5 نصائح للتخلص من إدمان الهاتف المحمول

ربَّما لا يكون الإدمان على استعمال الهواتف المحمولة أحد أنواع الإدمان المُعترَف بها رسمياً، إذ تعدُّ فكرة عدم امتلاك هاتف محمول ضرباً من المستحيل بالنسبة إلى العديد من الناس في وقتنا الحالي؛ ومع تزايد اعتمادنا على الهواتف المحمولة في التواصل مع الآخرين، وتنظيم الوقت، والتحقق من المعلومات؛ قد يبدو أنَّه من الصعب أن نتدبر أمورنا دونها.



أضحى تصفح الهواتف المحمولة بالنسبة إلى العديد من الناس طريقةً جديدةً لمواجهة التعقيدات الاجتماعية التي تشهدها الحياة الحديثة، وأصبح استعمال هذه الأجهزة طريقةً لتجنُّب المواقف المزعجة؛ إذ نمسك هواتفنا بأيدينا لكي نتجنَّب أن يعيرنا الاهتمام أشخاص آخرون لا نريدهم أن يعيرونا اهتمامهم أصلاً، ولأنَّها أضحت طريقة لمقابلة شريك الحياة المحتمل، أو الحصول على الإطراء المستمر من خلال كتابة المنشورات عبر صفحات الإنترنت والبحث عن "الإعجابات".

لكنَّ الإفراط في استخدام أجهزة التواصل يمكن أن يؤثر في تعاملك مع العلاقات والتجارب الواقعية، وقد يسبب أوجاعاً وآلاماً، وربَّما يؤدي إلى اضطراب النوم؛ كما قد تؤدي كثرة استعمال الهواتف أيضاً إلى الإدمان على الإنترنت في حال الاتصال الدائم بالشبكة، وعدم القدرة على إغلاقها.

كيف تتخلص من إدمان الهواتف المحمولة وتركز الاهتمام على لحظات الحاضر؟

ماذا يجب عليك أن تفعل إذاً حينما تريد الابتعاد عن هاتفك وتجد أنَّ ذلك أمر صعب؟ اتبع هذه النصائح:

1. إجراء اللقاءات وجهاً لوجه:

سواءٌ كانت هذه اللقاءات من أجل العمل، أم من أجل التسلية؛ رتب عقد الاجتماعات شخصياً عوضاً عن الاعتماد على الرسائل النصية أو الحديث عبر الهاتف، واستبدل الهاتف المحمول بالحوارات الشخصية.

إذا كان لديك خبرٌ تَوَدُّ إبلاغه لصديقٍ تعلم أنَّك ستراه في وقتٍ لاحقٍ من النهار، فقاوم الرغبة في إطلاعه على الخبر عبر رسالة نصية، أو عن طريق نشره عبر فيسبوك؛ بل انتظر حتى ترى صديقك، وقل له حينها الخبر شفهياً. سيمنع هذا مهاراتك اللفظية والاجتماعية من التدهور بسبب الإفراط في استخدام الرسائل النصية في التواصل، وتعدُّ هذه إحدى أكبر المشكلات التي تواجه الأشخاص الذين يعانون الإدمان على استخدام الكمبيوتر.

حينما تكون مع شخص آخر ويرن هاتفك، اقفل هاتفك أو تجاهله؛ إذ يمثل إجراء مكالمة هاتفية في أثناء التحاور مع الآخرين قمة الافتقار إلى آداب التعامل.

إقرأ أيضاً: 25 نصيحة لإتقان فن الحديث والحوار مع الآخرين

2. اختيار التجارب الواقعية عوضاً عن الافتراضية:

اختر خوض التجارب الواقعية عوضاً عن التجارب الافتراضية، وابحث عن المعلومات بين الكتب عوضاً عن البحث عنها عبر الإنترنت، وانضم إلى فريقٍ ما أو إلى نادي شطرنج عوضاً عن ممارسة ألعاب الفيديو، واخرج وتابع مباشرةً مقدمي العروض المسلية عوضاً عن متابعتهم عبر الإنترنت.

قد تثير البساطة والكفاءة اللتان يوفرهما استعمال الهاتف المحمول في إنجاز جميع المهام إعجابك، لكنَّ هذا لن يقدم لك أفضل التجارب وأكثرها فائدة.

يعزز استبدال التجارب الافتراضية بالواقعية الصحتين البدنية والذهنية، ويقلل أنماط السلوك الإدمانية؛ وقد تجد أيضاً أنَّ العالم الواقعي أكثر حيوية، وفيه العديد من الجوانب المتنوعة، وممتع أكثر من العالم الافتراضي.

3. اترك غرفة النوم للنوم:

لا يعزز ترك غرفة النوم -التي تؤدي دوراً أساسياً في اتباع عادات جيدة تساعد في الخلود إلى النوم- للنوم ووضع الهاتف المحمول في غرفة أخرى، القدرة على الحصول على قسطٍ جيدٍ من النوم وحسب؛ بل يقلل من احتمالية تعدي الرسائل والمكالمات الهاتفية على الوقت المخصص للراحة.

يجنِّبك هذا أيضاً استخدام الهاتف المحمول لإرسال الرسائل النصية، ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، وما شابهها من عادتٍ تضرُ بعادات نومك خصوصاً، وبصحتك عموماً.

إقرأ أيضاً: 6 أسباب وراء الحرمان من النوم العميق

4. تقدير أوقات الفراغ:

إحدى أسباب اعتمادنا على الهواتف المحمولة أنَّه من السهل جداً أن نخرجها من جيوبنا كلَّما كان لدينا وقت فراغ خلال النهار، ومن العواقب المؤسفة المترتبة على ذلك: الإحساس بأنَّك تضيِّع الوقت كلَّما توقفت عن تفقد الرسائل الإلكترونية في أثناء الانشغال بأنشطة أخرى؛ لكنَّ أوقات الفراغ تعدُّ هامة حتى تحس بالارتياح في أثناء الجلوس وحدك، وتعدُّ كذلك بالنسبة إلى وجودك كلِّه؛ ذلك لأنَّها تؤدي دوراً هاماً في الحفاظ على الصحة الذهنية؛ كما تعدُّ ممارسة التأمل مفيدة في مثل هذه الأوقات.

5. وضع ضوابط محددة:

ضع ضوابط تحدد متى يجب عليك استعمال الهاتف المحمول، ومتى لا يجب عليك ذلك؛ عوضاً عن التفكير تلقائياً في إمساكه في كلِّ لحظة.

ضع الهاتف بعيداً عن متناول يديك حينما تكون مضطراً فعلاً إلى تركيز اهتمامك على بعض الأمور الأخرى؛ إذ تستطيع دائماً الرد على المكالمات والرسائل الإلكترونية في وقتٍ لاحق.

في الختام:

لقد أضحى مزيد من علماء النفس في أيامنا هذه يصنفون الإدمان على استخدام الهاتف المحمول ضمن قائمة الاضطرابات النفسية، ناهيك عن أنَّ هذا النوع من الإدمان يساهم في ضعف الإنتاجية وتشتت الانتباه في أثناء الدراسة أو العمل.

يساعد اتباع النصائح الخمس المذكورة في الأعلى في التخلص من هذا الإدمان، ويجنِّبك تبعاته من تقصير على المستوى المهني أو الدراسي.

 

المصدر




مقالات مرتبطة