5 مخاوف تواجه رواد الأعمال

أن تكون رائد أعمال هو أمرٌ مخيف تماماً؛ ثق بي، شعرت بالخوف المعوق نفسه الذي يَختبره العديد من روَّاد الأعمال، عندما أسست شركتي الأولى، راودتني الكثير من الشكوك والمخاوف حيال ذلك، ماذا لو فشلت شركتي؟ ماذا لو سَخِرَ الناس مني؟ ماذا لو لم أستطع جذب العملاء؟ ماذا لو لم يؤمن بي أحد؟ ماذا لو لم أؤمن أنا بنفسي؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذة عن الكاتبة كيم بيريل (Kim Perell)، والتي تُحدِّثنا فيها عن تجربتها الشخصية مع المخاوف التي تراود روَّاد الأعمال.

تساءلت أحياناً فيما إذا كان الخوف الذي اعتراني مجرد إشارة على أنَّني يجب ألا أتراجع عن إنشاء شركتي الخاصة، ولكنَّ جوهر المسألة هو أنَّ الخوف هو شعور إنساني طبيعي، يختبره الجميع، ولاسيما روَّاد الأعمال الذين يغامرون في سبيل اغتنام الفرص بمفردهم.

الحل ليس في التخلص من مخاوفك بشكل سحري أو التظاهر بعدم وجودها حتى؛ بهدف تحقيق النجاح بصفتك رائد أعمال، ينبغي أن تعترف وتعالج وتتحكم بمخاوفك حتى لا تسيطر على حياتك.

إليك خمسة مخاوف رئيسة ينبغي على كل رائد أعمال تجاوزها، بغية تحقيق النجاح في عمله، وكيف تستطيع البدء بالتحكم بها:

1. الخوف من الفشل:

الخوف من الفشل هو أحد أكثر أنواع الرهاب شيوعاً، لاسيما بين روَّاد الأعمال الجدد والطموحين، في الحقيقة، تعترف نسبة 30% من الأمريكيين بأنَّ الخوف من الفشل يردعهم عن بدء عملهم الخاص، لكن على الرغم من مدى الرهبة التي قد تشعر بها، إلا أنَّ الفشل ليس نقيضاً للنجاح؛ بل هو جزء أساسي من النجاح.

واجه العديد من روَّاد الأعمال والشركات الناجحة الكثير من الفشل في طريقهم إلى تحقيق النجاح، ابتكرت شركة دايسون (Dyson) حوالي 5126 نموذجاً فاشلاً قبل اختراع المكنسة الكهربائية بدون كيس لجمع الأوساخ في النهاية، كما خسر أبراهام لينكولن سباق مجلس الشيوخ لعام 1858، ولم يتمكن مايكل جوردن من إنشاء فريق لكرة السلة في مدرسته من المحاولة الأولى، الفشل لا يجعل منك فاشلاً؛ بل الاستسلام هو ما يجعلك كذلك.

في الواقع، يمكن للفشل أن يكون الشيء الأساسي الذي دفعك إلى الاجتهاد في تحقيق النجاح، تُبيِّن الدراسات أنَّ الفشل في الماضي يزيد احتمال نجاح روَّاد الأعمال إلى أكثر من الضعف، حاول إعادة النظر إلى فشلك في ضوء هذه الحقيقة، أنت لم تفشل؛ بل ضاعفت احتمال نجاحك مرتين عما كان عليه.

اسأل نفسك: إذا قررت المضي قدماً في انتهاز فرصة محتملة، ما هو أسوأ أمر قد يحدث في حال فشلت؟ هل ستتمكن من التعايش مع ذلك؟ هل ستستمر الحياة؟ ابدأ بالنظر إلى الفشل على أنَّه فرصة للتعلم والتطور.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح للتخلص من مشاعر الخوف من الفشل

2. الخوف من المجهول:

إنَّ رفض التغيير هو رد فعل طبيعي، فنحن نميل إلى التمسك بما هو أسهل وأكثر راحة؛ حيث إنَّه باستمرارك في العمل الممل والمحدود في إمكانك على الأقل معرفة كيف سيكون نمط حياتك اليومية، وإذا بقيت في شقتك الموحلة، لا يجب عليك عندها توضيب أغراضك، كما أنَّك إذا استمريت في علاقة فاشلة، لن تكون وحيداً على الأقل.

بغية تحسين الأمور، لا بدَّ من إحداث تغيير، إنَّ الخوف من المجهول هو أمر شائع؛ إلا أنَّ المجهول هو مجهول فقط إلى أن تعرفه، وتكمن الطريقة الوحيدة لمعرفته في المضي قدماً واكتشافه، غامر وتقدم بثقة، وكن متأكِّداً من أنَّك ستكتشف الأمور مستقبلاً.

عليك معرفة أنَّه في كثير من الأحيان ستضع الحياة عقبات في طريقك، الشيء الوحيد الأكيد في الحياة هو عدم اليقين، لكن طالما أنَّك مرن وتحافظ على تقدمك بقدر ما تستطيع، ستتطور وتتكيف وتغدو أكثر قوة من ذي قبل.

تذكَّر المرات التي لم تجرِ بها الأمور كما هو مخطط لها، في مثل هذه المواقف كيف تمكنت من التكيف مع ذلك والاستمرار قدماً؟ ما هي المهارات التي وظَّفتها في تحقيق النجاح بغض النظر عن الظروف؟

3. الخوف من الرفض:

في مرحلة معينة، يكون كل رائد أعمال خائفاً بعض الشيء من التعرض للرفض، فعندما تكون على وشك تقديم عرض للمستثمرين، ستقلق من احتمال تعرُّضك للسخرية والرفض، عندما تكون على وشك طلب نصيحة حيال كيفية بدء عمل تجاري، قد يعتريك الخوف من أنَّهم سيخبرونك بكونك غبياً لمجرد محاولتك ذلك، عندما تريد بيع منتجات أو توفير خدمات لعملائك، يمكن أن ينتابك القلق من عدم رغبة أحد في شرائها.

في كل من الأمثلة السابقة، أسوأ ما يمكن أن يحدث هو تعرُّضك للرفض، ولكن لسبب ما، يمكن لذلك أن يبدو مخيفاً للغاية في الوهلة الأولى، ستتلقى نصيبك من الرفض في مجال الأعمال التجارية، ولكن دعني أُطلِعك على سر: هذا في الحقيقة أمر جيد، لست بحاجة إلى الحصول على قبول الجميع؛ بل فقط الأشخاص المناسبين.

في أثناء بحثك عن شريك مثالي لك في العمل، ذلك المستثمر المثالي القادر على مساعدتك على تمويل مشروعك، والمنتور الممتاز الذي يثق بك تماماً، ستقابل الكثير من الأشخاص غير المناسبين، ولكن بغية معرفة فيما إذا كانوا مناسبين أم لا، سيكون عليك السؤال عن ذلك، لا تأخذ الرفض بمنحى شخصي؛ وذلك لأنَّك لا تريد العمل مع شخص لا يؤمن بك ولا يشاركك في الرؤى التي تتطلع إلى تحقيقها، كن ممتناً أنَّهم لم يضيعوا وقتك أكثر في التردد وعدم التأكد من موافقتهم رسمياً على مشاركتك.

وتذكَّر، مجرد تلقيك الرفض من أحدهم لا يعني أنَّك تفتقر لما يتطلبه تحقيق النجاح، وكما يُقال: "يمكن أن تكون الأكثر نضجاً وعطاءً في العالم، وستقابل دائماً من يكره النضج".

للمساعدة على التغلب على مخاوفك؛ تخيل نفسك في مواقف يمكن أن تتعرض خلالها للرفض، كأن تطلب لقاء منتور أو خبير لطالما أردت التعلم منه، أو تجري مكالمة متعلقة بالمبيعات لطالما أثارت مخاوفك، كلَّما تعرَّضت للرفض أكثر، أو تخيلت نفسك في مواقف كتلك، شعرتَ بأنَّ كل شيء سيكون على ما يرام.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الرفض وتتغلب على الخوف منه؟

4. الخوف من كونك غير كفؤ:

أحياناً قد يكون الشخص الأصعب إرضاء ليس مستثمراً أو عميلاً أو شريكاً أو والداً؛ بل أنت؛ لذا يفتقر الكثير من روَّاد الأعمال إلى الإيمان بأنَّهم على قدر جيد من الكفاءة لبدء عملهم التجاري الخاص، وتحقيق النجاح، وإيجاد السعادة، حتى عند تحقيقهم للنجاح، يشعرون بأنَّهم لا يستحقونه.

لا زالت تراودني الشكوك حيال قدراتي وإمكاناتي بين الحين والآخر، من الصعب البقاء إيجابياً وواثقاً في ظل حالة من عدم اليقين، وأية انتكاسات من شأنها أن تكون مدمرة إذا كنت تشكِّك في قدراتك فعلاً.

إليك نصيحتي لأولئك الذين يعانون من هذا النوع من الخوف:

  • استثمر في العلاقات: من خلال العثور على منتورز وأقران يرون بوضوح إمكاناتك ويؤمنون بك حقاً؛ حيث إنَّ إيمانهم بك سيساعدك على اكتساب الثقة التي تحتاج إليها لبلوغ أحلامك.
  • تحكَّم بمشاعرك: قد تبدو مشاعر الخوف والتشكيك بالنفس أمراً واقعياً، في حين أنَّها مجرد مشاعر تزداد قوة أثرها بقدر ما نسمح لها بذلك؛ لذا اعْتَرِف بتلك المشاعر كما هي، ولا تسمح لها بتشويه الواقع، إنَّ إدراك حقيقة مخاوفك يمكِّنك من السيطرة عليها.
  • توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين: عزِّز ما في إمكانه جعلك مختلفاً عمن حولك، وركز على تقديم أفضل صورة لنفسك، لكل منا مواهبه الفريدة الخاصة به، ويكمن الحل في إيجاد ما تبرع به حقاً والتركيز على القيام به.

إنَّ الخوف من ألا تكون على قدر كاف من الكفاءة هو مجرد آلية تفكير، لن يتمكن من إصلاحه أي قدر من النجاح الخارجي؛ إذ ينبغي أن ينبع من داخلك، سيساعدك التفكير الذاتي والعلاقات الداعمة والتحدث عن النفس بإيجابية على تجاوز تلك المخاوف المشتركة.

5. الخوف من النجاح:

قد تعتقد بأنَّك لا تخاف من النجاح، إلا أنَّه أمر شائع أكثر مما تظن، بينما تمضي قدماً ستواجه جميع أنواع التحديات الجديدة التي لم تعهدها من قبل، كل المخاطر السابقة التي تطرقنا إلى الحديث عنها تميل إلى أن تتضخم مع زيادة المخاطر، نحن قلقون حيال ما سيكون مختلفاً في حياتنا فيما إذا حققنا النجاح فعلاً.

ثق بأنَّك قادر على الارتقاء إلى مستوى النجاح، تماماً كما كنت في الماضي عندما كنت تعمل على بدء نشاطك التجاري الخاص، شكِّل فريقاً من الأشخاص القويين الذين في إمكانك الاعتماد عليهم والتعلم منهم.

ركز على الأشياء العظيمة المرتبطة بالنجاح، مثل الحرية المالية والإبداعية، واسمح لنفسك بالاحتفال في النجاحات التي تحققها، استمتع بمدى روعة أن تقابل جهودك وعملك الشاق وشغفك بالتقدير والمكافأة.

لقد اختبرت تلك المخاوف الخمسة طوال مسيرتي المهنية، ولكي أكون صادقاً، ما زلت أشعر بها من وقت لآخر، لكنَّني لا أدعها تسيطر على حياتي وتمنعني من المضي قدماً في تحقيق أهدافي؛ إذ إنَّ حالة الركود تخيفني أكثر.

المصدر




مقالات مرتبطة