5 معوقات يجب أن تتجاوزها حتى تحقق أحلامك

يجب على المرء المُقبِل على تحقيق أحلامه أن يحدِّد مشكلاته الحالية التي تَحول دون شعوره بالرضى؛ كرغبته في تأسيس شركة ضخمة، أو زواج ناجح، أو تأليف رواية، أو الوصول إلى الوزن المثالي، وغيرها، فيكمن حل هذه المشكلات أو بتعبير آخر "تحقيق الحلم" في المَلَكَات الإبداعية للفرد، لأنَّ الإبداع يعني استحداث شيء من العدم، شيء غير موجود في الوقت الحاضر.



محال أن تتحقَّق أحلام الفرد ورغباته ما لم يوظف قدراته الإبداعية في خطة عمل فعلية على أرض الواقع، فلا يمكن أن يطوي النسيان هذه الأحلام والطموحات بأيِّ حال من الأحوال؛ بل إنَّها تبقى حسرة في نفس الإنسان وتُنزِل به الشقاء والإحباط؛ أي إنَّ الإبداع شرط لازم لحل جميع المشكلات، وتحقيق الأحلام والأهداف.

5 معوقات تقتل الإبداع مُرتَّبة تصاعدياً من الأقل خطورة إلى الأخطر:

1. رفع سقف التوقعات:

يثبت التاريخ يوماً بعد آخر أنَّ تجاوز الأزمات وتحقيق الإنجازات البارزة في الحياة لا يتم بين ليلة وضحاها، وأنَّ الوقت اللازم لتحقيق غاية معينة يتناسب طرداً مع فداحة المشكلة، وأهمية الحلم الذي يصبو إليه الفرد.

يتوقع جميع الأفراد في أيامنا هذه تلبية رغباتهم آنياً وتحقيق النجاح بسرعة، وتؤدي هذه العقلية إلى الإحباط وفقدان الدافع عندما لا يتم بلوغ الغاية بالفترة الزمنية المتوقعة، ويُعِدُّ الفرد تجربته فاشلة؛ ما يؤدي إلى تقويض قدراته الإبداعية.

لا بأس بالتفاؤل والطموح، ولكن يجب أن تكون التوقعات منطقية وواقعية من ناحية الوقت والجهد اللازم حتى يحقق الفرد غايته المنشودة.

2. وضع أهداف دون خطة عمل لتنفيذها:

يقول المخترع الأمريكي "توماس إديسون" (Thomas Edison): "تتحقق الإنجازات العبقرية بالعمل الجاد وليس بمجرد التفكير الإبداعي"؛ أي لا نجاح بلا عمل جاد، فلا بأس بالتفكير الإبداعي؛ لكنَّ تحقيق الأحلام وتلبية الرغبات مرتبط بتنفيذ هذه الأفكار.

يتمتع معظم الأفراد بمقدرة بارزة على المضي في تنفيذ أهدافهم في البداية، ولكن سرعان ما تنضب "حماستهم" ويصبح التقدم في خطة العمل مهمة شاقة، وفي هذه المرحلة بالذات يستسلم معظم الأفراد، في حين يتميز الفرد الناجح بقدرته على مواصلة تنفيذ خطته مهما ساءت الظروف وأصبح التقدم عسيراً.

للتغلب على هذه المشكلة ننصحك بأن تتحضر نفسياً منذ البداية لمواجهة الإحباط والرغبة بالاستسلام في مرحلة معينة بعد تجاوز حماسة وإلهام البدايات، وتعتزم مواصلة تنفيذ خطتك في شتى الظروف والأحوال.

يبلغ معظم الأفراد مرحلة الإحباط عندما تسوء الأحوال، أو يعتقد الفرد أنَّ عمله لا طائل منه، أو أنَّ لا أحد يكترث لكفاحه، وأنَّه فاشل وغيرها من الأفكار المحبطة.

عندما تستعد منذ البداية لاحتمال فقدان الدافع في إحدى مراحل التنفيذ عندئذ ستكون مستعداً لاحتواء الموقف وتجاوزه بأقل الخسائر الممكنة؛ فهو لن يأخذك على حين غرة؛ بل أنت تترقب حدوثه، وتستطيع أن تمسك بزمام الأمور من جديد من خلال التزام مواصلة عملك كما تعهدت في البداية.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحفيز قدرتك على تحقيق أهدافك

3. انتظار الإلهام:

قد يكون تقدمك صوب تحقيق حلمك بطيئاً جداً لأنَّك "تنتظر الإلهام" أن يحل عليك حتى يؤجج حماستك ويعزز طاقتك ويزيد إنتاجيتك وجودة عملك، وتكمن المشكلة في أنَّ تأثير الإلهام والدافع مؤقت، ولا طائل من مواصلة انتظارهما فقد لا يعودان أبداً.

يقتضي الحل السليم أن تلتزم العمل الجاد وتكثف جهودك ما أمكن؛ وبهذه الطريقة سيتجدد إلهامك باستمرار؛ لأنَّ العمل الجاد والتقدم يحفزان مشاعر الحماسة والإلهام؛ وبهذا تتمكن من تحقيق هدفك في النهاية.

4. التشاؤم:

إياك أن تصغي إلى كلام المحبطين الذين يشككون في قدراتك وأهليتك، ويثبطون عزيمتك بأفكارهم السامة سواء أكانوا من أفراد عائلتك، أم زملاء العمل، أم الأصدقاء، أم مديرك في العمل.

أحياناً يشعر الإنسان بالإحباط عند التفكير بتجارب الماضي المؤذية ويتذكر كل كلمة قيلت في حقه سواء من والديه، أم أشقائه، أم معلميه، وأصدقائه، ويبدأ التشكيك في نفسه نتيجة ذلك.

تنشأ المشكلة الحقيقية عندما تسيطر هذه الأفكار المؤذية والشكوك على عقلية الفرد، وتصبح جزءاً أساسياً من روتين حياته؛ لذا يجب أن تعي وجود هذه الأفكار السلبية التي تدفعك للتشكيك بقدراتك والاستسلام، وتفصلها عن عقليتك وقراراتك؛ لأنَّها لا تتعلق بك شخصياً؛ بل هي تبعات تجاربك السابقة والحالية، ولو لم تكن أهلاً للنجاح لما راودك ذاك الحلم ولا رغبت في ذاك الهدف من الأساس.

لا داعي لمجابهة هذه الأفكار التشاؤمية عندما تحل عليك حتى لا تتفاقم؛ وإنَّما يكفي إدراك أنَّها دخيلة على عقليتك ولا تتعلق بك لا من قريب ولا بعيد، وأنَّها رواسب الكلام الذي قيل في حقك والتجارب المؤذية السابقة، وما خلفته من شكوك ومخاوف لا تمت لك بصلة من الأساس؛ بهذه الطريقة ستتخلص من الأفكار المؤذية بسرعة من دون أن تستنزف جهودك ووقتك في مجابهتها.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح للتخلص من التشاؤم والتفكير بإيجابية

5. الغرور:

يبرز الغرور عادة بعد إحراز الأفراد أو المؤسسات لنجاحات بارزة نتيجة جهودهم في المرحلة السابقة؛ كتحقيق إيرادات هائلة، أو تحقيق الشهرة من الممثلين، أو المؤلفين وغيرهم، ولا بد أن يُلحِق هذا الغرور الفشل في المرحلة الحالية والمقبلة من حياة الإنسان أو المؤسسة؛ لذا من الهام أن تنتبه لهذه العقلية حتى تمنعها من تدمير أحلامك ونجاحاتك، وتكون متواضعاً على الدوام؛ فالتواضع من شيم الناجحين.

يمكن أن تكون هذه العقلية سائدة في مؤسستك أو حياتك أنت على وجه الخصوص، وتتضمن إيمانك بتفوقك على الجميع، وخبرتك البارزة، وعدم حاجتك إلى مواصلة التعلم لأنَّك تمتلك جميع المعارف والخبرات، والامتناع عن الدراسة الدقيقة للمرحلة المقبلة لأنَّك تعمل في المجال منذ وقت طويل وأنت متأكد من تحقيق النجاح في هذه المرة.

تؤدي هذه العقلية إلى الفشل، وتطيح بالإبداع، والابتكار، والإنتاجية، فيقول المخترع الأمريكي "توماس إديسون" (Thomas Edison): "ما نعرفه قطرة، وما لا نعرفه محيط"، وبناءً عليه لا يوجد خبراء فعليُّون في أي مجال من مجالات الحياة مهما اعتقد الإنسان أنَّه لامع وغالى الناس من حوله في مديح نجاحاته وإنجازاته.

تُثبت هذا الكلام تجربة شركات الحواسيب والبرمجة؛ فعندما كانت شركة "آي بي إم" (IBM) في زهو نجاحها وشهرتها بذلت شركة "مايكروسوفت" (Microsoft) جهدها في الابتكار وتفوقت عليها، وعندما بلغت مرحلة الغرور بدورها برزت شركات "جوجل" (Google)، و"فيسبوك" (Facebook)، و"آبل" (Apple)، وهكذا دواليك.

علَّمَتنا الحكمة القديمة أنَّ التواضع من شيم الأكفاء، ومهما زادت معارف الإنسان فإنَّها لا تشكل قطرة في محيط العلم والمعرفة؛ وبهذا ننصح بمواصلة التعلم بصرف النظر عن نجاحاتك وتفوقك في مجال عملك، فنحن تلامذة الحياة حتَّى آخر لحظة من عمرنا.

إقرأ أيضاً: بعض الطرق للسيطرة على غرورك

في الختام:

لقد ناقش هذا المقال 5 عوائق تَحول دون الإبداع يجب عليك أن تتحضر لها وتتخلَّص منها حالما تبرز في حياتك حتى تتمكَّن من تحقيق أحلامك وأهدافك في الحياة.




مقالات مرتبطة