شيء آخر جانباً، وإذا وجدت نفسك تتساءل عن كيفية تحديد الأولويات؛ فاسأل نفسك: "هل سأندم غداً إذا لم أقم بذلك اليوم؟"، وإذا أجبت بنعم، فيجب أن تضع هذا الشيء على رأس أولوياتك.
2. قلة المال:
توجد نصائح كثيرة عن كيفية إدارة أموالك؛ لكنَّ نصيحةً واحدة على وجه الخصوص بقيت عالقة في رأسي على مر السنين؛ ألا وهي أهمية توفير المال.
لقد وفرت ما قيمته ستة أشهر من النفقات قبل أن أترك وظيفتي بوصفي طبيبة نفسية لمتابعة شغفي في التدوين والتصوير الفوتوغرافي، وقد حققت ذلك من خلال تحويل 15% من كل راتب تلقائياً إلى حسابي التوفيري قبل أن أنفق أياً منه.
جرب ذلك بنفسك؛ حدد سابقاً المبلغ الذي تريد تحويله إلى البنك الذي تعامله بحيث يُحوَّل تلقائياً في يوم دفع الرواتب، وفجأةً سترى أنَّك قد ادخرت مبلغاً كبيراً من المال دون الحاجة إلى التفكير في الأمر.
من السهل أن تتخيل أنَّ الحصول على مزيد من الأموال سوف يعالج مشكلاتك الإبداعية؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّك لست بحاجة إلى كثير من المال لتطبيق أفكارك، ولا داعي لدفع مبالغ طائلة مقابل الحصول على إعلانات في موقع فيسبوك (Facebook)، أو إنفاق كثير من الأموال لشراء أفضل كاميرا في السوق حتى تتمكن من تعلم التصوير.
في بعض الأحيان عليك أن تستغل ما هو متوافر لديك فقط، وتذكر أنَّ المال غالباً ما يكون نتيجةً للنجاح وليس العكس، وعليك التحكم في نفقاتك بأي طريقة كانت لتكون هذه الأموال انطلاقة نحو تحقيق أهدافك، ولكن لا تدع قلة المال تمنعك من إنجاز ما تريد.
3. قلة الأفكار:
في بعض الأحيان تتلاشى الأفكار تماماً من ذهنك، وتشعر بأنَّك لا تستطيع التوصل إلى شيءٍ مبدع مهما حاولت؛ لكنَّ الجميع يمرون بأوقاتٍ كهذه؛ إذاً كيف تستعيد شرارة إبداعك؟ يجب أن تخرج من منزلك وتعيش حياتك، وعليك أن تقوم بأشياء متنوعة، وتستكشف العالم وتلتقي أشخاصاً متحمسين؛ فعندما تقوم بذلك ستأتي الأفكار الإبداعية مجدداً، وتجد نفسك تربط الأمور بطرائق لم تفعلها من قبل، وعندما يحدث هذا لا تنسَ كتابة الأشياء؛ فالأفكار عابرة وتُنسى بسرعة؛ لهذا السبب عليك الاحتفاظ بقائمة تُسجِّل فيها كل فكرة جديدة تخطر في بالك.
عندما أفتقر إلى الإبداع أحب الاطلاع بتمعُّن على أعمال الفنانين الآخرين الذين يلهمونني لمتابعة شغفي؛ كالكُتَّاب والرسامين والموسيقيين والمخرجين والرياضيين؛ لذا اقرأ كتاباً أو شاهد فيلماً؛ إذ نحتاج أحياناً إلى رؤية أعمال الآخرين لتذكير أنفسنا بأهدافنا بوصفنا فنانين.
شاهد بالفيديو: كيف تكتشف شغفك وتصل إليه؟
4. الشعور بالوحدة:
عندما تحاول أن تبدع قد تشعر بوحدةٍ كبيرة، وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي العزلة إلى تحسين الإنتاجية، ولكن في أوقات أخرى فإنَّها تؤلم كثيراً، ولكن لحسن الحظ قد أصبح التواصل مع المبدعين الآخرين أسهل من أي وقت مضى؛ إذ صادفت أخيراً مقالاً استمتعت به حقاً وقررت التواصل مع المؤلفة التي كتبته، وتواصلت معها من خلال موقع تويتر (Twitter) وأخبرتها أنَّني أُقدِّر عملها واقترحت أن نتعاون معاً، وانتهى بنا الأمر إلى التواصل عبر منصة جوجل هانغ آوتس (Google Hangouts) كي نتبادل الأفكار، كما نخطط الآن لينشر كلٌّ منا مقالاتٍ في مدونة الأخرى، ونتابع بانتظام آخر أخبار مشاريعنا الإبداعية.
استخدم التكنولوجيا لمصلحتك، وابحث عن النقاشات الشائعة على موقع تويتر التي تهم عملك، وقدِّم ملاحظاتك، وشارك تجربتك، وحاول التعاون مع أشخاص آخرين، وتذكر أنَّ حياة الإنسان لا تستمر دون الآخرين، ولا بدَّ من الحصول على الدعم والتشجيع من زملائك؛ لذا حاول التعاون مع شخص يقوم بعمل مماثل لك؛ فلا تعرف أبداً بمن ستلتقي في النهاية.
5. الشك في النفس:
"لست جيداً بما يكفي"، إنَّها أربع كلمات خطيرةٌ للغاية، وتكفي لقتل أي حلم بالنجاح، فيخطئ معظم المبدعين عندما يستهينون بأنفسهم، ويفترضون أنَّهم يجب أن يكونوا الأفضل في العالم في مهنتهم، أو أنَّ فكرتهم يجب أن تكون مُبتكَرةً تماماً، وإذا لم تكن كذلك فلا تستحق السعي وراءها.
فكر في عدد خبراء اللياقة البدنية الموجودين في العالم، وماذا عن خبراء اليوغا؟ يوجد الملايين منهم، هل كل واحدٍ منهم هو الأفضل في العالم؟ هل لديهم جميعاً أفكار مبتكرة جداً؟ بالطبع لا.
حتى تحظى بإعجاب الناس ليس عليك أن تكون ذا شهرة عالمية فيما تفعله؛ بل يرتبط الأمر بك، وبما تقدمه ليهتم الناس؛ لذا امنح الناس سبباً يهتمون لأجله، وكن صادقاً، وأخبرهم قصةً، وقدم لهم شيئاً ذا قيمة؛ ففي عالم يسير فيه معظم الناس خلف الصيحات اسلك طريقاً خاصَّاً بك وافعل شيئاً مختلفاً؛ فهذا ما سوف يميزك عن غيرك في النهاية.
6. قلة اهتمام الناس:
كونك فناناً يعني أن تكون شخصاً حساساً، ولكن لا يخاف من عرض عمله على الناس، وتذكر أنَّه في بعض الأحيان لا يرتبط الأمر بالوجهة؛ بل بالرحلة.
لقد اعتدتُ أخيراً التقاط صور كل يوم ونشر واحدة منها على الأقل على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب وصفٍ لكيفية التقاطي للصورة، وكانت الردود كثيرةً جداً، فسألني الناس أسئلةً مختلفةً، مثل المعدات التي استخدمتها والتقنيات التي اتبعتها لالتقاط الصورة، وفجأةً لم يعد الفن يعني مجرد التقاط صورةٍ ونشرها؛ بل أصبح يرتبط بالتفاعل مع المتابعين ومنحهم لمحةً عن العملية الإبداعية.
في الختام:
لا تدع هذه العقبات تمنعك من تحقيق النجاح؛ فإنَّك قادر على التحكم فيها أكثر ممَّا تظن؛ لذلك التزم العمل الجاد وواصل السعي؛ لأنَّ أحلامك تستحق ذلك.
أضف تعليقاً