5 نصائح لتحسين صحتك النفسية

الشخص السعيد والسليم نفسيَّاً هو بطبيعة الحال شخص سعيد ويتمتَّع بصحة جيدة، فالعقل هو المحرِّك الذي يدير كل شيء، والسعادة والصحة النفسية مثل تغيير الزيت الذي يحافظ على دورانه ويضمن عدم توقفه، فمنذ ولادتنا، كل شيء نفعله، ونتعلَّمه، ونختبره، يجعل الدماغ كائناً حياً قوياً؛ إذ يدير هذا الكائن كل شيء، ويحرص على أن نعمل كل يوم بالطريقة التي من المفترض أن نعمل بها.



لكن نحن بشر، وكان ذلك مجرد تشبيه، فعلى عكس الآلات؛ لدينا عيوب أكثر، ولا يمكن فهم تصرفاتنا أو التنبؤ بها باستخدام دليل التشغيل؛ فيعمل كل منَّا بطريقة مختلفة، ويعالج المعلومات على نحو مختلف، ولدينا عقول متشابهة، لكن كل منَّا يفكِّر بطريقته الخاصة؛ إذ تعتمد سلامة عقولنا على مدى رعايتنا لها، ومدى الأهمية التي نوليها للحفاظ على صحتها واستقرارها.

ما هي الصحة النفسية بالضبط؟

تشير الصحة النفسية بالضبط إلى حالتك الذهنية التي تكون فيها متوازناً وآمناً، وقادراً على التحكم باستجابات عقلك تحكُّماً كاملاً، هذه الاستجابات ليست سوى عواطفك وردود أفعالك وقدرتك على اتخاذ القرار، فمن الهام أن تفهم نفسك واحتياجاتك النفسية ومشاعرك أولاً قبل أن تبحث عن حلول في مكان آخر، صدِّق أو لا تُصدِّق، قد تكون الصحة النفسية عاملاً رئيساً في تشكيل شخصية الفرد ومستقبله من نواح عدة.

كيف؟

الشخص السعيد، أو بالأحرى الشخص المتفائل، عادة ما تكون لديه شخصية إيجابية جداً ومفعمة بالأمل، وغالباً ما تجده يبحث عن الجانب المشرق حتى في أحلك الظروف، ولا يجد صعوبة في اتخاذ القرارات.

الآن، لنتحدَّث عن شخص ذي طبع حزين أو عدواني، حالته الذهنية سلبية أكثر منها إيجابية، وقد تؤثر تأثيراً مباشراً في نظرته إلى الحياة أيضاً؛ لذلك يجد صعوبة أكبر في النظر إلى الجانب المشرق في المواقف التي يتعرَّض لها، وقد يوجد أشخاص محايدون إلى حدٍّ ما في عواطفهم، فعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص أكثر توازناً في أفكارهم، وليس لديهم استجابات عاطفية قوية جداً في أي موقف معين.

الهدف هنا ليس تصنيف أي عقلية في فئة جيدة أو فئة سيئة، وإنَّما تسليط الضوء على حقيقة أنَّنا جميعاً مختلفون في العقل بالفطرة؛ لذلك يجب على كل فرد أن يفهم احتياجاته النفسية فهماً جيداً.

هل يمكنك تحسين صحتك النفسية، وتحمُّل مسؤولية سلامتها؟ بالتأكيد.

شاهد بالفيديو: 12 نصيحة للحفاظ على الصحة النفسية

إليك 5 نصائح هامة لتحسين صحتك النفسية:

1. كن أنت الراعي الأول لصحتك النفسية:

يجب أن تنبع الحاجة إلى اتخاذ خطوة نحو تحسين صحتك النفسية من داخلك؛ أي اتخذ مبادرة تنبع من اهتماماتك ومبادئك، فالتحسين بدافع ذاتي هو أكثر أشكال التحسين فاعلية، ويضفي قيمة ومعنى أكبر من أي تحسين يأتي من مصدر آخر، وللوصول إلى جوهر دافعك، يجب أن تكون الشخص الذي يحمل لواء التقدُّم، فإذا كان تحسين صحتك النفسية نابع من ذاتك، وأخذت على عاتقك رعايتها وحمايتها من أي ضرر، فاعلم أنَّك على الطريق الصحيح.

2. حدِّد الأسباب التي تحفِّزك:

يجب أن تكون على دراية بأسباب تحسين صحتك النفسية، ويرى كل منَّا الدافع بطريقة مختلفة، يرى بعضهم أنَّه يتعلق باكتشاف أنفسهم، ويرى آخرون أنَّه يتعلق بالتعلم من أخطاء الماضي والمضي قدماً، فمهما كان السبب، يجب أن يحفِّزك على الاستمرار، فالعقلية المتحمِّسة والملهَمة هي العقلية التي يسهل تشكيلها، وتطويرها، والتعامل معها؛ لذا حدِّد أسبابك، وستسير في الاتجاه الصحيح.

3. أحبب نفسك:

حب الذات هو الدواء الشافي، وهو المحفِّز المثالي لتعزيز صحتك النفسية، فعندما تحب نفسك وتحنو عليها، تصبح صحتك النفسية أولوية قصوى بطبيعة الحال، ولا يعني حب الذات أن تكون أنانياً أو أن تفكِّر بنفسك فقط؛ يتعلق الأمر كله بالأهمية التي توليها لنفسك؛ أي يجب أن يكون لك نصيب في قائمة أولوياتك، يجب أن تحب نفسك بسهولة؛ لذا قد تحتاج إلى بذل مجهود إضافي لتحب نفسك بصدق.

4. اعرف ما تريده:

يجب أن تحدِّد أهدافاً واضحة، وألا تشعر بالجمود أو التوتر في أي وقت، حتى إذا كان عليك كتابتها، فاكتبها، لكن تذكَّر أن تزيل فوضى الأفكار السلبية من عقلك، لتفسح المجال أمام التحسينات والنمو والتغييرات الإيجابية.

إقرأ أيضاً: فوائد التفاؤل على الصحة النفسية والجسدية

5. تناوَل المنشطات الذهنية:

قد يكون تناوُل المنشطات الذهنية (Nootropics) لتحسين الإدراك والأداء فكرة جيدة، وإذا كنت ترغب في تجربتها، فالغاية من هذه الأدوية هي تحسين صحتك النفسية، والحفاظ على عقلك في حالة يقظة ونشاط، وهو أمر جيد لنموك العقلي.

إقرأ أيضاً: عادات يوميّة تؤدي لتدمير الصحة النفسيّة للإنسان

في الختام:

عقلك هو أثمن ما لديك؛ لذا اعتنِ به عناية فائقة، وقبل البحث عن طرائق وعلاجات لتحسين صحتك النفسية، عليك أن تسيطر على عقلك واستجاباته سيطرة كاملة.




مقالات مرتبطة