5 قواعد قيادية ينبغي عليك أن تكسرها حالاً

إذا كنتَ تتولى منصباً إدارياً أو قيادياً؛ فأنت من حاملي راية القيادة، وعلى الرغم من الهرمية المتَّبعة للوصول إلى هذه المناصب فإنَّ الناس لا تتمتع غالباً بمؤهلات قيادية حقيقة.



ويتشارك القادة الذين يلهمون مرؤوسيهم لتحقيق العظمة بصفات معيَّنة ومنها: عدم خوفهم من مخالفة أو خرق القواعد للوصول إلى العظمة ضمن الحدود الأخلاقية والقانونية طبعاً؛ ولا يتردد القائد الجيد في تحدي الوضع الراهن، وهذا السبب الرئيس الذي يدفعه نحو المحافظة على منصب القيادة مدة أطول من الزمن.

وقد يؤدي التمسُّك بالأساليب المجرَّبة والمختَبرة إلى نتائج متوقعة، أو قد لا يسفر عنها شيء في ظل بيئة عمل سريعة الخطى؛ وهو ما لا ترغب في حدوثه بصفتك قائداً، وكونك تريد تحقيق شيء لا يملكه الآخرون؛ لذا ينبغي أن تتخلى عن هذه العقلية التقليدية. سنستعرض في هذه المقالة خمس قواعد ينبغي خرقها لتكون قائداً عظيماً.

1. الاعتقاد أنَّك تعرف كل شيء:

قال عالِم الفيزياء الشهير "ستيفن هوكنج" (Stephen Hawking): "ليس الجهل عدو المعرفة ولكنَّه التظاهر بالمعرفة".

قد يوهمك منصبك القيادي بأنَّك تعرف كل الأمور ويعطيك الصلاحية لفعل أي شيء، وقد تظن أنَّك أذكى الموجودين مستنداً إلى حكمتك؛ ولكن هذا لا يجعلك محقاً دائماً.

وتكمن مشكلة هذا الأسلوب في أنَّك لا تشرك الآخرين في عملية صنع القرار لأنَّك لا تؤمِن بقدراتهم، كما يمكِن أن تتخذ قراراً خاطئاً إن لم ينبِّهك أحد للأمر؛ وهذا أحد الأسباب التي تدفعك نحو إحاطة نفسك بالأشخاص الأذكياء مما ينمي ذكاءك أيضاً.

2. القيام بكل شيء بنفسك:

تقول الكاتبة الأمريكية هيلين كيلر (Helen Keller): "لا يمكِننا أن ننجز سوى القليل بمفردنا؛ بينما يمكِننا إنجاز الكثير معاً".

يظن معظم القادة أنَّهم يسيرون وحدهم وأنَّهم يستطيعون فعل كل شيء دون مساعدة من أحد؛ وهذا ما يدفعهم إلى التعامل مع جميع الأمور بمفردهم ومواجهة التحديات وحدهم؛ حيث يمنعهم غرورهم من طلب العون من أقرانهم ومرؤوسيهم، لكنَّ القادة الناجحين يتسمون بالتواضع ويعرفون أهمية العمل الجماعي لتحقيق الأهداف والنجاح.

كما يَعرف القادة في أعماقهم أنَّهم لا يستطيعون فعل كل شي بأنفسهم ودون مساعدة الآخرين، وبأنَّ النجاح لا يتحقق دون تكاتف الجميع معاً، وكذلك يمكِنك استخدام برامج إدارة المهام على الإنترنت لضمان سير العمل.

وقد اختصر رجل الأعمال أندرو كارنيجي (Andrew Carnegie) ذلك بقوله: "إنَّ مفهوم العمل الجماعي هو التعاضد معاً لتحقيق رؤية مشتركة، والقدرة على توجيه الإنجازات الفردية باتجاه أهداف المنظمة المحددة؛ وهو الحافز الذي يحرك الناس نحو أهداف مجهولة".

إقرأ أيضاً: أهمية وفوائد العمل الجماعي

3. الاعتقاد أنَّ الجميع سواسية:

إذا كنتَ تحكم على الجميع بنفس الطريقة وتظن نفسك عادلاً فربما عليك تغيير عقليتك؛ حيث يختلف الأشخاص عن بعضهم وبالتالي تختلف مكامن قوَّتهم وضعفهم وتعاملهم مع التحديات المختلفة، وبالتالي لا تستطيع معاملة الجميع على قدر من المساواة؛ بل ينبغي معاملتهم بما يناسب دوافعهم وأساليبهم وعقلياتهم المختلفة، وبدلاً من مقارنتهم بغيرهم، حبَّذا لو تساعدهم على أن يصبحوا نسخاً أفضل من أنفسهم.

وقد أشار رائد الأعمال الأمريكي غاري فاينرتشوك (Gary Vaynerchuk) إلى هذه النقطة في حسابه على موقع "لينكد إن" (LinkedIn)، وكان تصريحه كالتالي:

"يرى معظم المديرين الجدد أنَّ حصوله على هذا المنصب يعني الخلاص، ولكن الحقيقة أنَّ الأمر عكس ذلك تماماً؛ فالمديرون يعملون من أجل موظفيهم، مما يعني أنَّ على المدير أن يفهم متطلبات موظفيه لأعمق مستوىً وأن يتبنَّى احتياجاتهم باستمرار وما الذي يطمحون إلى أن يحصلوا عليه من المنظمة، لنستطيع التوفيق بين منحهم ما يريدون وإعطاء المنظمة ما تريده.

على سبيل المثال: قد يرغب أحد الموظفين في أن يحصل على راتب أعلى عندما يصبح عمره 24، ولكن ربما يقع في الحب عندما يصبح عمره 28 ويقرر أن يمضي وقتاً أطول مع عائلته؛ وقد يطمع أحد آخر في رتبة رفيعة أو ربما يطمح غيره لبناء شبكة علاقات مع المدير أو أن ينتقل إلى العمل في أحد المكاتب الدولية الخاصة بالشركة، فهناك احتمالات عدة ومن واجب المدير أن يوفِّق بين الواقع والتغييرات وبذلك تعطيهم ما يريدون وينجزون أعمالهم بصورةٍ صحيحة.

4. التحيزات:

سواء أكنتَ قائداً أم لم تكن، فإنَّك لن تحظى بإعجاب الجميع، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن تُقدِّم خدمات إضافية إلى من تحبهم وتترك الباقين يعملون تحت الضغط، فقد تُحاط بموظفين يعملون بجد في أقسام عدة مثل: المبيعات والتسويق مما يدفعك إلى منحهم ترقيات عليا.

ولكن بوصفك قائداً في الأعمال التجارية، فمن واجبك استيعاب فكرة أنَّ مَن يعمل في منصب محدد لا يعني بالضرورة أن يعمل بمنصب آخر بالجودة ذاتها.

ولا تتسرع في ترقية الموظفين المبتدئين حتى ترى في أعينهم رغبةً حقيقية لذلك؛ وبدلاً من ذلك، كافِئ موظفيك بإنصافٍ بدل التحيز إلى ترقية بعضهم دون التأكد من مؤهلاتهم.

إقرأ أيضاً: 3 تحيزات معرفية تؤثر في قراراتنا اليومية

5. عدم السعي إلى تغيير الأمور ما دام كل شيء على ما يرام:

يتخذ القادة الجيدون مواقف ضد الوضع الراهن ويبادرون إلى اتخاذ الإجراءات بدل الجلوس مكتوفي الأيدي، ولن تجد قائداً ناجحاً سبق وأن اتَّبَع سبلاً مستهلكة.

إذا كنتَ تؤمِن بالشعار الذي يقول: "لا تحاوِل إصلاح ما هو ليس معطوباً"، فلن تُحقِّق الكثير وستغلق الأبواب أمام كثير من الأفكار والابتكارات؛ مما يمنعك من إيجاد حلول جديدة.

وأشهر الأمثلة على هذا الأمر هو مؤسس شركة "أبل" (Apple) ستيف جوبز (Steve Jobs)، الذي خاطرَ بابتكار منتجات لم نكن على دراية أنَّنا نحتاجها حتى حصلنا عليها في متناول أيدينا؛ وقد حصدت هذه المخاطرة ثمارها؛ ولو قال إنَّ التكنولوجيا لا تعاني من أيَّة مشكلة ولا ضرورة لتطويرها، لما كان الآن أعظم رائد أعمال شهدته البشرية في الفترة الأخيرة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة