5 نصائح لاستعادة مهارتك في الكتابة الإبداعية

لم أتوقَّف عن الكتابة عندما كنتُ طفلة، وأنا متأكِّدة من أنَّ الكثيرين منكم كانوا مثلي، فقد كنَّا نجلس في مقاعدنا في الفصل الدراسي أو نجلس على البساط في المنزل ونبدأ الكتابة على دفاترنا المُسطَّرة، وكانت الكتابة الإبداعية طريقتنا للهروب بعيداً عن الواقع، أو ربما فقط من أجل عيش أحلامنا بالطريقة التي نريد.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "سافانا كوردوفا" (Savannah Cordova)، وتُقدِّم لنا فيه 5 نصائح لاستعادة القدرة على الكتابة الإبداعية.

لكنْ مع اقترابنا من سن الرشد، بدأنا نشعر بشيء من التشاؤم، شعرنا بأنَّ ما كنَّا نقوم به من كتابة لم يكن شيئاً فريداً أو جيداً أو مثيراً للاهتمام بما يكفي للاستمرار، ومضت سنوات دون أن نكتب شيئاً على ورقة أو ربما بطريقة إلكترونية، إلى أن عادت هذه الرغبة في يوم من الأيام، عادت تلك المخيلة المثيرة والحماسة للكتابة، لكنْ كان قد مضى وقت طويل جداً منذ أن كتبنا بطريقة إبداعية، لدرجة أنَّنا نسينا كيف نبدأ بذلك.

لحسن الحظ حتى لو كنتَ قد توقفت عن الكتابة الإبداعية لعدَّة سنوات، لكنْ تُوجَدُ عدة نصائح تساعدك على الكتابة مُجدَّداً، ولقد مررتُ بنفس التجربة منذ سنوات، وبعد أقل من سنة تمكنتُ من كتابة العديد من القصص القصيرة؛ بل وبدأتُ بكتابة رواية أيضاً.

إليك 5 نصائح مستمدة من تجربتي لاستعادة حافزك والبدء بالكتابة مجدداً:

1. اشترِك في مسابقات القصة القصيرة:

هذه هي نصيحتي المُفضَّلة بلا شك من أجل العودة مُجدَّداً إلى الكتابة الإبداعية، ومن الصعب الاعتراف بالأمر، ولكنَّ الكثيرين منا ماهرون جداً في البدء بمشروع ما، ولكنَّنا فاشلون جداً عندما يتعلَّق الأمر بالالتزام بالعمل حتى إنهائه، فمن الصعب جداً المثابرة حتى إنهاء قصة عندما يكون قد مضى وقت طويل منذ أن استخدمتَ مهاراتك، وقد تشعر بصعوبة بالغة في ترجمة أفكارك إلى كلمات مناسبة، فقد تفكِّر في جدوى ما تفعله وتتوقف بمجرد أن تسأل نفسك هذا السؤال.

تمنحك مسابقات القصة القصيرة دافعاً وتفرض عليك موعداً نهائياً صارماً، والأفضل من ذلك كله هو المكافأة التي ستحصل عليها لإنهائك القصة، وغالباً ما تتطلَّب المشاركة في هذه المسابقات كتابة قصة تتألف من 2000 إلى 5000 كلمة، وهذا يستغرق منك يومين من العمل فقط، وربَّما يستغرق أسبوعاً على أبعد تقدير، وحتى الشخص الذي لم يكتب شيئاً منذ سنوات يمكنه تحقيق ذلك.

تتطلَّب بعض مسابقات القصة القصيرة رسوم اشتراك، وقد يبدو من السُّخف إنفاق الأموال على شيء يُعَدُّ هو الحافز بحدِّ ذاته، ولكنَّ رسوم الاشتراك يمكن أن تكون حافزاً رائعاً؛ والسبب أنَّه مثل أي استثمار آخر ستشعر بالالتزام للمثابرة على الكتابة حتى إنهاء القصة؛ لأنَّك دفعت الأموال لقاء ذلك ولا تريد أن تضيع أموالك سدى.

إذا لم تكُن قادراً على دفع رسوم الاشتراك وما زلت بحاجة إلى حافز كنوع من المكافأة، فجرِّب مسابقات القصة القصيرة التي لا تشترط دفع رسوم اشتراك.

إقرأ أيضاً: ما هي الكتابة التعبيرية وما فوائدها؟

2. طبِّق خطة الـ 500 كلمة في اليوم:

يَنصحُ الكثيرون من الكتُّاب المحترفون بكتابةِ 500 كلمة في اليوم، وينصحون بها لأنَّها على حدِّ تعبيرهم تتيح كثيراً من الوقت لإحراز تقدُّم ملحوظ في المشروع، وفي نفس الوقت لا يكون العمل اليومي مُرهِقاً.

أؤيدُ أنَّ إنجاز 500 كلمة في اليوم هو هدف يومي مثالي، فلم أكُنْ أبداً من مؤيدي فكرة كتابة أكبر كميَّة ممكنة بأقل وقت ممكن، وعلى الرغم من أنَّها طريقة فعَّالة جداً بالنسبة إلى بعض الأشخاص، إلَّا أنَّها ليست الطريقة الأفضل عندما تريد استعادة قدرتك على الكتابة بعد انقطاع طويل.

من المناسب جداً تطبيق خطة الـ 500 كلمة يومياً من أجل استعادة مهاراتك الكتابية، في حين تبقى قادراً على إنجاز محتوى جيِّد، وعوضاً عن العبء الذي تُشكِّله كتابة 1000 كلمة أو أكثر في اليوم الواحد، فإنَّني أجدُ أنَّه يكاد يكون من المستحيل كتابة شيء جيِّد مع كل هذا الكم من الكلمات؛ والسبب أنَّه لن يكون لديك الوقت للتفكير بتمعُّن فيما تكتبه، ولن يكون لديك بلا شك الوقت للمراجعة.

تسمح لك خطة الـ 500 كلمة في اليوم بإيلاء الأهميَّة للجودة على حساب الكمية، واستعادة ثقتك في مهارة الكتابة لديك قبل الإقدام على مشروع أكبر.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لكتابة محتوى ناجح

3. اطلبْ من أصدقائك الأفكار أو التوجيهات للموضوع الذي تكتبه:

إضافة إلى مشكلات ضعف الحافز، فقد يواجه العديد من الكتَّاب المنقطعين لفترة طويلة عن الكتابة مشكلة في معرفة ما يكتبون عنه، وقد تشعر بالإحباط والغرابة عندما تريد الكتابة عن شيء ما ولكنَّك لا تعرف كيف تبدأ.

لحسن الحظ يمكن أن تتلقى مساعدة من مصادر وأشخاص آخرين، ويمكن أن يكون الحديث مع أصدقائك - وخصوصاً الكتَّاب منهم - وسيلة ممتازة للحصول على أفكار جديدة، حتى لو اقتصر سؤالك لأحدهم على معرفة ما هو الشيء الذي أراد القراءة عنه مؤخراً.

ضع في حسبانك أنَّك تستطيع الاستفادة حتى من الأفكار غير الناضجة بعد؛ وذلك لأنَّك قد تكون قادراً على تحويلها إلى فكرة متكاملة، ويُمكِنُك أن تستخدم توجيهات الكتابة بوصفها محفِّزاً عندما تكون لديك فكرة من نوع ما أو تصوُّر عام في ذهنك، ولكنَّك تفتقر إلى وجود موضوع معيَّن أو قصة مُحدَّدة في ذهنك.

4. ابتعِدْ عن مصادر التشتيت:

الشعور بالدافع والإلهام للقيام بعمل إبداعي شيء رائع، ولكنَّه لا يكفي وحده؛ فمن غير المفيد أن تشعر على هذا النحو إذا كنتَ تتشتَّت باستمرار، ولا بأس بأخذِ استراحة، ولا بدَّ أنَّك بحاجة إلى ممارسة التمرينات الرياضية بعد الاستيقاظ من أجل أن تبقى مركِّزاً ومتَّقد الذهن، لكنْ إذا وجدتَ أنَّ تركيزك بدأ يتشتَّت بفعل البيئة المحيطة؛ مثل الرغبة في تفقُّد حسابك على تويتر (Twitter) كل خمس دقائق، فهذا يعني أنَّه قد حان الوقت لإعادة التفكير في عادات الكتابة التي تتَّبعها.

قبلَ كل شيء تعرَّف إلى البيئة المحيطة الأنسب لك، فلدى كل شخص أشياء يفضِّلها ومتطلبات تساعده على البقاء مركِّزاً في العمل، ويحتاج بعض الأشخاص إلى عزلة كاملة وصمت مُطلَق، بينما يُفضِّل بعضهم الآخر بعض الضجة المنخفضة، فأَدرِك ما هو الوضع الأنسب بالنسبة إليك وحاوِل أن تعمل في بيئة يتوافر فيها هذا الوضع قدر الإمكان.

بعد ذلك ضع قواعد صارمة عندما يتعلَّق الأمر باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو أي شيء آخر يُمكِنُ أن يغريك باستخدام الإنترنت، وهذه أيضاً مسؤوليتك، فأنت تعرف ما إذا كنتَ من هواةِ موقع تويتر (Twitter) أو إنستغرام (Instagram)، ومهما يكُن التطبيق الذي يُسبِّبُ لك التشتيت، فأَغلِقهُ على هاتفك أو حاسوبك المحمول أو أي جهاز آخر.

إذا كان تحميل تطبيقات خاصة بحجب المواقع أو التطبيقات يتطلب منك جهداً أو تكلفة لا تستطيع تحمُّلها، فقُم ببساطة بتسجيل الخروج من التطبيق؛ لأنَّ هذا الإجراء على بساطته فعَّال أيضاً في جعلِكَ تتجنب مصادر التشتيت.

شاهد بالفيديو: 4 أفكار لكتابة محتوى يجذب عملاء محتملين

5. اكتب بأسلوبك الخاص:

يَستخدِمُ الكتَّاب عادةً أعمال غيرهم من المؤلفين بوصفها مصدر إلهام، وخاصةً عندما يكونون في بداية المشروع، أو يعاودون الكتابة منذ مدة وجيزة، لكنْ يمكن أن يأتي ذلك بنتائج عكسية على نوعين؛ والنوع الأول أنَّك تحاول تقليد غيرك من حيث أسلوبه في الكتابة، وستبدو النتيجة مزيفة أو لا تعبِّر عن أسلوبك، أمَّا النوع الثاني فهو أنَّك عندما تكتب على غرار أسلوب الكتَّاب الأكثر شهرة، فمن المرجَّح أن تشعر بالإحباط عندما تقارن موهبتك بموهبتهم.

لكي تحقِّق النجاح فعلاً بصفتك كاتباً مبدعاً؛ فأنت تحتاج جدياً إلى كتابة قصتك الخاصة، ويُمكِنُك استخلاص عناصر معيَّنة من أشياء أخرى قرأتها، لكنْ لا يجب أن تكون قصتك مجرد نسخة طبق الأصل من محتوى آخر أعجبك.

أنا أعرف هذا من تجربة شخصيَّة، فبعد قراءة رواية "فتاة مفقودة" (Gone Girl) في عام 2013 كنت مفتونة جداً بطريقة جيليان فلين (Gellian Flynn) في الكتابة لدرجة أنَّني أردتُ أن أكتب مثلها تماماً، وبنفس أسلوبها.

للأسف في غضون صفحتين من روايتي الغامضة والمثيرة أدركتُ أنَّ هذا ليس أسلوبي أبداً، وأدركتُ أيضاً أنَّني لا أرغب أصلاً في كتابة قصة مثيرة وغامضة، وكنتُ أريد فقط أن أكتب شيئاً رائعاً.

إقرأ أيضاً: نصائح عملية لكتابة اليوميات للمبتدئين

في الختام:

لا تأتي روعة الكتابة من جرَّاء الكتابة عن موضوع معيَّن أو بأسلوب معيَّن، فبعض كتب تكون الأكثر مبيعاً وهي بموضوعات شتى وأساليب مختلفة في الكتابة، والسر وراء كتابة رائعة هو الشغف الذي يرافقه الانضباط والعزيمة، ولحسن الحظ مع هذه النصائح يجب أن تكون قادراً على العودة إلى ممارسة الكتابة الإبداعية، وهذه المرة أنا متأكدة من أنَّك ستتابع حتى تحقيق أهدافك.




مقالات مرتبطة