5 مجالات يجب المرور بها لجعل المستحيل ممكناً

جميعنا مررنا بوقت في حياتنا تمنينا فيه الحصول على شيء معين؛ سواء كان شريك حياة أم سيارة أم مالاً أم أسرة أم حتى نمط حياة، لكن بعدها نخاطب أنفسنا ونقول: "لا أستطيع الحصول على شيء منها"؛ ومن ثَمَّ نستمر في إخبار أنفسنا أنَّ الذين يحصلون على هذه الأشياء هم أشخاص مختلفون عنا جداً إلى أن يصبح الأمر بمنزلة نبوءة تحقق ذاتها؛ إنَّنا نضيع الأشياء التي نملكها، والتي تساعدنا على إحراز تقدُّم في حياتنا؛ لأنَّنا نظن أنَّ إحراز التقدم أمر مستحيل، وفي معظم الأحيان لا نكترث بما نملك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون برونو بوكسيك (Bruno Boksic)، ويُقدِّم لنا فيه 5 مجالات يجب المرور بها لجعل المستحيل ممكناً.

إليك 5 مجالات يجب المرور بها لجعل المستحيل ممكناً:

1. غير المرئي:

في هذا المجال نحن لا نملك أدنى فكرة عن بعض الأمور؛ لأنَّها غير مرئية بالنسبة إلينا، وقد لا نعلم بوجودها إلا عندما نكتشفها عن طريق الصدفة أو عندما يخبرنا شخص آخر بأنَّنا نحول الأشياء غير المرئية إلى أشياء مستحيلة.

سأقدم لك بعض الأمثلة عن هذا المجال:

  1. يلعب لاعب كرة الطاولة إبراهيم حماتو (Ibrahim Hamato) بلا ذراعين؛ لأنَّه تعرض لحادث أدى إلى بتر ذراعيه عندما كان صغيراً؛ ولذلك يستخدم فمه وعنقه في اللعب، ولكن المفاجأة الأكبر هي طريقته المتقنة في ضرب الكرة.
  2. يُعدُّ بناء فندق مؤلف من 15 طابقاً في 6 أيام في الصين (China) نشاطاً عادياً.
  3. يقرأ رجل الأعمال الأمريكي تشارلي مونجر (Charlie Munger) نحو 500 صفحة في اليوم، وبالنظر إلى أنَّ متوسط ​​عدد صفحات الكتاب العادي يبلغ نحو 250 صفحة؛ فهذا يعني أنَّه يقرأ كتابين يومياً أو ما يصل إلى 650-700 كتاباً في السنة؛ إذ يقرأ ​​الأشخاص الأمريكيين العاديين أقل من 4 كتب في السنة.

لقد أصبح الآن غير المرئي مرئياً بالنسبة إليك؛ لأنَّك أصبحت على علم بأنَّ هذا يحدث في مكان ما ولكن ليس في المكان الذي توجد فيه أو في حياتك؛ لهذا السبب تصبح الأشياء "غير المرئية" مستحيلة بالنسبة إليك.

لكن كما قال رئيس جنوب أفريقيا (South Africa) السابق، نيلسون مانديلا (Nelson Mandela): "دائماً ما يبدو الأمر مستحيلاً حتى تحققه".

2. المستحيل:

تكمن في هذا المجال خطط الثراء السريع؛ إذ يعدُك بعضهم بإعطائك شيئاً من شأنه أن يحول "المستحيل" إلى "حقيقة"؛ ولكنَّ الأمر لا يحدث بهذه الطريقة في الحياة الواقعية؛ فأنت لست معتاداً على هذا النوع من نمط الحياة، ولا يمكنك التعامل مع هذه النقلة النوعية.

إذا كنت بحاجة إلى دليل على ذلك فما عليك سوى إلقاء نظرة على ما يحدث للأشخاص الذين يفوزون في اليانصيب والذين ينتقلون من الفقر المدقع إلى الثراء؛ إذ يُعدُّ معدل الانتحار والاكتئاب ضمن تلك المجموعة من الناس من أكبر المعدلات في البلاد، والمفارقة هي أنَّهم كانوا أكثر سعادة بحياتهم قبل فوزهم في اليانصيب.

يجب اتخاذ جميع الخطوات بالترتيب ولا يمكنك تجاوز أياً منها، فأنت بحاجة إلى الشعور بكلِّ واحدة منها ومعرفة كيفية الانتقال من مجال إلى آخر، وستبدأ في التساؤل في مجال "المستحيل" عن كيفية القيام بذلك، وستسأل نفسك أيضاً: "كيف أصل إلى هناك؟"، أو "كيف أمضي قدماً؟"؛ إذ سيقودك هذا التساؤل إلى تحول طريقة تفكيرك من العقلية الثابتة إلى عقلية النمو اللازمة لتحويل أيِّ شيء مستحيل إلى ممكن.

شاهد: كيف تحفز نفسك وتحثُّها على النجاح؟

3. الممكن:

عندما تحول طريقة تفكيرك من العقلية الثابتة إلى عقلية النمو، فعندها تصل إلى مجال "الممكن"؛ إذ تبدأ في الاعتقاد أنَّه من الممكن بالنسبة إليك تحقيق الشيء الذي تريده، وعندها لن يكون الأمر حكراً على أشخاص آخرين تعتقد أنَّهم مختلفين عنك.

سوف تبدأ في الاعتقاد (والإثبات لنفسك) أنَّه لا يوجد "أشخاص مختلفين عنك"، وسوف تدرك أنَّ ثمة عملاً شاقاً ومثابرة وإيمان فقط، والآن ستكون قد تخطيت أكبر عقبة، ويحين الوقت لإكمال عملية تغيير طريقة تفكيرك، وهنا نعني المعرفة والمهارات، وعندما تبدأ العمل في مجال "الممكن"، فعندها تخطو إلى المجال التالي وهو مجال "المحتمل".

4. المحتمل:

هذا هو المكان الذي تمزج فيه بين تغيير طريقة تفكيرك والاعتقاد بأنَّه يمكنك القيام بالأمر، وبين المعرفة والمهارات اللازمة للقيام بذلك، وهذا هو المجال الذي يُجاب فيه على سؤالي "لماذا" و"كيف".

سوف تتعلم في مجال "المحتمل" كيف تجعل حلمك ورؤيتك حقيقيتين، وهذا هو الجزء الذي تمارس فيه العادات والأعمال اليومية، وهذه واحدة من أطول الفترات؛ لأنَّ معظم المهارات تستغرق وقتاً طويلاً لتصبح مهارات طبيعية.

إذا كنت ترغب في تحقيق رؤيتك وحلمك، فأنت بحاجة إلى إتقان المجال الذي سيوصلك إلى حيثما تريد؛ إذ سيستغرق الإتقان بعض الوقت، ولكن لا تصاب بالإحباط، فأنت الآن على الطريق الصحيح، والنجاح هو أمر لا مفر منه؛ لذا استمر في دفع نفسك والعمل، واستمر في المحاولة وآمن أنَّ ذلك سيحدث، وعندما يتحقق ستدخل إلى المرحلة الأخيرة.

كما قال الكاتب الأمريكي إلبرت هوبارد (Elbert Hubbard): "لا أحد سيحقق نتيجة كبيرة ما لم يحقق المستحيل مرة واحدة يومياً على الأقل".

إقرأ أيضاً: كيف تكسر حاجز المستحيل وتصل إلى أهدافك

5. الحقيقي:

هذا هو المجال الذي ستصبح فيه رؤيتك وحلمك واقعاً، وهذا هو الهدف النهائي الذي ستشعر به وتصل إليه وتعيش به، لكن لن يحدث ذلك إلا إذا آمنت، وعملت من أجله وأتقنته، وهذا هو المجال الذي ستتحقق فيه الأحلام؛ ولكنَّه ليس مكاناً سحرياً يحدث من اللاشيء؛ بل إنَّه نتاج معتقداتك وعملك الجاد الذي ستبذله حتى ترى النتائج المرجوة.

سيؤتي في تلك اللحظة كلاً من العمل الجاد والمثابرة ثمارهما، وستشعر بأروع شعور في العالم، وهو شعور الإنجاز، وهذه هي اللحظة التي سوف تعيش حلمك في الواقع.

إقرأ أيضاً: 5 حقائق عجيبة عن القوى الخفية للعقل الباطن

في الختام:

بالنسبة إلى الهدف التالي الذي لديك لن تتوقف الدورة أبداً، والشيء الوحيد الذي سيتغير هو موقفك منها، فبالنسبة إلي لقد وصلت إلى مجال "الحقيقي" في جانب واحد من حياتي؛ ولكنَّني ما زلت في مجال "المحتمل" في جانب آخر؛ ولذلك ما يزال لدي كثير من العمل الذي يتعين عليَّ القيام به.




مقالات مرتبطة