5 نصائح للقراءة السريعة

هل تحب القراءة وتعلُّم أشياء جديدة؟ أو هل يجب عليك قراءة وثائق عديدة في العمل؟ نحن نعيش في عالم سريع الخُطا؛ إذ إنَّ المعلومات هي محور معظم حياتنا، وفي حياتنا الشخصية توجد أشياء كثيرة نريد أن نتعلَّمها، وإذا كنت عاملاً في مجال المعرفة، فمن المحتمل أن تضطر إلى قراءة رسائل البريد الإلكتروني والتقارير والمستندات الأخرى يومياً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في إيجاد طرائق للقراءة السريعة.

يضر تعدد المهام بإنتاجيتنا:

لدينا الكثير لنقرأه والقليل من الوقت، أليس كذلك؟ لكن هذا ليس صحيحاً بالضرورة؛ فالقراءة السريعة حظيت باهتمام كبير في السنوات الأخيرة؛ إذ يبحث الناس دائماً عن طرائق لإنجاز الأمور بكفاءة أكثر، فمن خلال تعلُّم القراءة السريعة، يمكنك معالجة مزيد من المعلومات وإنجاز المهام بسرعة أكبر، ومع ذلك، مع معظم تقنيات القراءة السريعة، أنت مطالب بتعديل أسلوبك الطبيعي في القراءة.

تُظهر نتائج البحث عن "القراءة السريعة" في محرك البحث غوغل (Google) طرائق متعددة تركز معظمها على التنسيق العيني، أو قراءة ما بين السطور، أو تخطي الكلمات، أو التخيل في أثناء القراءة، وقد جربت في السنوات القليلة الماضية، تقنيات مختلفة ووجدت أنَّها كانت مفيدة ومثمرة في البداية، لكن بعد يوم أو يومين، كنت أعود إلى أنماطي القديمة، على سبيل المثال تحريك عيني بسرعة فائقة لم يبدُ طبيعياً.

يتطلب "أسلوب التخيل" تصور كلِّ كلمة تقرؤها، وبينما لا أشكك في فعالية هذه الأساليب (المثبتة)، أعتقد أنَّها لا تناسب الجميع؛ فالمشكلة بأنَّ تغيير الطريقة التي اعتدنا اتباعها في أثناء القراءة أمر صعب للغاية لأنَّها شيء تعلمناه منذ طفولتنا.

لقد وجدت خمس نصائح يمكنك تطبيقها دون تغيير طريقة قراءتك، ولا تركز هذه نصائح على أسلوب القراءة الفعلي، لكن تركز بدلاً من ذلك على الاستراتيجيات التي من شأنها تحسين الوقت الذي يمكنك فيه إنهاء كتاب أو مستند، ولا يتعلق الأمر بالضرورة بعدد الكلمات في الدقيقة؛ بل بإنهاء شيء ما في وقت أقل من ذي قبل مع القدرة على فهم كافة المعلومات.

شاهد بالفديو: كيف تتقن مهارة القراءة السريعة

5 نصائح للقراءة السريعة:

أكبر عقبة تقف في طريقنا هي المفاهيم الخاطئة التي لدينا عن القراءة؛ إذ نعتقد أنَّنا يجب أن نقرأ كلَّ كلمة في كتاب أو مقال أو وثيقة لفهمها، لكن ببساطة ليس لدينا الوقت لقراءة كل كلمة، ولا يهم مدى سرعة قراءتك، كما نعتقد أنَّه يتعين علينا تذكر كل شيء بسبب الضغط الذي مُورِس علينا من أجل ذلك في أيام المدرسة؛ إذ كان من المفترض أن نتذكر كلَّ شيء في الامتحانات.

إنَّ محاولة تذكُّر كل ما تقرؤه هي مضيعة للوقت، فنحن ننسى المعلومات التي يخزِّنها دماغنا في ذاكرته قصيرة الأمد بعد يومين؛ لذلك فقد حان الوقت للتخلص من بعض المفاهيم الخاطئة وابتكار طرائق القراءة الخاصة بك.

إليك فيما يأتي 5 نصائح للقراءة السريعة:

1. تعلَّم فن التخطي:

يمكن لعقلنا إدراك المفاهيم دون الحاجة إلى قراءة كتاب أو مقال كامل؛ وذلك من خلال معرفة "ما" يجب تخطيه؛ فيمكنك قراءة كتاب قراءة أسرع مع الحصول على المعلومات الأساسية منه.

بمجرد أن تقرأ بعض الكتب غير الخيالية، فإنَّك ستعرف تركيبتها؛ إذ يساعدك فهم المخطط التفصيلي على تخطي الأجزاء غير الأساسية، على سبيل المثال، ابدأ بمعاينة الكتاب بالكامل (يمكنك أيضاً القيام بذلك في التقارير، والمقالات في المدونات، وما إلى ذلك).

اقرأ الفقرات التمهيدية القليلة الأولى لفهم رسالة الكتاب، وبعد ذلك، اقرأ العناوين الرئيسة والفرعية، ثم اقرأ الجملة الأولى والأخيرة من كلِّ فقرة؛ إذ ستساعدك هذه الطريقة على فهم النص فهماً أسرع وتمنحك هذه الاستراتيجية 40% من المعلومات الأساسية.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لإتقان مهارة القراءة السريعة

2. وجِّه أفكارك:

إحدى العادات السيئة هي أحلام اليقظة، فنحن نفكر في أغرب الأشياء عندما نقرأ، وتتشتت أذهاننا عن الموضوع الأساسي، فأحلام اليقظة هي شيء يفعله الجميع، ولا فائدة من إيقافه؛ لذا بدلاً من ذلك حوِّله إلى شيء يساعدك على الفهم؛ ففي المرة القادمة التي يتشتت فيها ذهنك، حاول أن توجه أفكارك نحو الموضوع الذي تقرأ عنه.

حاول أن تربط الكلمات التي تقرؤها بتجارب الحياة الواقعية، على سبيل المثال، عندما تقرأ عن طرائق التعامل مع التوتر، فكِّر في فترة تعرضت فيها للكثير من التوتر، فبهذه الطريقة تسمح لعقلك بإنشاء روابط مما يجعل التذكر أسهل.

3. توقَّف عن القراءة الصامتة:

نحن عندما نقرأ، نحرك شفتينا دون إصدار صوت، وبهذا المعدل تقرأ 150 كلمة في الدقيقة، وهو سرعة حديثك نفسها، لكن تُظهر الأبحاث أنَّ عقلك يستطيع معالجة ما يصل إلى 400 كلمة في الدقيقة، وبالتوقف عن هذه العادة، يمكنك زيادة عدد الكلمات التي تعالجها بنسبة 200%.

إحدى الحيل السهلة للتوقف عن نطق الكلمات عبر تحريك الشفاه هي التركيز على الكلمات الرئيسة وتخطي الباقي؛ لذا حاول أن تمارس هذه الطريقة وأن تنتبه إلى نفسك عندما تنطق الكلمات التي تقرؤها.

4. حدِّد هدفاً:

حدِّد هدفاً لنوع المعلومات التي تريد التخلص منها بعد قراءة شيء ما، واسأل نفسك: لماذا أقرأ هذا؟ ولماذا أحتاج إلى هذه المعلومات؟ وكيف أستطيع أن أستفيد منها؟ وإذا كنت في الكلية ولديك امتحان في موضوع ما، فركز على الأجزاء التي تطرقتم إليها في المحاضرات.

عندما تقرأ كتاباً عن التمرين، وتريد أن تأخذ معلومات عن روتين اللياقة البدنية: اقرأ الأجزاء التي تتضمن روتينات اللياقة البدنية المختلفة، لست مضطراً لتجاهل باقي المعلومات، لكن على الأقل يمكنك ترتيب ما تقرؤه وفق الأولويات؛ كما أنَّك إذا كنت لا تعرف بالضبط سبب قراءتك لشيء ما، فلا تقرؤه.

شاهد بالفديو: كيف يقرأ الأذكياء؟ 5 نصائح تساعدك على القراءة بذكاء

5. اجمع المعلومات الأكثر أهمية:

صحيح أنَّنا لا نستطيع أن نتذكر كلَّ شيء، لكن في الوقت نفسه، نريد أن نتذكر النقاط الهامة، لهذا السبب نحتاج إلى نظام استرجاع يساعدنا على استرداد المعلومات عندما نحتاج إليها؛ لذا انظر إلى الأمر على أنَّه نَسْخ احتياطي للمعلومات الموجودة في عقلك؛ فإنَّ إنشاء نظام استرجاع يُعدُّ أمراً شخصياً للغاية؛ إذ يفضل بعض الأشخاص تدوين المعلومات في دفتر ملاحظاتهم، بينما يفضل بعضهم الآخر التقاط الصور؛ لذا افعل ما تراه مناسباً لك.

على سبيل المثال، أُفضِّل استخدام تطبيق تدوين الملاحظات إيفرنوت (Evernote)؛ لأنَّه يعمل عملاً مشابهاً لكيفية عمل عقولنا، فعندما أقرأ كتاباً أو مقالاً، أحاول تسليط الضوء على أهم الأشياء فيه، وعندما أنتهي من قراءة الكتاب أعود إلى النقاط البارزة وألتقط الصور لها باستخدام تطبيق (Evernote)، وعندما أحتاج إلى استرداد المعلومات، يمكنني استخدام خيار البحث في التطبيق، والذي يتعرف أيضاً على النص من الصور، كما أنَّ وجود نظام استرجاع يزيل عنك ضغط حفظ المعلومات.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح هامة تساعد على تحسين أداء الذاكرة

في الختام:

لا يعتقد معظم الناس أنَّ القراءة ممتعة، ومع ذلك، فإنَّ اكتساب المعرفة أمر ضروري لنموك وتطورك، وصحيح أنَّك تستطيع التعلم بطرائق مختلفة، ويجب أن تركز على "كيف" تتعلم تعلماً أفضل (سواء عبر الفيديو أم الصوت أم النص)، لكنَّ الحقيقة هي أنَّنا لا نستطيع تجنب القراءة؛ لذا اجعل من السهل على نفسك تعلُّم الأشياء تعلماً أسرع.

خذ استراحة كلَّ 30 دقيقة؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّ الدماغ البشري لا يمكنه التركيز إلا على مهمة واحدة لفترة قصيرة من الوقت، وامنح نفسك استراحة من القراءة وحاول القراءة كلَّ يوم، فإذا واظبت على ذلك، ستكون أكثر ذكاءً إلى حدٍّ كبير في أيِّ وقت من الأوقات.




مقالات مرتبطة